!¨°o:[[ منتديات القـصـــــــــــــواء]]: o°¨!
أول ما تبدء أي عمل قول بسم الله الرحمن الرحيم وتقول اللهم صل على سيدنا محمد واله وسلم ومرحبا بك في منتديات القصواء لو انت زائر شرفنا مروركم الكريم وتشرفنا بالتسجيل واذا كنت من الاعضاء نرجوا سرعة الدخول ومسموح بالنقل او الاقتباس من المنتدى
!¨°o:[[ منتديات القـصـــــــــــــواء]]: o°¨!
أول ما تبدء أي عمل قول بسم الله الرحمن الرحيم وتقول اللهم صل على سيدنا محمد واله وسلم ومرحبا بك في منتديات القصواء لو انت زائر شرفنا مروركم الكريم وتشرفنا بالتسجيل واذا كنت من الاعضاء نرجوا سرعة الدخول ومسموح بالنقل او الاقتباس من المنتدى
!¨°o:[[ منتديات القـصـــــــــــــواء]]: o°¨!
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


رَفَعَ اللَّهُ لِلْمُتَيَّمِ قَدْراً
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولالطريقة البرهانية الدسوقية الشاذليةموقع رايات العز اول جريدة اسلامية على النتالمجلة البرهانية لنشر فضائل خير البريةشاهد قناة القصواء عالنت قناة البرهانية على اليوتيوبحمل كتب التراث من موقع التراث

==== ========= عن سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الزموا مودتنا أهل البيت، فإنه من لقي الله عز وجل وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا، والذي نفسي بيده لا ينفع عبداً عمله إلا بمعرفة حقنا". رواه الطبراني في الأوسط ========= ==== ==== عن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي". رواه الطبراني ورجاله ثقات. ========= ==== عن سيدنا جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل جعل ذرية كل نبي في صلبه، وإن الله تعالى جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب رضي الله عنه". رواه الطبراني ========= ==== عن سيدنا جابر رضي الله عنه أنه سمع سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول للناس حين تزوج بنت سيدنا علي رضي الله عنه : ألا تهنئوني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ينقطع يوم القيامة كل سبب ونسب إلا سببي ونسبي". رواه الطبراني في الأوسط والكبير ========= ==== ==== عن سيددنا ابن عمر رضي الله عنهما عن سيدنا أبي بكر - هو الصديق - رضي الله عنه قال ارقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته. رواه البخارى ==== وفي الصحيح أن الصديق رضي الله عنه قال لعلي رضي الله عنه: والله لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي . ========= ==== عن سيدنا جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول "يا أيها الناس إني تركت فيكم ما إن اخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي " . رواه الترمذي ========= ==== عن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس عن أبيه عن جده عبدالله بن عباس رضي الله عنهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أحبوا الله تعالى لما يغذوكم من نعمه وأحبوني بحب الله وأحبوا أهل بيتي بحبي" . رواه الترمذي ========= ==== عن أبي إسحاق عن حنش قال سمعت أبا ذر رضي الله عنه وهو آخذ بحلقة الباب يقول: يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن أنكرني فأنا أبو ذر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح عليه الصلاة والسلام من دخلها نجا. ومن تخلف عنها هلك". رواه أبويعلى ==== عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنا وعلي وفاطمة وحسن وحسين مجتمعون ومن أحبنا يوم القيامة نأكل ونشرب حتى يفرق بين العباد". فبلغ ذلك رجلاً من الناس فسأل عنه فأخبره به فقال: كيف بالعرض والحساب؟ فقلت له: كيف لصاحب ياسين بذلك حين أدخل الجنة من ساعته. رواه الطبراني ========== ==== وعن سلمة بن الأكوىه,±رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"النجوم جعلت أماناً لأهل السماء وإن أهل بيتي أمان لأمتي". رواه الطبراني ======== وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهلي من بعدي". رواه أبو يعلى ورجاله ثقات. ========= ==== ==== الله الله الله الله ====
..
..
..

 

 المجلة عدد شهر يونيه 2012

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم جعفر
Admin
ابراهيم جعفر


عدد المساهمات : 439
تاريخ التسجيل : 01/01/2008

المجلة عدد شهر يونيه 2012 Empty
مُساهمةموضوع: المجلة عدد شهر يونيه 2012   المجلة عدد شهر يونيه 2012 Icon_minitimeالأحد يوليو 01, 2012 9:21 am


المجلة عدد شهر يونيه 2012
http://almagalla.info/2012/jun.htm
============

عاصفات وناشرات



وَإِنَّ الْعَاصِفَاتِ بِكُلِّ ظُلْمٍ لَدَىَّ قِيَادُ سَطْوَتِهَا يُدَار (31/2)
وَإِنَّ النَّاشِرَاتِ بِكُلِّ مَرْقىً لَهَا مِنِّى نُشُورٌ وَانْتِشَارُ (31/3)
وَإِنَّ الْفَارِقَاتِ لِكُـلِّ أَمْرٍ حَكِيمٍ لِى بِرُتْبَتِهَا وَقَارُ (31/4)

تناولنا فى العدد السابق البيت الأول من القصيدة الحادية والثلاثين من ديوان شراب الوصل للإمام فخر الدين رضي الله عنه والآن مع البيت الثانى والثالث والرابع من نفس القصيدة، يقول المولى تبارك وتعالى فى سورة المرسلات ﴿وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا • فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا • وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا • فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا • فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا • عُذْرًا أَوْ نُذْرًا • إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ﴾ المرسلات 1: 7، يقول الماوردى رضي الله عنه: قوله تعالى ﴿وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا﴾ فيه ثلاثة أقاويل:

أحدها: الملائكة تُرسَل بالمعروف، قاله أبو هريرة وابن مسعود.
الثانى: أنهم الرسل يُرسَلون بما يُعرفون به من المعجزات، وهذا قول أبى صالح.
الثالث: أنها الرياح ترسل بما عرفها الله تعالى.
ويحتمل رابعاً: أنها السحب لما فيها من نعمة ونقمة عارفة بما أرسلت فيه، ومن أرسلت إليه.
ويحتمل خامساً: أنها الزواجر والمواعظ. أ.هـ ويقول بمثل هذا كثير من المفسرون وأما التأويل فيقول التسترى رضي الله عنه: أنها أرواح المؤمنين ترسل إلهاماً موافقا للكتاب والسنة. أ.هـ ويقول البيضاوى : أقسم بالنفوس الكاملة المرسلة إلى الأبدان لاستكمالها. أ.هـ ويقول ابن عجيبة رضي الله عنه: أقسم بنفوس العارفين، المرسلة إلى كل عصر، بما يعرف ويستحسن شرعاً وطبعاً، من التطهير من الرذائل والتحلية بالفضائل. أ.هـ

وكأنه رضي الله عنه يقول: أن الله عز وجل قد أقسم بالرسل والأنبياء والأولياء المرسلين فى كل عصر وأنا واحد منهم أنما توعدون من قِبَلِهم من إنذار أو إعذار أو تذكير لواقع، أى أنهم صادقون فيما قالوا وبلغوا عن ربهم، وأن ما أمليته لكم من قصائد تمثل منهجاً فيه الإعذار والإنذار هو الصدق الذى أخبر به المولى تعالى قائلاً ﴿إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ﴾ ولم يقل إنما وعدتكم به لواقع.

وَإِنَّ الْعَاصِفَاتِ بِكُلِّ ظُلْمٍ لَدَىَّ قِيَادُ سَطْوَتِهَا يُدَارُ

وَإِنَّ الْعَاصِفَاتِ بِكُلِّ ظُلْمٍ، نرجع للقرآن ﴿فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا﴾ يستكمل ابن عجيبة: أقسم تعالى بنفوس العارفين... فعصفت البدعَ والغفلة من أقطار الأرض عصفاً. أ.هـ فهذه النفوس -نفوس العارفين- المرسلة من قِبَل المولى تعالى لكل عصر تعصف رياحها بكل ظلم من بدع وغفلة لدى محبيهم وتابعيهم كما أن الله سخر الريح لسيدنا سليمان عليه السلام وإذا قال قائل أن سيدنا سليمان عليه السلام قال ﴿وَهَبْ لِى مُلْكًا لَا يَنْبَغِى لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِى﴾ ص 35، نقول له يقول القشيرى رضي الله عنه : من الملوك لا من الأنبياء وقال الزمخشرى رضي الله عنه: أراد ملكاً عظيماً ولم يقصد بذلك إلا عظم الملك وسعته، وفى كتاب ابن العربى رضي الله عنه الجزئين يقول: أى كمالاً خاصاً باستعدادى يقتضيه هويتى لا ينبغى لغيرى لاختصاصه بى وهو الغاية التى يمكنه بلوغها.

"لَدَىَّ قِيَادُ سَطْوَتِهَا يُدَارُ" فإن هذه العاصفات التى تعصف بكل ظلم لدىّ قياد بطشها وقهرها سواء كانت رياح أم ملائكة أم نفوس وذلك إخبار منى عن عصرى لأنى المبعوث لهذا العصر من الأولياء الخلفاء الراشدين المهديين من بعد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم .

وَإِنَّ النَّاشِرَاتِ بِكُلِّ مَرْقىً لَهَا مِنِّى نُشُورٌ وَانْتِشَارُ

﴿وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا﴾ يقول سيدى محيى الدين بن عربى رضي الله عنه: الأنوار تنشر وتحيى ما أهلكته وأفنته العاصفات من تجليات صفات المحبه والرحموت. أ.هـ، ويقول بن عجيبة رضي الله عنه : نفوس العارفين فى كل عصر تنشر الهداية فى أقطار البلاد وتحيى بهم العباد. أ.هـ، ويقول البيضاوى رضي الله عنه : الملائكة تنشر الشرائع فى الأرض، أو نشرن النفوس الموتى بالجهل بما أوحين من العلم. أ.هـ، ﴿وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ يوسف 76، أى ترقيات بواسطة العلم.

وكأنه رضي الله عنه يقول: إننى بفضل الله أنشر الهداية والعلم والنور والذكر فى ربوع البلاد فتحيا وتترقى بها قلوب العباد من الغفلة والجهل إلى نور العلم والذكر.

كما جاء فى الحديث عن أبى موسى الأشعرى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (مثل الذى يذكر ربه والذى لا يذكر ربه كمثل الحى والميت).

وعن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (سبق المفردون قالوا وما المفردون يارسول الله قال الذاكرون الله كثيراً والذاكرات) المفردون الذين ذهب القرن الذى كانوا فيه، وبقوا وهم يذكرون الله تعالى.

وَإِنَّ الْفَارِقَاتِ لِكُلِّ أَمْرٍ حَكِيمٍ لِى بِرُتْبَتِهَا وَقَارُ

التى تفرق بين الحق والباطل كانت أنبياء أم رسل أم ملائكة أم نفوس العارفين.

ويقول التسترى رضي الله عنه : تفرق بين الحق والباطل والسنة والبدعة. ففرقت بين الحق والباطل، وبين أهل الغفلة واليقظة، وبين أهل الحجاب وأهل العيان. أ.هـ وقال البيضاوى رضي الله عنه : أو أقسم بالنفوس الكاملة المرسلة إلى الأبدان لاستكمالها ... وفرقن بين الحق بذاته، والباطل فى نفسه، فرأوا كل شىء هالكاً إلاّ وجهه أ.هـ وتقول الآية ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ الدخان 46، روى أبو الشيخ، بسند صحيح، عن ابن عباس رضي الله عنه فى قوله ﴿يمحو الله ما يشاء ويثبت﴾ الرعد 39، قال: ليلة النصف من شعبان، يُدبر أمر السنة، فيمحو ما يشاء ويُثبت غيره؛ الشقاوة والسعادة، والموت والحياة. قال السيوطى: سنده صحيح لا غُبار عليه ولا مطعن فيه. أ.هـ.

وروى عن ابن عباس رضي الله عنه: قال: إن الله يقضى الأقضية كلها ليلة النصف من شعبان، ويسلمها إلى أربابها ليلة القدر. وقال الطبرى : فقال بعضهم: هى ليلة القدر، يقضى فيها أمر السنة كلها من يموت، ومن يولد، ومن يعزّ، ومن يذل، وسائر أمور السنة. ويقول ابن عجيبة : والليلة المباركة عند القوم، هى ليلة الوصال والاتصال، حين يُمْتَحى وجودُهم، ويتحقق فناؤهم، وكل وقت يجدون فيه قلوبهم، ويفقدون وجودهم؛ فهو مبارك، وهو ليلة القدر عندهم، فإذا دام اتصالهم، كانت أوقاتهم كلها ليلة القدر، وكلها مباركة. قال الورتجبى: قوله تعالى ﴿فى ليلة مباركة﴾ الدخان 3، كانت مباركة لتجلِّى الحق فيها بالأقضية، والرحمة غالبة فيها، ومن جملتها: إنزال القرآن فيها؛ فإنه افتتاح وصلة لأهل القربة فى ليلة الوصال تفرق وتبرز الحِكَم والمواهب القدسية، بلا واسطة.

"لِى بِرُتْبَتِهَا وَقَارُ": الرتبة: المنزلة عند الملوك ونحوها. وفى الحديث (من مات على مرتبة من المراتب بعث عليها). والمرتبة: هى المنزلة الرفيعة، أراد بها الغزو والحج، ونحوها من العبادات الشاقة. والوقار: الحلم والرزانة وهو أيضاً السكينة والوداعة. والتوقير: التعظيم.

فإن الأمر الحكيم المحكم وهو الحكمة التى تظهر بعد الفرق له منزلة رفيعة لا ينالها إلا عظيم رفيع المنزلة.

وكأنه رضي الله عنه يقول: إن لى بين الفارقات لكل أمر حكيم -وهذه منزلة رفيعة- لى بين أولياء هذه المنزلة الرفيعة المختصين على مر العصور لتبيان وتوضيح الحق من الباطل لى الوقار حيث اختصنى ومنحنى المصطفى الكريم هذه القصائد المليئة بالدرر والحكم والتى لا تضاهى فى الورى نفعنا الله بعلمه وحكمه آمين.

وإلى أن نلقاكم على خير بإذن الله تعالى نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم.

محمد مقبول
=======
رابط الموضوع :- http://almagalla.info/2012/jun1.htm#1
=======

السيدة مارية القبطية رضي الله عنها



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أستوصوا بالقبط خيراً فإن لهم ذمة ورحماً). صحيح مسلم.

هدية من مصر:

فى قرية من صعيد مصر تدعى حفن قريبة من بلدة أنصتا الواقعة على الضفة الشرقية للنيل تجاه الأشمونين ولدت مارية بنت شمعون لأب قبطى وأم مسيحية رومية. وأمضت حياتها الأولى قبل أن تنتقل فى مطلع شبابها الباكر مع أختها سيرين إلى قصر المقوقس عظيم القبط. وقد سمعت هنالك بما كان من ظهور نبى فى جزيرة العرب يدعو إلى دين سماوى جديد وكانت فى القصر حين وفد حاطب بن أبى بلتعة موفد من النبى صلى الله عليه وسلم يحمل رسالة إلى المقوقس. وأذن فى الدخول فأدى الرسالة (بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن عبد الله إلى المقوقس عظيم القبط، سلام على من اتبع الهدى. أما بعد فإنى أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإنما عليك إثم القبط. يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا: أشهدوا بأنا مسلمون).

وقرأ المقوقس الكتاب ثم طواه فى عناية وتوقير ووضعه فى حُق من عاج دفعه إلى واحدة من جواريه. والتفت إلى حاطب يسأله أن يحدثه عن النبى صلى الله عليه وسلم ويصفه له فلما فعل فكر المقوقس ملياً ثم قال لحاطب "قد كنت أعلم أن نبياً قد بقى وكنت أظن أنه يخرج بالشام وهناك كان مخرج الأنبياء فأراه قد خرج من أرض العرب ولكن القبط لا تطاوعنى" وضن بملكه أن يفارقه.

ثم دعا بكاتبه فأملى عليه رده "أما بعد فقد قرأت كتابك وفهمت من ذكرت فيه وما تدعو إليه وقد علمت أن نبياً قد بقى وكنت أظن أنه يخرج بالشام، وقد أكرمت رسولك، وبعث لك بجاريتين لهما مكان من القبط عظيم، وبكسوة، ومطية لتركبها، والسلام عليك" ودفع المقوقس كتابه إلى حاطب موصياً أياه بأن يكتم ما دار بينهما، فلا يسمع القبط منه حرفاً واحداً.

وأنطلق حاطب عائداً إلى النبى صلى الله عليه وسلم ومعه مارية وأختها سيرين وعبد، والف مثقال ذهباً، وعشرون ثوباً ليناً من نسج مصر، وبغلة شهباء (دلدل) وجانب من عسل بنها وبعض العود والند والمسك.

وشعرت الأختان بوحشة لفراق الوطن، وأحس حاطب ما تجد الأختان من شجن الفراق فأقبل عليهما يحدثهما عن تاريخ بلاده العريق ثم أنثنى يتحدث عن النبى صلى الله عليه وسلم حديث مؤمن وامق وتابع صاحب فأخذت الشابتان بما سمعتا وأنشرح قلبهما للإسلام ونبيه الكريم.

وبلغ الركب المدينة سنة سبع من الهجرة وقد عاد النبى صلى الله عليه وسلم من الحديبية بعد أن عقد الهدنة مع قريش . وتلقى كتاب المقوقس وهدية مصر وأعجبته مارية فأكتفى بها ووهب أختها سيرين لشاعره حسان بن ثابت.

ومضى عام أو نحو عام ومارية سعيدة بحظوتها لدى السيد الرسول صلى الله عليه وسلم قد أطمأن بها المقام فى كنفه وأرضاها أن يضرب عليها الحجاب شأن أمهات المؤمنين فكان لها السيد والصاحب والأهل والوطن وصار همها أن تظل أبداً موضع حظوته ورضاه.

وأستقبلت مارية عامها الثانى فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم وفجأة أحست بوادر حمل مستكن فكذبت إحساسها وكتمت ما بها شهراً وشهرين وهى فى ريبة من الأمر حتى تجسمت البوادر الأولى وصارت أوضح من أن تتهم، هنالك أفضت إلى أختها سيرين فأكدت لها أن ليس فى الأمر وهم ولا شبه وهم وإنما هو جنين حى.

وأستغرقتها نشوة حالمة حتى جاء الرسول صلى الله عليه وسلم فأفضت إليه بالسر الذى تجنه أحشاؤها ورفع وجهه مشرق الأسارير يشكر خالقه ذاك العزاء الجميل الذى منّ به على عبده إثر فقده أبنته الغالية زينب بعد أن ماتت قبلها رقية وأم كلثوم ومات عبدالله والقاسم.

وسرعان ما سارت البشرى فى أنحاء المدينة أن المصطفى صلى الله عليه وسلم ينتظر مولوداً له من مارية المصرية، وخاف صلى الله عليه وسلم على مارية فنقلها إلى العالية بضواحى المدينة توفيراً لراحتها وسلامتها وعناية بصحتها وصحة جنينها، وسهر عليها يرعاها وكذلك فعلت أختها سيرين حتى بلغ الجنين أجله وحانت ساعة الوضع ذات ليلة من شهر ذى الحجة سنة ثمان من الهجرة.

ودعا الرسول صلى الله عليه وسلم قابلتها زوج أبى رافع ثم انتحى ناحية من الدار يصلى ويدعو فلما جاءته أم رافع بالبشرى أكرمها كل الإكرام ، ودخل على مارية وهنأها بولدها ثم حمل وليده بين يديه وهو فى فرح وسماه إبراهيم تيمناً باسم جد الأنبياء.

وتصدق صلى الله عليه وسلم على مساكين المدينة بوزن شعر الوليد ورقاً وتنافست الأنصار فيمن يرضعه فأختار صلى الله عليه وسلم مرضع ولده وجعل فى حيازتها سبعاً من الماعز ترضعه بلبنها إذا شح ثدياها، وراح يرقب نموه يوماً بعد يوم.

ولكن هذه السعادة لم تدم سوى عام وبعض عام ثم كانت المحنة الفادحة مرض إبراهيم ولم يبلغ عامين من عمره فجزعت أمه ودعت إليها أختها وقامتا ساهرتين حول فراشه تمرضانه لكن الحياة أخذت تنطفئ فيه رويداً رويداً، فجاء صلى الله عليه وسلم وهو معتمداً على يد عبدالرحمن بن عوف لشدة ألمه فحمل صغيره من حجر أمه وهو يجود بنفسه ووضعه فى حجره محزون القلب لا يملك إلا أن يقول فى أسى وتسليم (إنا يا إبراهيم لا نغنى عنك من الله شيئاً) ثم ذرفت عيناه وهو يرى ولده الوحيد يعالج سكرات الموت، وأنحنى على جثمان فقيده فقبله والدمع يفيض من عينه ثم تمالك نفسه فقال (يا إبراهيم لولا إنه أمر حق ووعد صدق، وأن آخرنا سيلحق بأولنا لحزناً عليك حزناً هو أشد من هذا. وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون، تبكى العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب).

ثم نظر إلى مارية فى عطف ورثاء وقال يواسيها (إن إبراهيم إبنى وإنه مات فى الثدى وإن له لظئرين تكملان رضاعه فى الجنة).

وأقبل الفضل بن العباس فغسل الصغير وصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سار به إلى البقيع وأضجعه بيده فى قبره ثم سوى عليه التراب ونداه بالماء.

وطوى صلى الله عليه وسلم فى قلبه حزناً كبيراً صابراً مستسلماً لقضاء الله فيه ولكن أيامه لم تدم بعد موت إبراهيم فى السنة العاشرة للهجرة فما أهل ربيع الأول من السنة التالية حتى شكا صلى الله عليه وسلم ثم لحق بربه الأعلى وترك مارية من بعده تعيش خمس سنوات فى عزلة عن الناس لا تكاد تلقى غير أختها سيرين ولا تكاد تخرج إلا لكى تزور قبر الحبيب بالمسجد أو قبر ولدها بالبقيع. فلما ماتت سنة ست عشرة من الهجرة صلى عليها أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه ودفنها بالبقيع.

فآثر الله السيدة مارية رضي الله عنها بإنها زوجة النبى صلى الله عليه وسلم وأم إبنه إبراهيم عليه السلام .



مقتبس من كتاب تراجم سيدات بيت النبوة دكتورة عائشة عبد الرحمن

المحبة فى الله
=======
رابط الموضوع :- http://almagalla.info/2012/jun2.htm
=======
قرأت لك:
من أسماء الله من كتاب المقصد الأسنى:

الرزاق



هو الذى خلق الأرزاق والمرتزقة وأوصلها إليهم وخلق لهم أسباب التمتع بها، والرزق رزقان ظاهر وهى الأقوات والأطعمة وذلك للظواهر وهى الأبدان وباطن وهى المعارف والمكاشفات وذلك للقلوب والأسرار وهذا أشرف الرزقين فإن ثمرته حياة الأبد وثمرة الرزق الظاهر قوة الجسد إلى مدة قريبة الأمد والله عز وجل هو المتولى لخلق الرزقين والمتفضل بالإيصال إلى كلا الفريقين ولكنه يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر.
غاية حظ العبد من هذا الوصف أمران:
أحدهما: أن يعرف حقيقة هذا الوصف وأنه لا يستحقه إلا الله عز وجل فلا ينتظر الرزق إلا منه ولا يتوكل فيه إلا عليه. كما روى عن حاتم الأصم رحمه الله أنه قال له رجل: من أين تأكل؟ فقال: من خزانته. فقال الرجل: أيلقى عليك الرزق من السماء؟ فقال: لو لم تكن الأرض له لكان يلقيه من السماء. فقال الرجل: إنكم تقولون الكلام. فقال: لأنه لم ينزل من السماء إلا الكلام. فقال الرجل: إنى لا أقوى على مجادلتك. فقال: لأن الباطل لا يقوى مع الحق.
الثانى: أن يرزقه علما هاديا ولسانا مرشدا معلما ويدا منفقة متصدقة، ويكون سببا لوصول الأرزاق الشريفة إلى القلوب بأقواله وأعماله، ووصول الأرزاق إلى الأبدان بأفعاله وأعماله، وإذا أحب الله عبدا أكثر حوائج الخلق إليه، ومهما كان واسطة بين الله وبين العباد فى وصول الأرزاق إليهم فقد نال حظا من هذه الصفة، قال رسول لله (الخازن الأمين؛ الذى يعطى ما أمر به كاملاً موفَّرًا طيبة به نفسه حتى يدفعه إلى الذى أمر له به؛ أحد المتصدقين) وأيدى العباد خزائن الله تعالى، فمن جعلت يده خزانة أرزاق الأبدان ولسانه خزانة أرزاق القلوب فقد أكرم بشوب من هذه الصفة.



أسرة التحرير

الإمام ابن سيرين رضي الله عنه



هو ذو العقل الرصين معظم الرجاء للمذنبين والموحدين أبو بكر محمد بن سيرين كان ذا ورع وأمانة وحيطة وصيانة كان بالليل بكاء نائحا وبالنهار بساما سائحا يصوم يوما ويفطر يوما وقد قيل إن التصوف البذل والاطعام والطول والانعام، فكانت أخلاقه العلم والعبادة كأحسن ما يكون العلماء والمتصوفين، وإن لم تكن أخلاقه التصوف فلا يكون هناك تصوف. وهو من علماء التابعين وقد أخذ من الصحابة وعاصرهم، وهؤلاء العلماء هم الذين بنى عليهم فقه التابعين والذين نقلوا لنا فقه الصحابة وعلم الأولين. فلولاهم ما وصل إلينا علم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخلاقه وعلمه رضي الله عنه :

قيل لمحمد بن سيرين: يا أبا بكر إن رجلا قد اغتابك، فتحله؟ قال: ما كنت لأحل شيئا حرمه الله. قال السرى بن يحيى لابن سيرين: إنى قد اغتبتك فاجعلنى فى حل. قال: إنى أكره أن أحل ما حرم الله تعالى.

قال عبيد الله بن محمد: سمعت شيخا يذكر عن محمد قال: وسئل مرة عن فتيا فأحسن الاجابة فيها، فقال له رجل: والله يا أبا بكر لأحسنت الفتيا فيها أو القول فيها.،قال وعرض كأنه يقول ما كانت الصحابة لتحسن أكثر من هذا. فقال محمد: لو أردنا فقههم لما أدركته عقولنا. عن محمد بن سيرين قال: كان مما يقول للرجل إذا أراد أن يسافر فى التجارة اتق الله تعالى، واطلب ما قدر لك فى الحلال، فإنك إن تطلبه من غير ذلك لم تصب أكثر ما قدر لك. قال ابن عون سمعت محمدا يقول فى شىء راجعته فيه: إنى لم أقل لك ليس به بأس وإنما قلت لك لا أعلم به بأسا. أنظر كيف كانت دقتهم فى فتاواهم وخوفهم من الله ورسوله. وكان محمد بن سيرين إذا سئل عن شىء من الفقه الحلال والحرام تغير لونه وتبدل حتى كأنه ليس بالذى كان. عن ابن عون قال كلمت محمد بن سيرين فى رجل وقلت: يا أبا بكر إنه من أهل علم. ثم رجعت إليه من الغد فقلت: يا أبا بكر كيف رأيت صاحبنا؟ قال: بعيد مما قلت. يرى أنه يعلم العلم ولا يقول لما لم يسمعه لم أسمعه. وقال ابن عون: بعث ابن هبيرة إلى ابن سيرين فقدم عليه فقال: كيف تركت أهل مصرك؟ قال: تركتهم والظلم فيهم فاش. قال ابن عون: كان يرى إنها شهادة يسأل عنها فكره أن يكتمها. وعن جعفر بن مرزوق قال: بعث ابن هبيرة الى ابن سيرين والحسن والشعبى، قال: فدخلوا عليه، فقال لابن سيرين يا أبا بكر ماذا رأيت منذ قربت من بابنا؟ قال: رأيت ظلما فاشيا. قال: فغمزه ابن أخيه بمنكبه، فالتفت اليه ابن سيرين فقال: انك لست تُسأل إنما أنا أُسأل. فأرسل إلى الحسن بأربعة آلاف وإلى ابن سيرين بثلاثة آلاف وإلى الشعبى بألفين. فأما ابن سيرين فلم يأخذها. قال يونس بن عبيد يصف الحسن وابن سيرين، فقال: أما ابن سيرين فانه لم يعرض له أمران فى دينه إلا أخذ بأوثقهما.

بعض فتاواه رضي الله عنه:

عن يحيى بن عتيق قال قلت لمحمد بن سيرين: الرجل يتبع الجنازة لا يتبعها حسبة، يتبعها حياء من أهلها، له فى ذلك أجر. قال: أجر واحد! بل له أجران أجر لصلاته على أخيه وأجر لصلته الحى. وعن ابن سيرين قال: إذا أراد الله تعالى بعبد خيرا جعل له واعظا من قلبه يأمره وينهاه. قال شبيب بن شيبة: سمعت محمد بن سيرين يقول الكلام أوسع من أن يكذب فيه. وعن عمران بن عبد العزيز قال سمعت محمد بن سيرين وسئل عمن يسمع القرآن فيصعق، قال: ميعاد ما بيننا وبينهم أن يجلسوا على حائط فيقرأ عليهم القرآن من أوله إلى آخره فإن سقطوا فهم كما يقولون. كان سلم بن قتيبة يأتى محمد بن سيرين على برذون – دابة منهكة - ثم أتاه راجلا قال: ما فعل برذونك؟ قال: بعته. قال: ولم؟ قال: لمؤونته. قال: أتراه خلف رزقه عندك. وقال الاصمعى: لقيت ابن أبى عطارد وهو شيخ هرم فقلت له: ما حفظت عن أبيك عن ابن سيرين؟ قال: حدثنى أبى أن محمد ابن سيرين قال له: انكح امرأة تنظر فى يدك، ولا تنكح امرأة تكون أنت تنظر فى يدها.

كان محمد بن سيرين يقول لا تكرم أخاك بما يشق عليك. وعن ابن سيرين أنه كان يقول: إنك إن كلفتنى ما لم أطق، ساءك ما سرك منى من خلق. وكان محمد بن سيرين يكره أن يقول للمرأة طمثت ولكن كما قال الله تعالى حاضت.

ورعه رضي الله عنه ورأى بنى عصره فيه:

عن بكر بن عبد الله المزنى قال: من سره أن ينظر إلى أورع أهل زمانه فلينظر إلى محمد بن سيرين! فوالله ما أدركنا من هو أورع منه. عن عاصم الأحول قال سمعت مورقا العجلى يقول: ما رأيت رجلا أفقه فى ورعه ولا أورع فى فقهه من محمد ابن سيرين. يقول سفيان بن عيينة: لم يكن كوفى ولا بصرى ورع مثل ورع محمد بن سيرين. عن هشام عن ابن سيرين انه اشترى بيعا فأشرف فيه على ثمانين الفا فعرض فى قلبه منه شىء فتركه، قال هشام: ما هو بربا. عن السرى بن يحيى قال: لقد ترك ابن سيرين ربح أربعين ألفا فى شىء دخله. قال السرى: فسمعت سليمان التيمى يقول: لقد تركه فى شىء ما يختلف فيه أحد من العلماء. كان ابن سيرين إذا دعى إلى وليمة أو إلى عرس يدخل منزله فيقول: اسقونى شربة سويق. فيقال له يا أبا بكر أنت تذهب إلى الوليمة أو إلى العرس تشرب سويقا. قال: إنى أكره أن أحمل حر جوعى على طعام الناس. قال ابن عون: كان محمد لا يطعم عند كل أحد فكان إذا دعى إلى وليمة أجاب ولم يطعم وكان يخرج الزيوف – الدراهم - من ماله. عن هشام قال سمعت بن سيرين يقول: المسلم المسلم عند الدرهم والدينار. عن ابن عون قال كان محمد يكره أن يشترى بهذه الدنانير والدراهم المحدثة التى عليها اسم الله يقول: المسلم عبد الدرهم. وعن عاصم الأحول قال: كنت عند ابن سيرين فدخل عليه رجل فقال: يا أبا بكر ما تقول فى كذا؟ قال ما أحفظ فيها شيئا. فقلنا له: فقل فيها برأيك. قال: أقول فيها برأيى ثم أرجع عن ذلك الرأى لا والله. وعن أيوب قال: ذكر محمد بن سيرين عند أبى قلابة فقال: وأينا يطيق محمد بن سيرين؟ محمد يركب مثل حد السنان. عن عاصم قال: لم يكن ابن سيرين يترك أحد يمشى معه. وقال جرير بن حازم: سمعت محمد بن سيرين وقال لى: رأيت ذلك الرجل الاسود ثم قال أستغفر الله ما أرانا إلا قد اغتبناه. وعن ابن عون قال كان لابن سيرين منازل لا يكريها إلا من أهل الذمة، فقيل له فى ذلك قال: إذا جاء رأس الشهر رعته، وأكره أن أروع مسلما.

عن هشام قال اوصى أنس بن مالك رضي الله عنه أن يغسله محمد بن سيرين فقيل له فى ذلك وكان محبوسا فقال: أنا محبوس. قالوا: قد استأذنا الأمير فأذن لك. قال: إن الأمير لم يحبسنى إنما حبسنى الذى له الحق. فأذن له صاحب الحق فخرج فغسله.

إكرامه رضي الله عنه لأصحابه وزواره:

قال ابن عون: دخلت على محمد بن سيرين وبين يديه شهدة، فقال: هلم فكل فان الطعام أهون من أن يقسم عليه. قال قرة بن خالد: أكلت فى بيت محمد سيرين طعاما فلما شبعت أخذت المنديل ورفعت يدى. فقال لى محمد: إن الحسن بن على رضي الله عنه قال الطعام أهون من أن يقسم عليه. قال ابن عون ما أتينا محمد بن سيرين فى يوم قط إلا أطعمنا خبيصا أو فالوذجا. قال أبو خلدة: دخلت على محمد بن سيرين أنا وابن عون وسهم الفرائضى فقال: ما أدرى ما أتحفكم به كلكم فى بيته خبز ولحم فقدم إلينا شهدة وجعل يقطع لنا بيده ونأكل. قال أبو خلدة: دخلنا على محمد بن سيرين فقال ماأدرى ما أتحفكم به كلكم فى بيته خبز ولحم يا جارية هات تلك الشهدة فجاءت بها فجعل يقطع ويأكل ويطعمنا. عن ابن عون قال: كان فى أهل ابن سيرين فرح فأتاهم فرقد السبخى يهنئهم، فأتوه بخبيص فأبى أن يأكله، فأتوه بسمن وعسل وخبز نقى فجعل يأكل، فقال ابن سيرين: وهل الذى تركت إلا هذا الذى تأكله. عن ابراهيم بن حبيب بن الشهيد عن أبيه قال: دخلت على بن سيرين فى يوم حار فرأى فى وجهى اللغب، فقال: جارية هات لحبيب غذاء. هات. هات. حتى قال ذلك مرارا. قلت: لا أريده. قال: هات فلما جاءت به قلت لا أريده. قال: كل لقمة وأنت بالخيار. فلما أكلت لقمة نشطت فأكلت حتى شبعت. عن هشام قال: كان آل ابن سيرين لا يدخل عليهم داخل إلا قربوا له طعاما، حتى إذا كان آخرا وخفت حالهم كانوا يشترون من ذلك البسر المطبوخ أو المغلى، فإذا دخل داخل قدموا اليه من ذلك البسر. قال أبو هلال الراسى: دعانا محمد بن سيرين إلى الغداء وكان أدمه هذا السمك الصغار فما قام منا إلا أبو عطارد.

فقهه رضي الله عنه ونفعه للناس:

قال ابن عون: ما رأيت أحدا أعظم رجاء للموحدين من محمد بن سيرين، كان يتلو هذه الآيات: إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون، ويتلو: ما سلككم فى سقر قالوا لم نك من المصلين الآية. ويتلو: لا يصلاها إلا الأشقى الذى كذب وتولى. قال عبد الصمد بن يزيد: سمعت الفضيل بن عياض يقول: قال الحسن: إنما هى طاعة الله أو النار. وقال ابن سيرين: إنما هى رحمة الله أو النار. قال ابن عون عن محمد قال: كانوا يرجون فى الموقوف حتى الحمل فى بطن أمه.

قال ابن عون: قرأ رجل عند محمد بن سيرين: لئن لم ينته المنافقون والذين فى قلوبهم مرض.. الآية. فقال محمد: لا نعلم شيئا أرجى للمنافقين من هذه الآية، ما علمناه أغرى بهم حتى مات صلى الله عليه وسلم.

سمع ابن سيرين رجلا يسب الحجاج فأقبل عليه فقال: مه أيها الرجل فإنك لو قد وافيت الآخرة كان أصغر ذنب عملته قط أعظم عليك من أعظم ذنب عمله الحجاج، واعلم أن الله تعالى حكم عدل إن أخذ من الحجاج لمن ظلمه فسوف يأخذ للحجاج! ممن ظلمه فلا تشغلن نفسك بسب أحد.

عن هشام عن محمد قال: مثل الذى يجلس ولا يخلع نعليه مثل دابة يوضع عنها الحمل ولا يوضع عنها الاكاف. عن ابن عون قال سمعت محمد بن سيرين يقول: ثلاثة ليس معهم غربة حسن الأدب وكف الأذى ومجانبة الريب. عن محمد بن سيرين أن رجلين اختصما فى تخوم أرض فأوحى الله عز وجل اليها كلميهما فقالت: يا مسكينان أو يا شقيان تختصمان فى ولقد ملكنى ألف أعور سوى الأصحاء. وقال هشام عن محمد قال: لم تر هذه الحمرة التى فى آفاق السماء حتى قتل الحسين بن على رضي الله عنه ولم تفقد الخيل البلق فى المغازى حتى قتل عثمان رضي الله عنه . وقال مرحوم بن عبد العزيز: سمعت أبى يقول: لما كانت فتنة يزيد بن المهلب انطلقت أنا ورجل إلى ابن سيرين فقلنا: ما ترى؟ فقال: أنظروا إلى أسعد الناس حين قتل عثمان فاقتدوا به. قلنا: هذا ابن عمر كف يده.

وعن محمد بن سيرين قال: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذونه. وعن محمد بن سيرين قال: كانوا لا يسألون عن الاسناد فلما وقعت الفتنة قالوا: سموا لنا رجالكم فننظر إلى أهل السنة فنأخذ حديثهم، وإلى أهل البدعة فلا نأخذ حديثهم. أسند محمد بن سيرين عن عدة من الصحابة منهم أبو هريرة وأبو سعيد الخدرى وعبد الله بن عمر وعبدالله بن عباس وعمران بن حصين وأبو بكرة وأنس بن مالك وجماعة.

عبادته وصبره رضي الله عنه :

عن ابن عون عن محمد بن سيرين أنه لما ركبه الدين اغتم لذلك فقال: إنى لأعرف هذا الغم بذنب أصبته منذ أربعين سنة. عن عبد الله بن السرى قال: قال ابن سيرين: إنى لأعرف الذنب الذى حمل على به الدين ما هو، قلت لرجل من أربعين سنة يا مفلس. فحدث به أبا سليمان الدارانى فقال: قلت ذنوبهم فعرفوا من أين يؤتون، وكثرت ذنوبنا وذنوبك فليس ندرى من أين نؤتى. عن ثابت قال: قال لى محمد بن سيرين: يا أبا محمد لم يكن يمنعنى من مجالستكم إلا مخافة الشهرة، فلم يزل بى البلاء حتى أقمت على المصطبة فقيل: هذا محمد بن سيرين أكل أموال الناس. وكان عليه دين كثير. عن ابن عون قال: لما ركب ابن سيرين الدين خفف مطعمه حتى أويت له وكان أكثر أدمه هذا السمك الصغار – أوراق شجر.

عن أنس بن سيرين قال كان لمحمد بن سيرين سبعة أوراد يقرؤها بالليل فإذا فاته منها شىء قرأه من النهار. عن عبد الله بن الحارث أن محمدا نام عن العشاء حتى تفرطت ثم قام فصلاها ثم أحيا بقية ليله. كان ابن سيرين يصوم يوما ويفطر يوما وكان الذى يفطر فيه يتغدى فلا يتعشى ثم يتسحر ويصبح صائما. قالت أم عباد امرأة هشام بن حسان: كنا نزولا مع محمد بن سيرين فى داره فكنا نسمع بكاءه بالليل وضحكه بالنهار. قال أبا عوانة: رأيت محمد بن سيرين فى السوق فما رآه أحد إلا ذكر الله تعالى. قال موسى ابن المغيرة: رأيت محمد بن سيرين يدخل السوق نصف النهار يكبر ويسبح ويذكر الله تعالى. فقال له رجل: يا أبا بكر فى هذه الساعة قال إنها ساعة غفلة. ان محمد بن سيرين إذا ذكر الموت مات كل عضو منه على حدته. قال الجريرى: كنا عند محمد بن سيرين فلما أردنا القيام قلنا: دعوة يا أبا بكر. قال: اللهم تقبل منا أحسن ما نعمل، وتجاوز عنا فى أصحاب الجنة وعد الصدق الذى كانوا يوعدون. عن محمد بن سيرين قال: كانت شجرة فى البرية تعبد من دون الله فأخذ رجل فأسا فخرج اليها فقطعها فغفر له. كان محمد بن سيرين يتمثل الشعر ويذكر الشىء ويضحك حتى إذا جاء الحديث من السنة كلح وانضم بعضه إلى بعض.

قال بعض آل سيرين: ما رأيت محمد بن سيرين يكلم أمه قط إلا وهو يتضرع. عن ابن عون قال: دخل رجل على محمد وهو عند أمه فقال: ما شأن محمد أيشتكى شيئا؟ قالوا: لا ولكن هكذا يكون إذا كان عند أمه.

بساطته رضي الله عنه وعدم تكلفه:

عن قرة بن خالد قال: قلت لمحمد بن سيرين: هل كانوا يتمازحون؟ فقال ما كانوا إلا كالناس كان ابن عمر يمزح وينشد الشعر ويقول: يحب الخمر من كيس الندامى ... ويكره أن تفارقه الفلوس. عن ابن سيرين قال: كانوا يرون حسن الخلق عونا على الدين. عن محمد بن سيرين قال: كانوا يعشقون من غير ريبة.

وكان ابن سيرين ربما ضحك حتى يستلقى ويمد رجليه. وكان ابن سيرين لا يئن على بلاء وربما ضحك حتى تدمع عيناه. وقال يوسف بن عطية أبو سهل: رأيت محمد بن سيرين وكان كثير المزاح كثير الضحك. وكان ابن سيرين يمازح أصحابه ويقول مرحبا بالمدرفشين يعنى أنكم تشهدون الجنائز وتحملون الموتى. عن محمد بن سيرين أنه قال الرمان بين الفاكهة كجبريل بين الملائكة.

قال جويرية: قلت لمحمد بن سيرين: إنى اشتريت جارية عظيمة الشفة فقال ذاك أوثر لقبلتها. وقال أبو بكر بن شعيب: كنت عند محمد بن سيرين فجاءه إنسان فسأله عن شىء من الشعر وذاك قبل صلاة العصر، فأنشد هذه الأبيات: كأن المدامة والزنجبيل ... وريح الخزامى وذوب العسل ... يعدل برد أنيابها ... إذا النجم وسط السماء اعتدل، ثم دخل فى الصلاة. وسئل محمد ابن سيرين أينشد الرجل الشعر وهو على وضوء فقال: نبئت أن فتاة كنت أخطبها ... عرقوبها مثل شهر الصوم فى الطول، أسنانها مائة أو زدن واحدة ... وسائر الخلق منها بعد ممطول. ثم قال: الله أكبر.

غرائب أخباره رضي الله عنه فى تعبير الرؤيا:

كان محمد بن سيرين يقول: إذا اتقى الله العبد فى اليقظة لا يضره ما رِيءَ له فى النوم. كان الرجل إذا سأل ابن سيرين عن الرؤيا: قال له اتق الله فى اليقظة لا يضرك ما رأيت فى المنام. عن جعفر بن عبدالله بن كردوس قال: حدثنى أبى قال: قال لى محمد بن سيرين: رأيت جليسا لى فى المنام فإذا ساقاه من ذهب، فقلت له: ماصنع الله بك؟ فقال: غفر لى وأدخلنى الجنة، وأبدلنى بدل ساقى ساقين من ذهب أسرح بهما فى الجنة حيث شئت. قلت: بماذا؟ قال: بعزل الأذى عن الطريق.

وعن ابن سيرين قال: من رأى ربه تعالى فى المنام دخل الجنة. وعن خالد بن دينار قال: كنت عند ابن سيرين فأتاه رجل فقال: يا أبا بكر رأيت فى المنام كأنى أشرب من بلبلة لها مثقبان، فوجدت أحدهما عذبا والآخر ملحا. قال ابن سيرين: اتق الله لك امرأة وأنت تخالف إلى أختها. وعن أبى قلابة أن رجلا قال لأبى بكر: رأيت كأنى أبول دما. قال: تأتى امرأتك وهى حائض. قال: نعم. قال: اتق الله ولا تعد. وعن ابن سيرين أن رجلا رأى فى المنام كأن فى حجره صبيا يصيح فقص رؤياه على ابن سيرين فقال: اتق الله ولا تضرب العود. وعن حبيب أن امرأة رأت فى المنام أنها تحلب حية فقصت على ابن سيرين فقال: ابن سيرين اللبن فطرة والحية عدو وليست من الفطرة فى شىء هذه امرأة يدخل عليها أهل الأهواء. ورأى الحجاج بن يوسف فى منامه رؤيا كأن حوراوين – حوريتين - أتتاه فأخذ إحداهما، وفاتته الاخرى، فكتب بذلك إلى عبد الملك فكتب اليه عبد الملك هنيئا يا أبا محمد. فبلغ ذلك ابن سيرين فقال: أخطأت أسته الحفرة، هذه فتنتان يدرك إحداهما وتفوته الاخرى. قال: فأدرك الجماجم وفاتته الأخرى.

قال رجل لابن سيرين: إنى رأيت كأنى ألعق عسلا من جام من جوهر. فقال: اتق الله وعاود القرآن فإنك رجل قرأت القرآن ثم نسيته. وقال رجل لابن سيرين رأيت كأنى أحرث أرضا لا تنبت. قال: أنت رجل تعزل عن امرأتك.

وقال رجل لابن سيرين: رأيت فى المنام كأنى أغسل ثوبى وهو لا ينقى. قال: أنت رجل مصارم لأخيك. وقال رجل لابن سيرين: رأيت كأنى أطير بين السماء والأرض. قال: أنت رجل تكثر المنى.

وجاء رجل إلى ابن سيرين وأنا عنده فقال: إنى رأيت كأنى على رأسى تاجا من ذهب. فقال له ابن سيرين: اتق الله فإن أباك فى أرض غربة وقد ذهب بصره وهو يريد ان تأتيه. فما راده الرجل الكلام حتى أدخل يده فى حجزته فأخرج كتابا من أبيه يذكر فيه ذهاب بصره وأنه فى أرض غربة ويأمر بالاتيان إليه.

وله كتب أخذت عنه فى تفسير الأحلام معروفة باسمه. وله كتب أخرى فى العلم مأخوذة عنه أيضا.

وفاته رضي الله عنه :

قال مغيرة: رأى ابن سيرين كأن الجوزاء تقدمت الثريا فأخذ فى وصيته قال يموت الحسن وأموت بعده هو أشرف منى.

عن ابن عون قال: لما حضرت الوفاة محمد بن سيرين قال لابنه: يا بنى اقض عنى وتقض عنى إلا الوفاء. قال: يا أبت أعتق عنك؟ قال: إن الله تعالى لقادر أن يأجرنى وإياك فيما صنعت من خير.

ع صلاح
=======
رابط الموضوع :- http://almagalla.info/2012/jun4.htm
=======


كان .. ما .. كان

سيدنا موسى عليه السلام - 3



المرة اللى فاتت انتهينا من أمر قوم سيدنا شعيب عليه السلام... والمرة دى نستكمل ما حدث لسيدنا موسى عليه السلام لما وصل مدين، ربنا قال إيه؟ ﴿وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّى أَنْ يَهْدِيَنِى سَوَاءَ السَّبِيلِ • وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِى حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ • فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّى لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَى مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ • فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِى عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِى يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ • قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِى الْأَمِينُ • قَالَ إِنِّى أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَى هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِى ثَمَانِى حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِى إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّالِحِينَ • قَالَ ذَلِكَ بَيْنِى وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلَا عُدْوَانَ عَلَى وَاللهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ﴾ القصص 22: 28.

سيدنا موسى عليه السلام خرج من مصر إلى مدين بغير زاد ولا ظهر، وبينهما مسيرة أكثر من أسبوع ولم يكن له طعام إلا ورق الشجر، فلما وصل مدين وجد بئراً وأناس كثير طالبين الماء غير أن هناك امرأتين تنتظران وقيل: أن اسم الكبرى صفورا والصغرى ليا، وسألهما سيدنا موسى عليه السلام فقالتا: ننتظر حتى ينتهى القوم، فاتجه سيدنا موسى إلى بئر على رأسه صخرة لا يرفعها إلا أربعون من الرجال فنحاها بنفسه واستقى لهما الماء من هذا البئر ثم قرب غنمهما فشربت حتى رويت ثم سرحهما مع غنمهما ثم تولى إلى الظل ليستريح من عناء السفر.

ثم قال: رب إنى بسبب ما أنزلت إلى من خير الدين صرت فقيراً فى الدنيا لأنه كان عند فرعون فى ملك وثروة، فقال ذلك رضى بهذا البدل وفرحاً به وشكراً له. وكمان ده دعاء بيطلب فيه سيدنا موسى عليه السلام خير ربنا بشدة بقوله أنه فقير إليه وفى حاجة له.

فلما رجعتا إلى سيدنا شعيب عليه السلام قال لهما: ما أعجلكما قالتا: وجدنا رجلاً صالحاً رحمنا فسقى لنا، فقال لإحداهما: اذهبى فادعيه لى، ثم جاءته إحدى المرأتين -قيل أنها صفورا- تدعوه للضيافة وهى على استحياء وقالت ﴿إِنَّ أَبِى يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا﴾ فقام يمشى والسيدة صفورا تمشى أمامه لتعرفه الطريق فهبت الريح فكشفت عنها فقال سيدنا موسى كونى خلفى وصفى لى، فلما دخل على سيدنا شعيب عليه السلام فإذا الطعام موضوع، فقال سيدنا شعيب تناول يا فتى، فقال سيدنا موسى عليه السلام أعوذ بالله قال سيدنا شعيب عليه السلام ولمَ؟ قال لأنى من أهل بيت لا نبيع ديننا بملء الأرض ذهباً، فقال سيدنا شعيب عليه السلام ولكن عادتى وعادة آبائى إطعام الضيف فجلس موسى فأكل، وإنما كره أكل الطعام خشية أن يكون ذلك أجرة له على عمله، ولم يكره ذلك مع الخضر حين قال ﴿لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا﴾ الكهف 77، والفرق أن أخذ الأجر على الصدقة لا يجوز، أما الاستئجار ابتداءً فغير مكروه، وقال سيدى فخر الدين رضي الله عنه :

ومن آيَاته استئجار موسى كإمهار لبنت المدينى (30/26)

ثم قص عليه ما كان من أمره فيما مضى من فرعون، فقال: أنا موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوى بن يعقوب وذكر له جميع أمره من لدن ولادته وأمر القوابل والمراضع والقذف فى اليم، وقتل القبطى وأنهم يطلبونه ليقتلوه، فقال سيدنا شعيب عليه السلام ﴿لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ أى لا سلطان له بأرضنا فلسنا فى مملكته.

ثم قالت احدى بنات سيدنا شعيب عليه السلام ﴿يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِى الْأَمِينُ﴾.

وقد وصفته بالقوة لما شاهدت من كيفية السقى وبالأمين وبالأمانة من غض بصره حال ذودهما الماشية وحال سقيه لهما وحال مشيه بين يديها إلى أبيها.

ومن سادتنا صحابة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم اللى قال فى الموضوع ده "أفرس الناس ثلاثة: من قال ﴿أَكْرِمِى مَثْوَاهُ﴾ يوسف 21، ومن قالت ﴿يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ﴾، وأبو بكر حينما استخلف عمر".

فقال سيدنا شعيب عليه السلام ﴿إِنّى أُرِيدُ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابنتى هَاتَيْنِ على أَن تَأْجُرَنِى ثَمَانِىَ حِجَجٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ﴾.

وقال سيدنا موسى عليه السلام ﴿سَتَجِدُنِى إِنْ شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾، فقال ﴿ذَلِكَ بَيْنِى وَبَيْنَكَ﴾، قيل أى العهد الذى بيننا.

وقال فى لطائف المنن: ﴿ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ﴾؛ قصداً لشكر الله تعالى على ما ناله من النعمة يعنى: نعمة الظل الحسى وجعله أصلاً فى استعمال الطيبات، وتناولها بقصد الشكر، ومثله في التنوير. وفى سنن أبى داود عن عائشة رضي الله عنها قالت (كان صلى الله عليه وسلم يُسْتعذب له الماء من بُيوت السُّقيا)، قال ابن قتيبة: هى عَيْنٌ ، بينها وبين المدينة يومان. وكان الشيخ ابن مشيش يقول لأبى الحسن رضي الله عنه "يا أبا الحسن، بَرِّد الماءَ؛ فإن النفس إذا شربت الماء البارد؛ حمدت الله بجميع الجوارح، وإذا شربت الماء السخن؛ حمدت الله بكزازة".

ثم نتمهل حتى نقص عليكم باقى القصة

أحمد نور الدين عباس
=======
رابط الموضوع :- http://almagalla.info/2012/jun5.htm
=======

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alkaswaa.ahlamontada.com
ابراهيم جعفر
Admin
ابراهيم جعفر


عدد المساهمات : 439
تاريخ التسجيل : 01/01/2008

المجلة عدد شهر يونيه 2012 Empty
مُساهمةموضوع: المجلة عدد شهر يونيه 2012   المجلة عدد شهر يونيه 2012 Icon_minitimeالأحد يوليو 01, 2012 9:23 am




الصحابى الجليل:
سعد بن أبى وقاص رضي الله عنه



نسبه وكنيته:

واسمه رضي الله عنه سعد بن أبى وقاص مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة ويكنى أبا إسحاق وأمه حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى. وعن سعد قال: قلت يارسول الله من أنا؟ قال (أنت سعد بن مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة من قال غير ذلك فعليه لعنة الله).

عن جابر بن عبد الله قال: أقبل سعد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فقال (هذا خالى فليربأ إمرأ خاله). ويربأ: يحفظ. وذلك لأن أم النبى صلى الله عليه وسلم زهرية، وهى: آمنة بنت وهب بن عبد مناف، ابنة عم أبى وقاص.

وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وكان مجاب الدعوة، مادعا بشئ إلا استُجيبَ له.

أولاده رضي الله عنه :

وكان لسعد بن أبى وقاص من الولد إسحاق الأكبر وبه كان يكنى، ودرج، وأم الحكم الكبرى وأمهما ابنة شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة، وعمر قتله المختار، ومحمد بن سعد قُتل يوم دير الجماجم قتله الحجاج، وحفصة وأم القاسم وأم كلثوم وأمهم ماوية وينتهى نسبها إلى امرئ القيس، وعامر وإسحاق الأصغر وإسماعيل وأم عمران وأمهم أم عامر بنت عمرو بن كعب، وإبراهيم وموسى وأم الحكم الصغرى وأم عمرو وهند وأم الزبير وأم موسى وأمهم زبد، وعبد الله بن سعد وأمه سلمى، ومصعب بن سعد وأمه خولة بنت عمرو بن أوس، وعبد الله الأصغر وبجير واسمه عبد الرحمن وحميدة وأمهم أم هلال بنت ربيع، مات قبل أبيه، وحمنة وأمها أم حكيم بنت قارض، وعمير الأصغر وعمر وعمران وأم عمرو وأم أيوب وأم إسحاق وأمهم سلمى بنت خصفة، وعثمان ورملة وأمهما أم حجير، وعمرة وهى العمياء تزوجها سهيل بن عبد الرحمن بن عوف وأمها امرأة من سبى العرب، عائشة بنت سعد.

قصة إسلام سعد بن أبى وقاص رضي الله عنه :

عن عامر بن سعد عن أبيه قال: ما أسلم رجل قبلى إلا رجل أسلم فى اليوم الذى أسلمت فيه، ولقد أتى على يوم وإنى لثلث الإسلام.

قال أبو نعيم رحمه الله وأما سعد بن أبى وقاص فقديم السبق بدء أمره مقاساة الشدة واحتمال الضيقة وهو مع الرسول صلى الله عليه وسلم بمكة، هان عليه تحمل الأثقال ومفارقة العشيرة والمال لِما باشر قلبه من حلاوة الإقبال، ونصر على الأعداء بالمقاتلة والنضال، وخص بالإجابة فى المسألة والابتهال، ثم ابتلى فى حالة الإمارة والسياسة وامتحن بالحجابة والحراسة، ففتح الله على يديه السواد والبلدان، ثم رغب عن العمالة والولاية وآثر العزلة والرعاية، وتلافى مابقى من عمره بالعناية، فهو قدوة من ابتلى فى حاله بالتلوين، وحجة من تحصن بالوحدة والعزلة من التفتين إلى أن تتضح له الشبهة بالحجج والبراهين.

وعن عائشة بنت سعد قالت: سمعت أبى يقول: وأسلمت وأنا ابن سبع عشرة سنة. قال سعد بن أبى وقاص: والله إنى لأول رجل من العرب رمى بسهم فى سبيل الله، ولقد كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما لنا طعام نأكله إلا ورق الحبلة وهذا السمر – أوراق الشجر - حتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاه – يضع: يعدو - ماله خلط، ثم أصبحت بنو أسد يعزروننى عن الدين - تُوَبِّخُنى على التقصير فيه - لقد خبت إذا وضل عَمَلِيَه، قال بن نمير: وضل عملى.

من مناقبه وشخصيته رضي الله عنه :

عن عائشة بنت سعد قالت: كان أبى رجلا قصيراً، دحداحاً، غليظاً، ذا هامة، شثن الأصابع، أشعر، وكان يخضب بالسواد.

وعن سعد بن أبى وقاص قال: أنا أول من رمى فى الإسلام بسهم، خرجنا مع عبيدة بن الحارث ستين راكباً سرية.

قال سعد: قال لى النبى صلى الله عليه وسلم (اللهم سدد رميته وأجب دعوته). قال عبد الله: لقد رأيت سعدا يقاتل يوم بدر قتال الفارس فى الرجال.

قال سعد: كنا قوماً يصيبنا ظلف العيش بمكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وشدته فلما أصابنا البلاء اعترفنا لذلك ومرنا عليه وصبرنا له ولقد كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فخرجت من الليل أبول وإذا أنا أسمع بقعقعة شىء تحت بولى فإذا قطعة جلد بعير فأخذتها فغسلتها ثم أحرقتها فوضعتها بين حجرين ثم استفها وشربت عليها من الماء فقويت عليها ثلاثاً.

قال أبو بكر بن خلاد: خطب عتبة بن غزوان فكان أول أمير خطب على منبر البصرة فقال: ولقد رأيتنى سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومالنا طعام إلا ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا، غير أنى التقطت بردة فشققتها بينى وبين سعد بن مالك – سعد بن أبى وقاص - قال: فما بقى من الرهط السبعة إلا أمير على مصر من الأمصار.

قالوا: وشهد سعد بدراً وأحداً وثبت يوم أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولى الناس، وشهد الخندق والحديبية وخيبر وفتح مكة، وكانت معه يومئذ إحدى رايات المهاجرين الثلاث، وشهد المشاهد كلها مع رسول الله وكان من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وقيل: أن سعدا كان يسبح بالحصى.

أخرج الطبرانى عن بن عمر قال: صلى النبى صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة العصر بالناس، فلما جلس فى الركعتين الأوليين مر كلب ليقطع عليه صلاته، فأشفق أن يمر عليه فدعا سعد بن أبى وقاص على الكلب فأهلكه الله بقدرته، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته نظر إلى الكلب فقال (من الداعى منكم على هذا الكلب؟) فلم يتكلم أحد، فأعاد الكلام، فقال سعد: أنا الداعى عليه يارسول الله، بأبى أنت وأمى، أشفقت أن يقطع عليك صلاتك، فدعوت عليه، قال (بماذا دعوت عليه ياسعد؟) قال: قلت: سُبحانك لا إله إلا أنت ياذا الجلال والإكرام، أَهلك هذا الكلب قبل أن يقطع على نبيك صلاته. فقال النبى صلى الله عليه وسلم (لقد دعوت بشىءٍ لو دعوت بهذه الكلمات على أهلِ المشرقِ والمغربِ لاستُجيب لك). وفى رواية عن الطبرانى فى المعجم (ياسعد لقد دعوت فى يومٍ وساعةٍ بكلمات لو دعوت على من بين السموات والأرض لاستُجيب لك، فأبشر ياسعد)

عن عائشةَ قالت: أرق رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال (ليت رجلا صالحا من أصحابى يحرسنى الليلة). قالت: فسمعنا صوت السلاح. فقال رسول الله (من هذا؟) قال سعد بن أبى وقاص: أنا يا رسول الله! جئت أحرسكَ. فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعت غطيطه.

أثر الرسول فى تربيته رضي الله عنه :

قال ثنا مصعب بن سعد بن أبى وقاص عن أبيه: عن النبى صلى الله عليه وسلم قال (لأنا فى فتنة السراء لأخوف عليكم منى فى فتنة الضراء إنكم ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم وإن الدنيا حلوة خضرة).

عن عمر بن سعد عن أبيه أنه قال: يا بنى أفى الفتنة تأمرنى أن أكون رأساً لا والله حتى أعطى سيف إن ضربت به مؤمناً نبا عنه وإن ضربت به كافراً قتله. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن الله يحب الغنى الخفى التقى). قيل لسعد بن أبى وقاص: ألا تقاتل فإنك من أهل الشورى وأنت أحق بهدا الأمر من غيرك فقال لا أقاتل حتى تأتونى بسيف له عينان ولسان وشفتان يعرف المؤمن من الكافر فقد جاهدت وأنا أعرف الجهاد.

كان بين خالد وسعد كلام فذهب رجل يقع فى خالد عند سعد فقال: مه إن مابيننا لم يبلغ ديننا.

عن قيس بن أبى حازم قال: نبئت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ، قال لسعد بن مالك (اللهم استجب له إذا دعاك).

وقيل: أن منزل سعد بن أبى وقاص بالمدينة خطة من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وعن السائب بن يزيد أنه صحب سعد بن أبى وقاص من المدينة إلى مكة قال: فما سمعته يحدث عن النبى صلى الله عليه وسلم ، حديثاً حتى رجع – يعنى احتراما للرسول صلى الله عليه وسلم وخوفا من الخطأ فى حديثه. وسُئل سعد بن أبى وقاص عن شىء فاستعجم فقال: إنى أخاف أن أحدثكم واحداً فتزيدوا عليه المائة.

قيل: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بين سعد بن أبى وقاص ومصعب بن عمير. وقيل: آخى رسول الله ، بين سعد بن أبى وقاص وسعد بن معاذ. وعن عامر بن سعد عن أبيه: أنه كان مع حمزة بن عبد المطلب فى سريته التى بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها.

وعن سالم بن عبد الله عن أبيه أن عمر قاسم سعد بن أبى وقاص ماله حين عزله عن العراق. وعن عائشة بنت سعد قالت: أرسل سعد بن أبى وقاص إلى مروان بن الحكم بزكاة عين ماله خمسة آلاف درهم، وترك سعد يوم مات مائتى ألف وخمسين ألف درهم.

ذكر جمع النبى صلى الله عليه وسلم لسعد رضي الله عنه أبويه بالفداء:

عن على بن أبى طالب قال: ماسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يفدى أحدا بأبويه إلا سعداً فإنى سمعته يقول يوم أحد (إرم سعد فداك أبى وأمى). وعن سعد بن أبى وقاص يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع له أبويه يوم أحد.

وعن عائشة بنت سعد تذكر عن أبيها سعد: أن النبى صلى الله عليه وسلم قال له يوم أحد (فدى لك أبى وأمى). وعن عائشة بنت سعد عن أبيها سعد بن أبى وقاص أنه قال:

ألا هل أتى رسول الله أنى حميت صحابى بصدور نبلى
أذود بها عدوهم ذيادا بكل حزونة وبكل سهل
فما يعتد رام من معد بسهم مع رسول الله قبلى

ذكر مرض سعد ووصيته رضي الله عنه :

وقد كره له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يموت بالأرض التى هاجر منها فدعا له فشفى وكانت وقتها لديه ابنة واحدة، ومن هنا كان حديث الوصية الشهير للصحابى سعد بن ابى وقاص: فعن عمرو بن القارى: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم فخلف سعداً مريضاً حيث خرج إلى حنين، فلما قدم من الجعرانة معتمراً دخل عليه وهو وجع مغلوب. وعن ثلاثة من ولد سعد عن سعد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليه يعوده وهو مريض وهو بمكة فقال: يا رسول الله لقد خشيت أن أموت بالأرض التى هاجرت منها كما مات سعد بن خولة فادع الله أن يشفينى، فقال (اللهم اشف سعداً، اللهم اشف سعداً، اللهم اشف سعداً)! فقال: يارسول الله إن لى مالاً كثيراً وليس لى وارث إلا ابنة أفأوصى بمالى كله؟ قال (لا)، قال: أفأوصى بثلثيه، قال (لا)، قال: أفأوصى بنصفه؟ قال (لا)، قال: أفأوصى بثلثه؟ قال (الثلث والثلث كثير، إن نفقتك من مالك لك صدقة، وإن نفقتك على عيالك لك صدقة، وإن نفقتك على أهلك لك صدقة، وإنك أن تدع أهلك بعيش- أو قال: بخير- خير من أن تدعهم يتكففون الناس). وعن عبد الرحمن الأعرج قال: خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم على سعد بن أبى وقاص رجلاً فقال (إن مات سعد بمكة فلا تدفنه بها).

وفى رواية أخرى عن سعد بن أبى وقاص قال: مرضت فأتانى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودنى فوضع يده بين ثديى فوجدت بردها على فؤادى ثم قال (إنك رجل مفؤود فأت الحارث بن كلدة أخا ثقيف فإنه رجل يتطبب، فمره فليأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة فليجأهن بنواهن ثم ليلدك بهن). وفى رواية أخرى قال سعد بن ابى وقاص: فما زلت يخيل إلى أنى أجد برد يده صلى الله عليه وسلم على كبديى حتى الساعة.

وفاته رضي الله عنه :

عمر سعد بن أبى وقاص كثيرا، وأفاء الله عليه من المال الخير الكثير، ولكنه حين أدركته الوفاة دعا بجبة من صوف بالية وقال كفنونى بها فانى لقيت بها المشركين يوم بدر وانى أريد أن ألقى بها الله عز وجل أيضا. وعن مصعب بن سعد قال: كان رأس أبى فى حجرى وهو يقضى، قال: فدمعت عيناى فنظر إلى فقال: مايبكيك أى بنى؟ فقلت: لمكانك وما أرى بك، قال: فلا تبك على فإن الله لا يعذبنى أبداً وإنى من أهل الجنة، إن الله يدين المؤمنين بحسناتهم ماعملوا لله، قال: وأما الكفار فيخفف عنهم بحسناتهم فإذا نفدت قال: ليطلب كل عامل ثواب عمله ممن عمل له. وقيل: إن سعد بن أبى وقاص مات بالعقيق فحمل إلى المدينة ودفن بها. وسُئل ابن شهاب: هل يُكره أن يُحمل الميت من أرض إلى أرض؟ قال: فقد حُمل سعد بن أبى وقاص من العقيق إلى المدينة.

وعن السيدة عائشة رضي الله عنها : أنه لما توفى سعد بن أبى وقاص أرسل أزواج النبى صلى الله عليه وسلم أن يمروا بجنازته فى المسجد، ففعلوا فوقف به على حجرهن فصلين عليه وخرج به من باب الجنائز الذى كان إلى المقاعد، فبلغهن أن الناس عابوا ذلك وقالوا: ماكانت الجنائز يدخل بها المسجد، فبلغ ذلك السيدة عائشة رضي الله عنها فقالت: ماأسرع الناس إلى أن يعيبوا مالا علم لهم به، عابوا علينا أن يمر بجنازة فى المسجد وما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على سهيل بن بيضاء إلا فى جوف المسجد.

وعن عائشة بنت سعد قالت: مات أبى رحمه الله فى قصره بالعقيق على عشرة أميال من المدينة فحُمل إلى المدينة على رقاب الرجال وصلى عليه مروان بن الحكم وهو يومئذ والى المدينة، وذلك فى سنة خمس وخمسين، وكان يوم مات ابن بضع وسبعين سنة.و كان آخر المهاجرين وفاة، ودفن فى البقيع.


من كتب الطبقات الكبرى وحلية الأولياء والكواكب الدرية.

مدحت عمر


=======
رابط الموضوع :- http://almagalla.info/2012/jun7.htm
=======
الأدب 2



قال أبو على الروزبارى: العبد يصل إلى ربه بأدبه، وبطاعته إلى الجنة. وقال السرى السقطى: صليت ليلة من الليالى فمددت رجلى فى المحراب، فنوديت: يا سرى هكذا تجالس الملوك. فقلت: وعزتك وجلالك لا مددت رجلى أبدا. وقال بعض العارفين: مددت رجلى فى الحرم، قالت جارية: لا تجالسه إلا بأدب وإلا فيمحوك من ديوان المقربين. وقال بعضهم: ترك الأدب موجب للطرد، فمن أساء أدبه على البساط طرد إلى الباب، ومن أساء أدبه على الباب طرد إلى سياسة الدواب. وقال أحدهم: من تأدب بآداب الصالحين صلح لبساط القربة، ومن تأدب بآداب الأولياء صلح لبساط المحبة، ومن تأدب بآداب الصديقين صلح لبساط المشاهدة.

لو جلس بين جماعة ومد رجله مكشوفة مرارا من غير عذر سقطت عدالته وردت شهادته.

قال أبو يزيد البسطامى رضي الله عنه وصف لى عابد فقصدت زيارته فرأيته قد بصق فى جهة القبلة فرجعت عن زيارته لأنه غير مأمون على أدب من آداب الشريعة فكيف يكون مأمونا على الأسرار.

قال صلى الله عليه وسلم (من تفل تجاه القبلة جاء يوم القيامة وتفلته بين عينيه) رواه أبو داود. وفى الطبرانى من رواية أبى أمامة (من بزق فى القبلة ولم يوارها جاءت يوم القيامة أحمى ما يكون حتى تقع ما بين عينيه) قال فى شرح المهذب بزق وبصق وبسق ثلاث لغات ولغة السين قليلة ورأى النبى صلى الله عليه وسلم رجلا يصلى بقوم فبصق إلى القبلة قال (لا يصلى بكم) فأراد الرجل أن يصلى بعد ذلك فمنعوه وأخبروه بقول النبى صلى الله عليه وسلم فذكر لرسول الله قال (نعم) قال الراوى وحسبت أنه قال (إنك آذيت الله ورسوله)، رواه أبو داود، وعن أبى أمامة رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال (إن العبد إذا قام فى الصلاة فتحت له الجنان وكشفت له الحجب بينه وبين ربه واستقبلته الحور العين ما لم يتمخط أو يتنخع). كنز العمال.

قال النبى صلى الله عليه وسلم (لكل شىء زينة وزينة المجالس استقبال القبلة) وقال النبى صلى الله عليه وسلم (إن لكل شىء شرفا وإن أشرف المجالس ما استقبل به القبلة) وقال النبى صلى الله عليه وسلم (إن لكل شىء سيداً وأن سيد المجالس قبالة القبلة) وقال بعضهم: ما فتح الله على ولدى إلا وهو مستقبل القبلة قال أحدهم عن والده رحمهما الله تعالى: أن رجلا علم ولدين القرآن على السواء فكان يقرأ وهو مستقبل القبلة فحفظ القرآن قبل صاحبه بسنة. قال الخليفة للإمام مالك رضي الله عنه : أستقبل القبلة وادعوا أم أستقبل النبى صلى الله عليه وسلم فقال: كيف تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم استقبله وتشفع به صلى الله عليه وسلم يشفعه الله فيك، فعلى هذا يكون استقباله صلى الله عليه وسلم فى مسجده أفضل من استقبال القبلة، وهو كذلك وقد صرح بعض العلماء بأن المشى إلى قبره الشريف أفضل من المشى إلى الكعبة.

يحرم استقبال القبلة واستدبارها ببول أو غائط إلا أن يكون أمامه أو خلفه سترة ثلثى ذراع فأكثر، وبينه وبينها ثلاثة أذراع فأقل، وتحصيل السترة بإسبال ثوبه أمامه إن استقبل القبلة وخلفه إن استدبرها كما هو عادة القرى، وقال عبد الله بن المبارك من تهاون بالأدب عوقب بحرمان السنن، ومن تهاون بالسنن عوقب بحرمان الفرائض، ومن تهاون بالفرائض عوقب بحرمان المعرفة.

قال أهل التصوف إذا صحت المحبة سقط الأدب واستشهدوا لذلك بما نقل عن خطاف أنه راود خطافة وقد دخلت قصر سليمان عليه السلام قال: إن لم تخرجى قلبت قصر سليمان. فدعاه وقال: ما حملك على ما قلت. فقال: يا نبى الله إن العشاق لا يؤاخذون بأقوالهم. وإن الأدب أفضل من امتثال الأمر واستشهدوا بأن الصديق تأخر عن المحراب ولم يمتثل أمر النبى صلى الله عليه وسلم له بإتمام الصلاة.

لطيفة: قيل للعباس رضي الله عنه أنت أكبر أم النبى صلى الله عليه وسلم ؟ قال هو أكبر منى وأنا ولدت قبله وذلك من أدبه رضي الله عنه . وقال بعضهم شعرا:

ما وهب الله لامرئ هبة أفضل من عقله ومن أدبه
هما جمالان للفتى فإن فقدا فالممات أجمل به

قال الله عزَّ وجلَّ ﴿مازاغ البصر وما طغى﴾ قيل: حفظ آداب الحضرة، وقال تعالى ﴿قوا أنفسكم وأهليكم ناراً﴾ جاء فى التفسير عن ابن عباس رضي الله عنهما : فقهوهم، وأدبوهم.

وعن السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبى صلى الله عليه وسلم قال (حقّ الولد على والده: أن يحسن اسمه، ويحسن مرضعه، ويحسن أدبه) ويحكى عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه أنه قال: من لم يعرف ما لله عزّ وجلّ عليه فى نفسه، ولم يتأدب بأمره ونهيه كان من الأدب فى عزلة، وروى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال (إن الله عزّ وجلّ أدبنى فأحسن تأديبى).

وحقيقة الأدب: اجتماع جميع خصال الخير، فالأديب: هو الذى اجتمع فيه خصال الخير ومنه أخذت المأدبة اسم للمجمع، وقال أحد الصالحين: العبد يصل بطاعته إلى الجنة، وبأدبه فى طاعته إلى الله، وقال أيضاً: رأيت من أراد أن يمد يده فى الصلاة بين يدى الله إلى أنفه، ليزيل ما به، فقبض على يده.

وقيل: التوحيد موجب يوجب الإيمان، فمن لا إيمان له فلا توحيد له، والإيمان موجب يوجب الشريعة، فمن لا شريعة له فلا إيمان له ولا توحيد، والشريعة موجب يوجب الأدب، فمن لا أدب له لا شريعة له ولا إيمان ولاتوحيد. وعن ابن عطاء: الأدب: الوقوف مع المحسنات، فقيل: وما معناه؟ قال: أن تعامل الله بالأدب سراً وعلناً، فإذا كنت كذلك كنت أديباً وإن كنت أعجمياً، ثم أنشد:

إذا نطقت جاءت بكل ملاحةٍ وإن سكتت جاءت بكل مليح

وفى الأدب جاء عن أحد العارفين أنه قال: منذ عشرين سنة ما مددت رجلى وقت جلوسى فى الخلوة فإن حُسن الأدب مع الله أولى. وقيل أيضاً: من صاحب الملوك بغير أدب أسلمه الجهل إلى القتل.

وعن أبن سيرين رضي الله عنه أنه سئل: أىَّ الآداب أقرب إلى الله تعالى؟ فقال: معرفة بربوبيته، وعملٌ بطاعته، والحمد لله على السراء، والصبر على الضراء. وعن يحيى بن معاذ رضي الله عنه : إذا ترك العارف أدبه مع معروفه فقد هلك مع الهالكين.

وقيل للحسن البصرى: قد أكثر الناس فى علم الآدب، فما أنفعها عاجلاً وأوصلها آجلاً؟ فقال: التفقه فى الدين، والزهد فى الدنيا، والمعرفة بما لله عز وجل عليك.

فمن تأدب بأدب الله تعالى صار من أهل محبة الله تعالى، وعن سهل رضي الله عنه : القوم الذين استعانوا بالله تعالى على أمر الله تعالى، وصبروا لله تعالى على آداب الله تعالى.

وعن ابن المبارك رضي الله عنه أنه قال: نحن إلى قليل من الأدب أحوج منَّا إلى كثير من العلم. وقال أيضاً: طلبنا الأدب حين فاتنا المؤدبون: وقيل: ثلاث خصال ليس معهن غُربة: مجانبةُ أهل الرِّيب، وحسن الأدب، وكف الأذى. وأنشدنا الشيخ أبو عبد الله المغربى رضي الله عنه فى هذا المعنى:

يزين الغريبَ إذا ما اغترب ثلاث: فمنهن حسنُ الأدب
وثانيه: حسـن أخــلاقه وثالثه: اجتــناب الرِّيب

ولما دخل أبو حفص بغداد قال له الجنيد: لقد أدبت أصحابك أدب السلاطين. فقال له أبو حفص: حسن الأدب فى الظاهر عنوان حسن الأدب فى الباطن. وعن عبد الله بن المبارك أنه قال: الأدب للعارف كالتوبة للمستأنف.

وعن أبا نصر الطوسى: الناس فى الأدب على ثلاث طبقات:

- أما أهل الدنيا فأكثر آدابهم فى الفصاحة والبلاغة وحفظ العلوم وأسماء الملوك وأشعار العرب.

- وأما أهل الدين فأكثرهم آدابهم فى رياضة النفوس وتأديب الجوارح وحفظ الحدود وترك الشهوات.

- وأما أهل الخصوصية فأكثر آدابهم فى طهارة القلوب ومراعات الأسرار والوفاء بالعهود وحفظ الوقت، وقلة الالتفات إلى الخواطر، وحسنُ الأدب فى مواقف الطلب وأوقات الحضور ومقامات القرب.

وقيل: كمال الأدب لا يصفو إلا للأنبياء والصديقين.

وقال ذو النون المصرى: أدب العارف فوق كل أدب، لأن معروفه مؤدب قلبه.

وقال أبو عثمان: إذا صحت المحبة تأكد على المحب ملازمة الأدب.

وقال النورى: من لم يتأدب للوقت فوقته المقت.

وقال الإمام فخر الدين رضي الله عنه :

فعلامة المستقدميـ ـن مع الكرام تأدب

سامر الليل

=======
رابط الموضوع :- http://almagalla.info/2012/jun10.htm
=======


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alkaswaa.ahlamontada.com
ابراهيم جعفر
Admin
ابراهيم جعفر


عدد المساهمات : 439
تاريخ التسجيل : 01/01/2008

المجلة عدد شهر يونيه 2012 Empty
مُساهمةموضوع: المجلة عدد شهر يونيه 2012   المجلة عدد شهر يونيه 2012 Icon_minitimeالأحد يوليو 01, 2012 9:24 am



مجاهدة النفس



قال الله تعالى ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ قال الإمام القشيرى رضي الله عنه : الذين زَيَّنُوا ظواهرَهم بالمجاهدات حَسُنَتْ سرائرُهم بالمشاهدات، الذين شغلوا ظواهرهم بالوظائف أوصلنا إلى سرائرهم اللطائف، الذين قاسوا فينا التعبَ من حيث الصلوات جازيناهم بالطرب من حيث المواصلات، ويقال الجهاد فيه: أولاً بترك المحرَّمات، ثم بترك الشُّبُهات، ثم بترك الفضلات، ثم بقطع العلاقات، والتنقِّى من الشواغل فى جميع الأوقات، ويقال بحفظ الحواسُ لله وبِعَدُ الأنفاس مع الله.

وقل سيدى ابن عجيبة رضي الله عنه: المجاهدة على قدرها تكون المشاهدة، فمن لا مجاهدة له لا مشاهدة له، وبالمجاهدة تميزت الخصوص من العموم، وبها تحقق سير السائرين، فالعموم وقفوا مع موافقة حظوظهم، من الجاه والغنى وغيره والخصوص خالفوا نفوسهم ورفضوا حظوظهم، وخرقوا عوائدهم، فَخُرِقَتْ لهم العوائد، وانكشفت عنهم الحجب، وشاهدوا المحبوب، فجاهدوا أولاً فى ترك الدنيا، وتحملوا مرارة الفقر، حتى تحققوا بمقام التوكل، ثم جاهدوا فى ترك الجاه والرئاسة، فتحققوا بالخمول، وهو أساس الإخلاص، ثم جاهدوا فى مخالفة النفس، فَحَمَّلوها كل ما يثقل عليها، وأخرجوها من كل ما تهواه ويخف عليها، وارتكبوا فى ذلك أهوالاً وأحوالاً صِعَاباً، حتى ماتت نفوسهم مَوْتَاتٍ، فتحقق بذلك حياة أرواحهم، وأشرفت على البحر الزاخر، بحر التوحيد الخاص، فغابت ظلال الأكوان حين أشرقت شمس العيان، ففنى من لم يكن، وبقى من لم يزل، فدخلوا جنة المعارف، ولم يشتاقوا قط إلى جنة الزخارف، لأنها منطوية فيها، ولا بد من صحبة شيخ كامل، قد سلك هذه المسالك، يلقيه زمام نفسه، حتى يوصله إلى ربه، وإلا أتعب نفسه بلا فائدة.

وقوله تعالى ﴿وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ تهوينٌ وتسهيلٌ على السائرين أَمْرَ نفوسِهِمْ ومجاهدَتَها، إذا علموا أن الله معهم، هان عليهم كل صعب، وقَرُبَ كل بعيد. وبالله التوفيق، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

فنجد من شروط المجاهدة أن تكون على يد شيخ كامل من شيوخ التربية، فلا يستطيع الإنسان أن يربى نفسه بنفسه أو كما يرى هو، بل لا بد من خبير عالم بالدروب وخبيئاتها، وفى ذلك قال سيدى الإمام فخرالدين رضي الله عنه :

إنى خبير فى دروب السالكين

وعن أبى سعيد الخدرى قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل الجهاد فقال: كلمة عدل عند سلطان جائر، فدمعت عينا أبى سعيد.

وعن أبى على الدقاق يقول: من زيّن ظاهره بالمجاهدة حسّن الله سرائره بالمشاهدة، قال الله تعالى ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ وأعلم أن من لم يكن فى بدايته صاحب مجاهدة لم يجد من هذه الطريقة شمة.

وفى "التعرف لمذهب أهل التصوف" قالوا من المجاهدات: جمع الهمة وهو أن تكون الهموم كلها همّا واحدا وفى الحديث: من جعل الهموم همّا واحدا هَم المعاد كفاه الله سائر همومه ومن تشعبت به الهموم لم يبال الله فى أى أوديتها هلك، وهذه حال المجاهدة والرياضة، والجمع الذى يعنيه أهله هو أن يصير ذلك حالا له وهو أن لا تتفرق همومه فيجمعها تكلف العبد بل تجتمع الهموم فتصير بشهود الجامع لها هما واحدا ويحصل الجمع إذ كان بالله وحده دون غيره، والتفرقة التى هى عقيب الجمع هو أن يفرق بين العبد وبين همومه فى حظوظه وبين طلب مرافقه وملاذه فيكون مفرقا بينه وبين نفسه فلا تكون حركاته لها وقد يكون المجموع ناظرا إلى حظوظه فى بعض الأحوال، غير أنه ممنوع منها قد حيل بينه وبينها لا يتأتى له منها شىء وهو غير كاره لذلك بل مريد له لعلمه بأنه فعل الحق به واختصاصه له وجذبه إياه مما دونه.

ومن الأمور الهامة للمريد السالك طريق الحق والتى تعد من أهم المجاهدات هو أن يخالف نفسه ويحملها على ما تكره، ويخالف الشيطان فلا يقدر هذا الأخير إلى إمالته إليه أو يحيده عن طريق القوم، وقال سيدى شرف الدين البصيرى رضي الله عنه فى مخالفة النفس والشيطان فى قصيدته الشهيرة ببردة المديح أو البردة:

وخالف النفس والشيطان واعصهما وإن هما محضاك النصح فاتهم

وقيل أن أصل المجاهدة وملاكها: فطم النفس عن المألوفات، وحملها على خلاف هواها فى عموم الأوقات، وللنفس صفتان مانعتان لها من الخير: إنهماك فى الشهوات، وامتناع عن الطاعات، فإذا جمحت عند ركوب الهوى وجب كبحها بلجام التقوى، وإذا حرنت عند القيام بالموافقات يجب سوقها على خلاف الهوى، وإذا ثارت عند غضبها، فمن الواجب مراعاة حالها، فما من منازلة أحسن عاقبه من غضب يكسب سلطانه بخلق حسن، وتخمد نيرانه برفق، فإذا استحلت شراب الرعونة فضاقت، إلا عن إظهار مناقبها والتزين لمن ينظر إليها ويلاحظها، فمن الواجب كسر ذلك عليها، وإحلالها بعقوبة الذل بما يذكرها من حقارة قدرها، وخساسة أصلها، وقذارة فعلها.

وجهد العوام فى توفية الأعمال وقصد الخواص إلى تصفية الأحوال فإن مقاساة الجوع والسهر سهل يسير، ومعالجة الأخلاق والتنقى من سفاسفها صعب شديد، ومن غوامض آفات النفس: ركونها إلى استحلاء المدح، فإن من تحسى منه جرعة حمل السموات والأرضين على شفرة من أشفاره، وأمارة ذلك: أنه إذا انقطع عنه ذلك الشرب آل حاله إلى الكسل والفشل.

وحكى عن بعض المشايخ يصلى فى مسجده فى الصف الأول سنين كثيرة، فعاقه يوماً عن الابتكار إلى المسجد عائق، فصلى فى الصف الأخير، فلم ير بعد ذلك مدة، فسئل عن السبب، فقال: كنت أقضى صلاة كذا، وكذا سنة صليتها وظنى أنى مخلص فيها لله، فداخلنى يوم تأخرى عن المسجد من شهود الناس إياى فى الصف الأخير نوع خجل، فعلمت أن نشاطى طول عمرى إنما كان على رؤيتهم فقضيت صلواتى.

فانظر يا أخى هذه القصة الأخيرة التى توضح ما مدى خطورة النفس وتملكها من العبد، فكانت شهوة حب المديح من الناس أفسدت عليه صلاته وحاله مع الله، بل جعلت من كل ما فعله فى الأيام السابقة شئ يندم على فعله وليس يفتخر به أو يحتسبه عند المولى تبارك وتعالى، فعلينا أن نحذر وننتبه إلى آفات النفس بمجاهدتها قدر جهدنا كى نتخلص من هذه العلل الباطنة، ونسأل الله أن يعيذنا منها أو يزيلها عنا إن كانت فينا بجاه حبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم وآل بيته الأكرمين رضوان الله عليهم أجمعين.

طالب الوصل

=======
رابط الموضوع :- http://almagalla.info/2012/jun9.htm
=======

من أسرار الإسراء



كرم الله حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم برحلة الإسراء والمعراج، هذا المعجزة كان فيها توطئة للتنظير بين شريعة الإسلام وشريعة موسى على عادة القرآن فى ذكر المثل والنظائر الدينية، ورمزا إلهيا إلى أن الله أعطى محمدا صلى الله عليه وسلم من الفضائل أفضل مما أعطى من قبله، وأنه أكمل له الفضائل فلم يفته منها فائت. فمن أجل ذلك أحله بالمكان المقدس الذى تداولته الرسل من قبل، فلم يستأثرهم بالحلول بذلك المكان هو مهبط الشريعة الموسوية، ورمز أطوار تاريخ بنى إسرائيل وأسلافهم، والذى هو نظير المسجد الحرام في أن أصل تأسيسه فى عهد إبراهيم كما ورد عند تفسير قوله تعالى ﴿إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى﴾ الإسراء 1، فأحل الله به محمدا صلى الله عليه وسلم بعد أن هُجِرَ وخُرِّب إيماءً إلى أن أمته تجدد مجده. وأن الله مكنه من حرمى النبوة والشريعة، فالمسجد الأقصى لم يكن معمورا حين نزول هذه السورة وإنما عُمِّرت كنائس حوله، وأن بنى إسرائيل لم يحفظوا حرمة المسجد الأقصى، فكان إفسادهم سببا فى تسلط أعدائهم عليهم وخَرَاب المسجد الأقصى. وفي ذلك رمز إلى أن إعادة المسجد الأقصى ستكون على يد أمة هذا الرسول الذى أنكروا رسالته.

ومن أسرار الإسراء أن الحق سبحانه فرض على حبيبه ومصطفاه خمسين صلاة فى اليوم والليلة، وعند مروره بسيدنا موسى عليه السلام سأله: ما فرض الله على أمتك؟ فقال: خمسين صلاة، فقال سيدنا موسى عليه السلام: ارجع إلى ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك، فرجع الحبيب، فحط المولى منها خمس، ومازال الحبيب يتراوح بين سيدنا موسى عليه السلام والحق سبحانه وتعالى حتى وصلت إلى خمس صلوات، ولما أراد سيدنا موسى عليه السلاك أن يخفف الخمس، أجابه *بأنه قد استحى من ربه.

وهنا لطيفة: لمن يدعى أن الأحياء لا ينتفعون بالأموات، فهذا دليل صريح على انتفاع الأحياء بالأموات، فسيدنا موسى عليه السلام نفع الأمة المحمدية بأسرها من حيث تخفيف الصلاة ... فهل سيدنا موسى عليه السلام كان حياً أم ميتاً؟!!

وبعد الرحلة يتجه الحبيب المحبوب إلى بيت الله الحرام فيأتيه أبو جهل ويقول: هل من نبأ جديد؟ فقال الحبيب: نعم، لقد أسرى بى الليلة إلى بيت المقدس قال أبو جهل متعجباً: وأصبحت بين ظهرانينا؟ فقال الحبيب: نعم، قال أبو جهل: أتحدث القوم بما حدثتنى؟ قال صلوات ربى وسلامه عليه: نعم، فنادى أبو جهل فى الناس، يا بنى فهر، يا بنى مضر، يا بنى كنانة، فاجتمع العرب، فقال أبو جهل لهم: انظروا إلى صاحبكم ماذا يقول، وكرر عليه نفس الأسئلة عن النبأ الجديد، والناس ما بين مصدق ومكذب، وكل من كذبوا الحبيب ارتدوا كفاراً وضُربت أعناقهم، ثم توجه أبو جهل إلى سيدنا أبو بكر قائلاً: يزعم صاحبكم أنه ذهب إلى بيت المقدس فى بعض ليلة وأصبح بين ظهرانينا، فرد عليه سيدنا أبو بكر قائلاً: أو قال ذلك؟ فقال أبو جهل: نعم، فقال الصديق: لقد صدق، أنا أصدقه فى أبعد من ذلك، أصدقه فى خبر السماء.

ثم أن قبائل قريش طالبوا الحبيب بالدليل والبينة، طالبوه أن يصف لهم بيت المقدس، لأن الحبيب لم يخرج من بينهم إلى بيت المقدس، فأتى سيدنا جبريل بالبيت أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفى رواية كشف الله له ما بينه وبين بيت المقدس فرآه ومضى فى وصفه بجميع العلامات المميزة فيه، وصفاً دقيقاً يُعجزهم عن تكذيبه، وصدق الحق سبحانه ﴿أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى﴾ النجم 12.

وهنا لطيفة ثانية: فنجد صنف من الناس سيماهم التكذيب حتى لو هناك أدلة وصنف أخر سيماهم التصديق دون طلب أدلة وصدق الحق سبحانه ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ﴾ المرسلات 15.

ونختم بلطيفة دقيقة عجيبة؛ ألا وهى: عندما تحدث الحبيب صلوات ربى وسلامه عليه مع سائر الناس فى موضوع الإسراء والمعراج لم يحدثهم إلا فى الشق الأول من الرحلة ألا وهو الإسراء، لأنهم ليسوا أصحاب عقيدة فى الله ورسوله وطالبوه بإقامة البينة فأقامها عليهم بوصفه الدقيق لبيت المقدس، وليس هذا فحسب وإنما أخبرهم عن قافلة فى مكان ما وستدخل مكة فى يوم كذا ويتقدم القافلة جمل أوصافه كذا وكذا.

وعندما انفرد بصحابته حدثهم بما هو أشد من ذلك من الرحلة وهو المعراج، لأن رحلة المعراج تحتاج لأصحاب عقائد صالحة فى رسول الله لكى يصدقوا بقلوبهم وليس بعقولهم.

ولما انفرد بخاصة صحابته أسرهم بالرؤية الإلهية، ففيما أخرج الإمام أحمد والترمذى والنسائى والبزار والدارمى عنه أنه قال (رأيت ربى فى أحسن صورة)، وأيضاً عندما سأله سيدنا أبو ذر هل رأيت ربك؟ فقـال الحبيب (قد رأيته نورا أنى أراه) و"قد" هنا تحقيقية، وقد أورد الإمام الطبرى فى تفسيره عن عباد بن منصور قال: سألت عكرمة عن قوله تعالى ﴿مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى﴾ النجم 11، قال: أتريد أن أقول لك قد رآه؟ نعم قد رآه ثم نعم قد رآه حتى ينقطع النفس، وما أخرجه ابن جرير الطبرى فى جامع البيان عن سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال فى قوله تعالى ﴿مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى﴾، رأى محمد ربه، وفيما أخرج الإمام مسلم فى صحيحه باب معرفة طريق الرؤية فى حديث طويل نذكر أوله، عن عطاء بن يسار عن أبى سعيد الخدرى أن ناساً فى زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (نعم) قال (هل تضارون فى رؤية الشمس بالظهيرة صحواً ليس معها سحاب، وهل تضارون فى رؤية القمر ليلة البدر صحواً ليس فيها سحاب؟ قالوا لا يا رسول الله، قال ما تضارون فى رؤية الله تبارك وتعالى يوم القيامة إلا كما تضارون فى رؤية أحدهما إذا كان يوم القيامة ...).

ولما لا وقد قال الحق تبارك وتعالى عن رؤية البشر له سبحانه ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ • إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ القيامة 22، 23، وإذا كانت الرؤية هنا فى الآخرة لسائر البشر فما بالكم بسيد البشر، وإذا قال أحد أن هذا يتعارض مع قول الحق سبحانه ﴿لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ الأنعام 103، فقد نهى الحق سبحانه عن رؤيته بالبصر ولم ينه عن رؤيته بالبصيرة.

وصدق الإمام فخر الدين رضي الله عنه حين قال:

فى كل حين لنا فى المصطفى أمل حتى إذا حانت الإسرا يسرينا

التلميذ
=======
رابط الموضوع :- http://almagalla.info/2012/jun12.htm
=======

أليس مدح النبى صلى الله عليه وسلم شرك؟



يظن بعض الجهلاء وقاصرى النظر بأن مدح الحبيب المصطفى شرك ومغالاة وشىء يذمه الشرع ومنهى عنه مستندين الى حديث (لا تطرونى كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم) والإطراء فى اللغة أى المدح، وفى هذا الصدد من كتاب مفاهيم يجب أن تصحح لفضيلة الإمام الداعية الشيخ محمد بن علوى المالكى إمام البلد الحرام بمكة المكرمة يقول: هذا فهم سىء ويدل على قصر فهم صاحبه وذلك أن النبى صلى الله عليه وسلم نهى أن يطرى كما أطرت النصارى ابن مريم إذ قالو: ابن الله ومعنى ذلك أن من إطراه صلى الله عليه وسلم ووصفه بما وصفت النصارى نبيهم فقد صار مثلهم.

أما من مدحه بما لايخرجه عن حقيقة البشرية معتقداً أنه عبد الله ورسوله مبتعداً عن معتقد النصارى فإنه ولا شك من أكمل الناس توحيداً وفى ذلك يقول الإمام البصيرى:

دع ما ادعته النصارى فى نبيهم واحكم بما شئت فيه واحتكــم
فإن فضل رسول الله ليـــس له حد فيعرب عنه ناطق بفم
فمبلغ العلم فيه أنه بشــــــــر وأنه خير خلق الله كلهــــم

ثم يقول: ولقد تولى المولى تبارك وتعالى حبيبه ومصطفاه فقال فى كتابه العزيز ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ القلم 4، وأمر بالتأدب معه فى الخطاب فقال ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِىِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ﴾ الحجرات 2، كما نهانا أن نعامله معاملة بعضنا بعضاً أو نناديه كما ينادى بعضنا بعضاً فقال ﴿لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا﴾ النور 63، وذم الذين يسوّون بينه وبين غيره فى المعاملة والأسلوب فقال ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ﴾ الحجرات 4، كما أن الصحابة كانوا يمدحون النبى صلى الله عليه وسلم ومنهم سيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه فيقول:

أغرُّ عليه للنبوة خاتـَمٌ مِن الله مشهودٌ يلوحُ ويشهدُ
وضمّ الإلهُ اسمَ النبى إلى اسمهِ إذا قال فى الخمس المؤذنُ أشهدُ
وشقّ له من اسمهِ ليُجِلـَّهُ فذو العرش محمودٌ وهذا محمدُ
نبىٌ أتانا بعد يأسٍ وفترةٍ من الرسل والأوثانُ فى الأرض تـُعبَدُ
فأمسى سراجاً مستنيراً وهادياً يلوح كما لاح الصقيلُ المهندُ
وأنذرَنا ناراً وبشـّر جنةً وعلـّمنا الإسلامَ فاللهَ نحمدُ

ويقول أيضاً:

ياركن معتمد وعصمة لائـذ وملاذ منتجع وجار مجـاور
يامن تخيـره الإلـه لخلقـه فحباه بالخلق الزكى الطاهـر
أنت النبى وخير عصبة أدمياً من يجود كفيض بحر زاخر
ميكال معك وجبرئيل كلاهمـا مدد لنصر من عزيز قـادر

وهذه صفية رضي الله عنها عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول:

ألا يا رسول الله قـد كـنت رجاءنـا وكـنـت بـنا بـراً ولم تـك جافـيـا
وكـنـت رحـيـماً هــاديـاً ومعـلــمـاً ليـبـك عليك اليوم من كان باكيـا
فــدى لـرسـول الله أمـى وخـالـتـى وعـمى وخالى ثـم نفسى وماليـا
فلــو أن رب الـنـاس أبـقـى نـبـينـا سعـدنا ولكـن أمـره كان ماضيـا
علـيـك مـن الله الـسـلام تـحـــيــة وأدخلت جنات من العدن راضيـا

وهذا كعب ابن زهير رضي الله عنه يقول:

بانَتْ سُعادُ فَقَلْبى اليَوْمَ مَتْبولُ مُتَيَّمٌ إثْرَها لم يُفَدْ مَكْبولُ
وَمَا سُعَادُ غَداةَ البَيْن إِذْ رَحَلوا إِلاّ أَغَنُّ غضيضُ الطَّرْفِ مَكْحُولُ
هَيْفاءُ مُقْبِلَةً عَجْزاءُ مُدْبِرَةً لا يُشْتَكى قِصَرٌ مِنها ولا طُولُ
تَجْلُو عَوارِضَ ذى ظَلْمٍ إذا ابْتَسَمَتْ كأنَّهُ مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلُولُ
شُجَّتْ بِذى شَبَمٍ مِنْ ماءِ مَعْنِيةٍ صافٍ بأَبْطَحَ أضْحَى وهْوَ مَشْمولُ

وهاهو رسول الله صلى الله عليه وسلم يمدح نفسه بنفسه (أنا خير أصحاب اليمين، أنا خير السابقين، انا أتقى ولد آدم وأكرمهم على الله ولا فخر) رواه الطبرانى والبيهقى فى الدلائل، (أنا أكرم الأولين والأخرين ولا فخر) رواه الترمذى والديلمى ويقول جبريل عليه السلام "قلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أر رجلاً أفضل من محمد، ولم أر بنى أب أفضل من بنى هاشم" رواه البيهقى وابو نعيم والطبرانى عن عائشة رضي الله عنها ، والأحاديث كثيرة وكثيرة ورضى الله عن السيد العلوى صاحب هذا الكتاب وياليتهم لو يسمعوا إيحقدون حتى على رسول الله صلى الله عليه وسلم الهم نجنا من شرورهم وأدبنا مع حبيبه ومصطفاه ونختم بما قاله سيدى فخر الدين حيث قال:

سَـيِّدًا لَمْ تَزَلْ وَغَيْرُكَ زَالُوا وَجَمِيعًا إِلَى جَنَابِكَ آلُوا (48/1)
وَكَرِيمًا وَرَحْمَةً وَإِمَامًا وَعَظِيمًا وَلَيْسَ فِيكَ يُقَالُ (48/2)
وَأَمَـانُ بِغَـيْرِ حِصْنِـكَ وَهْـمُ وَهُدًى غَيْرُ مَا تَقُولُ ضَلَالُ (48/3)
فَإِذَا لَمْ يَكُنْ بِحِصْنِكَ أَمْنِى فَإِلَى مَنْ تُرَى يُبَثُّ سُؤَالُ (48/4)
وَجَزِيلُ عَطَاؤُكُمْ وَسَخِىٌّ وَبُلُوغُ الْكَمَالِ فِيكَ مُحَالُ (48/5)
وَجَمِيعُ الْكِرَامِ مِنْكَ نُجُومُ وَهُمُ بِالتَّجَلِّى عَلَيْكَ ظِلَالُ (48/6)
وَخَلَتْ قَبْلَكَ الْقُرُونُ وَخَـلَّتْ وَجَمِيلُ عَلَى يَمِينِكَ خَالُ (48/7)
فَأَجِرْنَا فَإِنَّ نُورَكَ فِينَا هُوَ ذَا الْحُسْنُ أَنْتَ فِيهِ مِثَالُ (48/Cool
وَأَدِمْ عِزَّنَا بِوَصْلِكَ نَحْيَا فَلَنَا فِيكَ عُرْوَةٌ وَحِبَالُ (48/9)
وَتَخَـلَّلْ شِعَابَ قَلْبِ مُحِبٍّ فَإِذَا كُنْتَ قَلْبَهُ فَنَوَالُ (48/10)
فَإِذَا الشَّمْسُ مِنْ ضِيَاكَ خَفَاءُ وَإِذَا الدُّكُّ بِالْجَلِيلِ جِبَالُ (48/11)

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وإلى العدد القادم بإذن الله تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

محمد مقبول
=======
رابط الموضوع :- http://almagalla.info/2012/jun11.htm
=======

مذهب الإمام مالك من موطأه
كتاب الطهارة
التيمم

23- باب التيمم

126 - حدثنى يحيى عن مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عقد لى، فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه وأقام الناس معه، وليسوا على ماء وليس معهم ماء، فأتى الناس إلى أبى بكر الصديق فقالوا: ألا ترى ما صنعت عائشة أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء. قالت عائشة: فجاء أبو بكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع رأسه على فخذى قد نام، فقال: حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء. قالت عائشة: فعاتبنى أبو بكر فقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعن بيده فى خاصرتى فلا يمنعنى من التحرك إلا مكان رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذى، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصبح على غير ماء، فأنزل الله تبارك وتعالى آية التيمم فتيمموا، فقال أسيد بن حضير: ما هى بأول بركتكم يا آل أبى بكر. قالت: فبعثنا البعير الذى كنت عليه فوجدنا العقد تحته.

وسئل مالك عن رجل تيمم لصلاة حضرت ثم حضرت صلاة أخرى أيتيمم لها أم يكفيه تيممه ذلك فقال: بل يتيمم لكل صلاة، لأن عليه أن يبتغى الماء لكل صلاة فمن أبتغى الماء فلم يجده فإنه يتيمم.

وسئل مالك عن رجل تيمم أيؤم أصحابه وهم على وضوء؟ قال: يؤمهم غيره أحب إلى ولو أمهم هو لم أر بذلك بأسا.

قال يحيى: قال مالك فى رجل تيمم حين لم يجد ماء فقام وكبر ودخل فى الصلاة فطلع عليه إنسان معه ماء؟ قال: لا يقطع صلاته بل يتمها بالتيمم وليتوضأ لما يستقبل من الصلوات.

قال يحيى: قال مالك: من قام إلى الصلاة فلم يجد ماء فعمل بما أمره الله به من التيمم فقد أطاع الله، وليس الذى وجد الماء بأطهر منه ولا أتم صلاة، لأنهما أمرا جميعا فكل عمل بما أمره الله به، وإنما العمل بما أمر الله به من الوضوء لمن وجد الماء والتيمم لمن لم يجد الماء قبل أن يدخل فى الصلاة.

وقال مالك فى الرجل الجنب: إنه يتيمم ويقرأ حزبه من القرآن ويتنفل ما لم يجد ماء وإنما ذلك فى المكان الذى يجوز له أن يصلى فيه بالتيمم.

24 - باب العمل فى التيمم

127 - حدثنى يحيى عن مالك عن نافع: أنه أقبل هو وعبد الله بن عمر من الجرف حتى إذا كانا بالمربد نزل عبد الله فتيمم صعيدا طيبا فمسح وجهه ويديه إلى المرفقين ثم صلى.

وقال أَبو إِسحق: الصعيد وجه الأَرض. قال: وعلى الإِنسان أَن يضرب بيديه وجه الأَرض ولا يبالى أَكان فى الموضع ترابٌ أَو لم يكن لأَن الصعيد ليس هو الترابَ إِنما هو وجه الأَرض تراباً كان أَو غيره. قال ولو أَن أَرضاً كانت كلها صخراً لا تراب عليه ثم ضرب المتيمم يدَه على ذلك الصخر لكان ذلك طَهُوراً إِذا مسح به وجهه. قال الله تعالى ﴿فَتُصْبِح صعيداً﴾ لأَنه نهاية ما يصعد إِليه من باطن الأَرض.

128 - وحدثنى عن مالك عن نافع: أن عبد الله بن عمر كان يتيمم إلى المرفقين وسئل مالك: كيف التيمم؟ وأين يبلغ به؟ فقال: يضرب ضربة للوجه وضربة لليدين ويمسحهما إلى المرفقين.

25 - باب تيمم الجنب

129 - حدثنى يحيى عن مالك عن عبد الرحمن بن حرملة أن رجلا سأل سعيد بن المسيب عن الرجل الجنب يتيمم ثم يدرك الماء؟ فقال سعيد: إذا أدرك الماء فعليه الغسل لما يستقبل.

قال مالك فيمن احتلم وهو فى سفر ولا يقدر من الماء إلا على قدر الوضوء وهو لا يعطش حتى يأتى الماء، قال: يغسل بذلك فرجه وما أصابه من ذلك الأذى ثم يتيمم صعيدا طيبا كما أمره الله.

وسئل مالك عن رجل جنب أراد أن يتيمم فلم يجد ترابا إلا تراب سبخة هل يتيمم بالسباخ؟ (السبَخةُ الأَرض المالحة. والسَّبَخُ: المكان يسبخُ فينبِتُ الملح، وتَسُوخُ فيه الأَقدام) وهل تكره الصلاة فى السباخ؟ قال مالك لا بأس بالصلاة فى السباخ والتيمم منها لأن الله تبارك وتعالى قال ﴿فتيمموا صعيدا طيبا﴾ فكل ما كان صعيدا فهو يتيمم به سباخا كان أو غيره.



كريم سالم
=======
رابط الموضوع :- http://almagalla.info/2012/jun6.htm
=======
رابط الاعداد السابقة :- http://almagalla.info/old_issues.htm#ar
رابط الموضوعات السابقة : http://almagalla.info/archives_ar/group_study.htm
=======


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alkaswaa.ahlamontada.com
 
المجلة عدد شهر يونيه 2012
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المجلة عدد شهر يوليو 2012
» المجلة عدد شهر اغسطس 2012
» المجلة عدد شهر سبتمبر 2012
» المجلة عدد شهر اكتوبر 2012
» المجلة عدد يناير 2012

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
!¨°o:[[ منتديات القـصـــــــــــــواء]]: o°¨! :: ! الدين الاسلامي القويم ! :: المجلة الاعداد الشهرية - almagalla issue-
انتقل الى: