!¨°o:[[ منتديات القـصـــــــــــــواء]]: o°¨!
أول ما تبدء أي عمل قول بسم الله الرحمن الرحيم وتقول اللهم صل على سيدنا محمد واله وسلم ومرحبا بك في منتديات القصواء لو انت زائر شرفنا مروركم الكريم وتشرفنا بالتسجيل واذا كنت من الاعضاء نرجوا سرعة الدخول ومسموح بالنقل او الاقتباس من المنتدى
!¨°o:[[ منتديات القـصـــــــــــــواء]]: o°¨!
أول ما تبدء أي عمل قول بسم الله الرحمن الرحيم وتقول اللهم صل على سيدنا محمد واله وسلم ومرحبا بك في منتديات القصواء لو انت زائر شرفنا مروركم الكريم وتشرفنا بالتسجيل واذا كنت من الاعضاء نرجوا سرعة الدخول ومسموح بالنقل او الاقتباس من المنتدى
!¨°o:[[ منتديات القـصـــــــــــــواء]]: o°¨!
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


رَفَعَ اللَّهُ لِلْمُتَيَّمِ قَدْراً
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولالطريقة البرهانية الدسوقية الشاذليةموقع رايات العز اول جريدة اسلامية على النتالمجلة البرهانية لنشر فضائل خير البريةشاهد قناة القصواء عالنت قناة البرهانية على اليوتيوبحمل كتب التراث من موقع التراث

==== ========= عن سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الزموا مودتنا أهل البيت، فإنه من لقي الله عز وجل وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا، والذي نفسي بيده لا ينفع عبداً عمله إلا بمعرفة حقنا". رواه الطبراني في الأوسط ========= ==== ==== عن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي". رواه الطبراني ورجاله ثقات. ========= ==== عن سيدنا جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل جعل ذرية كل نبي في صلبه، وإن الله تعالى جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب رضي الله عنه". رواه الطبراني ========= ==== عن سيدنا جابر رضي الله عنه أنه سمع سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول للناس حين تزوج بنت سيدنا علي رضي الله عنه : ألا تهنئوني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ينقطع يوم القيامة كل سبب ونسب إلا سببي ونسبي". رواه الطبراني في الأوسط والكبير ========= ==== ==== عن سيددنا ابن عمر رضي الله عنهما عن سيدنا أبي بكر - هو الصديق - رضي الله عنه قال ارقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته. رواه البخارى ==== وفي الصحيح أن الصديق رضي الله عنه قال لعلي رضي الله عنه: والله لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي . ========= ==== عن سيدنا جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول "يا أيها الناس إني تركت فيكم ما إن اخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي " . رواه الترمذي ========= ==== عن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس عن أبيه عن جده عبدالله بن عباس رضي الله عنهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أحبوا الله تعالى لما يغذوكم من نعمه وأحبوني بحب الله وأحبوا أهل بيتي بحبي" . رواه الترمذي ========= ==== عن أبي إسحاق عن حنش قال سمعت أبا ذر رضي الله عنه وهو آخذ بحلقة الباب يقول: يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن أنكرني فأنا أبو ذر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح عليه الصلاة والسلام من دخلها نجا. ومن تخلف عنها هلك". رواه أبويعلى ==== عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنا وعلي وفاطمة وحسن وحسين مجتمعون ومن أحبنا يوم القيامة نأكل ونشرب حتى يفرق بين العباد". فبلغ ذلك رجلاً من الناس فسأل عنه فأخبره به فقال: كيف بالعرض والحساب؟ فقلت له: كيف لصاحب ياسين بذلك حين أدخل الجنة من ساعته. رواه الطبراني ========== ==== وعن سلمة بن الأكوىه,±رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"النجوم جعلت أماناً لأهل السماء وإن أهل بيتي أمان لأمتي". رواه الطبراني ======== وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهلي من بعدي". رواه أبو يعلى ورجاله ثقات. ========= ==== ==== الله الله الله الله ====
..
..
..

 

 المجلة عدد إبريل 2013

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
خادمة الحبيب المصطفى




عدد المساهمات : 937
تاريخ التسجيل : 22/10/2012

المجلة عدد إبريل 2013 Empty
مُساهمةموضوع: المجلة عدد إبريل 2013   المجلة عدد إبريل 2013 Icon_minitimeالجمعة أغسطس 30, 2013 1:52 pm

تدارس

الذاريات

نحن أمام الأبيات الثانى عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من القصيدة الحادية والثلاثين من نفائس الدر المنظوم والمنثور فى ديوان شراب الوصل للإمام العارف بالله السيد فخر الدين نتأمل بعين الشريعة والحقيقة فى كتاب الله من آيات انتسبت اليها الأبيات وذلك حتى ننهل من معانى خمر حسنها فضاح.
الآبيات:
وَأَمَّا الذَّارِيَاتُ فَرِيحُ وَصْلِى وَإِنَّ الإِفْكَ مِنْهَا لَلْغُبَارُ 31/12
وَإِنَّ الْمُوقَرَاتِ بِحِمْلِ عِلْمِى جَرَيْنَ بِهِ يَسِيرًا حَيْثُ سَارُوا 31/13
وَإِنِّى قَاسِمٌ وَاللهُ مُعْطِى وَهَذِى آيَتِى وَلِىَ الفَخَارُ 31/14
تَقُولُ الذَّارِيَاتُ بِصِدْقِ وَعْدٍ وَأَنَّ الإِخْتِلافَ هُوَ الْغِمَارُ 31/15
تفاسير الشريعة والمعانى اللغوية
من تفسير الماوردى رضي الله عنه أنه قال :
قوله تعالى ﴿وَالذَّارِيَاتِ ذَرْواً﴾ الذاريات: الرياح، واحدتها ذارية لأنها تذرو التراب والتبن أى تفرقه فى الهواء، كما قال تعالى ﴿فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ﴾ وفى قوله ﴿ذَرْواً﴾ وجهان: أحدهما: مصدر. الثانى: أنه بمعنى ما ذرت، قاله الكلبى. فكأنما أقسم بالرياح وما ذرت الرياح. ويحتمل قولاً ثالثاً: أن الذاريات النساء الولودات لأن فى ترائبهن ذرو الخلق، لأنهن يذرين الأولاد فصرن ذاريات، وأقسم بهن لما فى ترائبهن من خيرة عباده الصالحين، وخص النساء بذلك دون الرجال وإن كان كل واحد منهما ذارياً لأمرين.
أحدهما: لأنهن اوعية دون الرجال فلاجتماع الذروين خصصن بالذكر. الثانى: أن الذرو فيهن أطول زماناً وهن بالمباشرة أقرب عهداً.
﴿فَالْحَامِلاَتِ وِقْراً﴾ فيها قولان: أحدهما: أنها السحب [يحملن] وِقْراً بالمطر. الثانى: أنها الرياح [يحملن] وِقْراً بالسحاب، فتكون الريح الأولى مقدمة السحاب لأن أمام كل سحابة ريحاً، والريح الثانية حاملة السحاب. لأن السحاب لا يستقل ولا يسير إلا بريح. وتكون الريح الثانية تابعة للريح الأولى من غير توسط، قاله ابن بحر. ويجرى فيه احتمال قول ثالث: أنهن الحاملات من النساء إذا ثقلن بالحمل، والوقر ثقل الحمل على ظهر أو فى بطن، وبالفتح ثقل الأذن.
﴿فَالْجَارِيَاتِ يُسْراً﴾ فيها قولان: أحدهما: السفن تجرى بالريح يسراً إلى حيث سيرت. الثانى: أنه السحاب، وفى جريها يسراً على هذا القول وجهان: أحدهما: إلى حيث يسيرها الله تعالى من البقاع والبلاد. الثانى: هو سهولة تسييرها، وذلك معروف عند العرب كما قال الأعشى:
كأن مشيتها من بيت جارتها مشى السحابة لا ريث ولا عجل
﴿فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً﴾ فيه قولان: أحدهما: أنه السحاب يقسم الله به الحظوظ بين الناس. الثانى: الملائكة التى تقسم أمر الله فى خلقه، قاله الكلبى. وهم: جبريل وهو صاحب الوحى والغلظة، وميكائيل وهو صاحب الرزق والرحمة، وإسرافيل وهو صاحب الصور واللوح، وعزرائيل وهو ملك الموت وقابض الأرواح، عليهم السلام. والواو التى فيها واو القسم، أقسم الله بها لما فيها من الآيات والمنافع.
﴿إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ﴾ فيه وجهان: أحدهما: إن يوم القيامة لكائن، قاله مجاهد، الثانى: ما توعدون من الجزاء بالثواب والعقاب حق، وهذا جواب القسم. ﴿وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ﴾ فيه وجهان: أحدهما: إن الحساب لواجب، قاله مجاهد. الثانى: [أن] الدين الجزاء ومعناه أن جزاء أعمالكم بالثواب والعقاب لكائن، وهو معنى قول قتادة، ومنه قول لبيد:
قوم يدينون بالنوعين مثلهما بالسوء سوء وبالإحسان إحسانا
﴿وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الْحُبُكِ﴾ فى السماء ها هنا وجهان: أحدهما: أنها السحاب الذى يظل الأرض. الثانى: وهو المشهور أنها السماء المرفوعة، قال عبد الله بن عمر: هى السماء السابعة. وفى ﴿الْحُبُكِ﴾ سبعة أقاويل:
أحدها: أن الحبك الاستواء، وهو مروى عن ابن عباس على اختلاف. الثانى: أنها الشدة، وهو قول أبى صالح. الثالث: الصفاقة، قاله خصيف. الرابع: أنها الطرق، مأخوذ من حبك الحمام طرائق على جناحه، قاله الأخفش، وأبو عبيدة. الخامس: أنه الحسن والزينة، قاله على وقتادة ومجاهد وسعيد بن جبير ومنه قول الراجز:
كأنما جللها الحواك كنقشة فى وشيها حباك
السادس: أنه مثل حبك الماء إذا ضربته الريح، قاله الضحاك. قال زهير:
مكلل بأصول النجم تنسجه ريح الشمال لضاحى مائة حبك
السابع: لأنها حبكت بالنجوم، قاله الحسن. وهذا قسم ثان.
﴿إِنَّكُمْ لَفِى قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ﴾ فيه ثلاثة أوجه: أحدها: يعنى فى أمر مختلف، فمطيع وعاص، ومؤمن وكافر، قاله السدى. الثانى: أنه القرآن فمصدق له ومكذب به، قاله قتادة. الثالث: انهم أهل الشرك مختلف عليهم بالباطل، قاله ابن جريج. ويحتمل رابعاً: أنهم عبدة الأوثان والأصنام يقرون بأن الله خالقهم ويعبدون غيره. وهذا جواب القسم الثانى.
﴿يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ﴾ فيه ستة تأويلات: أحدها: يضل عنه من ضل، قاله ابن عباس. الثانى: يصرف عنه من صرف، قاله الحسن. الثالث: يؤفن عنه من أفن، قاله مجاهد، والأفن فساد العقل. الرابع: يخدع عنه من خدع، قاله قطرب. الخامس: يكذب فيه من كذب، قاله مقاتل. السادس: يدفع عنه من دفع، قاله اليزيدى.
﴿قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ﴾ فيه أربعة تأويلات: أحدها: لعن المرتابون، قاله ابن عباس. الثانى: لعن الكذابون، قاله الحسن. الثالث: أنهم أهل الظنون والفرية، قاله قتادة. الرابع: أنهم المنهمكون، وهو مروى عن ابن عباس أيضاً. وقوله ﴿قُتِلَ﴾ ها هنا، بمعنى لعن، والقتل اللعن. وأما الخراصون فهو جمع خارص. وفى الخرص ها هنا وجهان: أحدهما: أنه تعمد الكذب، قاله الأصم. الثانى : ظن الكذب، لأن الخرص حزر وظن، ومنه أخذ خرص الثمار. وفيما يخرصونه وجهان: أحدهما: تكذيب الرسول . الثانى: التكذيب بالبعث. وفى معنى الأربع تأويلات, وقد تقدم ذكرها فى أولها ﴿الَّذِينَ هُمْ فِى غَمْرَةٍ سَاهُونَ﴾ فيه ثلاثة أوجه: أحدها: فى غفلة لاهون، قاله ابن عباس. الثانى: فى ضلالاتهم متمادون، وهو مروى عن ابن عباس أيضاً. الثالث: فى عمى وشبهة يترددون، قاله قتادة. ويحتمل رابعاً: الذين هم فى مأثم المعاصى ساهون عن أداء الفرائض.
﴿يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ﴾ أى متى يوم الجزاء. وقيل: إن أيان كلمة مركبة من أى وآن.
﴿يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ﴾ فى ﴿يُفْتَنُونَ﴾ ثلاثة أوجه: أحدها: أى يعذبون، قاله ابن عباس، ومنه قول الشاعر:
كل امرىء من عباد الله مضطهد ببطن مكة مقهور مفتون
الثانى: يطبخون ويحرقون، كما يفتن الذهب بالنار، وهو معنى قول عكرمة والضحاك. الثالث: يكذبون توبيخاً وتقريعاً زيادة فى عذابهم.
﴿ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ﴾ الآية. فيه ثلاثة أوجه: أحدها: معنى فتنتكم أى عذابكم، قاله ابن زيد. الثانى: حريقكم، قاله مجاهد. الثالث: تكذبيكم، قاله ابن عباس.
أما معانى التأويل والإشارة فيقول ابن عجيبة رضي الله عنه:
الإشارة ﴿والذاريات﴾: رياح الواردات الإلهية، التى ترد على القلوب، فتذرو منها الأمراض والشكوك والأوهام والخواطر؛ لأنها تأتى من حضرة قهّار، لا تُصادم شيئاً إلا دفعته، ﴿فالحاملات وِقراً﴾ فالأنفس المطهرة، الحاملة للعلوم والحِكم والمواهب، وِقراً: حِملاً لا حدّ له، ﴿فالجاريات يُسراً﴾: فالأفكار الجارية فى بحار الأحدية، من الجبروت إلى الملكوت، ثم تنزل على عالَم المُلك، تتفنن فى علوم الحكمة، فى جرياً يُسراً شيئاً فشيئاً، ﴿فالمُقَسِّمات أمراً﴾: فالأرواح والأسرار الكاملة، التى تقسم الأرزاق المعنوية والحسية، حيث جعل الله لها ذلك بفضله عند كمالها، وهذه أرواح أهل التصرُّف من الأولياء. إنما تُوعدون من الوصول إلينا لَصادِقٌ لمَن صدق فى الطلب، وإنَّ الجزاء على المجاهدة بالمشاهدة لواقع. قال القشيرى: إن الله تعالى وعد المطيعين بالجنة، والتائبين بالمحبة، والأولياء بالقُربة، والعارفين بالوصلة، والطالبين بالوجدان. ولعلّ مراده بالأولياء عموم الصالحين.
الإشارة: أقسم الله تعالى بسماء الحقائق، وتُسمى سماء الأرواح؛ لأن أهل الحقائق روحانيون سماويون، ترقَّوا من أرض الأشباح إلى سماء الأرواح، حيث غلبت روحانيتهم، على بشريتهم، كما أن أهل الشرائع اليابسة أرضيين بشريين، حيث غلبت بشريتهم الطينية على روحانيتهم السماوية، ولكل واحدٍ طُرق، فطُرق سماء الحقائق هى المسالك التى تُوصل إليها، وهى قَطْع المقامات والمنازل، وخَرق الحُجب النفسانية، حتى يُفضوا إلى مقام العيان ﴿فى مقعد صدق عند مليك مقتدر﴾ وطُرق أرض الشرائع هى المذاهب التى سلكها الأولون، واقتدى بهم الآخرون، يفضوا أهلها إلى رضا الله ونعيمه. وكان الشيخ الشاذلى رضي الله عنه يقول فى تلميذه المرسى: إن أبا العباس أعرف بطُرق السماء منه بطُرق الأرض، أى: أعرف بمسالك الحقائق منه بمذاهب الشرائع، وهذا إشارة قوله: ﴿ذات الحُبك﴾ أى: الطُرق. إن أهل الجهل بالله لفى قولٍ مُختلفٍ مضطرب، لا تجد قلوبهم تأتلف على شيئ، قلوبهم متشعبة، ونياتهم مختلفة، وهممهم دنية، وأقوالهم مضطربة، بخلاف أهل الحقائق العارفين بالله، قلوبهم مجتمعة على محبة واحدة، وقصدٍ واحد، وهو الله، بدايتهم فى السلوك مختلفة، ونهايتهم متفقة، وهو الوصول إلى حضرة العيان، ولله در ابن البنا، حيث قال:
مذاهبُ الناسِ على اختلاف ومذهبُ القوم على ائتلاف
وقال الشاعر:
عباراتهم شتى وحُسْنُك واحدٌ وكُلٌّ إلى ذاك الجمال يُشير
يُؤفك عن هذا الاختلاف مَن صُرف فى سابق العناية، أو مَن صُرف من عالم الأشباح إلى عالم الأرواح. قُتل الخراصُون؛ المعتمدون على ظنهم وحدسهم، فعلومهم جُلها مظنونة، وإيمانهم غيبى، وتوحيدهم دليلى من وراء الحجاب، لا يَسلم من طوارق الاضطراب، الذين هم فى غمرة؛ أى: فى غفلة وجهل وضلالة، ساهون عما أُمروا به من جهاد النفوس، والسير إلى حضرة القدوس، أو ساهون غائبون عن مراتب الرجال، لا يعرفون أين ساروا، وفى أى بحار سَبَحوا وغاصوا، كما قال شاعرهم:
تركنا البحورَ الزاخراتِ وراءنا فمن أين يدرى الناسُ أين توجهنا؟
وبعد أن ذكرنا لكم المعانى الشرعية ثم المعانى التأويلية نترك لكم الفرصة لصياغة المعنى التأويلى وكل منا يختبر نفسه ويقول ماذا يريد أن يقوله الإمام رضي الله عنه من الأبيات وسوف نذكر لكم بإذن الله تعالى صياغة المعنى فى العدد القادم وإلى ذلك الحين نترككم فى رعاية الله وأمنه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محمد مقبول


المصدر
http://newdesign.almagalla.info/NewsInfo.aspx?id=701
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خادمة الحبيب المصطفى




عدد المساهمات : 937
تاريخ التسجيل : 22/10/2012

المجلة عدد إبريل 2013 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلة عدد إبريل 2013   المجلة عدد إبريل 2013 Icon_minitimeالجمعة أغسطس 30, 2013 2:05 pm

المرأة

السيدة سارة
أم الأنبياء


هذه قصة إمرأة كريمة صابرة، باذلة للمعروف، وإكرام الضيوف، إمرأة أكرمها الله بمعجزة عجيبة، يوم حفظها من كيد جبار من جبابرة الأرض، إمرأة مباركة فأكثر الأنبياء من نسلها إمرأة اصطفاها الله عز وجل واختارها من بين البشر لتكون رضي الله عنها زوجاً لخليله عليه السلام.
إنها السيدة سارة هى زوجة النبى إبراهيم وأم النبى إسحاق أبو النبى يعقوب الذى ينحدر من نسله أنبياء بنى إسرائيل وسارة بالأصل اسم كنعانى ويعنى بالعربية البهجة والسرور... وكانت السيدة سارة أجمل نساء عصرها... جذر أصيل وفرعها ظليل.
سارّة بتشديد الراء تسر القلب لنقاء عقيدتها وصفاء إيمانها وتسر العين لجمالها وحسنها وبهائها، فقد كانت على غير دين قومها، راغبة عن كواكبهم السبعة التى كانوا يعبدون، ترنو بصيرتها إلى الذى فطرهن.
كانت إبنة عم سيدنا إبراهيم عليه السلام فأبوها هاران أخو تارخ والد سيدنا إبراهيم ويقال: أن والدها هاران كان ملكاً على حران من أرض بابل.
وقبل الخوض فى الحديث عن السيدة سارة لابد من الحديث عن سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام فهو النبى وهى زوجته، فمنذ نضوجه عليه السلام فى صباه أدرك جنوح قومه عن الحق والحقيقة فقال تعالى ﴿وَلَقَدْ آَتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ﴾ الأنبياء 51، وبدأت معركة سيدنا إبراهيم عليه السلام مع الشرك والمشركين وأنتصرت إرادة الله تعالى وخسر هنالك المبطلون وخرج سيدنا إبراهيم عليه السلام من هذه المحنة سليماً معافى لم يضره مكرهم ولاكيدهم ﴿فَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ﴾ الصافات 98، وعلى الرغم من بلوج الحق أمام أعينهم إلا أنهم ظلوا فى عنادهم وعتوهم وغرورهم.
وابتُلى سيدنا إبراهيم بملك جبار متكبر تخطى ما عليه القوم من كفر وشرك إلى أدعاء الألوهية هو النمرود ملك بابل.
لا الملك ولا الناس أصغوا بقلوبهم وعقولهم إلى الحق وأتباع الهدى فآثر سيدنا إبراهيم عليه السلام أن يهاجرهم ﴿وَقَالَ إِنِّى مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّى إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ العنكبوت 26، فخرج من تلك الديار ومعه زوجته السيدة سارة وابن أخيه لوط عليه السلام وزوجته وكان معه أيضاً أخوه ناحور وزوجته ملكا فكانوا طليعة الإيمان والتوحيد وأتجهوا إلى الشام –فلسطين- قال تعالى ﴿إِلَى الْأَرْضِ الَّتِى بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ﴾ الأنبياء 71، وحطوا الرحال عند بيت المقدس وهناك أوحى الله تعالى إليه: إنى جاعل هذه الأرض لك ولخلفك من بعدك.
ومرت على البلاد والعباد أيام شدة قحط وجدب فقصد سيدنا إبراهيم عليه السلام ومعه السيدة سارة إلى مصر فلما أتياها مرا بأرض ملك من الجبابرة، فأخبر هذا الملك بما عليه سارة من الجمال والبهاء فتاقت نفسه أن يأخذها إليه، قد ذكر قصتها الإمام البخارى ومسلم والبزار وغيرهم، وسنكتفى بإيراد القصة من صحيح الإمام البخارى، عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: لم يكذب إبراهيم عليه السلام إلا ثلاث كذبات: ثنتين منهما فى ذات الله عز وجل، قوله ﴿إِنِّى سَقِيمٌ﴾ الصافات 89، وقوله ﴿بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا﴾ الأنبياء 63، وقال: بينا هو ذات يوم وسارة إذ أتى على جبار من الجبابرة، فقيل له: إن هاهنا رجلاً مع امرأة من أحسن الناس، فأرسل إليه فسأله عنها فقال: من هذه؟ قال: أختى، فأتى سارة قال: ياسارة ليس على وجه الأرض مؤمن غيرى وغيرك، وإن هذا سألنى عنك فأخبرته أنك أختى فلا تكذبينى، فأرسل إليها فلما دخلت عليه ذهب يتناولها بيده فأُخذ، فقال: ادعى الله لى ولا أضرك، فدعت الله فأُطلق، ثم تناولها الثانية فأخذ مثلها أو أشد، فقال: ادعى الله لى ولا أضرك، فدعت فأطلق، فدعا بعض حجبته فقال: إنكم لم تأتونى بإنسان؛ إنما أتيتمونى بشيطان، فأخدمها هاجر، فأتته وهو قائم يصلى، فأومأ بيده: مهيم؟ قالت: رد الله كيد الكفار أو الفاجر فى نحره، وأخدم هاجر، قال أبو هريرة: تلك أمكم يابنى ماء السماء.
هكذا نجا الله السيدة سارة بعد دعواتها لله ألا يخذلها، وأن يحيطها بعنايته، وأن يحفظها من شر هذا الملك، فأقبلت تتوضأ وتصلى وتقول: اللهم إن كنت تعلم إنى قد آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجى إلا على زوجى فلا تسلط علىّ الكافر.
ورجع إبراهيم وزوجه إلى فلسطين مرة أخرى، ومضى لوط عليه السلام فى طريقه إلى قوم سدوم وعمورة الأردن الحالية يدعوهم إلى عبادة اللَّه، ويحذرهم من الفسوق والعصيان، ومرت الأيام والسنون ولم تنجب سارة بعد ابناً لسيدنا إبراهيم، يكون لهما فرحة وسنداً.
وأهتدت السيدة سارة إلى أمر ولكنه كان يحتاج منها إلى التضحية الشديدة فأشارت على سيدنا إبراهيم عليه السلام أن يتزوج من هاجر بعد أن عرفوا عنها حسن الأخلاق والأدب الشديد، وفعل سيدنا إبراهيم ما أشارت به عليه السيدة سارة وتزوج سيدنا إبراهيم عليه السلام هاجر، وبدأ شىء من الغيرة يتحرك فى نفس سارة، بعد أن ظهرت علامات الحمل على السيدة هاجر، فلمّا وضعت هاجر طفلها إسماعيل عليه السلام طلبت السيدة سارة من سيدنا إبراهيم عليه السلام أن يبعدها وابنها، ولأمر أراده الله أخذ سيدنا إبراهيم السيدة هاجر وابنها الرضيع إلى وادٍ غير ذى زرع من أرض مكة عند بيت الله الحرام، فوضعهما هناك مستودعاً إياهما اللَّه، وداعياً لهما بأن يحفظهما الله ويبارك فيهما، فدعا إبراهيم عليه السلام ربه بهذا الدعاء ﴿رَبَّنَا إِنِّى أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِى بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِى إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾ إبراهيم 37، لكن آيات الله لا تنفد، فأراد أن يُظهر آية أخرى مع السيدة سارة، وذات يوم، جاء نفرٌ لزيارة سيدنا إبراهيم عليه السلام ؛ فأمر بذبح عجل سمين، وقدمه إليهم، لكنه دهش لما وجدهم لا يأكلون، وكان هؤلاء النفر ملائكة جاءوا إلى سيدنا إبراهيم السلام فى هيئة تجار، ألقوا عليه السلام فرده عليهم، قال تعالى ﴿وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ • فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ﴾ هود 69، 70، قال تعالى ﴿فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ • إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ﴾ هود 74، 75، وأخبرت الملائكة سيدنا إبراهيم عليه السلام أنهم ذاهبون إلى قوم لوط لأنهم عصوا نبى الله لوطاً، ولم يتبعوه، وقبل أن تترك الملائكة إبراهيم عليه السلام بشروه بأن زوجته سارة سوف تلد ولداً اسمه إسحاق، وأن هذا الولد سيكبر ويتزوج، ويولد له ولد يسميه يعقوب.
ولما سمعت السيدة سارة كلامهم، لم تستطع أن تصبر على هول المفاجأة، ﴿فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ﴾ الذاريات 29، ﴿قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَىْءٌ عَجِيبٌ • قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ﴾ هود 72، 73.
وفى تفسير الجلالين ﴿وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ﴾، لم تلد قط وعمرها تسع وتسعون سنة وعمر إبراهيم مائة سنة أو عمره مائة وعشرون سنة وعمرها تسع وتسعون سنة.
وها أعظم من أن الله فضلها بأن جعل كثرة الأنبياء فى ذرية إبراهيم منها، فنسلها نسل مبارك، روى السيوطى عن ضمرة بن حبيب أنها حاضت قبل أن تحمل بإسحاق، فكان من قولها للرسل حين بشروها: قد كنت شابة وكان إبراهيم شاباً فلم أحبل، فحين كبرت وكبر أألد؟! قالوا: أتعجبين من ذلك ياسارة؟ فإن الله قد صنع بكم ما هو أعظم من ذلك؛ إن الله قد جعل رحمته وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد.
رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت ... وحملت السيدة سارة بإسحاق عليه السلام ووضعته، فبارك اللَّه لها ولزوجها فيه ومن إسحاق انحدر نسل بنى إسرائيل.
هذه هى السيدة سارة زوجة نبى الله إبراهيم عليه السلام التى كانت أول من آمن بأبى الأنبياء إبراهيم عليه السلام حين بعثه الله لقومه يهديهم إلى الرشد، ثم آمن به لوط ابن أخيه عليه السلام ، فكان هؤلاء الثلاثة هم الذين آمنوا على الأرض فى ذلك الوقت.
فقصة السيدة سارة زوجة سيدنا إبراهيم فيها عبر وعظات، كم نحن بحاجتها فى هذه الحياة.
المحبة فى الله


المصدر
http://newdesign.almagalla.info/NewsInfo.aspx?id=702
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خادمة الحبيب المصطفى




عدد المساهمات : 937
تاريخ التسجيل : 22/10/2012

المجلة عدد إبريل 2013 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلة عدد إبريل 2013   المجلة عدد إبريل 2013 Icon_minitimeالجمعة أغسطس 30, 2013 2:41 pm

التراث

أماجد العلماء

الحمد لله الذى اختص العلماء بوراثه الانبياء والتخلق باخلاقهم وجعلهم القدوة للكافة، فقد ضل كثير من الناس وابتعدوا عن هدى الحبيب صلى الله عليه وسلم عندما تركوا الاخذ عن اكابر علماء هذه الامة وادمنوا الاخذ من الأصاغر ففارقوا ما كان عليه سلفهم الصالح وما استقرت عليه أمة المسلمين عقودا وقرونا.
قال صلى الله عليه وسلم (لازال الناس بخير ما اخذوا العلم عن أكابرهم، فاذا اخذوا العلم عن أصاغرهم هلكوا)، وقال صلى الله عليه وسلم (إن هذا الدين علم، فانظروا عمن تاخذون)، وقال صلى الله عليه وسلم (إذا قبض العلماء اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسُئلوا فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا، ولا حول ولا قوه الا بالله).
ويقول الإمام فخر الدين محمد عثمان عبده البرهانى رضي الله عنه :
ولإن سُئلتم ما الكتاب فانه مما رواه أماجد الأعلام
والمجمع عليه عند السادة العلماء ان الواحد منهم لا ينتقص كلام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يحكم بوضعه ولا يضعفه ولايقدح فيه الا اذا كان فى يده سند من آيات كتاب الله او سنة نبيه عليه افضل الصلاة وأزكى السلام, ومنذ بداية القرن الأول الهجرى والثانى والثالث والرابع وحتى يومنا هذا تولى ساداتنا من اماجد العلماء رضوان الله عليهم الحفاظ على تراث ديننا الحنيف كما احب واراد صلى الله عليه وسلم فكانت الاحاديث الصحيحة والتفاسير الصادقة واحداث التاريخ من بداية الرسالة المحمدية مع تسلسلها التاريخى إلى يومنا هذا محفوظة ومسندة بكل أمانة وصدق، ومن هؤلاء السادة العلماء الأجلاء ومع سيرته الطيبة كان

الإمام أبو يزيد البسطامى

أبو يزيد البسطامى طيفور بن عيسى بن آدم بن عيسى بن على البسطامى سلطان العارفين من الأعلام ، شيخ الصوفية، الزاهد المشهور، له نبأ عجيب وحال غريب، وكان له أخوان زاهدان عابدان أيضاً وأَرْبابَ أَحوالِ، آدم وعلى، وكان أبو يزيد أجلهم، وهو من أهل بِسْطَامَ. وله مقلات كثيرة، ومجاهدات مشهورة، وكرامات ظاهرة، عاش بين 188 - 261 للهجرة، كان ابن عربى يسميه أبا يزيد الاكبر، وله أخبار كثيرة. يرى أنه كان يقول بوحدة الوجود، وأنه ربما كان أول قائل بمذهب الفناء ويعرف أتباعــه بالطيفورية أو البسطامية، وطيفور: بفتح الطاء المهملة وسكون الياء المثناة من تحتها وضم الفاء وبعد الواو الساكنة راء. والبسطامى: بفتح الباء الموحدة وسكون السين المهملة وفتح الطاء المهملة وبعد الألف ميم، هذه النسبة إلى بسطام، وهى بلدة مشهورة ويقال: إنها أول بلاد خراسان من جهة العراق، وأصله منها، ووفاته فيها وكانت وفاته سنة إحدى وستين، رحمه الله تعالى.
حدثنا أبو يزيدَ البِسْطامِىُّ؛ عن أبى سعيدٍ الخُدْرىِّ، قال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم (إِنَّ مِنْ ضَعْف اليَقِين أَنْ تُرْضِىَ النَّاسَ بِسُخْطِ اللهِ، وَأَنْ تَحْمِدَهُمْ عَلَى رِزْقِ اللهِ، وَأَنْ تَذُمَّهُمْ عَلَى مَا لَمْ يُؤْتِكَ اللهُ. إِنَّ رِزْقَ اللهِ لاَ يَجُرُّهُ حِرْصُ حَرِيِصٍ، وَلاَ يَرُدُّهُ كُرْهُ كَارِهٍ، إِنَّ اللهَ، بِحِكْمَتِهِ وَجَلاَلِهِ، جَعَلَ الرَّوْحَ والفَرَحَ فى الْيَقِينِ وَالرِّضَا؛ وَجَعَلَ الهَمَّ وَالحُزْنَ فى الشَّكِّ والسُّخْط).
كان الشيخ الكامل أبو يزيد البسطامى رضي الله عنه يقول لعلماء عصره: أخذتم علمكم من علماء الرسوم ميتاً عن ميت، وأخذنا علمنا عن الحى الذى لا يموت. وسمعت أبا يزيد البسطامى يقول رأيت على بن أبى طالب كرم الله وجهه فى النوم فقلت: يا أمير المؤمنين علمنى كلمة تنفعنى. فقال: ما أحسن تواضع الأغنياء للفقراء رجاء ثواب الله. فقلت: زدنى. قال: وأحسن من ذلك تيه الفقراء على الأغنياء ثقة بما عند الله. قلت: زدنى. ففتح كفه فإذا مكتوب فيها بماء الذهب:
كنت ميتا فصرت حيا وعن قليل تكون ميتا
فابن بدار البقاء بيتا واهدم بدار الفناء بيتا
فلم أزل أرددهما فى النوم حتى حفظتهما.
ومن شعره:
غرست الحب غرساً فى فؤادى فلا أسلو إلى يوم التنادى
جربت القلب منى بالاتصال فشوقى زائد، والحب بادى
سقانى شرباً أحيا فؤادى فى كاس الحب، فى بحر الودادِ
فلولا الله يحفظ عارفيه لهام العارفون بكل وادى
وأنشد:
عجبت لمن يقول: ذكرت ربى وهل أنسى فأذكر من نسيتُ؟!
شربت الحب، كأساً بعد كأس فما نفذ الشرابُ، وما رويتُ
وكان أبو زيد البسطامى يقول: من لم ينظر إلى شاهدى بعين الاضطرار، وإلى أوقاتى بعين الاغترار، وإلى أحوالى بعين الاستدراج، وإلى كلامى بعين الافتراء، وإلى عبادتى بعين الاجتراء، وإلى نفسى بعين الازدراء، فقد أخطأ النظر فى. وكان يقول: لو وصفت لى تهليلة ما باليت بعدها بشيئ. وقال: نوديت فى سرى، فقيل لى: خزائننا مملوءة من الخدمة، فإذا أردتنا فعليك بالذلة والافتقار. وأَذَّنَ أبو يَزيدَ مرةً، ثم أرادَ أن يُقيَم، فَنَظَر فى الصَّفِّ، فرأى رجلاً عليهِ أثرُ سَفرٍ، فَتَقَدَّمَ إليه، فكلّمه بشيئ، فقامَ الرَّجُل، وخرجَ من المَسْجِدِ، فسأَلَهُ بعضُ مَن حَضَرَ، فقال الرَّجُل: كنتُ فى السَّفَر، فلمْ أَجِدِ الماءَ، فَتَيَمَمَّتُ، ونَسِيتُ ودَخَلْتُ المسجدَ، فقال لى أبو يزيدَ:لا يجوزُ التيمُّمُ فى الحَضَرِ؛ فَذَكَرْتُ ذَلكَ،وخَرَجْتُ.
من أقواله رضي الله عنه :
ـ "إنَّ الله تعالى أَمَرَ العِبادَ ونَهاهُم، فأَطاعُوه، فَخَلَعَ عليْهمْ خِلعَه، فاشتَغَلُوا بالخِلَع عنُه، وإنى لا أُرِيدُ من اللهِ إلا اللهَ".
ـ "غلِطْتُ فى ابتدائى فى أربعة أشياء: تَوَهَّمْتُ أَنِّى أَذْكُرُه، وأَعْرِفُه، وأُحِبُّه، وأَطْلُبُه. فلما انتهيتُ، رأَيتُ ذِكْرَه سبق ذِكْرِى، ومعرفَتَه تقدمَتْ مَعرفتى، ومحبَّته أقدمَ مِن محبَّتى، وطلبه لى أولا حتى طلبته".
ـ لو نظرتم إلى رجل أعطى من الكرامات حتى يرتفع فى الهواء، فلا تغتروا به، حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهى وحفظ الشريعة.
ـ"أدنى ما يجب على العارف، ان يهب له ما قد ملَّكه".
ـ "من ادَّعَى الجمَعْ بابتلاءِ الحقِّ، يحتاجُ أن يُلْزِمَ نَفْسَهُ عِلَلَ العُبُوديَّةِ".
ـ "كنت فى المجاهَدَة ثلاثين سنةً، فما وجدتُ شيئاً أشدَّ عَلَىَّ من العِلْم ومُتابَعَتِه؛ ولولا اختلافُ العلماءِ لبقِيتُ. واختلافُ العُلماءِ رحمةٌ، إلا فى تَجْرِيد التَّوحيد".
ـ "لا يعرف نفسه مَن صَحَبْته شهوتُه".
ـ "الجنَّةُ لا خَطَر لها عندَ أَهْلِ المَحَبَّةِ. وأَهْلُ المحبَّة مَحْجوبون بمحبَّتِهِمْ".
ـ "مَن سَمِع الكلامَ ليتكلَّم مع الناسِ، رَزَقَهُ اللهُ فَهْماً يُكلِّم به الناسَ؛ ومن سَمِعَه ليُعامِل اللهَ به فى فِعْله، رَزَقَهُ الله فَهْماً يُناجى بهِ رَبَّهُ عز وجل ".
ـ "اطَّلَعَ اللهُ على قلوبِ أوليائِه، فمِنْهُم من لم يكنْ يصلُحُ لِحَمْلِ المعرفة صِرْفاً، فَشَغَلَهم بالعبادة".
ـ "كُفْرُ أهلِ الهِمَّةِ أسلَم من إيمانِ أهل الجِنَّةِ".
ـ "هذا فَرَحِى بِكَ وأنا أَخَافَك! فكيف فَرَحِى بك إذا أَمِنْتُك؟!".
ـ "يا رَبُّ! أَفْهِمْنى عَنْك، فإنِّى لا أفهمُ عَنْك إلا بِكَ".
ـ "عرفْتُ اللهَ باللهِ، وعرفْتُ ما دونَ اللهِ بنورِ اللهِ عز وجل ".
ـ "اللهمَّ إنك خلقتَ هذا الخلقَ بغير عِلْمِهم، وقلَّدْتَهُم أمانةً من غير إرادتهم؛ فإنْ لَمْ تُعِنْهُمْ فمن يُعِينُهُم؟!".
ـ "إذا صَحِبكَ إنسان، وأساءَ عشرتك، فادْخُل عليه بحسن أخلاقكَ يطيبُ عيشُك. وإذا أُنِعمً عليك، فابدأ بشكر الله عز وجل ، فإنهُ الذى عَطَف عليك القلوبَ. وإذا ابتُليتَ فأَسْرِع الاستِقالةَ؛ فإنَّهُ القادرُ على كشفِها، دونَ سائر الخلقِ".
ـ "إن اللهَ يرزقُ العبادَ الحلاوةَ، فمن أَجْلِ فرحِهم بها يمنُحهم القُرْب".
ـ "العارفُ هَمُّه ما يَأْمَلُه، والزاهدُ هَمُّه ما يَأْكُله".
ـ "طَوبَى لمن كان هَمُّه هَمًّا واحداً، ولم يشغَلْ قلبَه بما رأتْ عيناه، وسمعتْ أَذُناه".
ـ "من عرفَ اللهَ فَإنَّهُ يزهد فى كلِّ شيئ يشغلُه عنهُ".
ـ "النِّعمةُ أَزَلِيَّةٌ، يجبُ أن يكونَ لها شُكْرٌ أَزَلِى".
ـ وسمعوه يوما وهو يقول "اللهم! لا تقطعنى بك عنك".
ـ "العارف فوق ما نقول، والعالم دون ما نقول".
ـ "خلع الله على العبيد النعم ليرجعوا بها إليه فاشتغلوا بها عنه".
ـ "إن أولياء الله تعالى مخدرون عنده فى جنان الأنس لا يراهم أحد فى الدنيا ولا فى الآخرة".
ـ "حظوظ كرامات الأولياء على اختلافها تكون من أربعة أسماء الأول والآخر والظاهر والباطن، وكل فريق له منها اسم فمن فنى عنها بعد ملابستها فهو الكامل التام؛ فأصحاب اسمه الظاهر يلاحظون عجائب قدرته، وأصحاب اسمه الباطن يلاحظون ما يجرى فى السرائر وأصحاب اسمه الأول شغلهم بما سبق، وأصحاب اسمه الآخر متربصون بما يستقبلهم. فكل يكاشف على قدر طاقته إلا من تولى الحق تعالى تدبيره".
ـ "للخلق أحوال ولا حال لعارف لأنه محيت رسومه، وفنيت هويته لهوية غيره وعييت آثاره لآثار غيره فالعارف طيار والزاهد سيار".
مما سُئِل عنه أبو يَزِيدَ اليسطامى رضي الله عنه:
ـ سئل أبو يزيدَ عن السُّنَّة والفريضةِ. فقال "السُّنَّةُ تركُ الدنيا، والفريضةُ الصُّحْبةُ مع المولَى؛ لأنَّ السنةَ كلها تدلُّ على تركِ الدنيا، والكتابُ كلُّه يدلُّ على صحبةِ المولى. فمن تعلَّم السنةَ والفريضةَ فقد كَمُل".
ـ سأله رجل: دُلَّنى على عمل أتقرب به إلى ربي! فقال "أحبب أولياء الله ليحبوك، فأن الله تعالى ينظر إلى قلوب أوليائه، فلعله أن ينظر إلى اسمك فى قلب وليه، فيغفر لك".
ـ وقيل له: علمنا الاسم الاعظم. قال: ليس له حد، إنما هو فراغ قلبك لوحدانيته، فإذا كنت كذلك، فارفع له أى اسم شئت من أسمائه إليه.
ـ سألته عن الفقير، هل له وصف؟ فقال "نعم! لا يملك شيئاً، ولا يملكه شيئ".
ـ وسئل عن دَرَجة العاِرفِ، فقال "ليس هُناك درجةٌ. بل أَعْلَى فائدةِ العارِف وَجودُ معروفِه".
ـ ما علامةُ العارِف؟ فقال "ألا يَفْتُر مِنْ ذِكْره، ولا يَمَلَّ من حقِّه، ولا يستأنِسَ بغيره".
ـ بماذا يُسْتَعان على العِبادَةِ؟ فقال "باللهِ! إن كنتَ تَعْرِفُه".
ـ بماذا نالوا المعرفةَ؟ قال "بتضييعِ ما لَهم، والوقوفِ مع مَالَه".
ـ بأى شيئ وجدتَ هذه المعرفَة؟ فقال "ببطنٍ جائع، وبدنٍ عارٍ".
ـ ما أشد ما لقيته فى سبيل الله؟ فقال "لا يمكن وصفه" فقيل له: فما أهون ما لقيت نفسك منك؟ فقال "أما هذا فنعم، دعوتها إلى شيئ من الطاعات فلم تجبنى طوعاً فمنعتها الماء سنة".
ـ وقيل له: إنك تمر فى الهواء! فقال "وأى أعجوبة فى هذا؟ وهذا طير يأكل الميتة، يمر فى الهواء، والمؤمن أشرف من الطير".
ـ ما صفة العارف؟ فقال "صفة أهل النار لا يموت فيها ولا يحيا" وقيل له: متى يكون الرجل متواضعاً؟ فقال "إذا لم ير لنفسه مقاماً ولا حالا ولا يرى أن فى الخلق من هو شر منه".
قالوا عنه رضي الله عنه:
ـ قال احمد بن خضريه "رأيت ربك رب العزة فى المنام، فقال: يا أحمد؟ كل الناس يطلبون منى، إلا أبا يزيد فانه يطلبنى".
ـ كان أبو تراب كثيرا ما يذكر أبا يزيد البسطامى، فقال له الفتى يوما: لقد أكثرت من ذكر أبى يزيد، من يتجلى له الحق فى كل يوم مرات؛ ماذا يصنع بأبى يزيد؟ فقال له أبو تراب: ويحك يا فتى! لو رأيت أبا يزيد لرأيت مرأى عظيما! فلم يزل يشوقه إلى لقائه حتى عزم على ذلك فى صحبة الشيخ أبى تراب، فارتحلا إلى أبى يزيد، فقيل لهما: إنه فى الغيضة. وكانت له غيضة يأوى إليها مع السباع، فقصدا الغيضة وجلسا على ربوة على ممر أبى يزيد، فلما خرج أبو يزيد من الغيضة قال أبو تراب للفتى: هذا أبو يزيد! فعندما وقع بصر الفتى على أبى يزيد خر ميتا، فحدث أبو تراب أبا يزيد بقصته، وعجب من ثبوته لتجلى الحق سبحانه وتعالى وعدم تماسكه لرؤية أبى يزيد، فقال أبو يزيد لأبى تراب: كان هذا الفتى صادقا وكان الحق يتجلى له على قدر ما عنده، فلما رآنى تجلى له الحق على قدرى فلم يطق.
ـ سمعتُ أبا علىٍّ، وسُئِل عن أبى يَزيدَ البِسْطامىَّ، وهذه الألفاظِ التى تُحكى عنه. فقال "رَحِم الله أبا يزيدَ! له حالُه، وما نَطَق به. ولعلّه تكلَّم بها على حَدِّ الغَلَبة، أو حال سُكْر. كلامُه له، ولمن تكلَّم عليه، و ليس لمن يَحكِى عنه. فالزم أنت، يا أخى! أولاً: مجاهدةَ أبى يزيدَ، وتَقَطُّعَه ومُعامِلاتِه، ولا تَرْتَق إلى المقام الذى بُلِغ به، بعد تلك المجاهداتِ. فإن بُلغ بك إلى شيئ من ذلك، فاحْكِ إذ ذاك كلامَه. فليس بعاقلٍ من ضَيَّع الأدنى من المقاماتِ، وادَّعى الأعلى منها".
ـ قال الإمام فخر الدين الرازى: ثبت عنه أنه قال: سبحانى ما أعظم شانى، ولكن لا نظن به إلا خيراً, ومن أراد أن يرتقى إلى مقام أبى يزيد فليجاهد نفسه كما جاهد أبو يزيد فهناك يفهم كلام أبى يزيد والله تعالى أعلم.
ـ ورؤى رضي الله عنه بعد موته فى النوم فقيل له: ما فعل الله بك يا أبا يزيد فقال: أوقفنى بين يديه وقال لى: بم جئتنى يا أبا يزيد؟ فقلت: يا رب جئتك بما ليس فى خزائنك منه شيئ: فقال: وما هو الذى ليس فى خزائنى منه شيئ قلت يا رب: الفقر والإفلاس فقال يا أبا يزيد جئتنى بكل شيئ.
ـ قال الجنيد: كل الخلق يركضون فإذا بلغوا ميدان أبى يزيد هلمجوا. وحكى عنه صاحبه أبو بكر الأصبهانى أنه أذن فغشى عليه، فلما أفاق وقال: العجب ممن لا يموت إذا أذن.
ـ وروى ان شقيقا البلخى وأبا تراب قدما عليه فقٌدّمت السفرة، وشاب يخدم أبا يزيد فقالا له "كل معنا يا فتى!" فقال "أنا صائم" فقال له أبو تراب "كل ولك اجر صوم شهر" فأبى، فقال له شقيق "كل، ولك اجر صوم سنه" فأبى فقال أبو يزيد "دعوا من سقط من عين الله!" فاخذ ذلك الشاب فى سرقه - بعد سنة - فقطعت يده.
ـ قال السلمى: هو من جلة مشايخ خراسان. وعن أبى يزيد، قال: ابن خضرويه أستاذنا.
ـ أبو سعيد الخياط الصوفى سمع أبا يزيد البسطامى فى جامع الرصافة ببغداد قال: سمعت أبا يزيد يقول خيل إلى أن الأرفاق الواصلة الى هى مكر بى وذلك لشهرة حالى ونفسى فقلت وعزتك لاخرجن إلى بلد لا يكون فيه من يعرفنى فسافرت سنة حتى دخلت بلدا بالمغرب وما ظننت ان فيهم أحدا يعقل التصوف أو سمع به وقد كنت جائعا فلم أستقر فى المسجد حتى جاءنى شاب وسلم على وقال عندى طعام فاجب وكل معى قال فمشيت معه فلما خرجنا من المسجد التفت الى وقال أقلنى ومضى فرجعت إلى المسجد وبت طاويا فلما أصبحت جاءنى الشاب وقال عندى طعام فاجب وكل معى فمشى واتبعته حتى صار إلى باب داره ثم التفت الى وقال اقلنى ودخل الدار ورجعت إلى المسجد وامسيت طاويا فلما أصبحت جاءنى الشاب وهو اليوم الثالث وقال عندى طعام فأجب فخرجت معه فدخل الدار واذن لى فدخلت فاخرج لى طبقا عليه طعام وقال لى كل يا أبا يزيد فان من لم يجد فى نفسه بصيرة لما يريد فليس من الله فى مزيد ألا وان كل متوجه يتوجه إلى الله ومواضع الأسباب قائمة فيه فإنه لا يصل إلى الله وان من علامة مقت الله لعبده ذم الدنيا فى العلانية وحبها فى السر قال أبو يزيد فذكرت فى الوقت كلبا رأيته فى أيام إرادتى منع من أكل شيئ وصيح عليه ثم طرح ذلك عنده فلم يأكله فأردت ان لا آكل من ذلك شيئا فقال لى الشاب يا أبا يزيد اترك أخلاق الكلاب قال أبو يزيد وكان ذلك شيئا خطر بسرى فاطلعه الله عليه فأكلت واجتهدت والله ان اسأله مسألة فما نطق لسانى ثم قال يا أبا يزيد إنه لا يدرك بذكر ولا يجيئ بالإختيار كن باختياره تعش وارجع إلى وطنك ولا تتهمه فيما يعطيك قال فرجعت بفائدة.
ـ دخل إبراهيم بن شيبة الهروى يوماً على أبى يزيد فقال له: أبو يزيد وقع فى خاطرى أنى أشفع لك إلى ربى عز وجل. فقال: يا أبا يزيد لو شفعك الله فى جميع المخلوقين لم يكن ذلك كثيراً، إنما هم قطعة طين فتحير أبو يزيد من جوابه! ودخل على أبى يزيد عالم بلده وفقيهها يوماً فقال: يا أبا يزيد علمك هذا عمن وممن ومن أين؟ فقال أبو يزيد: علمى من عطاء الله وعن الله ومن حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من عمل بما يعلم ورثه الله علم ما لم يعلم). فسكت الفقيه.
وختاما فإن حياة وأقوال سيدى أبا يزيد ليست بالسهلة فى فهمها وربما لا تستطيع أن تتعرف عليه بالطريق الصحيح إلا إذا تعلمت وتتلمذت على يد خبير، فالحمد لله والفضل لله والشكر لله الذى أنعم علينا بنعمة الخبير الذى أضاء لنا نور الهدى فى معرفة الحقائق وأسلكنا دربا كان عن الغير خبيا وحقا قيل: الناس فى غسق الظلام ونحن فى ضوء النهار، فاللهم أدم علينا بحق أسمك الدايم نعمة الخبير والطريق والأخوة فى الله دنيا وآخرة.
سمير جمال


المصدر
http://newdesign.almagalla.info/NewsInfo.aspx?id=703
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خادمة الحبيب المصطفى




عدد المساهمات : 937
تاريخ التسجيل : 22/10/2012

المجلة عدد إبريل 2013 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلة عدد إبريل 2013   المجلة عدد إبريل 2013 Icon_minitimeالجمعة أغسطس 30, 2013 3:26 pm

هل تعلم

سيدنا سليمان عليه السلام

ولد سيدنا سليمان عليه السلام فى بيت طاهر تحفه السكينة وتنزل فيه الرحمة وتحاطه الملائكة وتشع فيه انوار النبوة فورث خلافة ابيه فى النبوة والحكم والملك فكما كان ابوه خليفة فى الارض قال الله عن خلافته ﴿يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِى الأَرْضِ﴾ ص 26، كذلك ولد هذا الخليفة وارثا لمقام ابيه فى الخلافة وفى الحكم وفى النبوة وعناية الله الكريم شاءت لخلفاءه فى ارضه ان تحاط بهم يد العناية منذو الصغر فلا ينطقون الا بالحكمة ولا يحكمون الا بما أراد الله ولا يلهون كما يلهو الصبيان بل جبلوا على توحيده سبحانه وتعالى منذو ولادتهم وهذه سنة الله مع خلفائه.
فقال تعالى ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ﴾ ص 28.
ويحكى أن سيدنا سليمان عليه السلام مر على بلبل فى شجرة يحرك رأسه ويميل ذنبه فقال لأصحابه: أتدرون ما يقول؟ قالوا الله ونبيه أعلم: قال يقول: أكلت نصف تمرة فعلى الدنيا العفاء.
وصاحت فاختة فأخبر عليه السلام أنها تقول: ليت ذا الخلق لم يخلقوا.
وصاح طاووس فقال سيدنا سليمان عليه السلام يقول: كما تدين تدان.
وصاح هدهد فقال عليه السلام يقول: استغفروا الله يا مذنبين.
وصاح خطاف فقال عليه السلام يقول: قدموا خيرا تجدوه.
وقال سيدنا سليمان عليه السلام: الحدأ يقول كل شيئ هالك إلا الله، يا غافلين. والنسر يقول: يا ابن آدم عش ما شئت آخرك الموت. والعقاب يقول: فى البعد من الناس أنس. والضفدع يقول: سبحان ربى القدوس.
وقال الله تعالى ﴿وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِى الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ • فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلا آَتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ﴾ الانبياء 78-79.
قيل كان سيدنا سليمان عليه السلام فى سن الصبيان وكان عمره إحدى عشر عاما وتحاط به العناية الالهية وينطق على لسانه الحكم الالهى فكان واقفا على بيت ابيه فإذا برجلين قد دخلا على ابيه سيدنا داود عليه السلام، أحدهما صاحب حرث والآخر صاحب غنم، فقال صاحب الحرث: إن هذا أرسل غنمه فى حرثى، فلم يُبق من حرثى شيئا، فقال له سيدنا داود عليه السلام: اذهب فإن الغنم كلها لك، فقضى بذلك سيدنا داود عليه السلام ، ومرّ صاحب الغنم على سيدنا سليمان عليه السلام وكان يجلس على الباب فقال: كيف قضى بينكما أبى فأخبراه فقال: غير هذا أرفق بالجانبين. فسمعه سيدنا داود عليه السلام فدعاه فقال له: بحق النبوة والأبوة إلا أخبرتنى بالذى هو أرفق فقال: أرى أن تدفع الغنم إلى صاحب الأرض لينتفع بدرها ونسلها وصوفها والحرث إلى صاحب الغنم ليقوم عليه حتى يعود كما كان ثم يترادا.
وفى رواية اخرى قال سيدنا سليمان لابيه عليهما السلام : إن الحرث لا يخفى على صاحبه ما يخرج منه فى كل عام، فله من صاحب الغنم أن يبيع من أولادها وأصوافها وأشعارها حتى يستوفى ثمن الحرث، فإن الغنم لها نسل فى كلّ عام، فقال داود: قد أصبت، القضاء كما قضيت، ففهَّمها الله سليمان.
وفى رواية اخرى عن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما : قال سيدنا سليمان لابيه عليهما السلام : أدفع الغنم إلى أصحاب الحرث، فيكون لهم أولادها وألبانها وسلاؤها ومنافعها، ويبذر أصحاب الغنم لأهل الحرث مثل حرثهم، فإذا بلغ الحرث الذى كان عليه، أخذ أصحاب الحرث الحرث، وردّوا الغنم إلى أصحابها.
فقال سيدنا داود عليه السلام : القضاء ما قضيت وأمضى حكمه.
وفى تفسير القرطبى فيما رواه سيدنا أبو هريرة عنه رضي الله عنه أنه قال (بينما امرأتان معهما ابناهما جاء الذئب فذهب بابن إحداهما، فقالت هذه لصاحبتها: إنما ذهب بابنك أنت. وقالت الاخرى: إنما ذهب بابنك، فتحاكمتا إلى داود، فقضى به للكبرى فخرجتا على سليمان بن داود عليهما السلام فأخبرتاه، فقال: ائتونى بالسكين أشقه بينكما، فقالت الصغرى: لا - يرحمك الله - هو ابنها، فقضى به للصغرى) قال أبو هريرة: إن سمعت بالسكين قط إلا يومئذ، ما كنا نقول إلا المدية، أخرجه مسلم.
وكان عمر سيدنا سليمان عليه السلام إذ ذاك إحدى عشرة سنة ورضى ابيه بحكمه وقضائه لانه خليفته ووارث مقام نبوته وهكذا حال الخلفاء.
وفى تفسير ابن عجيبة قال الورتجبى: بيَّن سبحانه أن الفضل متعلق بفضله، لا يتعلق بالصغر والكبر والشيخوخة والاكتساب والتعلم، إنما الفهم تعريف الله أحكام ربوبيته بنور هدايته، وإبراز لطائف علومه الغيبية، فحيث يظهر ذلك فهناك مواضع الفهوم من العلوم، فهو سبحانه منَّ على سيدنا سليمان بعلمه، ولم يمنّ عليه بشيئ خارج عن نفسه؛ من الملك، والحدثان أفضل من العلم؛ فإنَّ العلم صفة من صفاته تعالى، فلمَّا جعله متصفًا بصفاته منَّ عليه بجلال كبريائه. وقال فى قوله ﴿وكُلاًّ آتينا حُكمًا وعلمًا﴾ الانبياء 79: حُكمًا؛ معرفة بالربوبية، وعلمًا بالعبودية.
وفى الاعداد القادمة مع النملة والهدهد والريح وملكة سبأ وخاتم سليمان ....
إبراهيم جعفر



المصدر
http://newdesign.almagalla.info/NewsInfo.aspx?id=704
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خادمة الحبيب المصطفى




عدد المساهمات : 937
تاريخ التسجيل : 22/10/2012

المجلة عدد إبريل 2013 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلة عدد إبريل 2013   المجلة عدد إبريل 2013 Icon_minitimeالجمعة أغسطس 30, 2013 4:51 pm

الصحابة

شاعر النبى صلى الله عليه وسلم
حسان بن ثابت

حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدى بن عمرو بن مالك بن النجار. واسمه تيم الله. ابن ثعلبة بن الخزرج، الأنصارى الخزرجي، ثم من بنى مالك بن النجار، يكنى أبا الوليد، وقيل: أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو الحسام، لمناضلته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولتقطيعه أعراض المشركين، وأمه: الفريعة بنت خالد بن خنس بن لوذان بن عبدود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن كعب بن ساعدة الأنصارى، قال ابن سعد: عاش فى الجاهلية ستين سنة وفى الإسلام مثلها، وكان قديم الإسلام ولم يشهد مع النبى صلى الله عليه وسلم مشهداً. شاعر النبى صلى الله عليه وسلم وأحد المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والاسلام. وكان من سكان المدينة. واشتهرت مدائحه فى الغسانيين، وملوك الحيرة، قبل الاسلام، وعمى قبيل وفاته. يقال له: شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ووصفت عائشة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان والله كما قال فيه حسان:
متى يبد فى الداجى البهيم جبينه يلح مثل مصباح الدجى المتوقد
فمَن كان أوْ مَن قد يَكونُ كأحمدٍ نِظامٌ لحقٍّ أوْ نَكَالٌ لِمُعْتَدِى
روى عن أنس بن مالك، رضي الله عنه قال: كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه إذا رأى النبى صلى الله عليه وسلم يقول:
أمينٌ مُصطفىً بالخَيْرِ يَدعو كضَوْء البَدْرِ زايَلهُ الظلاَم
وروى عن أبى هريرة رضي الله عنه ، قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا رآه ينشد قول زهير فى هرم بن سنان:
لو كنت من شيئ سوى بشرٍ كُنت المضى لليلةِ البدرِ
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينصب له منبراً فى المسجد، يقوم عليه قائماً، يفاخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورسول الله يقول (إن الله يؤيد حسان بروح القدس، ما نافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم).
وروى أن الذين كانوا يهجون رسول الله صلى الله عليه وسلم من مشركى قريش: أبو سفيان ابن الحارث بن عبد المطلب، وعبد الله بن الزبعرى، وعمرو بن العاص، وضرار بن الخطاب. وقال قائل لعلى بن أبى طالب رضي الله عنه : اهج القوم الذين يهجوننا، فقال: إن أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلت، فقال رسول الله (إن علياً ليس عنده ما يراد من ذلك). ثم قال (ما يمنع القوم الذين نصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسيافهم أن ينصروه بألسنتهم؟).
فقال حسان: أنا لها، وأخذ بطرف لسانه وقال: والله ما يسرنى به مقول بين بصرى وصنعاء، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كيف تهجوهم وأنا منهم؟ وكيف تهجو أبا سفيان وهو ابن عمى)؟ فقال: يا رسول الله، لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين، فقال (ائت أبا بكر فإنه أعلم بأنساب القوم منك). فكان يمضى إلى أبى بكر ليقفه على أنسابهم، فكان يقول له: كف عن فلانة وفلانة، واذكر فلانة وفلانة. فجعل يهجوهم، فلما سمعت قريش شعر حسان قالوا: هذا شعر ما غاب عنه ابن أبى قحافة.
فمن قول حسان فى أبى سفيان بن الحارث:
وأن سنام المجد من آل هاشم بنو بنت مخزوم ووالدك العبد
ومن ولدت أبناء زهرة منهم كرام ولم يقرب عجائزك المجد
ولست كعباس ولا كابن أمه ولكن لئيم لا يقام له زند
وأن امرأ كانت سمية أمه وسمراء مغموز إذا بلغ الجهد
فلما بلغ هذا الشعر أبا سفيان قال: هذا شعر لم يغب عنه ابن أبى قحافة.
يعنى بقوله بنت مخزوم: فاطمة بنت عمرو بن عايذ بن عمران بن مخزوم، وهى أم أبى طالب، وعبد الله، والزبير، بنى عبد المطلب، وقوله: ومن ولدت أبناء زهرة منهم، يعنى حمزة وصفية، أمهما: هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة، وقوله: عباس وابن أمه، وهو ضرار بن عبد المطلب، أمهما: نتيلة، امرأة من النمر بن قاسط، وسمية أم أبى سفيان، وسمراء أم أبيه الحارث.
قال ابن سيرين: انتدب لهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم من المشركين من ذكرنا وغيرهم، فانتدب لهجو المشركين ثلاثة من الأنصار: حسان، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة، فكان حسان وكعب يعارضانهم، مثل قولهم فى الوقائع والأيام والمآثر، ويذكرون مثالبهم، وكان عبد الله بن رواحة يعيرهم بالكفر وبعبادة ما لا يسمع ولا ينفع، فكان قوله أهون القول عليهم، وكان قول حسان وكعب أشد القول عليهم، فلما أسلموا وفقهوا كان قول عبد الله أشد القول عليهم. ونهى عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن إنشاد شيئ من مناقضة الأنصار ومشركى قريش، وقال: فى ذلك شتم الحى والميت، وتجديد الضغائن. وقد هدم الله أمر الجاهلية بما جاء من الإسلام. وقال ابن دريد، عن أبى حاتم، عن أبى عبيدة، قال: فضل حسان الشعراء بثلاث: كان شاعر الأنصار فى الجاهلية، وشاعر النبى صلى الله عليه وسلم فى النبوة، وشاعر اليمن كلها فى الإسلام. وقال أبو عبيدة: أجمعت العرب على أن أشعر أهل المدر أهل يثرب، ثم عبد القيس، ثم ثقيف، على أن أشعر أهل المدر حسان. كان شعراء النبى صلى الله عليه وسلم: حسان بن ثابت، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة. فكان كعب بن مالك يخوفهم الحرب، وكان حسان يقبل على الأنساب، وكان عبد الله بن رواحة يعيرهم بالكفر. وقال الأصمعى: الشعر نكد يقوى فى الشر ويسهل، فإذا دخل فى الخير يضعف. لأن هذا حسان كان من فحول الشعراء فى الجاهلية، فلما جاء الإسلام سقط شعره. وقيل لحسان: لان شعرك وهرم يا أبا الحسام، فقال للسائل: يا ابن أخى، إن الإسلام يحجز عن الكذب. يعنى أن الإجادة فى الشعر هو الإفراط فى الذى يقوله، وهو كذب يمنع الإسلام منه، فلا يجيء الشعر جيداً.
وقيل أن حسان ممن خاض فى الإفك، فجلد فيه، وأنكر قوم ذلك، ودللوا على ذلك فقالوا: إن عائشة كانت فى الطواف، ومعهما أم حكيم بنت خالد بن العاص، وأم حكيم بنت عبد الله بن أبى ربيعة، فذكرتا حسان بن ثابت وسبتاه، فقالت عائشة: إنى لأرجو أن يدخله الله الجنة بذبه عن النبى صلى الله عليه وسلم بلسانه، أليس القائل:
فإن أبى ووالده وعرضى لعرض محمد منكم وقاء
وبرأته من أن يكون افترى عليها، فقالتا: ألم يقل فيك؟ فقالت: لم يقل شيئاً، ولكنه الذى يقول:
حصان رزان ما تزن بريبة وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
فإن كان ما قد قيل عنى قلته فلا رفعت سوطى إلى أناملى
ووهب له النبى صلى الله عليه وسلم جاريته سيرين أخت مارية، فأولدها عبد الرحمن بن حسان، فهو وإبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنا خالة.
يحكى أن النبى صلى الله عليه وسلم لما نزل بخيمتى أم معبد وحدث ما حدث منه صلى الله عليه وسلم عندها وما قصت على زوجها من خصاله صلى الله عليه وسلم حتى قال أبو معبد: هذا والله صاحب قريش الذى ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة، ولقد هممت أن أصحبه، ولأفعلن إن وجدت سبيلاً. فأصبح صوت بمكة عال، يسمعون الصوت ولا يدرون من صاحبه، وهو يقول:
جزى الله رب الناس خير جزائه رفيقين قالا خيمتى أم معبد
هما نزلاها بالهدى واهتدت به فقد فاز من أمسى رفيق محمد
فيال قصى ما زوى الله عنكم به من فعال لا يجارى وسؤدد
ليهن بنى كعب مقام فتاتهم ومقعدها للمؤمنين بمرصد
سلوا أختكم عن شاتها وإنائها فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد
دعاها بشاة حائل فتحلبت عليه صريحاً ضرة الشاة مزبد
فغادرها رهناً لديها لحالب يرددها فى مصدر ثم مورد
فلما سمع بذلك حسان بن ثابت شبب يجاوب الهاتف، فقال:
لقد خاب قوم زال عنهم نبيهم وقدس من يسرى إليهم ويغتدى
ترحل عن قوم فضلت عقولهم وحل على قوم بنور مجدد
هداهم به بعد الضلالة ربهم وأرشدهم، من يتبع الحق يرشد
وهل يستوى ضلال قوم تسفهوا عمى، وهداة يهتدون بمهتد
وقد نزلت منه على أهل يثرب ركاب هدى حليت عليهم بأسعد
نبى يرى ما لا يرى الناس حوله ويتلو كتاب الله فى كل مسجد
قال حسان بن ثابت يرثى سيدنا إبراهيم رضي الله عنه ابن النبى صلى الله عليه وسلم مخاطباً النبى صلى الله عليه وسلم بذلك :
مضى ابنك محمود العواقب لم يشب بعيب ولم يذمم بقول ولا فعل
رأى أنه عاش وساواك فى العلا فآثر ان تبقى فريداً بلا مثل
واستسقى سيدنا عمر بن الخطاب بسيدنا العباس رضي الله عنه عام الرمادة لما اشتد القحط. فسقاهم الله تعالى به، وأخصبت الأرض. فقال سيدنا عمر: هذا والله الوسيلة إلى الله، والمكان منه. وقال سيدنا حسان بن ثابت:
سأل الإمام وقد تتابع جدبنا فسقى الغمام بغرة العباس
عم النبى وصنو والده الذى ورث النبى بذاك دون الناس
أحيا الإله به البلاد فأصبحت مخضرة الأجناب بعد الياس
ولما سقى الناس طفقوا يتمسحون بالعباس، ويقولون: هنيئاً لك ساقى الحرمين.
وكان سيدنا حسان بن ثابت يحب سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه لأنه لما أسلم عثمان زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنته رقية، وهاجرا كلاهما إلى أرض الحبشة الهجرتين ثم عاد إلى مكة وهاجر إلى المدينة. ولما قدم إليها نزل على أوس بن ثابت أخى حسان بن ثابت. ولهذا كان حسان يحب عثمان ويبكيه بعد قتله.
قول سيدنا حسان بن ثابت يرثى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أجمعين:
ثلاثة برزوا بفضلهم نضرهم ربهم إذا نشروا
فليس من مؤمن له بصر ينكر تفضيلهم إذا ذكروا
عاشوا بلا فرقة ثلاثتهم واجتمعوا فى الممات إذ قبروا
عن حسان بن ثابت رضي الله عنه قال سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا وهو يقول: اللهم إنى أعوذ بك من جهد البلاء. فقال له (يا عبد الله هل تدرى ما جهد البلاء؟) قال: الله ورسوله أعلم. قال (جهد البلاء كثرة المال والولد).
وأعلم أن أوس بن ثابت هو أخو حسان بن ثابت الشاعر، شهد بيعة العقبة وبدراً.
وكان أبنه عبد الرحمن بن حسان بن ثابت. وهو أنصارى خزرجى. أدرك النبى صلى الله عليه وسلم ، يكنى أبا محمد، وقيل: أبو سعيد. وهو شاعر، وأمه سيرين القبطية، أخت مارية القبطية، وهبها النبى صلى الله عليه وسلم لأبيه حسان، فولدته له، فقيل: إنه ابن خالة إبراهيم ابن النبى صلى الله عليه وسلم . وقيل: إنه من التابعين، قال محمد بن سعد: هو من الطبقة الثانية من تابعى أهل المدينة. روى محمد بن إسحاق، عن سعيد بن عبد الرحمن بن حسان، عن أبيه قال: مر حسان برسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الحارث المرى، فلما عرفه حسان قال:
يا حار من يغدر بذمة جاره منكم فإن محمداً لا يغدر
وأمانة المرى حيث لقيته مثل الزجاجة صدعها لا يجبر
إن تغدروا فالغدر من عاداتكم والغدر ينبت فى أصول السخبر
وعن ابن عباس قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحسان ومعه أصحابه سماطين وجارية له يقال لها سيرين، تختلف بين السماطين، وهى تغنيهم، فلم يامرهم ولم ينههم.
قال حسان بن ثابت الأنصارى رضي الله عنه فى مدح رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:
فشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد
قول سيدنا حسان بن ثابت فى حق سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنه:
إذا ما ابن عباسٍ بدا لك وجهه رأيت له فى كل أحواله فضلا
إذا قال لم يترك مقالاً لقائلٍ بمنتظماتٍ لا ترى بينها فضلا
كفى وشفى ما فى النفوس فلم يدع لذى إربة فى القول جداً ولا هزلا
قول سيدنا حسان بن ثابت فى حق سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه:
إذا تذكرت شجواً من أخى ثقةٍ فاذكر أخاك أبا بكرٍ بما فعلا
خير البرية أتقاها وأعدلها بعد النبى وأوفاها بما حملا
والثانى التالى المحمود مشهده وأول الناس منهم صدق الرسلا
والثانى اثنين فى الغار المنيف وقد طاف العدو به إذ صعدوا الجبلا
قول سيدنا حسان بن ثابت فى حق سيدنا الزبير رضي الله عنه:
وكان حب رسول الله قد علموا خير البرية لم يعدل به رجلا
أقام على عهد النبى وهديه حواريه والقول بالفعل يعدل
أقام على منهاجه وطريقه يوالى ولى الحق والحق أعدل
هو الفارس المشهور والبطل الذى يصول إذا ما كان يوم محجل
له من رسول الله قربى قريبة ومن نصرة الإسلام مجد مؤثل
فكم كربة ذب الزبير بسيفة عن المصطفى والله يعطى ويجزل
إذا كشفت عن ساقها الحر هشها بأبيض سباق إلى الموت يرقل
فما مثله فيهم ولا كان قبله وليس يكون الدهر ما دام يذبل
ثناؤك خير من فعال معاشر وفعلك يا بن الهاشمية أفضل
قال حسان بن ثابت للخنساء: اهجى قيساً، فقالت: لا أهجو أحداً حتى أراه. فجاءته يوماً فوجدته فى مشرقة ملتفاً بكساء، فنخسته برجلها وقالت له: قم، فقام، فقالت له: أدبر، فأدبر؛ ثم قالت: أقبل، فأقبل، فقالت: والله لا أهجو هذا أبداً.
أن حسان بن ثابت قال: وهو يرثى رسول الله صلى الله عليه وسلم:
والله ما حملت أنثى ولا وضعت مثل النبى رسول الأمة الهادى
أمسى نساؤك عطلن البيوت، فما يضربن خلف قفا ستر بأوتاد
مثل الرواهب يلبسن المسوح، وقد أيقن بالبؤس بعد النعمة البادى
وقال أيضا :
ما بال عينك لا تنام! كأنما كحلت مآقيها بكحل الأرمد؟
جزعا على المهدى أصبح ثاويا، يا خير من وطىء الحصى لا تبعد
يا رب! فاجمعنا معا ونبينا فى جنة تفقى عيون الحسد
فى جنة الفردوس، واكتبها لنا يا ذا الجلال وذا العلا والسودد!
والله أسمع ما حييت بهالك إلا بكيت على النبى محمد
ضاقت بالأنصار البلاد، فأصبحوا سودا وجوههم كلون الإثمد
ولقد ولدناه، وفينا قبره، وفضول نعمته بنا لا تجحد
والله أهداه لنا وهدى به أنصاره فى كل ساعة مسهد
صلى الإله ومن يحف بعرشه والطيبون على المبارك أحمد
ما فعل شعراء النبى صلى الله عليه وسلم حين نزلت ﴿وَالشُّعَرَآء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ﴾:
وأخرج ابن إسحاق عن أبى الحسن - مولى تميم الدارى رضي الله عنه - قال: لمَّا نزلت ﴿وَالشُّعَرَآء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ﴾ الشعراء 224، جاء حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك رضي الله عنهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يبكون، قالوا: قد علم الله حين أنزل هذه الآية أنَّا شعراء، فتلا النبى صلى الله عليه وسلم ﴿إِلاَّ الَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ﴾ قال (أنتم) ﴿وَذَكَرُواْ اللهَ كَثِيراً﴾ قال (أنتم) ﴿وَانتَصَرُواْ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ﴾ الشعراء 227، قال: (أنتم), صدق الله العظيم وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفاته:
وتوفى حسان قبل الأربعين فى خلافة على، وقيل: بل مات سنة خمسين، وقيل: سنة أربع وخمسين وهو ابن مائة وعشرين سنة، لم يختلفوا فى عمره وأنه عاش ستين سنة فى الجاهلية، وستين فى الإسلام، وكذلك عاش أبوه ثابت، وجده المنذر، وأبو جده حرام، عاش كل واحد منهم مائة وعشرين سنة، ولا يعرف فى العرب أربعة تناسلوا من صلب واحد، وعاش كل منهم مائة وعشرين سنة غيرهم.
فحقا لله رجال كانوا دروعا بشرية بأجسادهم الشريفة وألسنتهم الطيبة زادو عن الاسلام وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لقوا الله بأعمالهم الخالدة الى يوم الدين ولن يسبقهم أحد فى الأولين والأخرين لآنهم كانوا فى صحبة أول الخلق وأشرف الخلق واعظم الخلق صلى الله عليه وسلم وهم الذين اصطفاهم الله من الخلق أجمعين ليكونوا أصحابه الطاهرين فاللهم بجاه حبيبك وبجاه آله واصحابه أجعلنا نقتفى أثارهم ونسلك دربهم ونحشر معهم أجمعين بصحبة مشايخنا الكرام أمين.
سمير جمال



المصدر
http://newdesign.almagalla.info/NewsInfo.aspx?id=713
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خادمة الحبيب المصطفى




عدد المساهمات : 937
تاريخ التسجيل : 22/10/2012

المجلة عدد إبريل 2013 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلة عدد إبريل 2013   المجلة عدد إبريل 2013 Icon_minitimeالجمعة أغسطس 30, 2013 5:21 pm

أهل الله

من كرامات الخلفاء الراشدين

الحمد لله الذى خص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرعاية والعناية وكمال الولاية وتفضل عليهم بفضائل الصحبة ومن عليهم بفضل القربة وأفاض عليهم بزيادة الحسنى وجعلهم نجوما بعضها أضوء من بعض فى الهدايات وكملهم بأسرار نبى الرحمة صلى الله عليه وسلم وخلع عليهم خلع الكمالات وأجرى على أيديهم الكرامات وخوارق العادات ثم أسكنهم دار السلام مع خير البريات اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله سفن النجاة وصحبه البدور الكاملات.
وعن يسير الفضل نسرد عن بعض كرامات خلفاء رسول الله الراشدين رضي الله عنهم أجمعين التى لا يحصيها كتابا ولا يسعها مدادا فهم أولى القدر الجليل السامى.
من كرامات سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه:
أورد صاحب طبقات الشافعية الكبرى قاضى القضاة التاج السبكى بسنده وابن سعد فى الطبقات بسنده عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن سيدنا أبا بكر الصديق رضي الله عنه كان نحلها جاد عشرين وسقا، فلما حضرته الوفاة، قال والله يا بنية ما من الناس أحد أحب إلى غنى بعدى منك، ولا أعز على فقرا بعدى منك، وإنى كنت نحلتك جاد عشرين وسقا فلو كنت جددته وخزنته كان لك وإنما هو اليوم مال وارث وإنما هما أخواك وأختاك فاقتسموه على كتاب الله - قالت السيدة عائشةرضي الله عنها : يا أبت والله لو كان كذا وكذا لتركته إنما هى أسماء فمن الأخرى - فقال أبو بكر ذو بطن بنت أراها جارية، فكان ذلك كما أخبر رضي الله عنه.
وفى هذا القصة كرامتان لسيدنا ابو بكر الصديق رضي الله عنه.
الكرامة الاولى - أن سيدنا ابو بكر رضي الله عنه أخبر انه سيموت فى ذلك المرض حيث قال وإنما هو اليوم مال وارث.
الكرامة الثانية - أن سيدنا ابو بكر الصديق رضي الله عنه أخبر ان زوجته حامل وانه قد علم أن مولوده القادم بعد وفاته سوف تكون بنتا. وكانت هى السيدة أم كلثوم بنت الصديق رضى الله عنها وعن أبيها.
وأورد البخارى بسنده عن أهل الصفة ان النبى صلى الله عليه وسلم قال (من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس). الحديث... وفيه أن سيدنا أبا بكر الصديق رضي الله عنه انطلق بثلاثة نفرا الى بيته ثم تركهم وذهب الى النبى صلى الله عليه وسلم وتعشى عند النبى صلى الله عليه وسلم ولبث حتى صلى العشاء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جاء إلى بيته بعد ما مضى من الليل ما شاء الله، فقالت له امرأته ما حبسك عن أضيافك؟ قال رضي الله عنه : أو ما عشيتهم؟ قالت أبوا حتى تجىء. ثم قال رضي الله عنه: كلوا. فقال قائلهم: وايم الله ما كنا نأخذ من لقمة إلا ربا من أسفلها أكثر منها. حتى شبعوا وصارت أكثر مما كانت قبل، فنظر سيدنا أبو بكر رضي الله عنه فإذا شىء أو أكثر فقال لامرأته: يا أخت بنى فراس ما هذا؟ قالت: لا وقرة عينى لهى الآن أكثر مما كانت قبل بثلاث مرات فاكل منها أبو بكر رضي الله عنه.
وهذه كرامة اجراها الله تعالى على يد سيدنا ابو بكر الصديق رضي الله عنه حيث زاد الطعام ثلاثة أضعاف ولم ينقص الطعام بالاكل منه بل زيد ثلاثة اضعاف.
من كرامات سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه:
من كرامات الفاروق رضي الله عنه انه نزل الوحى من السماء موافقا لرأيه فى مواضع كثيرة أوردها جميعها البخارى ومسلم وأبو داود وأصحاب السنن منها انه رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله: لو صليت خلف المقام؟ فنزلت هذه الاية ﴿واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى﴾ وقلت: يا رسول الله، لو ضربت على نسائك الحجاب فإنه يدخل عليهن البر والفاجر؟ فأنزل الله ﴿وَإذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ﴾ ونزلت هذه الاية ﴿ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين﴾ فلما نزلت قلت أنا: تبارك الله أحسن الخالقين، فنزلت ﴿فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾ ودخلت على أزواج النبى صلى الله عليه وسلم فقلت: لتنتهن أو ليبدلنه الله بأزواج خير منكن، فنزلت الاية ﴿عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا﴾.
وكان النبى صلى الله عليه وسلم قد استشار أصحابه فى أسارى بدر، فقال عمر بن الخطاب للنبى صلى الله عليه وسلم: اقتلهم، فإنهم رءوس الكفر وأئمة الضلال، وقال أبو بكر: لا تقتلهم، فقد شفى الله الصدور وقتل المشركين وهزمهم، فآدهم أنفسهم، وليكن ما نأخذ منهم فى قوة المسلمين وعوناً على حرب المشركين، وعسى الله أن يجعلهم أعواناً لأهل الإسلام فيسلموا، فأعجب النبى صلى الله عليه وسلم بقول أبى بكر الصديق، وكان النبى صلى الله عليه وسلم رحيماً، وأبو بكر أيضاً رحيماً، وكان عمر ماضياً، فأخذ النبى صلى الله عليه وسلم بقول أبى بكر، ففاداهم، فأنزل الله عز وجل توفيقاً لقول عمر ﴿مَا كَانَ لِنَبِى أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِى الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللهُ يُرِيدُ الآَخِرَةَ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ فقال النبى صلى الله عليه وسلم (أحمد الله إن ربك واتاك على قولك) فقال عمر: الحمد لله الذى واتانى على قولى فى أسارى بدر.
وقال النبى صلى الله عليه وسلم (لو نزل عذاب من السماء؛ ما نجا منا أحد إلا عمر بن الخطاب، إنه نهانى فأبيت). ومن كراماته رضي الله عنه لما مات عبد الله بن أُبى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلى عليه. قلت: يا رسول الله، تصلى على هذا الكافر المنافق! فقال (إيهًا عنك يا بن الخطاب) فنزلت ﴿وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُم مَاتَ أَبَدًا وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ﴾ التوبة 84.
ومن كراماته رضي الله عنه أنه رأى العدو من مسيرة شهر حينما أرسل الصحابى الجليل سارية بن زنيم بن عبد الله رضي الله عنه أمير على جيش من جيوش المسلمين وجهزه إلى بلاد فارس فاشتد على عسكره الحال على باب نهاوند وهو يحاصرها وكثرت جموع الأعداء وكاد المسلمون ينهزمون وسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالمدينة يوم الجمعة فصعد المنبر وخطب ثم استغاث فى أثناء خطبته بأعلا صوته يا سارية الجبل يا سارية الجبل يا سارية الجبل - من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم، وفى رواية اخرى يا سارية ابن زنيم الجبل يا سارية ابن زنيم الجبل يا سارية ابن زنيم الجبل ظلم من استرعى الذئب الغنم - فأسمع الله عز وجل سيدنا سارية بن زنيم رضي الله عنه وجيوشه أجمعين صوت سيدنا عمر ابن الخطاب وهو يناديهم وهم على باب نهاوند فلجأوا إلى الجبل وقالوا هذا صوت أمير المؤمنين فنجوا وانتصروا.
فجاء كتاب سارية بن زنيم رضي الله عنه إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إن الله فتح علينا يوم الجمعة لساعة كذا وكذا لتلك الساعة التى خرج فيها سيدنا عمر بن الخطاب فتكلم على المنبر، قال سارية: وسمعت صوتا: يا سارية بن زنيم الجبل! يا سارية بن زنيم الجبل! ظلم من استرعى الذئب الغنم، فعلوت بأصحابى الجبل ونحن قبل ذلك ببطن الوادى ونحن محاصرو العدو، ففتح الله علينا.
القصة بكاملها مروية فى مصادر عدة منها: اليبهفى فى دلائل النبوة، ابن عساكر، ابن سعد فى الطبقات، السيوطى فى الجامع، التاج السبكى فى طبقات الشافعية الكبرى، سير أعلام النبلاء، الإصابة فى فضائل الصحابة، السخاوى فى المقاصد الحسنة، الحافظ ابن حجر.
ومن كرامات سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كلم الأرض وأمرها فأطاعته؛ فى قصة الزلزلة ويروى إن الأرض زلزلت فى زمن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فحمد الله وأثنى عليه والأرض ترجف وترتج ثم ضربها بالدرة وقال أقرى ألم أعدل عليك فاستقرت من وقتها. رواه إمام الحرمين الشيخ الجوينى فى كتاب الشامل والتاج السبكى فى طبقات الشافعية.
ومن كرامات سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كلم نيل مصر وأمره ان يجرى ويفيض فأطاعه نيل مصر وذلك أن النيل كان فى الجاهلية لا يجرى حتى تلقى فيه جارية عذراء فى كل عام فلما جاء الإسلام وجاء وقت جريان النيل فلم يجر أتى أهل مصر عمرو بن العاص فأخبروه أن لنيلهم سنة وهو أنه لا يجرى حتى تلقى فيه جارية بكر بين أبويها ويجعل عليها من الحلى والثياب أفضل ما يكون فقال لهم عمرو بن العاص إن هذا لا يكون وإن الإسلام يهدم ما قبله فأقاموا ثلاثة أشهر لا يجرى قليلا ولا كثيرا حتى هموا بالجلاء فكتب عمرو بن العاص إلى سيدنا عمر بن الخطاب بذلك فكتب إليه قد أصبت إن الإسلام يهدم ما قبله وقد بعثت إليك بطاقة فألقها فى النيل ففتح عمرو البطاقة قبل إلقائها فإذا فيها "من عمر أمير المؤمنين إلى نيل مصر أما بعد فإن كنت تجرى من قبلك فلا تجر وإن كان الله الواحد القهار هو الذى يجريك فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك" فألقى عمرو بن العاص البطاقة فى النيل قبل يوم الصليب وقد تهيأ أهل مصر للجلاء والخروج منها فأصبحوا وقد أجراه الله ستة عشر ذراعا فى ليلة واحدة. رواه التاج السبكى فى الطبقات.
ومن كرامات سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه كانت نارا تخرج من كهف فى جبل فتحرق ما أصابت فخرجت فى زمنه رضي الله عنه فأمر أبا موسى الأشعرى أو تميما الدارى رضي الله عنه أن يدخلها الكهف فجعل يحبسها بردائه حتى أدخلها الكهف فلم تخرج بعد. طبقات الشافعية الكبرى.
وإذا قال لك المغرور أين أصل ذلك كله فى السنة المطهرة قل له أيها المتعثر فى أذيال الجهالات أيطالب الفاروق رضي الله عنه بأصل وإن شئت أصلا فهاك أصولا لا أصلا واحدا أليس قد حن الجذع إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى ضمه إليه وكلمه ورد الجذع الكلام على النبى صلى الله عليه وسلم، ألم يكلم الحجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلقى عليه التحية والسلام والاكرام، ألم يدعوا النبى صلى الله عليه وسلم الشجرة فتأتيه طائعة تلقى عليه التحية والسلام ألم يسبح الحصى فى يد رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس يسمعون.
من كرامات سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه:
ومن كرامات سيدنا عثمان ذى النورين رضي الله عنه أنه ذات يوم دخل إليه رجل كان قد لقى امرأة فى الطريق فتأملها فقال له سيدنا عثمان رضي الله عنه يدخل أحدكم وفى عينيه أثر الزنا فقال الرجل أوحى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ولكنها فراسة. رواه التاج السبكى فى طبقاته والقرطبى فى تفسيره.
ومن كراماته رضي الله عنه أنه علم يوم استشهاده وأخبر الناس عنه؛ عن مسلم أبى سعيد أن عثمان بن عفان رضي الله عنه أعتق عشرين مملوكًا، ثم دعا بسراويل فشدها عليه ولم يلبسها فى جاهلية ولا إسلام، ثم قال: إنى رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم البارحة فى المنام ورأيت أبابكر وعمر رضي الله عنهما وإنهم قالوا: اصبر؛ فإنك تفطر عندنا القابلة. ثم دعا بمصحف فنشره بين يديه فقتل وهو بين يديه. رواه الامام أحمد و أبويعلى الموصلى.
من كرامات سيدنا على بن ابى طالب كرم الله وجهه و رضي الله عنه:
ومن كراماته رضي الله عنه انه دعا لشاب سقيما فشفاه الله تعالى فى الحال؛ فيروى أن سيدنا عليا وولديه سيدنا الحسن وسيدنا الحسين رضي الله عنهم سمعوا قائلا يقول فى جوف الليل:
يا من يجيب دعا المضطر فى الظلم يا كاشف الضر والبلوى مع السقم
قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا وعين جودك يا قيوم لم تنم
هب لى بجودك فضل العفو عن زللى يا من إليه رجاء الخلق فى الحرم
إن كان عفوك لا يرجوه ذو خطأ فمن يجود على العاصين بالنعم
فقال سيدنا على رضي الله عنه لولده اطلب لى هذا القائل فأتاه فقال أجب أمير المؤمنين فأقبل يجر شقه حتى وقف بين يديه فقال قد سمعت خطابك فما قصتك فقال إنى كنت رجلا مشغولا بالطرب والعصيان وكان والدى يعظنى ويقول إن لله سطوات ونقمات وما هى من الظالمين ببعيد فلما ألح فى الموعظة ضربته فحلف ليدعون على ويأتى مكة مستغيثا إلى الله ففعل ودعا فلم يتم دعاؤه حتى جف شقى الأيمن فندمت على ما كان منى وداريته وأرضيته إلى أن ضمن لى أنه يدعو لى حيث دعا على فقدمت إليه ناقة فأركبته فنفرت الناقة ورمت به بين صخرتين فمات هناك فقال له على رضي الله عنه: رضى الله عنك إن كان أبوك رضى عنك فقال الله كذلك فقام على رضي الله عنه وصلى ركعات ودعا بدعوات أسرها إلى الله عز وجل ثم قال: يا مبارك. قم فقام ومشى وعاد إلى الصحة كما كان ثم قال: لولا أنك حلفت أن أباك رضى عنك ما دعوت لك. رواه التاج السبكى فى طبقات الشافعية.
ومن كراماته رضي الله عنه أنه رفع باب حصن خيبر بيد واحدة وهو مريض يدافع به عن نفسه فى فتح خيبر، كما يدافع الفارس عن نفسه بدرعه والمعلوم والمشهور ان باب حصن خيبر أراد أن يرفعه أو يحركه ثمانية من الصحابة الكرام فلم يستطيعوا تحريك باب الحصن من مكانه، وكان منهم أبو رافع مولى النبى صلى الله عليه وسلم. رواه البيهقى فى دلائل النبوة والواقدى فى مغازيه وابن سيد الناس فى سيرته وابن ابى شيبة وفى كنز العمال وفى رواية أخرى للحاكم عن جابر رضي الله عنه ان اربعون رجلا من الصحابة أرادو رفع الباب فلم يقدروا عليه وفى رواية اخرى أن الباب اجتمع عليه سبعون رجلاً وكان جهدهم أن أعادوا الباب.
ومن كراماته رضي الله عنه أنه أخبر عن الموضع الذى سوف يقتل فيه ابنه سيدنا الحسين مع عترته الطيبة الطاهرة؛ فعن الأصبغ قال: أتينا مع على بن ابى طالب رضي الله عنه فمررنا بموضع قتل الحسين رضي الله عنه فقال على بن ابى طالب رضي الله عنه ههنا مناخ ركابهم وههنا موضع رحالهم وههنا مهراق دمائهم فتية من آل محمد صلى الله عليه وسلم يقتلون بهذه العرصة تبكى عليهم السماء والأرض. رواه الامام الطبرى فى الرياض النضرة.
فهذا هو القطر اليسير من البحر الكثير الذى لا حد له ولا ساحل من الكرامات وخوارق العادات التى جرت على يد خلفاء رسول الله الراشدين الاربعة رضى الله عنهم وأرضاهم وأرضانا بهم ونفعنا الله بمحبتهم فى الدارين وعن المعنى يقول الامام فخرالدين رضي الله عنه:
لا يستطيع القول فيكم أن يفى ان البحار لذكركم لمداد
ابراهيم جعفر


المصدر
http://newdesign.almagalla.info/NewsInfo.aspx?id=708
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خادمة الحبيب المصطفى




عدد المساهمات : 937
تاريخ التسجيل : 22/10/2012

المجلة عدد إبريل 2013 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلة عدد إبريل 2013   المجلة عدد إبريل 2013 Icon_minitimeالجمعة أغسطس 30, 2013 6:26 pm

القواطع

خير صديق من يدلك على الطريق

دخل علىّ وهو يقول: إيه ياعم؟ كام يوم دلوقتى فات، لا شفتك، ولا سمعت صوتك، ولما طلبتك على الموبايل لقيته مقفول، فطلبتك فى البيت، بنتك قالت لى: إنك تعبان، وراقد فى السرير، فنظرت إليه من غير ما اتكلم، أو أرد حتى بالإشارة فقال: إيه ... إنت مش سامعنى؟ إيه اللى حصلك؟ فتنهدت بصوت عالى، ثم قلت:
دنيا تخادعنى كأنى لست أعرف حالها
ذم الإله حرامها وأنا اجتنبت حلالها
و... فقاطعنى قائلاً: نعم ... نعم، فقلت: خلاص الواحد زهد الدنيا، مافى حاجة تستاهل، فقال: ماشى ... حضرتك زهدت فى الدنيا، ذنبهم إيه اللى حواليك؟ فقلت: اللى حواليا؟ فقال: هو إنت عايش فى البيت لوحدك؟ فقلت: قصدك ... بنتى وامها؟ فقال: أخيراً عرفت ... ياراجل يرضى مين بس؟ إنك لمدة أسبوع تأكلهم جبنة قريش فطار وغدا وعشاء، فقلت: إنت عرفت؟ تلاقى بنتى هى ... فقاطعنى قائلاً: عايز تعيش الزهد، عيشه لوحدك، وبعدين تعالى هنا، هى مراتك وبنتك مش من الدنيا؟ و... دخلت ابنتى فجاءة وقالت: بابا ... بابا انت طلبت أكل من المطعم؟ فصرخت: أكل؟! فرد صديقى: أنا اللى طلبت الأكل قبل ما أجى هنا، خدى حاسبى الراجل، وهاتى طلب من الاتنين هنا، والتانى ليكى إنت وماما، وقفت ابنتى تنظر إلىّ ... ماذا تفعل؟ فقلت: خلاص اسمعى كلام عمك، فخرجت بسرعة، ورجعت تحمل صينية أكل، تسبقها ريحة كباب وكفتة، أخذ صديقى الصينية منها ووضعها على ترابيزة قريبة منى، وقال: قوم ياراجل ناكل لقمة سوا، فقلت وعينيه حتخرج من مكانها على الأكل، ولسانى دلدل من الأكل اللى قدامى، ولكنى حاولت أن أمسك نفسى فقلت فى تعفف: لأ ... لأ لأ أنا واكل قبل ما تيجى، فرد قائلاً: براحتك، وأمسك بصباع كفتة، وقعد يقطع العيش ببطء شديد وبدأ ياكل بصوت ... جعلنى أتوتر أكتر من توترى من ريحة الكباب التى ملأت المكان، فقلت: كلْ من غير صوت، فنظر إلىّ قائلاً: شوية كباب وكفتة يستاهلوا بقك، وبص على ساعته وقال: ياه دا أنا إتأخرت على ميعادى ... بعد إذنك، ووقف على باب الغرفة وانتظر أن أوصله إلى باب الشقة، لكنى لم أتحرك من مكانى، وعينى مشدودة بالباقى من الكباب، فقال: هيه ... هو انت مش حتوصلنى لحد الباب؟ فقلت وأنا متسمر مكانى: هه ... هو إنت غريب، ياعم البيت بيتك، اتفضل ... اتفضل، فرد قائلاً: هو انت بتطردنى؟ فانتبهت لكلامه فقلت بسرعة: لأ ... لأ أنا قصدى أقول إنت مستعجل ليه؟ ما لسّه بدرى، فبص فى ساعته وقال: صحيح عندك حق، لسّه بدرى وأهو بالمرة أكمل أكلى، وأشرب معاك شوية شاى، وبالمرة نتكلم عن حالتك الجديدة دى ... مش كده؟ لكنى كنت فى وادى آخر، كنت أكلم نفسى: يكمل أكله، يعنى الكباب والكفتة طاروا، فنظر إلىّ وقال وهو يبتسم: إيه... أقعد أو أمشى؟ فقلت وأنا أمسك نفسى عن البكاء: ياراجل ... ياراجل ... هو ده كلام طبعاً تقعد، فدخل وقعد بجوار الصينية، ثم قال: هيه ... لسّه ماغيرتش رأيك عن الأكل؟ فقعدت بسرعة بجوار الصينية بل فى مكان أقرب منه إليها، وأنا أقول: حا أكل بس ... علشان عيب أسيبك تاكل لوحدك وانت فى بيتى، فانفجر ضاحكاً بشكل جنونى، ولم أهتم فقد كان تركيزى فى الأكل -لأن ساعة البطون تتوه العقول- ومارفعتش دماغى عن الصينية إلا بعد أن ملأت بطنى، وأحسست بأن عقلى ابتدى يرجع مكانه والأمور حولى أصبحت تمام التمام، وجاءت ابنتى لتأخذ الصينية بعد ما أكلنا، فقلت لها: اتنين شاى مظبوطين من إيدك الحلوة علشان عمك يقدر يفهمنى الـ... فقاطعنى قائلاً: أفهمك إيه؟ هو إحنا إتكلمنا فى حاجة؟ فقلت: لأ بس أنا حسيت منك إن زهدى مش عاجبك ... ياترى ليه؟ فقال: لأن اللى إنت كنت عامله ده نعذيب مش زهد ... ده حتى مش محصل تقشف، فقلت: يا ساتر ... تعذيب ليه؟ فقال: لأن حال الزاهد هو الانصراف عن الشئ أو تركه إلى ما هو خير منه ... و... فقاطعته قائلاً: ممكن توضح شوية؟ فرد قائلاً: يعنى الواحد لما يبقى فى مقام أو مكان أو حال لايزول عنه، يعنى بالبلدى زى ملكه، يقوم يزهد فى هذا الملك اللى هو بتاعه خاص بيه طالب حاجة أعلى أو أحسن أو أصفى ... فقلت: ياسلام ... طيب ما هو الطماع بيبقى عنده وبيطلب الأحسن يبقى ده زهد؟ فرد قائلاً: الفرق بين الزاهد والطماع زى الفرق بين السماء والأرض، ويمكن أكتر ... إزاى؟ الطماع همه كله الدنيا، والزاهد همه الأخرة، الطماع عاوز اللى فى إيده وإيد غيره، أما الزاهد لا طمعان فى اللى فى إيده أو فى إيد غيره ... وعلى العموم إحنا بنتكلم عن الزهد، ومن خلال كلامنا حتعرف إن هناك فرق كبير بين الزاهد والطماع، فقلت: ماشى ... اتفضل كمل، فقال: شوف أسيادنا أولياء الله الصالحين وعلمائهم الأجلاء قالوا عن الزهد الكثير، ومن ضمن كلامهم عن الزهد إنه ثلاثة أنواع كل نوع منه خاص بفئة معينة من الناس.
أولاً: زهد الخائفين أو زهد العوام وهو الدرجة السفلى من الزهد، وهو ترك الحرام فيكون المرغوب فيه أو مطلبهم هو النجاة من النار، ومن عذاب القبر، ومن الحساب، ومن خطر المشى على الصراط.
ثانياً: زهد الراجين وهو زهد الخواص وهو ترك الحرام والحلال، ويكون المرغوب فيه ثواب الله ونعيمه طمعاً فيما عند الله.
ثالثاً: زهد المحبين وهو زهد العارفين وهو ترك ما يشغل العبد عن الله تعالى لإنه لا يحب الله تعالى خاصة إلا من عرفه، وعرف لذة النظر إلى وجهه الكريم، وهذه الدرجة هى العليا فى الزهد، وهو ألا يكون له رغبة إلا فى الله وفى لقائه، فهو مستغرق الهم بالله تعالى، ولا يطلب غير الله تعالى، لأن من طلب غير الله فهو عبده، فكل مطلوب معبود، وكل طالب عبد، فقلت: هو فيه حاجة بتميز الزاهد ممكن نعرفه منها؟ رد قائلاً: للزاهد علامات منها أنه لا يفرح بموجود ولا يحزن على مفقود، يستوى عنده اللى بيسبه أو بيمدحه، أُنسه بالله تعالى والغالب على قلبه حلاوة الطاعة، وقالوا عن الزهد: أن نترك الدنيا ولا نهتم بمن أخذها، والزهد أن نزهد فيما سوى الله ... وخير الكلام مسك الختام، والمسك هنا كلام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين جاءه بعض الوفود، قالوا: إنا مؤمنون، فقال صلى الله عليه وآله وسلم (وما علامة إيمانكم؟) فذكروا الصبر عند البلاء، والشكر عند الرخاء، والرضا بمواقع القضاء، وترك الشماتة بالمصيبة إذا نزلت بالأعداء، فقال صلى الله عليه وآله وسلم (إن كنتم كذلك فلا تجمعوا ما لا تأكلون، ولا تبنوا ما لا تسكنون، ولا تنافسوا فيما عنه ترحلون) - فجعل الزهد تكملة لإيمانهم وروى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال (من زهد فى الدنيا أدخل الله الحكمة قلبه فأنطق بها لسانه، وعرفه داء الدنيا ودواءها، وأخرجه منها سالماً إلى دار السلام).
إيه رأيك بقى فى الزهد؟ ... هو ده أو الزهد بتاعك؟ فقلت: بص علشان أريحك أنا فعلاً زهدت ... فقاطعنى: تانى ... فقلت: أصبر على رزقك ... أنا زهدت فى اللى أنا فيه وطمعان بجد فى اللى أحسن ... مش بيقولوا خير الصديق هو اللى يدلك على الطريق ... أهو أنا بقى عاوز الطريق.
أحمد نور الدين عباس


المصدر
http://newdesign.almagalla.info/NewsInfo.aspx?id=709
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خادمة الحبيب المصطفى




عدد المساهمات : 937
تاريخ التسجيل : 22/10/2012

المجلة عدد إبريل 2013 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلة عدد إبريل 2013   المجلة عدد إبريل 2013 Icon_minitimeالجمعة أغسطس 30, 2013 6:50 pm

النبي

صفح الحبيب الجميل

إن التخلق بأخلاق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم من شيم الصالحين والذين ساروا على منوالهم وسلكوا دروبهم واقتفوا آثارهم وهو ما ارشدنا اليه المربى الكريم مولانا الشيخ محمد ابراهيم محمد عثمان عبده البرهانى فى خطابه السنوى للامة فى الاحتفال بحولية الامامين الامام فخر الدين محمد عثمان عبده البرهانى وخليفته الامام ابراهيم محمد عثمان عبده البرهانى رضي الله عنه أجمعين على ضرورة التحلى بأخلاق إمام الكائنات وسيد الاكوان أحمد من حمد اللهم صل وسلم وبارك عليه فى الاوليين والاخرين وفى الملاء الاعلى الى يوم الدين ونقتبس مما ورد فى خطابه عن مظاهر الصفح الجميل للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وهى من شمائله المباركة التى لو تخلقنا ببعضها تصل محبته الى القلوب فأن محبة الحبيب صلى الله عليه وسلم إذا لمست قلب عدو من الاعداء صار محبا ووليا من الاولياء وها هى السيرة النبوية المباركة مملوءة بقصص الاعداء الذين حين تخللت محبة الحبيب صلى الله عليه وسلم الى قلوبهم اصبحوا من جملة أصحابه ونجباءه وأحبابه يفدونه بالنفس والمال والاولاد.
يقول المولى تبارك وتعالى فى التنزيل ﴿فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ﴾ الحجر 85.
فى تفسير روح المعانى - عن سيدنا محمد بن الحنفية رضي الله عنه عن أبيه سيدنا على كرم الله وجهه و رضي الله عنه أنه قال "الصفح الجميل صفح لا توبيخ فيه ولا حقد بعده مع الرجوع إلى ما كان قبل ملابسة المخالفة".
وقيل "الصفح الجميل مواساة المذنب برفع الخجل عنه ومداواة موضع آلام الدم فى قلبه".
وأخرج ابن مردويه وابن النجار عن سيدنا على بن أبى طالب رضي الله عنه فى قوله ﴿فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ﴾ قال: الرضا بغير عتاب. وأخرج البيهقى فى الشعب عن سيدنا ابن عباس رضي الله عنه فى قوله ﴿فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ﴾ قال: هو الرضا بغير عتاب.
وفى قوت القلوب عن سيدنا محمد بن الحنفية رضي الله عنه عن أبيه سيدنا على كرم الله وجهه ورضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم ﴿فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ﴾ الحجر 85، قال (يا جبريل وما الصفح الجميل؟) قال: يا محمد إذا عفوت عمن ظلمك فلا تعاتب، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا جبريل فالله مع كرمه تعالى أولى أن لا يعاتب من عفا عنه) قال: فبكى جبريل وبكى النبى صلى الله عليه وسلم، فبعث الله عز وجل إليهما ميكائيل فقال: إن ربكما يقرئكما السلام ويقول لكما [كيف أعاتب من عفوت عنه، هذا ما لا يشبه كرمى].
ومن مظاهر صفح الحبيب الجميل مع من أراد قتله يوم فتح مكه فقد ذكر ابن هشام فى سيرته أن فضالة بن عمير بن الملوح أراد قتل النبى صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بالبيت عام الفتح فلما دنا منه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أفضالة) قال: نعم فضالة يا رسول الله! قال (ماذا كنت تحدث به نفسك) قال: لا شئ كنت أذكر الله. فضحك النبى صلى الله عليه وسلم ثم قال (استغفر الله) ثم وضع يده على صدره فسكن قلبه، فكان فضالة يقول والله ما رفع يده عن صدرى حتى ما خلق الله شيئا أحب إلى منه.
وايضا من مظاهر صفح الحبيب الجميل مع من أراد قتله يوم حنين؛ فقد روى البيهقى وابن سعد عن منصور بن عبدالرحمن الحجبى عن أبيه عن أمه وغيرها قالوا: كان شيبة بن عثمان رجلا صالحا له فضل، وكان يحدث عن إسلامه وما أراد الله به من الخير، ويقول: ما رأيت أعجب مما كنا فيه من لزوم ما مضى عليه آباؤنا من الضلالات. ثم يقول لما كان عام الفتح ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عنوة قلت أسير مع قريش إلى هوازن بحنين، فعسى إن اختلطوا أن أصيب من محمد غرة فأثأر منه، فأكون أنا الذى قمت بثأر قريش كلها، وأقول لو لم يبق من العرب والعجم أحد إلا اتبع محمدا ما تبعته أبدا، وكنت مرصدا لما خرجت له لا يزداد الامر فى نفسى إلا قوة، فلما اختلط الناس اقتحم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بغلته، وأصلت السيف فدنوت أريد ما أريد منه، ورفعت سيفى حتى كدت أسوره، فرفع لى شواظ من نار كالبرق كاد يمحشنى، فوضعت يدى على بصرى خوفا عليه، والتفت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنادانى (يا شيب ادن) فدنوت فمسح صدرى، ثم قال (اللهم أعذه من الشيطان) قال فوالله لهوكان ساعتئذ أحب إلى من سمعى وبصرى ونفسى، وأذهب الله ما كان فى، ثم قال (ادن فقاتل) فتقدمت أمامه أضرب بسيفى الله يعلم أنى أحب أن أقيه بنفسى كل شئ، ولو لقيت تلك الساعة أبى لو كان حيا لاوقعت به السيف، فجعلت ألزمه فيمن لزمه حتى تراجع المسلمون، وكروا كرة رجل واحد، وقربت بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستوى عليها، فخرج فى أثرهم حتى تفرقوا فى كل وجه، ورجع إلى معسكره فدخل خباءه فدخلت عليه ما دخل عليه غيرى حبا لرؤية وجهه وسرورا به، فقال (يا شيب الذى أراد الله بك خير مما أردت بنفسك) ثم حدثنى بكل ما اضمرت فى نفسى مما لم أكن أذكره لاحد قط، قال فقلت فأنى أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، ثم قلت استغفر لى فقال (غفر الله لك).
ومن مظاهر صفح الحبيب الجميل مع من حاربه من الكفار والمشركين كما روى البخارى ومسلم والترمذى وابو داود والبيهقى عن السيدة أم هانىء رضي الله عنها قالت: لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة فر إلىّ رجلين من أحمائى من بنى مخزوم، وكانت عند هبيرة بن أبى وهب المخزومى قالت: فدخل على على بن أبى طالب أخى فقال: والله لأقتلنهما، فأغلقت عليهما باب بيتى، ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو بأعلى مكة، فوجدته يغتسل من جفنة وإن فيها لأثر العجين، وفاطمة ابنته تستره بثوبه فلما اغتسل أخذ ثوبه فتوشح به، ثم صلى ثمان ركعات الضحى، ثم انصرف إلى فقال (مرحباً وأهلاً بأم هانىء ما جاء بك؟) فأخبرته خبر الرجلين وخبر على بن أبى طالب فقال (قد أجرنا من أجرت وأمنّا من أمنت فلا نقتلهما).
ومن مظاهر صفح الحبيب الجميل مع اصهاره كما ورد فى كتب السيرة عن الزُّهْرِى عَنْ أَنَسٍ قَالَ : لَمَّا أُسِرَ أَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبِيعِ قَالَتْ زَيْنَبُ رضي الله عنها إِنِّى أَجَرْتُ أَبَا الْعَاصِ. فَقَالَ النَّبِى صلى الله عليه وسلم (قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَارَتْ زَيْنَبُ).
ومن مظاهر صفح الحبيب الجميل لتأليف القلوب كما ورد فى الصحيح عن صفوان بن أمية أنه قال: ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطينى من غنائم حنين وهو أبغض الخلق إلى حتى ما خلق الله شيئا أحب إلى منه صلى الله عليه وسلم.
ومن مظاهر صفح الحبيب الجميل مع اعدائه ايضا كما ورد فى عيون الاثر قال عروة بن الزبير: خرج صفوان بن أمية يريد جدة ليركب منها إلى اليمن فقال عمير بن وهب الجمحى يا رسول الله إن صفوان بن أمية سيد قومى قد خرج هارباً منك ليقذف بنفسه فى البحر، فأمنه يا رسول الله، فقال (هو آمن) قال: يا رسول الله أعطنى شيئاً يعرف به أمانك، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عمامته التى دخل بها مكة، فخرج بها عمير حتى أدركه بجدة، وهو يريد أن يركب البحر فقال: يا صفوان فداك أبى وأمى أذكرك الله فى نفسك أن تهلكها، فهذا أمان رسول الله صلى الله عليه وسلم جئتك به؟ فقال ويلك أغرب عنى لا تكلمنى قال: فداك أبى وأمى أفضل الناس، وأبر النّاس وأحلم الناس، وخير الناس ابن عمتك عزه عزك وشرفه شرفك، وملكه ملكك، قال إنى أخافه على نفسى قال: هو أحلم من ذلك، وأكرم فرجع به معه حتى وقف به على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال صفوان: إن هذا يزعم أنك آمنتنى قال (صدق) قال فاجعلنى فى ذلك بالخيار شهرين قال (أنت بالخيار أربعة أشهر). فأسلم بعد ذلك وحسن اسلامه.
ومن مظاهر صفح الحبيب الجميل مع قائد الكفار ابو سفيان بن حرب كما ورد فى كتب السيرة عن سيدنا العباس رضي الله عنه قال جلست على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضاء، فخرجت عليها حتى جئت الأراك لعلى أجد حاطباً، أو صاحب لبن أو ذا حاجة يدخل مكة، فيخبرهم بمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخرجوا إليه فيستأمنوه قبل أن يدخلها عنوة قال العباس: فوالله إنى لأسير عليها وألتمس ما خرجت له إذ سمعت كلام أبى سفيان وبديل بن ورقاء، وهما يتراجعان، وأبو سفيان يقول: ما رأيت كالليلة نيراناً قط. فقال: بديل هذه والله نيران خزاعة حمشتها الحرب، فقال أبو سفيان: خزاعة أذل وأقل من أن تكون هذه نيرانها، فعرفت صوته فقلت: يا أبا حنظلة. فعرف صوتى، فقال: يا أبا الفضل. فقلت: نعم. قال: ما لك فداك أبى وأمى. قلت: ويحك يا أبا سفيان هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاء بما لا قبل لكم به بعشرة آلاف من المسلمين. قال: وما الحيلة؟ قلت: والله لئن ظفر بك ليضربن عنقك، فاركب عجز هذه البغلة حتى آتى بك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأستأمنه لك. فردفنى، ورجع صاحباه فخرجت أركض به على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كلما مررت بنار من نيران المسلمين ينظرون إلى، ويقولون عم رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى مررت بنار عمر بن الخطاب فقال: من هذا؟ فقام إلى فلما رأى أبا سفيان على عجز البغلة، قال: أبو سفيان عدو الله الحمد لله الذى أمكن منك بغير عقد، ولا عهد. ثم خرج يشتد نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وركضت البغلة فسبقته كما تسبق الدابة البطيئة الرجل البطيئ، قال: فاقتحمت عن البغلة سريعاً، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودخل عليه عمر فقال: يا رسول الله هذا عدو الله أبو سفيان قد أمكن الله منه بغير عقد، ولا عهد فدعنى أضرب عنقه. قال فقلت: يا رسول الله إنى قد أجرته. ثم جلست إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت برأسه، وقلت: والله لا ينجيك الليلة أحد دونى. فأسلم ابو سفيان وحسن اسلامه.
وورد عن مولانا الشيخ محمد ابراهيم محمد عثمان عبده البرهانى قال "لو تتبعنا المعاهدات التى صدرت عنه صلى الله عليه وسلم لوجدنا فيها ضروباً من التسامح والموادعة والمساواة.
فكمْ من مُشكلاتٍ أمثالِ عظام الجبال تُحلُّ بالصفح الجميل فما ضرَّ لو بات المحبُّ وقد عفا؟ فإن فى التظالم بؤرة الإظلام، وهل تُسرُّ نفوسُ المحبين إذا باتت مغاضبةً، فتتولد منها جفوة تقطع الأرحام.
فالصفح الجميل من أخلاق الحبيب صلى الله عليه وسلم التى لا تعد ولا تحد ولا تحصى قد تخلق بها أحبابه الوارثين اللهم اجعلنا من المقتفين آثارهم السائرين على منوالهم المتخلقين بأخلاقهم الواردين حياضهم بحسن الظن لا حسن البضاعة.
وعن المعنى يقول الامام فخرالدين رضي الله عنه فى نظمه الفريد
فَحَيَّا اللهُ عَبْدًا ظَـنَّ خَيْرًا فَبِالصَّفْحِ الْجَمِيلِ قَدِ اشْتَهَرْتُ
وصلى الله على مولانا سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ابراهيم جعفر



المصدر
http://newdesign.almagalla.info/NewsInfo.aspx?id=710
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خادمة الحبيب المصطفى




عدد المساهمات : 937
تاريخ التسجيل : 22/10/2012

المجلة عدد إبريل 2013 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلة عدد إبريل 2013   المجلة عدد إبريل 2013 Icon_minitimeالجمعة أغسطس 30, 2013 7:08 pm

خُدعوا

يحاول بعض الناس أما عمدا أو جهلا أن يخدعوا أنظار المسلمبن عما كان عليه السلف الصالح ويدعون معرفتهم ويتسببون فى حيرة الناس حتى أنهم ليتسائلون:

هل أبو طالب عم النبى صلى الله عليه وسلم توفى مسلما أم غير ذلك؟ 2

نقول وبالله التوفيق لقد تناول هذا الموضوع العديد من العلماء فمنهم من قال بإسلامه ومنهم من قل بغير ذلك ونظرا لأهمية الموضوع فقد اخترنا لتوضيح هذ الأمر الهام وحتى لاندع مجالا للشك.
نستكمل موضوع العدد السابق عن إيمان سيدنا ابو طالب عم الحبيب المصطقى صلى الله عليه وسلم من كتاب اسنى المطالب فى نجاة أبى طالب للعالم الجليل السيد الهاشمى السيد أحمد بن السيد زينى دحلان شيخ العلماء ببلد الله الحرام وذلك بعد اطلاعه على كتاب السيد محمد بن رسول البرزنج و المتوفى سنة الف ومائة وثلاثة فنقول وبالله التوفيق:
ومن الأدلة التى تثبت إيمان أبى طالب أنه أوصى قريشا باتباع النبى صلى الله عليه وسلم وقال: والله لكأنى به وقد غلب ودانت له العرب والعجم فلا يسبقنكم إليه سائر العرب فيكونوا اسعد به منكم وقد تكررت منه هذه الوصية مرارا تارة يوصى بها بنى هاشم وتارة يوصى بها كافة قريش وقد أوصى قريشا عند قرب موته بوصية طويلة قال فيها:
يا معشر قريش أنتم صفوة الله من خلقه وأنتم قلب العرب وفيكم السيد المطاع والمقدام الشجاع والواسع الباع واعلموا أنكم لم تتركوا للعرب فى المآثر نصيبا إلا أحرزتموه ولا شرفا إلا أدركتموه فلكم بذلك على الناس الفضيلة ولهم به إليكم الوسيلة وعلى حربكم الرب وإنى أوصيكم بتعظيم هذه البنية -يعنى الكعبة- فإن فيها مرضاة للرب وقواما للمعاش وثبتا للوطأة وصلوا أرحامكم ألا إن صلة الأرحام منسأة -أى فسحة- فى الأجل وزيادة فى العدد واتركوا البغى والعقوق ففيها هلكت القرون قبلكم وأجيبوا داعى الله واعطوا السائل فإن فيهما شرف الحياة والممات وعليكم بصدق الحديث وأداء الأمانة فإن فإن فيهما محبة فى الخاص ومكرمة فى العام وأوصيكم بمحمد خيرا فإنه الأمين فى قريش والصديق فى العرب وهو الجامع لكل ما أوصيتكم به وأنكره اللسان مخافة الشنآن وأيم الله كأنى أنظر إلى صعاليق العرب وأهل الأطراف والمستضعفين من الناس قد أجابوا دعوته وصدقوا كلمته وعظموا أمره فخاض بهم غمرات الموت فصارت رؤساء قريش وصناديدها أذنابا ودورها خرابا وضعفائها أربابا، وإذا أعظمهم عليه أحوجهم إليه، وأبعدهم منه أحظاهم عنده، قد محضته العرب ودادها وأعطته قيادها، يا معشر قريش كونوا له ولاه ولحزبه حماه والله لا يسلك أحد طريقه إلا رشد ولايأخذ أحد بهديه إلا سعد ولو كان لنفسى مدة ولأجلى تأخير لكففت عنه الهزاهز ولدفعت عنه الدواهى. ا-هـ.
فهل هذا قول إلا مؤمن قوى الإيمان, فمن من المؤمنين قال مثل مقالته؟
يقول السيد زينى دحلان: فانظر واعتبر أيها الواقف على هذه الوصية كيف وقع جميع ما قاله أبو طالب بطريق الفراسة الصادقة الدالة على تصديقه النبى صلى الله عليه وسلم.
وقال لهم مرة: لن تزالوا بخير ما سمعتم من محمد وما اتبعتم أمره، فأطيعوه ترشدوا. ا-هـ.
فهل يقول هذه الكلمات إلا مؤمنا؟
وقد نوه أبو طالب بنبوة النبى قبل أن يبعث صلى الله عليه وسلم لأنه ذكر ذلك فى الخطبة التى خطب بها حين تزوج صلى الله عليه وسلم بخديجة رضي الله عنها فقال فى خطبته تلك:
الحمد لله الذى جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل وضئضئ معد وعنصر مضر، وجعلنا حضنة بيته وسواس حرمه، وجعل لنا بيتا محجوجا وحرما آمنا وجعلنا الحكام على الناس، ثم إن ابن أخى هذا محمد بن عبد الله لا يوزن برجل إلا رجح شرفا ونبلا وفضلا وعقلا، وهو والله بعد هذا له نبأ عظيم وخطر جليل جسيم.
وكان هذا قبل بعثته صلى الله عليه وسلم بخمس عشرة سنة، فانظر كيف تفرس فيه أبو طالب كل خير قبل بعثته صلى الله عليه وسلم فكان الأمر كما قال، وذلك من أقوى الدلائل على إيمانه وتصديقه بالنبى صلى الله عليه وسلم حين بعثه الله تعالى.
وروى البخارى فى تاريخه عن عقيل بن أبى طالب رضي الله عنه : أن قريشا قالت لأبى طالب: إن ابن أخيك هذا قد آذانا، فقال للنبى صلى الله عليه وسلم: إن بنى عمك هؤلاء زعموا أنك تؤذيهم، فقال (لو وضعتم الشمس فى يمينى والقمر فى شمالى على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته) ثم استعبر رسول الله صلى الله عليه وسلم باكيا، فقال أبو طالب: يا ابن أخى قل ما أحببت فوالله لا أسلمك لهم أبدا، وقال لقريش: والله ما كذب ابن أخى قط.
فانظر إلى نفى الكذب عنه بالحلف بحضور خصمائه، قريش وقد جاؤه يشكون إليه، وانظر إلى قوله (زعموا أنك تؤذيهم) حيث لم يطلق القول بأنه يؤذيهم بل جعل ذلك أذى باعتبار زعمهم، وأنهم يزعمون أنه من قبل نفسه وليس من عند الله، فقال إن كان أذى أى كما زعموا فانته عن آذاهم، فلما قال له إنه من عند الله بيقين كما أنكم على يقين من رؤية هذه الشمس صدقه ونفى عنه الكذب وقال والله ما كذب ابن أخى قط.
وأخرج الخطيب أيضا بسنده إلى أبى رافع مولى أم هانئ بنت أبى طالب أنه سمع أبا طالب يقول:
حدثنى محمدا ابن أخى أن الله أمره بصلة الأرحام وأن يعبد الله لا يعبد معه أحدا، قال ومحمد عندى الصدوق الأمين، وقال أيضا سمعت ابن أخى يقول (اشكر ترزق ولا تكفر تعذب).
وأخرج ابن سعد والخطيب وابن عساكر عن عمرو بن سعيد أن أبا طالب قال:
كنت بذى المجاز مع ابن أخى فأدركنى العطش فشكوت إليه ولا أرى عنده شيئا، قال فثنى وركه ثم نزل فأهوى بعقبه إلى الأرض فإذا بالماء، فقال اشرب يا عم، فشربت. قال البرزنجى: فلو لم يكن موحدا لما رزقه الله الماء الذى نبع للنبى صلى الله عليه وسلم الذى هو أفضل من ماء الكوثر ومن ماء زمزم.
وقال البرزنجى: الذى يرى مثل هذه المعجزة كيف لا يقع التصديق فى قلبه وقد كثرت القرائن الدالة على التصديق.
وأخرج أبو نعيم من طريق أبى بكر بن عبد الله بن الجهم عن أبيه عن جده قال: سمعت أبا طالب يحدث عن عبد المطلب إنه رأى فى منامه أن شجرة نبتت من ظهره قد نال رأسها السماء وضربت أغصانها المشرق والمغرب، قال وما رأيت نورا أزهر منها أعظم من نور الشمس سبعين ضعفا، ورأيت العرب والعجم ساجدين وهى تزداد كل ساعة عظما ونورا وارتفاعا، ساعة تخفى وساعة تظهر، ورأيت رهطا من قريش قد تعلقوا بأغصانها، وقوما من قريش يريدون قطعها، فإذا دنوا منها أخذهم شاب لم أر قط أحسن منه وجها ولا أطيب ريحا فيكسر أظهرهم ويقلع أعينهم، فرفعت يدى لأتناول نصيبا فلم أنل، فقلت لمن النصيب؟ فقال النصيب لهؤلاء الذين تعلقوا بها، فانتبهت مذعورا فأتيت كاهنة لقريش فأخبرتها، فرأيت وجه الكاهنة فد تغير ثم قالت: لئن صدقت رؤياك ليخرجن من صلبك رجل يملك المشرق والمغرب وتدين له الناس، فقال عبد المطلب لأبى طالب لعلك أن تكون هو المولود، فكان أبو طالب يحدث بهذا الحديث والنبى صلى الله عليه وسلم قد بعث ويقول: كانت الشجرة والله أبا القاسم الأمين. فيقال له: ألا تؤمن؟ فيقول: السبة والعار. وإنما كان يقول ذلك تعمية وتسترا وإظهارا لقريش إنه على دينهم ليتم له نصرة النبى صلى الله عليه وسلم وحمايته، لأنهم حيث علموا أنه معهم وعلى دينهم يقبلون حمايته بخلاف ما لو أظهر لهم مخالفتهم واتباعه النبى صلى الله عليه وسلم، فهذا هو العذر له فى قوله (السبة والعار) وفى بقائه ظاهرا على دينهم.
وأخرج ابن سعيد عن عبد الله بن ثعلب بن صغير العذرى إن أبا طالب لما حضرته الوفاة دعا بنى عبد المطلب فقال: لن تزالوا بخير ما سمعتم من محمد وما اتبعتم أمره فاتبعوه وأعينوه ترشدوا.
قال البرزنجى: قلت بعيد جدا أن يعرف أن الرشاد فى اتباعه ويأمر غيره ثم يتركه هو.
وروى الحافظ ابن حجر فى الإصابة عن علي رضي الله عنه أنه لما أسلم قال له أبو طالب: الزم ابن عمك.
وعندما نقول الحافظ فهذا لقب يصفه العلماء بأن الحد الأدنى لمن يحمل هذا اللقب بأنه: من حفظ مئة ألف حديث بأسانيدها ويكون ما يعرفه عن رواتها أكثر مما يجهله.
وأخرج أيضا عن عمران بن حصين رضي الله عنه إن أبا طالب قال لابنه جعفر: صل جناح ابن عمك، فصلى جعفر رضي الله عنه مع النبى صلى الله عليه وسلم كما صلى علي رضي الله عنه.
قال البرزنجى: فلولا إنه مصدق بدينه لما رضى لابنيه أن يكونا معه وأن يصليا معه، بل ولا كان يأمرهما بالصلاة فإن عداوة الدين أشد العداوات
وأخرج أبو نعيم وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان أبو طالب يحب النبى صلى الله عليه وسلم حباً شديداً لا يحب أولاده مثله ولذا ألا ينام إلا جنبه ويخرجه معه حين يخرج، وكان النبى صلى الله عليه وسلم يحب أيضا أبا طالب حباً شديداً، ألا يأوى إلا إليه ولا يطمئن قلبه إلا باتصاله به، وكان صلى الله عليه وسلم يقول لما مات أبو طالب (نالت قريش منى من الأذى ما لم تكن تطمع فيه حياة أبى طالب).
محمد مقبول


المصدر
http://newdesign.almagalla.info/NewsInfo.aspx?id=711
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خادمة الحبيب المصطفى




عدد المساهمات : 937
تاريخ التسجيل : 22/10/2012

المجلة عدد إبريل 2013 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلة عدد إبريل 2013   المجلة عدد إبريل 2013 Icon_minitimeالجمعة أغسطس 30, 2013 8:41 pm

الشريعة

مذهب الإمام مالك
كتاب الصلاة
كِتَابُ الصَّلاةِ الأَوَّلُ (ملخص من المدونة)
(كتاب المدونة يعتبر شرح مفصل للمذهب المالكى)


5- استكمال فى باب الْقِرَاءَةُ فِى الصَّلاةِ:

65- قَالَ: وَقَالَ مَالِكٌ: وَإِنْ قَرَأَ بِأُمِّ الْقُرْآنِ فِى صَلاتِهِ كُلِّهَا وَتَرَكَ مَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ الْقُرْآنِ فَلَمْ يَقْرَأْ مَعَ أُمِّ الْقُرْآنِ شَيْئاً فِى صَلاتِهِ، قَالَ: يُجْزِئُهُ وَيَسْجُدُ سَجْدَتَى السَّهْوِ قَبْلَ السَّلامِ.
66- قَالَ مَالِكٌ وَإِنْ هُوَ تَرَكَ قِرَاءَةَ السُّورَةِ مَعَ أُمِّ الْقُرْآنِ فِى الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَتَيْنِ سَجَدَ لِلْوَهْمِ، وَإِنْ هُوَ قَرَأَ سُورَةً مَعَ أُمِّ الْقُرْآنِ فِى الرَّكْعَتَيْنِ الأُخْرَيَيْنِ فَلَيْسَ عَلَيْهِ سَجْدَتَا الْوَهْمِ، قُلْتُ: فَإِنْ هُوَ تَرَكَ قِرَاءَةَ السُّورَةِ الَّتِى مَعَ أُمِّ الْقُرْآنِ فِى الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ عَامِداً مَاذَا عَلَيْهِ فِى قَوْلِ مَالِكٍ أَيَسْجُدُ لِلْوَهْمِ؟ قَالَ: لَمْ نَكْشِفْ مَالِكاً عَنْ هَذَا وَلَمْ نَجْتَرِئْ عَلَيْهِ بِهَذَا، قَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ: وَلا أَرَى عَلَيْهِ إعَادَةً وَيَسْتَغْفِرْ اللهَ وَلا سُجُودَ سَهْوٍ عَلَيْهِ لأَنَّهُ لَمْ يَسْهُ، قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إنْ قَرَأَ فِى أَوَّلِ رَكْعَةٍ مِنْ الصُّبْحِ وَلَمْ يَقْرَأْ فِى الرَّكْعَةِ الأُخْرَى، قَالَ: يُعِيدُ الصَّلاةَ أَيْضاً.
67- قَالَ: وَقَالَ مَالِكٌ: مَنْ نَسِى قِرَاءَةَ أُمِّ الْقُرْآنِ حَتَّى قَرَأَ السُّورَةَ فَإِنَّهُ يَرْجِعُ فَيَقْرَأَ أُمَّ الْقُرْآنِ ثُمَّ يَقْرَأُ سُورَةً أَيْضاً بَعْدَ قِرَاءَتِهِ أُمَّ الْقُرْآنِ.
68- قَالَ: وَقَالَ مَالِكٌ: لا يَقْضِى قِرَاءَةً نَسِيَهَا مِنْ رَكْعَةٍ فِى رَكْعَةٍ أُخْرَى.
69- قَالَ: وَقَالَ مَالِكٌ فَمَنْ تَرَكَ قِرَاءَةَ سُورَةٍ مِنْ إحْدَى الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ سَاهِياً وَقَدْ قَرَأَ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ: إنَّهُ يَسْجُدُ لِسَهْوِهِ، قَالَ: وَإِنْ قَرَأَ فِى الرَّكْعَتَيْنِ الأُخْرَيَيْنِ بِأُمِّ الْقُرْآنِ وَسُورَةٍ فِى كُلِّ رَكْعَةٍ سَاهِياً فَلا سَهْوَ عَلَيْهِ.
70- قَالَ: وَقَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ: قَوْلُ مَالِكٍ قَدِيماً إنَّ أُمَّ الْقُرْآنِ تُجْزِئُ مِنْ غَيْرِهَا مِنْ الْقُرْآنِ وَلا يُجْزِئُ مِنْ أُمِّ الْقُرْآنِ مَا سِوَاهَا مِنْ الْقُرْآنِ، قَالَ: فَلَمَّا سَأَلْنَاهُ قُلْنَا لَهُ: أُمُّ الْقُرْآنِ تُجْزِئُ مِنْ غَيْرِهَا مِنْ الْقُرْآنِ وَلا يُجْزِئُ غَيْرُ أُمِّ الْقُرْآنِ مِنْ أُمِّ الْقُرْآنِ؟ قَالَ: لا أَدْرِى مَا هَذَا أَوْ كَأَنَّهُ إنَّمَا كَرِهَ.
71- مَسْأَلَتَانِ: قَالَ: وَسَأَلْنَا عَنْ الرَّجُلِ يَنْسَى فِى الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ أَنْ يَقْرَأَ مَعَ أُمِّ الْقُرْآنِ بِسُورَةٍ سُورَةٍ؟ قَالَ: يَسْجُدُ لِسَهْوِهِ وَقَدْ أَجْزَأَتْ عَنْهُ صَلاتُهُ، قُلْنَا: فَإِنْ تَرَكَ أُمَّ الْقُرْآنِ فِى الرَّكْعَتَيْنِ وَقَدْ قَرَأَ بِغَيْرِ أُمِّ الْقُرْآنِ؟ قَالَ: يُعِيدُ صَلاتَهُ، فَعَرَفْنَا فِى هَذَا أَنَّ أُمَّ الْقُرْآنِ تُجْزِئُ مَنْ غَيْرِهَا وَأَنَّ غَيْرَهَا لا يُجْزِئُ مِنْهَا.
72- قَالَ: وَكَانَ مَالِكٌ يَقُولُ زَمَاناً فِى رَجُلٍ تَرَكَ الْقِرَاءَةَ فِى رَكْعَةٍ فِى الْفَرِيضَةِ: إنَّهُ يُلْغِى تِلْكَ الرَّكْعَةَ بِسَجْدَتَيْهَا وَلا يُعْتَدُّ بِهَا ثُمَّ كَانَ آخِرُ قَوْلِهِ أَنْ قَالَ: يَسْجُدُ لِسَهْوِهِ إذَا تَرَكَ الْقِرَاءَةَ فِى رَكْعَةٍ وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مُجْزِئَةً عَنْهُ وَمَا هُوَ عِنْدِى بِالْبَيِّنِ، قَالَ: وَإِنْ قَرَأَ فِى رَكْعَتَيْنِ وَتَرَكَ فِى رَكْعَتَيْنِ أَعَادَ الصَّلاةَ أَيْضاً.
73- قَالَ: وَسَأَلْتُ مَالِكاً غَيْرَ مَرَّةٍ عَمَّنْ نَسِى أُمَّ الْقُرْآن فِى رَكْعَةٍ؟ قَالَ: أَحَبُّ إلَى أَنْ يُلْغِى تِلْكَ الرَّكْعَةَ وَيُعِيدَهَا، وَقَالَ لِى: حَدِيثُ جَابِرٍ هُوَ الَّذِى آخُذُ بِهِ أَنَّهُ قَالَ: كُلُّ رَكْعَةٍ لَمْ يُقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَلَمْ تُصَلِّهَا إلا وَرَاءَ أَمَامٍ، قَالَ: فَأَنَا آخُذُ بِهَذَا الْحَدِيثِ قَالَ: ثُمَّ سَمِعْتُهُ آخِرَ مَا فَارَقْتُهُ عَلَيْهِ يَقُولُ: لَوْ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ السَّلامِ هَذَا الَّذِى تَرَكَ أُمَّ الْقُرْآنِ يَقْرَأُ بِهَا فِى رَكْعَةٍ لَرَجَوْتُ أَنْ تُجْزِئَ عَنْهُ رَكْعَتُهُ الَّتِى تَرَكَ الْقِرَاءَةَ فِيهَا عَلَى تَكَرُّهٍ مِنْهُ وَمَا هُوَ عِنْدِى بِالْبَيِّنِ.
74- قَالَ: وَفِيمَا رَأَيْتُ مِنْهُ أَنَّ الْقَوْلَ الأَوَّلَ هُوَ أَعْجَبُ إلَيْهِ، قَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ وَهُوَ رَأْيِى قَالَ: وَقَالَ مَالِكٌ: أَطْوَلُ الصَّلَوَاتِ قِرَاءَةً صَلاةُ الصُّبْحِ وَالظُّهْرِ.
75- قَالَ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قُمْتُ وَرَاءَ أَبِى بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ فَكُلُّهُمْ لَمْ يَكُنْ يَقْرَأُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إذَا افْتَتَحُوا الصَّلاةَ، قَالَ مَالِكٌ: وَعَلَى ذَلِكَ الأَمْرُ عِنْدَنَا.
76- قَالَ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِى صلى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ كَانُوا يَفْتَتِحُونَ بِـ ﴿الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
77- قَالَ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ مِثْلَ ذَلِكَ.
78- قَالَ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ أَبِى الْجَوْزَاءِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَفْتَتِحُ الصَّلاةَ بِـ ﴿الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
79- قَالَ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِى مَحْمُودُ بْنُ رَبِيعٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (لا صَلاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِأُمِّ الْقُرْآنِ).
80- قَالَ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا السَّائِبِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ (مَنْ صَلَّى صَلاةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِى خِدَاجٌ هِى خِدَاجٌ هِى خِدَاجٌ غَيْرُ تَمَامٍ).
81- قَالَ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ عَنْ الْمُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ عَنْ النَّبِى صلى الله عليه وسلم وَخَيْثَمَةَ مِثْلَهُ.
82- قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ أَبِى نُعَيْمٍ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: مَنْ صَلَّى رَكْعَةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَلَمْ يُصَلِّ إلا وَرَاءَ إمَامٍ.
83- قَالَ وَكِيعٌ عَنْ الأَعْمَشِ عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِى مَنْ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُولُ: لا تُجْزِئُ صَلاةٌ لَمْ يُقْرَأْ فِيهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَبِشَيْئ مَعَهَا.
84- قَالَ وَكِيعٌ عَنْ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: سَمِعْتُ إبْرَاهِيمَ يَقُولُ: لَوْ صَلَّيْتُ خَلْفَ إمَامٍ عَلِمْتُ أَنَّهُ لَمْ يَقْرَأْ شَيْئاً لأَعَدْتُ صَلاتِى، قَالَ: وَكِيعٌ عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ الشَّعْبِى أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ صَلَّى الْمَغْرِبَ فَلَمْ يَقْرَأْ فِيهَا فَأَعَادَ الصَّلاةَ وَقَالَ: لا صَلاةَ إلا بِقِرَاءَةٍ.
عبد الستار الفقى


المصدر
http://newdesign.almagalla.info/NewsInfo.aspx?id=712
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المجلة عدد إبريل 2013
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المجلة عدد إبريل 2014
» المجلة عدد أغسطس 2013
» المجلة عدد سبتمبر 2013
» المجلة عدد أكتوبر 2013
» المجلة عدد نوفمبر 2013

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
!¨°o:[[ منتديات القـصـــــــــــــواء]]: o°¨! :: ! الدين الاسلامي القويم ! :: المجلة الاعداد الشهرية - almagalla issue-
انتقل الى: