!¨°o:[[ منتديات القـصـــــــــــــواء]]: o°¨!
أول ما تبدء أي عمل قول بسم الله الرحمن الرحيم وتقول اللهم صل على سيدنا محمد واله وسلم ومرحبا بك في منتديات القصواء لو انت زائر شرفنا مروركم الكريم وتشرفنا بالتسجيل واذا كنت من الاعضاء نرجوا سرعة الدخول ومسموح بالنقل او الاقتباس من المنتدى
!¨°o:[[ منتديات القـصـــــــــــــواء]]: o°¨!
أول ما تبدء أي عمل قول بسم الله الرحمن الرحيم وتقول اللهم صل على سيدنا محمد واله وسلم ومرحبا بك في منتديات القصواء لو انت زائر شرفنا مروركم الكريم وتشرفنا بالتسجيل واذا كنت من الاعضاء نرجوا سرعة الدخول ومسموح بالنقل او الاقتباس من المنتدى
!¨°o:[[ منتديات القـصـــــــــــــواء]]: o°¨!
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


رَفَعَ اللَّهُ لِلْمُتَيَّمِ قَدْراً
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولالطريقة البرهانية الدسوقية الشاذليةموقع رايات العز اول جريدة اسلامية على النتالمجلة البرهانية لنشر فضائل خير البريةشاهد قناة القصواء عالنت قناة البرهانية على اليوتيوبحمل كتب التراث من موقع التراث

==== ========= عن سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الزموا مودتنا أهل البيت، فإنه من لقي الله عز وجل وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا، والذي نفسي بيده لا ينفع عبداً عمله إلا بمعرفة حقنا". رواه الطبراني في الأوسط ========= ==== ==== عن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي". رواه الطبراني ورجاله ثقات. ========= ==== عن سيدنا جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل جعل ذرية كل نبي في صلبه، وإن الله تعالى جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب رضي الله عنه". رواه الطبراني ========= ==== عن سيدنا جابر رضي الله عنه أنه سمع سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول للناس حين تزوج بنت سيدنا علي رضي الله عنه : ألا تهنئوني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ينقطع يوم القيامة كل سبب ونسب إلا سببي ونسبي". رواه الطبراني في الأوسط والكبير ========= ==== ==== عن سيددنا ابن عمر رضي الله عنهما عن سيدنا أبي بكر - هو الصديق - رضي الله عنه قال ارقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته. رواه البخارى ==== وفي الصحيح أن الصديق رضي الله عنه قال لعلي رضي الله عنه: والله لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي . ========= ==== عن سيدنا جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول "يا أيها الناس إني تركت فيكم ما إن اخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي " . رواه الترمذي ========= ==== عن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس عن أبيه عن جده عبدالله بن عباس رضي الله عنهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أحبوا الله تعالى لما يغذوكم من نعمه وأحبوني بحب الله وأحبوا أهل بيتي بحبي" . رواه الترمذي ========= ==== عن أبي إسحاق عن حنش قال سمعت أبا ذر رضي الله عنه وهو آخذ بحلقة الباب يقول: يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن أنكرني فأنا أبو ذر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح عليه الصلاة والسلام من دخلها نجا. ومن تخلف عنها هلك". رواه أبويعلى ==== عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنا وعلي وفاطمة وحسن وحسين مجتمعون ومن أحبنا يوم القيامة نأكل ونشرب حتى يفرق بين العباد". فبلغ ذلك رجلاً من الناس فسأل عنه فأخبره به فقال: كيف بالعرض والحساب؟ فقلت له: كيف لصاحب ياسين بذلك حين أدخل الجنة من ساعته. رواه الطبراني ========== ==== وعن سلمة بن الأكوىه,±رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"النجوم جعلت أماناً لأهل السماء وإن أهل بيتي أمان لأمتي". رواه الطبراني ======== وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهلي من بعدي". رواه أبو يعلى ورجاله ثقات. ========= ==== ==== الله الله الله الله ====
..
..
..

 

 المجلة عدد يونيو 2013

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
خادمة الحبيب المصطفى




عدد المساهمات : 937
تاريخ التسجيل : 22/10/2012

المجلة عدد يونيو 2013 Empty
مُساهمةموضوع: المجلة عدد يونيو 2013   المجلة عدد يونيو 2013 Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 03, 2013 12:33 pm

تدارس

حديث الضيف

حَدِيثُ الضَّيْفِ أَوْ مُوسَى وَعَادٌ ثَمُودٌ ثُمَّ نُوحٌ وَالدِّيَارُ 16/ 31

نأتى الى البيت السادس عشر من القصيدة الحادية والثلاثين والذى يشير الى الآيات التالية:
﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ • إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًا قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ • فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ • فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلا تَأْكُلُونَ • فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ • فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِى صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ • قَالُوا كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ • قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ • قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ • لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ • مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ • فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ • فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ • وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الأَلِيمَ﴾الذاريات 24-37.
يقول الحق جلّ جلاله ﴿هل أتاك حديثُ ضَيف إِبراهيمَ﴾ استفتح بالاستفهام التشويقى، تفخيماً لشأن الحديث، وتنبيهاً على أنه ليس مما عَلِمَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بغير طريق الوحى. والضيف فى الأصل: مصدر: كالزوْر، والصوع، يصدق الواحد والجماعة، قيل: كانوا اثنى عشر مَلَكاً، وقيل: تسعة عاشرهم جبريل. وجعلهم ضيفاً لأنهم فى صورة الضيف، حيث أضافهم إبراهيم، أو لأنهم كانوا فى حسبانه كذلك. قوله ﴿المُكْرَمين﴾ أى: عند الله، لأنهم عباد مكرمون، أو عند إبراهيم، حيث خدمهم بنفسه، وأخدمهم امرأته، لهم القِرَى.
﴿إِذا دخلوا عليه﴾ ظرف للحديث، أو لِمَا فى الضيف من معنى الفعل، أو بالمكَرمين، إن فسر بإكرام إبراهيم لهم، ﴿فقالوا سلاماً﴾ أى: نُسلِّم عليك سلاماً، ﴿قال﴾ إبراهيم: ﴿سلامٌ﴾ أى: عليكم سلام. عدل به إلى الرفع بالابتداء للقصد إلى الثبوت والدوام حتى تكون تحيته أحسن من تحيتهم، وهذا أيضاً من إكرامه، ﴿قومٌ مُنكَرُون﴾ أى: أنتم قوم مُنكَرون، لا نعرفكم، فعرّفونى مَن أنتم. قيل: إنما أنكرهم لأنهم ليسوا ممن عهدهم مِن الناس، أو: لأن أوضاعهم وأشكالهم خلاف ما عليه الناس، وقيل: إنما قال ذلك سِرّاً ولم يخاطبهم به، وإلا لعرّفوه بأنفسهم.
﴿فَرَاغَ إِلى أهله﴾ أى: ذهب إليهم فى خِفيةٍ من ضيوفه، فالروغان: الذهاب بسرعة، وقيل: فى خفية. ومن آداب المضيف أن يبادر الضيف: بالقِرَى، وأن يخفى أمره من غير أن يشعر به الضيف، حذراً من أن يكفّه، وكان عامة مال إبراهيم البقر. ﴿فجاء بعِجْلٍ سمينٍ﴾ الفاء فصيحة تُفصح عن جُملٍ حّذفت لدلالة الحال عليها، وإيذاناً بكمال سرعة المجيء، أى: فذبح عجلاً فَحَنَذَه، فجاء به، ﴿فقرَّبه إِليهم﴾ بأن وضعه بين أيديهم حسبما هو المعتاد، فلم يأكلوا، فـ﴿قال ألا تأكلونَ﴾ أنكر عليهم ترك الأكل، أو: حثَّهم عليه، ﴿فَأَوْجسَ﴾ أضمر ﴿منهم خيفةَ﴾ خوفاً، لتوهُّم أنها جاؤوا للشر؛ لأن مَن لم يأكل طعامك لم يحفظ ذمِامك. عن ابن عباس رضي الله عنهما: وقع فى نفسه أنهم ملائكة أُرسلوا للعذاب. ﴿قالوا لا تَخَفْ﴾ إنَّا رُسل الله. قيل: مسح جبريل العِجْل بجناحه فقام يدرج حتى لحق بأمه، فعرفهم وأمِن منهم، ﴿وبشَّروه بغلام عليم﴾ أى: يبلغ ويكون علماً، وهو إسحاق عليه السلام.
﴿فأقبلت امرأتُه﴾ سارة لمَّا سمعت بشارتهم إلى بيتها، وكانت فى زاوية منه تنظر إليهم، ﴿فى صَرَّةٍ﴾ صيحة، من الصرير، وهو الصوت، ومنه: صرير الباب وصرير الأقلام. قال الزجَّاج: الصرّة: شدّة الصياح. وفى القاموس الصرّة بالكسر: أشد الصياح، وبالفتح: الشدة من الكرب والحرن والحر والعطفة والجماعة وتغضيب الوجه. ومحله النصب على الحال، أى فجاءت صارة، وقيل: صرتها: قولها: ﴿يَا وَيْلَتَى ءَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ﴾ هود 72، أو: فجاءت مغضّبة الوجه، كما هو شأن مَن يُخبر بشيء غريب، استبعاداً له، ﴿فصَكَّتْ وجهها﴾ لطمته ببسط يدها، وقيل: ضربت بأطراف أصابعها جبهتها، فعل المتعجِّب، ﴿وقالت عجوزٌ عقيم﴾ أى: إنها عجوز عاقر، فكيف ألد؟!
﴿قالوا كذلك﴾ أى: مثل ما قلنا وأخبرناك به ﴿قال ربك﴾ أى: إنما نُخبرك الله تعالى، والله قادر على ما يُستعبد، ﴿إِنه هو الحكيمُ﴾ فى فعله، ﴿العليمُ﴾ فلا يخفى عليه شيء، فيكون قوله حقاً، وفعله متقناً لا محالة. رُوى أن جبريل عليه السلام قال لها حين استبعدت: انظرى إلى بيتك، فنظرت، فإذا جُذوعُهُ مورقة مثمرة، ولم تكن هذه المفاوضة مع سارة فقط، بل هى وإبراهيمُ عليه السلام حاضر، حسبما شُرح فى سورة الحجر، وإنما لم يذكرها اكتفاء بما ذكر هناك، كما أنه لم يذكر هناك سارة، اكتفاء بما ذكر هنا وفى سورة هود.
ولمّا تحقق أنهم ملائكة، ولم ينزلوا إلا لأمر، ﴿قال فما خطبكم﴾ أى: فما شأنكم وما طِلبتكم وفيمَ أُرسلتم؟ ﴿أيها المرسَلون﴾ هل أُرسلتم بالبشارة خاصة، أو لأمر آخر، أو لهما؟ ﴿قالوا إِنا أُرسلنا إِلى قوم مجرمين﴾ أى: قوم لوط، ﴿لِنُرسل عليهم حجارةٌ من طين﴾ أى: طين متحجر، هو السجّيل، وهو طينٌ طُبخ، كما يُطبخ الآجر، حتى صار فى صلابة الحجارة، ﴿مسوَّمة﴾ مُعلَّمةً، على كلِّ واحد اسم مَن يهلك بها، من السّومة وهى العلامة، أو: مرسلة، من أسمت الماشية: أرسلتها، وتفصيله فى هود ﴿عند ربك﴾ أى: فى مُلكه وسلطانه ﴿للمسرفين﴾ المجاوزين الحدّ فى الفجوز.
﴿فأخْرجنا مَن كان فيها﴾ الفاء فصيحة، مُفصحة، عن جُمل قد حُذفت، ثقةً بذكرها فى مواضع أُخر، كأنه قيل: فباشروا ما أُمروا به، فذهبوا إلى لوط، وكان مِن قصتهم ما ذكر فى موضع آخر، ﴿فأخرجنا مَنْ كان فيها﴾ أى: مِن قرى قوم لوط ﴿من المؤمنين﴾ يعنى لوطاً ومَن آمن معه. قيل: كان لوط وأهل بيته الذين نجو ثلاثةَ عشر. ﴿فما وجدنا فيها غيرَ بيتٍ﴾ أى: غير أهل بيت ﴿من المسلمين﴾ وفيه دليل على أن الإسلام والإيمان واحد، أى: باعتبار الشرع، وأما فى اللغة فمختلف، والإسلام محله الظاهر، والإيمان محله الباطن. ﴿وتركنا فيها﴾ أى: فى قُراهم ﴿آيةَ للذين يخافون العذابَ الأليم﴾ أى: مِن شأنهم أن يخافوا؛ لسلامة فطرتهم، ورقة قلوبهم، وأما مَن عداهم من ذوى القلوب القاسية، فإنهم لا يعتبرون بها، ولا يعدونها آية.
أما الإشارة: الإشارة بإبراهيم إلى القلب، وأضيافه: تجليات الحق، فنقول حينئذ: هل بلغك حديث إبراهيم القلب، حين يدخل عليه أنوار التجليات، مُسلِّمة عليه، فيُنكرها أول مرة، حيث لم يألف إلا رؤية حس الكائنات، فرغ إلى أهله: عوالمه، فجاء بعِجْل سمينٍ: النفس أو السِّوى، فقربّه إليهم، بذلاً لها فى مرضاة الله، فقال: ألا تأكلون منها، لتذهب عنى شوكتها؛ إذ لا تثبت أنوار الشهود إلا بعد محق النفس وموتها، فأوجس منهم خيفة؛ لان صدمات التجلى تدهش الألباب، إلا مَن ثبته الله، قالوا: لا تخف، أى: لا تكن خوَّافاً، إذ لا ينال هذا السر إلا الشجعان، كما قال الجيلانى:
وإِيَّاكَ حَزْماً لا يَهُولُكَ أَمْرُها فَمَا نَالَهَا إلا الشُّجَاعُ المُقَارعُ
﴿وبشَّروه بغلامٍ عليم﴾ وهو نتيجة المعرفة، من اليقين الكبير، والطمأنينة العظمى، فأقبلت النفس تصيح، وتقول: أألد هذا الغلام، من هذا القلب، وقد كبر على ضعف اليقين، وأنا عجوز، شِخْتُ فى العوائد، عقيم من علوم الأسرار؟! فتقول القدرة ﴿كذلك قال ربك﴾ هو على هيِّن، أتعجيبن من قدرة الله «مَن استغرب أن يُنقذه الله من شهوته، وأن يُخرجه من وجود غفلته، فقد استعجز القدرة الإلهية، وكان الله على كل شيء مقتدراً» إنه هو الحكيم فى ترتيب الفتح على كسب المجاهدة، العليم بوقت الفتح، وبمَن يستحقه. قال إبراهيم القلب أو الروح: فما خطبكم أيها الجليات، أو الواردات الإلهية، ﴿قالوا إنا أُرسلنا إلى قوم مجرمين﴾ وهم جند النفس، ﴿لنُرسل عليهم حجارة من طين﴾ مسومةً عند ربك للمسرفين، وهم الأذكار والأوراد والمجاهدات والرياضات والمعاملات المهلِكة للنفس وأوصافها، ﴿فأخرجنا مَن كان فيها من المؤمنين﴾، سالمين من الهلاك، وهو ما كان لها من الأوصاف الحميدة، والعلوم الرسمية، إذا لا تُخرِج المجاهدة إلا مَن كان مذموماً، فما وجدنا فيها من ذلك إلا النذر القليل؛ إذ معاملة النفس جُلها مدخولة، وتركنا فيها آيةً من تزكية النفس، وتهذيب أخلاقها، ﴿للذين يخافون العذاب الأليم﴾، فيشتغلون بتزكيتها؛ لئلا يلحقهم ذلك العذاب.
هذا كله يشرح لنا فى البيت الذى أمامنا ما معنى (حديث الضيف) ونترككم فى رعاية الله لصياغة المعنى عن حديث الضيف بعد أن استدللنا بالآيات الكريمة ثم نصيغه فى العدد القادم ونكتفى بهذا القدر حيث لا تكفى المساحة بالعدد لشرح البيت كله والى اللقاء بإذن الله تعالى فى العدد القادم.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محمد مقبول


المصدر
http://newdesign.almagalla.info/NewsInfo.aspx?id=725
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خادمة الحبيب المصطفى




عدد المساهمات : 937
تاريخ التسجيل : 22/10/2012

المجلة عدد يونيو 2013 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلة عدد يونيو 2013   المجلة عدد يونيو 2013 Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 03, 2013 2:01 pm

المرأة

أم كلثوم بنت على بن أبى طالب رضي الله عنها

أم كلثوم بنت على بن أبى طالب بن عبد المطلب بن هاشم، الهاشمية، وأمها السيدة فاطمة الزهراء وشقيقاها الحسن والحسين رضي الله عنهم جميعا.
ولدت فى حدود سنة ست من الهجرة، ورأت النبى صلى الله عليه وسلم ولم ترو عنه شيئا.
خطبها عمر بن الخطاب وهى صغيرة، فقيل له: ما تريد إليها؟ قال: إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي).
قال أبو عمر بن عبد البر: قال عمر لعلى: زوجنيها أبا حسن، فإنى أرصد من كرامتها مالا يرصد أحد، قال على: فأنا أبعثها إليك، فإن رضيتها، فقد زوجتكها - يعتل بصغرها - قال: فبعثها إليه ببرد، وقال لها: قولى له: هذا البرد الذى قلت لك، فقالت له ذلك.
فقال: قولى له: قد رضيت رضى الله عنك. ووضع يده على ساقها، فكشفها، فقالت: أتفعل هذا؟ لولا أنك أمير المؤمنين، لكسرت أنفك، ثم مضت إلى أبيها، فأخبرته وقالت: بعثتنى إلى شيخ سوء! قال: يا بنية إنه زوجك.
روى فى تزويج أم كلثوم بنت على من عمر بن الخطاب رضي الله عنهم قال فقال علي لحسن وحسين رضي الله عنهم: زوجا عمكما فزوجاه.
وذكر ابن سعد فى قصة زواجها: عن أنس بن عياض عن جعفر بن محمد عن أبيه أن عمر خطب أم كلثوم إلى على فقال: إنما حبست بناتى على بنى جعفر. فقال: زوجنيها فوالله ما على ظهر الأرض رجل يرصد من كرامتها ما أرصد. قال: قد فعلت. فجاء عمر إلى المهاجرين فقال: زفونى فزفوه فقالوا: بمن تزوجت قال بنت على إنى سمعت أن النبى صلى الله عليه وسلم قال (كل نسب وسبب سيقطع يوم القيامة إلا نسبى وسببى) وكنت قد صاهرت فاحببت هذا أيضاً. ومن طريق عطاء الخراسانى أن عمر أمهرها أربعين ألفا.
وعن جعفر بن محمد عن أبيه قال: لما تزوج عمر أم كلثوم بنت على رضي الله عنهم قال: ألا تُهَنُّونِى؛ فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة غير سببى ونسبى).
وقد حاولت طوائف من الخوارج والمذاهب المتطرفة من الشيعة إنكار هذا الزواج ضنا منهم على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بشرف النسب إلى أهل البيت الأطهار، ولكن تصدى لهم الأئمة من أهل السنة والجماعة فأثبتو ما ذكرناه من الأحاديث، متضمنة اعتراف الأمير ومحبته لأهل البيت معرفته لفضلهم.
وروى عبد الله بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده، أن عمر رضي الله عنه لما تزوجها أصدقها أربعين ألفا. ونقل الزهرى وغيره: أنها ولدت لعمر زيدا. وقيل: ولدت له رقية. والثابت أنها ولدت له زيداً ورقية. وكان ابنها زيد من سادة أشراف قريش، توفى شابا، ولم يعقب.
وروى عن بعضهم أنه قال: وفدنا مع زيد بن عمر على معاوية، فأجلسه معه، وكان زيد من أجمل الناس، فأسمعه بسر كلمة، فنزل إليه زيد، فصرعه وخنقه، وبرك على صدره، وقال لمعاوية: إنى لأعلم أن هذا عن رأيك، وأنا ابن الخليفتين، ثم خرج إلينا قد تشعث رأسه وعمامته. واعتذر إليه معاوية، وأمر له بمئة ألف ولعشر من أتباعه بمبلغ.
وقد لقب زيد بن عمر بن الخطاب وابن أم كلثوم بنت على بن أبى طالب بـ"ذو الهلالين" نسبة إلى جديه الخليفتين.
وعن سعيد الجارى مولى عمر بن الخطاب: أن عمر بن الخطاب دعا أم كلثوم بنت على بن أبى طالب وكانت تحته فوجدها تبكى فقال: ما يبكيك؟ فقالت: يا أمير المؤمنين هذا اليهودى - تعنى كعب الأحبار - يقول: إنك على باب من أبواب جهنم فقال عمر: ما شاء الله والله إنى لأرجو أن يكون ربى خلقنى سعيدا. ثم أرسل إلى كعب فدعاه، فلما جاءه كعب قال: يا أمير المؤمنين لا تعجل على، والذى نفسى بيده لا ينسلخ ذو الحجة حتى تدخل الجنة: فقال عمر: أى شيئ هذا مرة فى الجنة ومرة فى النار فقال: يا أمير المؤمنين والذى نفسى بيده إنا لنجدك فى كتاب الله على باب من أبواب جهنم تمنع الناس أن يقعوا فيها، فإذا مت لم يزالوا يقتحمون فيها إلى يوم القيامة.
وعن معاذ رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا يزال باب الفتنة مغلقًا عن أمتى ما عاش لهم عمر بن الخطاب، فإذا هلك عمر تتابعت عليهم الفتن). رواه الديلمى.
ولم يكن حبها لزوجها بسبب سهولة ويسر العيش معه ولكن أهل البيت هم الذين يتحملون شظف الحياة ويؤثرون الآخرة على الأولى، فلم يكن غيرها ليتحمل صعوبة الحياة مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وقسوته على نفسه وعلى أهل بيته، فحدثنا يحيى بن بكير إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قسم مروطا بين نساء من نساء أهل المدينة فبقى منها مرط جيد فقال له بعض من عنده يا أمير المؤمنين أعط هذا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم التى عندك يريدون أم كلثوم بنت على فقال عمر أم سليط أحق به وأم سليط من نساء الأنصار ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عمر: فإنها كانت تزفر لنا القرب يوم أحد. فقد نظر إلى أسبقيتها وعملها للإسلام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تميله العاطفة؛ عاطفة القرابة؛ قربها من النبى صلى الله عليه وسلم كونها ابنة فاطمة بنت النبى صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها، وقربها منه كونها زوجته؛ وهى قاعدة منطلقة من نصوص القرآن بتقديم الأسبق مثل قول الله تعالى ﴿وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِى اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ التوبة 100.
وكان عمر بن الخطاب حفيا بها وبأهلها، فعن ابن الحنفية قال: دخل عمر بن الخطاب وأنا عند أختى أم كلثوم بنت على فضمنى وقال الطفيه ياكلثوم.
ولما توفى أمير المؤمنين عمر داعبها أخواها لإسعادها ولكن أبوها الإمام على كان بسعادتها أدرى رضي الله عنهم جميعا، يقول ابن إسحاق: عن حسن بن حسن بن على بن أبى طالب قال «لما أيمت أم كلثوم بنت على بن أبى طالب من عمر بن الخطاب دخل عليها حسن وحسين أخواها فقالا لها: إنك من عرفت سيدة نساء المسلمين وبنت سيدتهن، وإنك والله لئن أمكنت عليا من زمتك لينكحنك بعض أيتامه. فوالله ما قاما حتى طلع على يتكيئ على عصاه فجلس فحمد الله وأثنى عليه، ثم ذكر منزلتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: قد عرفتم منزلتكم يا بنى فاطمة وأثرتكم عندى على سائر ولدى لمكانتكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرابتكم منه. فقالوا: صدقت رحمك الله فجزاك الله عنا خيرا. فقال: أى بنية إن الله قد جعل أمرك بيدك فأنا أحب أن تجعليه بيدى. فقالت: أى أبة والله إنى لامرأة أرغب فيما يرغب فيه النساء، فأنا أحب أن أصيب ما يصيب النساء من الدنيا، وأنا أريد أن أنظر فى أمر نفسى. فقال: لا والله يا بنية ما هذا من رأيك ما هو إلا رأى هذين ثم قام فقال: والله لا أكلم رجلا منهم أو تفعلين. فأخذا بثيابه فقالا: اجلس يا أبة فوالله ما على هجرانك من صبر، اجعلى أمرك بيده. فقالت: قد فعلت. فقال: فإنى قد زوجتك من عون بن جعفر، وإنه لغلام. ثم رجع إلى بيته فبعث إليها بأربعة آلاف درهم، وبعث إلى ابن أخيه، فأدخلها عليه، قال حسن: فوالله ما سمعت بمثل عشق منها له منذ خلقك الله».
قال ابن إسحاق ثم زوجها أبوها بمحمد بن جعفر فمات، ثم زوجها أبوها بعبد الله بن جعفر فماتت عنده. قلنا: فلم يولد لها أحد من الاخوة الثلاثة. وإن كان الزهرى قال: ولدت جارية لمحمد بن جعفر اسمها بثنة.
وقد حضرت وفاة أبيها رضي الله عنها فذكروا أن محمد بن حنيف قال: والله إنى لأصل تلك الليلة التى ضرب فيها على فى المسجد الأعظم قريبا من السدة فى رجال كثير من أهل المصر ما فيهم إلا قيام وركوع وسجود وما يسأمون من أول الليل إلى آخره إذ خرج على رضى الله عنه لصلاة الغداة فجعل ينادى: أيها الناس الصلاة الصلاة فما أدرى أتكلم بهذه الكلمات أو نظرت إلى بريق السيوف وسمعت: الحكم لله لا لك يا على لا لأصحابك فرأيت سيفا ثم رأيت ناسا وسمعت عليا يقول: لا يفوتكم الرجل وشد عليه الناس من كل جانب فلم أبرح حتى أُخذ ابن ملجم فأدخل على على رضي الله عنه فدخلت فيمن دخل من الناس وكان ابن ملجم مكتوفا بين يدى الحسن إذ نادته أم كلثوم بنت على وهى تبكى: يا عدو الله إنه لا بأس على أبى والله مخزيك. قال: فعلام تبكين؟ والله لقد اشتريته بألف وسممته بألف ولو كانت هذه الضربة لجميع أهل المصر ما بقى منهم أحد ساعة وهذا أبوك باقيا حتى الآن. فقال على للحسن رضي الله عنهما: إن بقيت رأيت فيه رأيى وإن هلكت من ضربتى هذه فاضربه ضربة ولا تمثل به فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن المثلة ولو بالكلب العقور.
وعن وفاة أخيها الإمام الحسين تقول أم كلثوم بنت على رضي الله عنهم "يا أهل الكوفة سوأة لكم ما لكم خذلتم حسيناً وقتلتموه، وانتهبتم أمواله وورثتموه، وسبيتم نساءه، ونكبتموه، فتبا لكم وسحقا لكم، أى دواه دهتكم، وأى وزر على ظهوركم حملتم، وأى دماء سفكتموها، وأى كريمة أصبتموها، وأى صبية سلبتموها، وأى أموال انتهبتموها، قتلتم خير رجالات بعد النبى صلى الله عليه وآله، ونزعت الرحمة من قلوبكم".
وكانت رضي الله عنها عالمة بأمور دينها فعن عطاء بن السائب قال: حدثتنى أم كلثوم بنت على، وأتيتها بصدقة كان أُمر بها، فقالت: لا آخذ شيئا، فإن ميمونا أو مهران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنى أنه مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (يا ميمون) أو قال (يا مهران إنا أهل بيت نهينا عن الصدقة، وإن موالينا من أنفسنا فلا تأكلوا الصدقة).
وفى رواية أخرى عن عطاء بن السائب قال: أوصى إلى رجل من أهل الكوفة بتركته، وزعم أنه مولى لآل على بن أبى طالب، فقدمت المدينة، فدخلت على محمد بن على، فذكرته له فقال: ما أعرفه، وإن لنا سبايا، فلا تدفعه إليهم. ودلنى على أم كلثوم بنت على، فدخلت عليها، فإذا عجوز على سرير، فذكرت لها، فقالت: ما أعرفه، وإن مولى لنا يقال له: كيسان أو هرمز أخبرنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له (يا هرمز - أو قال: يا كيسان - إن آل محمد لا يأكلون الصدقة، وإن مولى القوم من أنفسهم، وأنت فلا تأكلها) وقالت: اردد هذا المال، فاقسمه فى الأرض التى مات فيها.
وقال جبر بن حبيب سمعت أم كلثوم بنت على تحدث عن عائشة: أن أبا بكر دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكلمه فى حاجة وعائشة تصلى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا عائشة عليك بالجوامع والكوامل قولى اللهم إنى أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما عملت منه وما لم أعلم وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما عملت منه وما لم أعلم اللهم إنى أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل اللهم إنى أسألك مما سألك منه محمد وأعوذ بك مما استعاذ منه محمد صلى الله عليه وسلم اللهم ما قضيت لى من قضاء فاجعل عاقبته لى رشدا).
وفاتها رضي الله عنها:
روى ابن أبى خالد، عن الشعبى، قال: جئت وقد صلى ابن عمر على أخيه زيد بن عمر، وأمه أم كلثوم بنت على. وروى حماد بن سلمة، ويقال صلى عليهما سعيد بن العاص، يعنى أمير المدينة. ولكن الثابت ما أخرج بسند صحيح أن ابن عمر صلى على أم كلثوم وابنها زيد فجعله مما يليه وكبر أربعاً، وقد قدمه الحسن بن على ليصلى عليهما.
وقد توفيت أم كلثوم وولدها فى يوم واحد حيث أصيب زيد فى حرب كانت بين بنى عدى فخرج ليصلح بينهم فشجه رجل وهو لا يعرفه فى الظلمة فعاش أياماً وكانت أمه مريضة فتوفيا فى يوم واحد. وعن جعفر بن محمد عن أبيه: أن أم كلثوم بنت على وابنها زيدا وقعا فى يوم واحد والتقت الصائحتان فلم يدر أيهما توفى قبل الآخر فلم ترثه ولم يرثها.
وفى رواية أيضا أن عبد الملك بن مروان سمهما فماتا وصلى عليهما عبد الله بن عمر وذلك أنه قيل لعبد الملك هذا ابن على وابن عمر فخاف على ملكه فسمهما وهى رواية تتضارب مع وفاتهما فى خلافة معاوية حيث يقال أنه وقعت هوسة بالليل، فركب زيد فيها، فأصابه حجر فمات منه، وذلك فى أوائل دولة معاوية.
راوية رمضان


المصدر
http://newdesign.almagalla.info/NewsInfo.aspx?id=726
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خادمة الحبيب المصطفى




عدد المساهمات : 937
تاريخ التسجيل : 22/10/2012

المجلة عدد يونيو 2013 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلة عدد يونيو 2013   المجلة عدد يونيو 2013 Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 03, 2013 2:56 pm

التراث

أماجد العلماء

الحمد لله الذى اختص العلماء بوراثه الانبياء والتخلق باخلاقهم وجعلهم القدوة للكافة، فقد ضل كثير من الناس وابتعدوا عن هدى الحبيب صلى الله عليه وسلم عندما تركوا الاخذ عن اكابر علماء هذه الامة وادمنوا الاخذ من الأصاغر ففارقوا ما كان عليه سلفهم الصالح وما استقرت عليه أمة المسلمين عقودا وقرونا.
قال صلى الله عليه وسلم (لازال الناس بخير ما اخذوا العلم عن أكابرهم، فاذا اخذوا العلم عن أصاغرهم هلكوا)، وقال صلى الله عليه وسلم (إن هذا الدين علم، فانظروا عمن تاخذون)، وقال صلى الله عليه وسلم (إذا قبض العلماء اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسُئلوا فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا، ولا حول ولا قوه الا بالله).
ويقول الإمام فخر الدين محمد عثمان عبده البرهانى رضي الله عنه:
ولإن سُئلتم ما الكتاب فانه مما رواه أماجد الأعلام
والمجمع عليه عند السادة العلماء ان الواحد منهم لا ينتقص كلام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يحكم بوضعه ولا يضعفه ولايقدح فيه الا اذا كان فى يده سند من آيات كتاب الله او سنة نبيه عليه افضل الصلاة وأزكى السلام, ومنذ بداية القرن الأول الهجرى والثانى والثالث والرابع وحتى يومنا هذا تولى ساداتنا من اماجد العلماء رضوان الله عليهم الحفاظ على تراث ديننا الحنيف كما احب وأراد صلى الله عليه وسلم فكانت الاحاديث الصحيحة والتفاسير الصادقة واحداث التاريخ من بداية الرسالة المحمدية مع تسلسلها التاريخى إلى يومنا هذا محفوظة ومسندة بكل أمانة وصدق، ومن هؤلاء السادة العلماء الأجلاء ومع سيرته الطيبة كان

الامام أبو الحسن الأشعرى

شخصيته رضي الله عنه:
هو أبو الحسن على بن إسماعيل بن أبى بشر إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن أمير البصرة بلال بن أبى بردة بن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبى موسى الأشعرى، عبد الله بن قيس الأشعرى اليمانى البصرى الصحابى رضي الله عنه. وهو الشيخ الإمام ناصر السنة، وناصح الأمه، إمام أئمة الحق، ومدحض حجج المبدعين المارقين، حامل راية منهج الحق ذى النور الساطع والبرهان القاطع، والأشعرى نسبه إلى أشعر، أحد أجداده، وقيل له أشعر لأن أمه ولدته والشعر على يديه, وهو من الأشاعر: قبيلة من اليمن، ونسلهم إلى الآن باق، وهم عرب يسكنون قريباً من زبيد، مشهورون بالنسب المذكور, ولد سنة ستين ومائتين من الهجرة النبوية، وتوفى ببغداد فى سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
بدايته رضي الله عنه:
ويحكى من مبدأ رجوعه أنه كان نائما فى شهر رمضان فرأى النبى صلى الله عليه وسلم فقال له (يا على انصر المذاهب المروية عنى فإنها الحق) فلما استيقظ دخل عليه أمر عظيم ولم يزل مفكرا مهموما من ذلك وكانت هذه الرؤيا فى العشر الأول فما كان العشر الأوسط رأى النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام ثانيا فقال (ما فعلت فيما أمرتك به) فقال: يا رسول الله وما عسى أن أفعل وقد خرجت للمذاهب المروية عنك محامل صحيحة. فقال له (انصر المذاهب المروية عنى فإنها الحق) فاستيقظ وهو شديد الأسف والحزن وأجمع على ترك الكلام واتباع الحديث وملازمة تلاوة القرآن، فلما كانت ليلة سبع وعشرين وكان من عادته سهر تلك الليلة أخذه من النعاس ما لم يتمالك معه السهر فنام وهو يتأسف على ترك القيام فيها فرأى النبى صلى الله عليه وسلم ثالثا فقال له (ما صنعت فيما أمرتك به) فقال: قد تركت الكلام يا رسول الله ولزمت كتاب الله وسنتك. فقال له (أنا ما أمرتك بترك الكلام إنما أمرتك بنصرة المذاهب المروية عنى فإنها الحق) قال فقلت: يا رسول الله كيف أدع مذهبا تصورت مسائله وعرفت دلائله منذ ثلاثين سنة لرؤيا؟ قال فقال لى (لولا أنى أعلم أن الله يمدك بمدد من عنده لما قمت عندك حتى أبين لك وجوهها فجد فيه فإن الله سيمدك بمدد من عنده) فاستيقظ وقال: ما بعد الحق إلا الضلال وأخذ فى نصرة الأحاديث فى الرؤية والشفاعة والنظر وغير ذلك وكان يفتح عليه من المباحث والبراهين بما لم يسمعه من شيخ قط ولا اعترضه به خصم ولا رآه فى كتاب.
ودخل هذا الإمام بغداد وأخذ الحديث عن الحافظ زكريا بن يحيى السـاجى أحـد أئمة الحديث والفقه وروى عنهم كثيراً فى تفسـيره (المختزن) وكان قد أخذ علم الكلام عن شيخه زوج أمه أبى على الجبائى شيخ المعتزلة ولما تبحر فى كلام الاعتزال وبلغ فيه الغاية كان يورد الأسئلة على أستاذه فى الدرس ولا يجد فيها جواباً شافياً فتحير فى ذلك حتى كانت رؤياه.
وقد تنازع فيه أهل المذاهب، فالمالكى يدعى أنه مالكى، والشافعى يزعم أنه شافعى، والحنفى كذلك. قال ابن عساكر: أن أبا الحسن الأشعرى كان مالكياً ثم نسب من تعلق بمذهب أهل السنة وتفقه فى معرفة أصول الدين من سائر المذاهب إلى الأشعرى لكثرة تواليفه وكثرة قراءة الناس لها.
وهو مؤسس المذهب المعروف باسمه "الأشعرى"، بعد أن انشق عن المعتزلة، حيث كان يريد أن يقيم مذهبا وسطا يجمع بين منهج المعتزلة العقلانى والفكر السنى المعتمد على الرواية والحديث. وكان عجبا فى الذكاء وقوة الفهم، ولما برع فى معرفة الاعتزال كرهه وتبرأ منه، وصعد للناس، فتاب إلى الله تعالى منه، ثم أخذ يرُد على المعتزلة، ويهتك عوارهم.
واتفق أصحاب الحديث أن أبا الحسن الأشعرى كان إماماً من أئمة أصحاب الحديث، ومذهبه مذهب أصحاب الحديث، تكلم فى أصول الديانات على طريقة أهل السنة ورد على المخالفين من أهل الزيغ والبدعة، وكان على المعتزلة والروافض والمبتدعين من أهل القبلة والخارجين عن الملة سيفاً مسلولاً ومن طعن فيه أو سبه فقد بسط لسان السوء فى جميع أهل السنة، ورجع أبو الحسن الأشعرى عن الاعتزال إلى مذهب أهل السنة سنة 300هـ.
ومن المشهور أن الأزهر الشريف بمصر يقوم على المذهب الأشعرى فى العقيدة وهو مذهب وسطى لا ينافى المذاهب الفقهية الاربعة (المالكية - الحنفية - الشافعية - الحنبلى) بعيد عن الغلو والتشدد. والأزهر الشريف هو كبرى المؤسسات العلمية فى العالم الإسلامى، ومناهجه الرسمية منذ عصر "صلاح الدين الأيوبى" رحمه الله قائمة على المذاهب الأربعة فى الفقه، وعلى المنهج الأشعرى فى العقيدة. ويعترف علماء الأشاعرة بأن مذهبهم نشأ بعد انخرام عصر الصحابة والتابعين ومن ثم ينسبونه إلى "أبى الحسن الأشعرى" رحمه الله فهو عندهم مؤسس هذا المذهب؛ وذلك أن القرن الثالث الهجرى قد شهد ظهور الكثير من الفرق.
من أقواله رضي الله عنه:
قال إمام أهل السنة، أبو الحسن الأشعرى رضي الله عنه فى كتاب «الإبانة فى أصول الديانة»: أفضل اللذات لأهل الجنة رؤية الله تعالى، ثم رؤية نبيه صلى الله عليه وسلم، فلذلك لم يحرم الله أنبياءه المرسَلين، وملائكته المقرّبين، وجماعة المؤمنين، والصدّيقين النظرَ إلى وجهه تعالى.
وقول من قال على رأس الثلاث مائة أبو الحسن الأشعرى أصوب لأن قيامه بنصرة السنة إلى تجديد الدين أقرب فهو الذى انتدب للرد على المعتزلة وسائر أصناف المبتدعة المضللة وحالته فى ذلك مشتهرة وكتبه فى الرد عليهم مشهورة مشتهرة.
مما حكاه أبو الحسن الاشعرى وغيره عن أهل السنة والجماعة من أن النبوة مختصة بالرجال، وليس فى النساء نبية فيكون أعلى مقامات مريم كما قال الله تعالى ﴿مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ﴾ المائدة 75، فعلى هذا لا يمتنع أن تكون أفضل الصديقات المشهورات ممن كان قبلها وممن يكون بعدها.
تفسيره لمعانى القرآن الكريم ﴿وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾الشعراء 10، فقال أبو الحسن الأشعرى: المسموع هو الكلام القديم، وكما أن ذاته تعالى لا تشبه سائر الأشياء، مع أن الدليل دل على أنها معلومة ومرتبة فكذا كلامه منزه عن مشابهة الحروف والأصوات مع أنه مسموع.
﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ﴾ الأعراف 54، قد أشار أبو الحسن الأشعرى إلى هذه الطريقة حكاية فقال بعض أصحابنا: إنه صفة ذات. قال وجوابى هو: الأول وهو أن الله تعالى مستو على عرشه وأنه فوق الأشياء بائن منها بمعنى أن لا تحله ولا يحلها ولا يماسها ولا يشبهها، وليست البينونة بالعزلة، تعالى الله ربنا عن الحلول والمماسة علواً كبيراً. وقال أبو الحسن الأشعرى: أنه سبحانه مستو على عرشه بغير حد ولا كيف. وإلى هذا القول سبقه الجماهير من السلف الصالح الذى يروون الصفات كما وردت من دون تحريف ولا تأويل.
قالوا عنه رضي الله عنه:
ـ قال أبو بكر أحمد بن على بن ثابت المعروف بالخطيب: أبو الحسن الأشعرى المتكلم صاحب الكتب والتصانيف فى الرد على الملحدة وغيرهم من المعتزلة والرافضة، والجهمية، والخوارج وسائر أصناف المبتدعة, وكانت المعتزلة قد رفعوا رؤوسهم حتى أظهر الله تعالى الأشعرى فحجزهم فى أقماع السمسم.
ـ الشيخ أبو إسحاق الشيرازى رحمه الله قال: الأشعرية أعيان أهل السنة وأنصار الشريعة انتصبوا للرد على المبتدعة من القدرية والرافضة وغيرهم فمن طعن فيهم فقد طعن على أهل السنة وإذا رفع أمر من يفعل ذلك إلى الناظر فى أمر المسلمين وجب عليه تأديبه بما يرتدع به كل أحد.
ـ تاج الدين السبكى فى طبقات الشافعية الكبرى: أبو الحسن الأشعرى كبير أهل السنة بعد الإمام أحمد بن حنبل وعقيدته وعقيدة الإمام أحمد رحمه الله واحدة لا شك فى ذلك ولا ارتياب وبه صرح الأشعرى فى تصانيفه وذكره غير ما مرة من أن عقيدتى هى عقيدة الإمام المبجل أحمد بن حنبل، هذه عبارة الشيخ أبى الحسن فى غير موضع من كلامه. وفضائل أبى الحسن الأشعرى ومناقبه أكثر من أن يمكن حصرها فى هذه العجالة، ومن وقف على تواليفه بعد توبته من الاعتزال رأى أن الله تعالى قد أمده بمواد توفيقه، وأقامه لنصرة الحق والذب عن طريقه.
ـ وقال ابن كثير: ذكروا للشيخ أبى الحسن الأشعرى ثلاثة أحوال أولها حال الانعزال التى رجع عنها لا محالة والحال الثانى: إثبات الصفات العقلية السبعة، وهى: الحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة، والسمع، والبصر، والكلام. وتأويل الخبرية: كالوجه واليدين والقدم والساق ونحو ذلك والحال الثالث: إثبات ذلك كله من غير تكييف ولا تشبيه جرياً على منوال السلف وهى طريقته فى الإبانة التى صنفها آخراً.
ـ أبو بكر الصيرفى الفقيه قال: كانت المعتزلة قد رفعوا رءوسهم، حتى نشأ الأشعرى فحجرهم فى أقماع السمسم.
ـ عن ابن الباقلانى قال: أفضل أحوالى أن أفهم كلام الأشعرى.
ـ وقالوا رأيت للأشعرى كلمة أعجبتنى وهى ثابتة رواها البيهقى، يقول زاهر بن أحمد السرخسى: لما قرب حضور أجل أبى الحسن الأشعرى فى دارى ببغداد، دعانى فأتيته، فقال: اشهد على أنى لا أكفِّر أحدا من أهل القبلة؛ لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد، وإنما هذا كله اختلاف العبارات. قلت: وبنحو هذا أدين، وقال ابن تيمية فى أواخر أيامه يقول: أنا لا أكفر أحدا من الأمة، ويقول: قال النبى صلى الله عليه وسلم (لا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن) فمن لازم الصلوات بوضوء فهو مسلم.
ـ ومن يعير أبى الحسن الأشعرى بكونه بقى فترة على مذهب المعتزلة؛ يكون لمناظر هارون بن موسى الأعور، وقصته أن هارون الأعور كان يهودياً فأسلم وحسن إسلامه وحفظ القرآن وضبطه وحفظ النحو، وناظره إنسان يوماً فى مسألة فغلبه هارون فلم يدر المغلوب ما يصنع فقال له: أنت كنت يهودياً فأسلمت. فقال له هارون: فبئس ما صنعت! فغلبه هارون فى هذا.
ـ قالوا: وكان على رأس "المائة الأولى" من الذين أشار صلى الله عليه وسلم فى الحديث (إن الله يحدث على رأس كل مائة سنة لهذه الأمة، من يجدد لها أمر دينها) عمر بن عبد العزيز، وعلى رأس "المائة الثانية" محمد بن إدريس الشافعى، وعلى رأس "المائة الثالثة" أبو الحسن الأشعرى، وعلى رأس "المائة الرابعة" القاضى أبو بكر الباقلانى، وعلى رأس "المائة الخامسة" أبو حامد الغزالى. كل هؤلاء المذكورين نص عليهم الإمام الحافظ ابن عساكر وغيره من الأئمة، ونص على الأولين الإمام أحمد بن حنبل، ولم ينص على المائتين الأخريين، لأنه لم يدركها، وقد قيل أنه كان على رأس "المائة السادسة" فخر الدين الرازى، وعلى رأس"المائة السابعة" تقى الدين بن دقيق العيد.
وقد صنفت فى وصف ومدح المذهب الأشعرى كتباً نفيسة من بينها ما صنفه الإمام الحافظ المحقق المسند الماهر، صاحب تاريخ الشام فى ثمانين مجلداً، وأبو القاسم المعروف بابن عساكر.
والإمام أبو الحسن الأشعرى، لا فرق بينه وبين أئمة المذاهب، فليس له فى المذهب أكثر من بسطه وشرحه وتأليفه فى نصرته، فنجب فى تلاميذه خلق كثير من المشرق. وكان على يديه كسر شوكة المعتزلة والفرق الضالة.
مسيرته العلمية رضي الله عنه:
تبنى الأشعرى مقاربة نظرية الجوهر الفرد كما وضعها المعتزلة ليقيموا بواسطتها براهينهم العقلية على بعض المسائل الدينية، وعلى رأسها القول إن الإنسان هو "خالق أفعاله" بقدرة يحدثها الله فيه عندما يختار هذا الفعل أو ذلك، وبالتالى فالإنسان عندهم حر مختار فى أن يفعل أو لا يفعل، وبالتالى يتحمل مسؤولية أفعاله، حاول الأشعرى أن يوفق بين هذا الموقف وموقف من يرفضون من أهل السنة نسبة "الخلق"، خلق الأفعال، إلى الإنسان، تمسكا حرفيا منهم بمبدأ "لا خالق ولا فاعل إلا الله". وقد اتخذ الأشعرى من مفهوم "الكسب" أساسا لهذا التوفيق، فقال إن الإنسان لا يخلق أفعاله وإنما هى من الله، ولكنه "يكسب" نتائجها إن خيرا فخير وإن شرا فشر، بمعنى أنه مسؤول عما يفعل.
أسلوبه فى النقاش رضي الله عنه:
استخدم أبو الحسن الأشعرى نفس وسائل المعتزلة المنطقية والعقلية لدعم عقيدة أهل السنة والحديث وهكذا استطاع أن يواجه المعتزلة بنفس أدواتهم وأساليبهم، وفى سبيل تأسيس منهج عقلى متماسك استخدم أبو الحسن فى عدة حالات منهج التأويل لإثبات الصفات السبعة عن طريق العقل: الحياة والعلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام، أما الصفات الخبرية كالوجه واليدين والقدم والساق فتأولها على ما ظن أنها تتفق مع أحكام العقل. جمع أبو الحسن بين منهج أحمد بن حنبل وطريقة عبد الله بن كلاب فى الدفاع عن السنة، وبالرغم من ذلك فإن بعض الكتب الأخرى لأبى الحسن ترى جماعة السلفية أنها موافقة لمنهجهم ومنها كتاب (الإبانة عن أصول الديانة) الذى يعتبره بعض السلفية عدولاً من أبى الحسن عن منهجه التأويلى إلى منهج السلف فى قبول النصوص دون تأويل، ولكن هذا العدول فيه خلاف فالأشاعرةيرون أن أبا الحسن كان يأخذ بالمنهجين ويستخدم كل منهج فى سياقه الخاص.
مؤلفاته رضي الله عنه :
مؤلفات الأشعرى كثيرة قيل إنها بلغت ما يقارب الخمسين مصنفا وقيل أكثر من ذلك، منها:
إيضاح البرهان فى الرد على أهل الزيغ والطغيان- تفسير القرءان، وهوكتاب حافل جامع- الرد على ابن الراوندى فى الصفات والقرءان- الفصول فى الرد على الملحدين والخارجين عن الملّة- القامع لكتاب الخالدى فى الارادة- كتاب الاجتهاد فى الأحكام- كتاب الأخبار وتصحيحها- كتاب الإدراك فى فنون من لطيف الكلام- كتاب الإمامة- التبيين عن أصول الدين- الشرح والتفصيل فى الرد على أهل الإفك والتضليل- العمد فى الرؤية- كتاب الموجز- كتاب خلق الأعمال- كتاب الصفات، وهو كبير تكلم فيه على أصناف المعتزلة والجهمية- كتاب الرد على المجسمة- اللمع فى الرد على أهل الزيغ والبدع- النقض على الجبائى- النقض على البلخى- جمل مقالات الملحدين- أدب الجدل- الفنون فى الرد على الملحدين- النوادر فى دقائق الكلام- جواز رؤية الله بالأبصار- مقالات الإسلاميين- رسالة إلى أهل الثغر- الإبانة عن أصول الديانة- وهذه المصنفات الثلاث الأخيرة هى من آخر ما صنفه، وهى المعبرة عن عقيدته التى مات عليها.
مناظرة مع أبى الحسن الأشعرى رضي الله عنه:
كان أبو على الجبائى يرى وجوب فعل الصلاح والأصلح على الله، وكان أبو الحسن الأشعرى لا يرى ذلك. فسأل الأشعرى أبا على يوماً فقال: ما تقول فى ثلاثة أخوة, أحدهم كان مؤمناً براً تقياً, والثانى كان كافراً فاسقاً, والثالث مات صبياً؟ فقال أبو علي: أما الزاهد ففى الدرجات, وأما الكافر ففى الدركات, وأما الصبى فمن أهل السلامة. فقال الأشعري: فإن أراد الصغير أن يصعد إلى درجات الزاهد، فهل يؤذن له؟ قال: لا, لأنه يقال له: إن أخاك إنما وصل إلى هناك بعمله. قال: فإن قال: ما التقصير منى؛ فإنك ما أبقيتنى, ولا أقدرتنى على الطاعة, قال: يقول الله له: كنت أعلم أنك لو بقيت لعصيت, ولاستحقيت العذاب, فراعيت مصلحتك. قال: فلو قال الأخ الكافر: يارب كما علمت حاله فقد علمت حالى, فلم راعيت مصلحته دونى؟! فانقطع الجبائى.
ويعلق ابن خليكان الذى كان أشعرى المذهب، بعد ذكره لهذه المناظرة فى وفيات الأعيان، فيقول: هذه المناظرة دالة على أنّ الله خصّ من شاء برحمته، وخصّ آخر بعذابه، وأنّ أفعاله غير معللة بشيئ من الأغراض.
ومما كان بينهما من المناظرات مناظرة ذكرها السبكى فى طبقات الشافعية فى مسالة جواز تسمية الله عاقلاً أو عدمه، وهل يعتمد فيها القياس العقلى أو الشرعى؛ دخل رجل على الجبائى فقال: هل تجوز تسمية الله عاقلاً؟ فقال الجبائى: لا؛ لأن العقل مشتق من العقال، وهو المانع، والمنع فى حقه سبحانه محال، فامتنع الإطلاق. فقال له الأشعرى: على قياسك لا تجوز تسميته حكيماً، لأن هذا الاسم مشتق من (حكمة اللجام) وهى الحديدة المانعة للدابة عن الخروج، ويشهد لذلك قول حسان بن ثابت:
فنحتكم بالقوافى من هجانا ونضرب حين تختلط الدماء
و قول الآخر:
أبنى حنيفة حكموا سفهائكم إنى اخاف عليكم ان أغضبا
قال الأشعرى: أى نمنع بالقوافى من هجانا، وامنعوا سفهائكم. فإذا كان اللفظ مشتق من المنع والمنع على الله محال، لزمك ان تمنع إطلاق (حكيم) عليه سبحانه. فقال الجبائى: فلم منعت هذا وأجزت ذاك؟ فقال الأشعرى: إن طريقى فى مأخذ أسماء الله، الإذن الشرعى دون القياس اللغوى، فأطلقت (حكيماً) لأن الشرع أطلقه، ومنعت (عاقلاً) لأن الشرع منعه، ولو أطلقه لأطلقته.
وفاته رضي الله عنه:
توفى أبو الحسن الأشعرى سنة 324 هـ ودفن ببغداد ونودى على جنازته "اليوم مات ناصر السنة".
سمير جمال


المصدر
http://newdesign.almagalla.info/NewsInfo.aspx?id=727
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خادمة الحبيب المصطفى




عدد المساهمات : 937
تاريخ التسجيل : 22/10/2012

المجلة عدد يونيو 2013 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلة عدد يونيو 2013   المجلة عدد يونيو 2013 Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 03, 2013 3:14 pm

هل تعلم

سيدنا سليمان عليه السلام 3

قال تعالى ﴿وَلَقَدْ آَتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالا الْحَمْدُ للهِ الَّذِى فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ النمل 15.
قال تعالى ﴿وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ﴾ النمل 17، كان سيدنا سليمان عليه السلام إذا إنتقل من مكان لمكان تجمع له جنوده من الجن والأنس والطير، وذات مره خرج سيدنا سليمان عليه السلام يتفقد رعاياه، فسار الموكب حتى شارفوا على وادى يقال عنه إنه وادى النمل، فقالت نملة وهى ملكة النمل وإختلفوا فى إسمها فمنهم من قال: إسمها طاحية، ومنهم من قال: منذرة، ومنهم من قال: جرمى، وقالوا فى وصفها: إن هذا النمل مثل الذئاب فى عظمه، أو كان مثل الذباب، وهناك روايات مختلفة، وقول النملة واضح فى الآية الكريمة ﴿حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ﴾ النمل 18، فحملت الريح قولها إلى سيدنا سليمان عليه السلام على بعد ثلاثة أميال، فلما إقترب من النمل أوقف الموكب ودعا النملة وقال لها: لما حذرت النمل، أخفت ظلمى؟ أما علمتى أنى نبى عدل، فلما قلتى ﴿لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ﴾، فقالت: أما سمعت قولى ﴿وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ﴾ يانبى الله لم أرد حطم النفوس، إنما أردت حطم القلوب، خشيت أن يتمنين ما أعطيت، ويشغلن بالنظر إليك عن التسبيح، فقال سيدنا سليمان عليه السلام لها: عظينى. قالت: هل علمت لما سمى أبوك داوود؟ قال: لا، قالت: لأنه داوى جرحه، هل تدرى لما سميت سليمان؟ قال: لا. قالت: لأنك سليم، ما ركنت لما أوتيت، لسلامة صدرك. ثم قالت: أتدرى لما سخر الله لك الريح؟ قال: لا. قالت: أخبرك الله أن الدنيا كلها ريح ﴿فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِى أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِى أَنْعَمْتَ عَلَىَّ وَعَلَى وَالِدَىَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِى بِرَحْمَتِكَ فِى عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ﴾ النمل 19.
وروى أن سيدنا سليمان عليه السلام كان جالساً على سرير ملكه، فوقع عليه ضوء الشمس، وكان الطير يظله من حرارة الشمس، فكان ذلك المكان الذى وقع منه بعض النور مكان الهدهد، ﴿وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِىَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ﴾ النمل 20، فدعا سيدنا سليمان عليه السلام طائر العقاب، وكان هذا الطائر عريف الطير، فسأله عن الهدهد، فارتفع فى السماء، ونظر يميناً ويساراً فلم يرى الهدهد، فعاد إلى سيدنا سليمان عليه السلام وأخبره أنه غائب، وعند ذلك قال سيدنا سليمان عليه السلام ﴿لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّى بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ﴾ النمل 21، فلما جاء الهدهد تلقاه العقاب وأخبره بما حدث، وبما قاله سيدنا سليمان عليه السلام فلما دخل الهدهد عليه، تقدم مطأطأ الرأس خافض جناحيه، حتى وقف بين يديه، ونظر سيدنا سليمان عليه السلام إليه وأمره أن يخبره بما لديه، فقال الهدهد ﴿أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ • إِنِّى وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَىْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ • وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ﴾ النمل 22-24، وظل الهدهد يشرح له كل ما رأه إسمها الملكة بلقيس، وهى تحكم اليمن وهى شديدة الجمال، ليس فى قصره من يضاهيها فى الجمال، وظل يصف فى قصرها، وعظيم عرشها، فقال سيدنا سليمان عليه السلام للهدهد ﴿سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ • اذْهَبْ بِكِتَابِى هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ﴾ النمل 27-28، وكان مضمون كتابه ﴿إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ • أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ﴾ النمل 30-31، فأخذ الهدهد الكتاب ومضى به إلى أرض اليمن، وصار يدعى من يومئذ رسول سليمان، فلما وصل إلى قصر بلقيس،وكان وقت القائلة، وجدها على سريرها نائمة، وقالوا كان فى قصرها ثلاثمائة وستون كوة، وكان لذلك القصر سبعة أبواب، فلما أتى الهدهد بالكتاب دخل من الكوة التى تقابل وجه الملكة بلقيس، وألقى الكتاب عليها ثم عاد إلى الكوة التى دخل منها لينظر ماذا تصنع، فلما إنتبهت من منامها، ووجدت الكتاب قرأته، ثم أمرت بإحضار قومها، وخرجت عليهم و﴿قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ إِنِّى أُلْقِىَ إِلَىَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ﴾ النمل 29، وقرأته عليهم، فلما سمعوا ذلك ﴿قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِى مَاذَا تَأْمُرِينَ﴾ النمل 33، فلما قال لها ذلك قومها ﴿قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ • وَإِنِّى مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ﴾ النمل 34-35، وقالوا أن بلقيس أرسلت إلى سيدنا سليمان عليه السلام خمسمائة لبنة من ذهب ومثلها من الفضة، وخمسة أسياف من الصواعق وتاجين من الذهب فيهما من الجواهر النفيسة واليواقيت والزبرجد، وأرسلت إليه حقة فيها درة مثمنة وخرزة من الجزع وهى معوجة الثقب، وأرسلت خمسمائة جارية وخمسمائة غلام مرداً، وألبست الغلمان لبس الجوارى والجوارى لبس الغلمان، ثم أمرت الغلمان أن يتكلموا بكلام لين والجوارى يتكلمن بكلام غليظ، وأرسلت مع تلك الهدية رجلاً من عقلاء قومها، وكتبت لسيدنا سليمان عليه السلام كتاباً لينظر الجوارى والغلمان، ويخبرها ما فى الحقة قبل أن يفتحها، ويثقب الخرزة ثقباً مستوياً من غير علاج إنس ولا جان، وانظم الخرزة كذلك، ثم قالت للرسول أُنظر إليه، فإن كان نظره إليك بغير غضب فهو نبى، وإلا فهو ملك فلا يهولنك أمره ... فماذا فعل الهدهد؟ وماذا جرى من سيدنا سليمان عليه السلام ؟
أحمد نور الدين عباس


المصدر
http://newdesign.almagalla.info/NewsInfo.aspx?id=729
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خادمة الحبيب المصطفى




عدد المساهمات : 937
تاريخ التسجيل : 22/10/2012

المجلة عدد يونيو 2013 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلة عدد يونيو 2013   المجلة عدد يونيو 2013 Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 03, 2013 3:44 pm

الصحابة

الصحابى الجليل
عثمان بن مظعون


نسبه وكنيته رضي الله عنه:
الصحابى الجليل عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤى بن غالب القرشى الجمحى، يكنى أبا السائب، أمه سخيلة بنت العنبس بن أهبان بن حذافة بن جمح. وهى أم السائب وعبد الله ابنى مظعون.
عن عائشة بنت قدامة قالت: كان عثمان بن مظعون وإخوته متقاربين فى الشبه، كان عثمان شديد الأدمة ليس بالقصير ولا بالطويل، كبير اللحية عريضها، وكذلك صفة قدامة بن مظعون إلا أن قدامة كان طويلاً، وكانت كنية عثمان بن مظعون أبا السائب رضي الله عنه .
وهو رضي الله عنه المتقشف المحزون الممتحن فى عينه المطعون ذو الهجرتين عثمان بن مظعون كان إلى الاستجابة لله سابقاً، وبمعالى الأحوال لاحقاً، وفى العبادة ناسكاً، وفى المحاربة فاتكاً، لم تنقصه الدنيا ولم تحطه عن العليا، تعجل إلى المحبوب فتسلى عن المكروب.
مناقبه وأولاده رضي الله عنه:
أسلم أول الإسلام، قال ابن إسحاق: أسلم عثمان بن مظعون بعد ثلاثة عشر رجلاً. وهاجر الهجرتين وشهد عثمان بن مظعون بدراً. وتوفى بعد بدر.
هو من سادة المهاجرين، وكان ممن حرم الخمر فى الجاهلية، وهو من أولياء الله المتقين الذين فازوا بوفاتهم فى حياة نبيهم فصلى عليهم، وكان أبو السائب عثمان بن مظعون رضي الله عنه أول من دفن بالبقيع.
وكان لعثمان من الولد عبد الرحمن والسائب وأمهما خولة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمية.
هجرته إلى المدينة رضي الله عنه:
هاجر عثمان بن مظعون إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعاً، كانت الحبشة متجراً لقريش يجدون فيها رفقاً من الرزق وأماناً فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين بالهجرة إليها، وأميرهم عثمان بن مظعون، فهاجر إلى الحبشة هو وابنه السائب الهجرة الأولى مع جماعة من المسلمين، فلما بلغ من بالحبشة سجود أهل مكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، أقبلوا ومن شاء الله منهم، ظنا منهم أن قريشا قد تابعوا النبى صلى الله عليه وسلم ، فلما دنوا من مكة بلغهم الأمر فثقل عليهم أن يرجعوا، وتخوفوا أن يدخلوا مكة بغير جوار، فمكثوا حتى دخل كل رجل منهم بجوار من بعض أهل مكة، وقدم عثمان بن مظعون بجوار الوليد بن المغيرة.
وقالت عائشة بنت قدامة: نزل عثمان وقدامة وعبد الله بنو مظعون والسائب بن عثمان بن مظعون ومعمر بن الحارث حين هاجروا من مكة إلى المدينة على عبد الله بن سلمة العجلانى. وقال مجمع بن يعقوب عن أبيه: نزلوا على حزام بن وديعة، وقال محمد بن عمر: وآل مظعون ممن أوعب فى الخروج إلى الهجرة رجالهم ونساؤهم ولم يبق منهم بمكة أحد حتى غلقت دورهم.
وقالت أم العلاء نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرون معه المدينة فى الهجرة فتشاحت الأنصار فيهم أن ينزلوهم فى منازلهم حتى اقترعوا عليهم، فطار لنا عثمان بن مظعون على القرعة، تعنى وقع فى سهمنا.
قال عبيد الله بن عتبة: خط رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان بن مظعون وإخوته موضع دارهم اليوم بالمدينة. يعنى منذ وصولهم المدينة. وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عثمان بن مظعون وأبى الهيثم بن التيهان.
أهم ملامح شخصيته رضي الله عنه:
عن يزيد بن رومان قال: انطلق عثمان بن مظعون وعبيدة بن الحارث بن المطلب وعبد الرحمن بن عوف وأبو سلمة بن عبد الأسد وأبو عبيدة بن الجراح حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فعرض عليهم الإسلام وأنبأهم بشرائعه فأسلموا جميعاً فى ساعة واحدة وذلك قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وقبل أن يدعو فيها.
عن سعد بن مسعود وعمارة بن غراب اليحصبى أن عثمان بن مظعون أتى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: يارسول الله إنى لا أحب أن ترى امرأتى عُريتى-أو قال عورتى- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ولم؟)، قال: أستحيى من ذلك وأكرهه، قال (إن الله جعلها لك لباساً وجعلك لها لباساً وأهلى يرون عُريتى)-وفى رواية أخرى (عورتى)- (وأنا أرى ذلك منهم)، قال: أنت تفعل ذلك يارسول الله؟ قال (نعم)، قال: فمن بعدك، فلما أدبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن بن مظعون لحيى ستير).
قال عبد الرحمن بن عوف: لما رأى عثمان ما يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الأذى، وهو يغدو ويروح بأمان الوليد بن المغيرة، قال عثمان: والله إن غدوى ورواحى آمناً بجوار رجل من أهل الشرك، وأصحابى وأهل بيتى يلقون البلاء والأذى فى الله ما لا يصيبنى لنقص شديد فى نفسى، فمضى إلى الوليد بن المغيرة فقال: يا أبا عبد شمس، وفت ذمتك، قد كنت فى جوارك، وقد أحببت أن أخرج منه إلى رسول لله صلى الله عليه وسلم فلى به وأصحابه أسوة. فقال الوليد: فلعلك يا ابن أخى أوذيت أو انتهكت؟ قال: لا، ولكن أرضى بجوار الله، ولا أريد أن أستجير بغيره! قال: فانطلق الوليد إلى المسجد ومعه عثمان فقال: هذا عثمان بن مظعون قد جاء ليرد على جوارى، فقال عثمان: صدق، وقد وجدته وفياً كريم الجوار، وقد أحببت أن لا أستجير بغير الله عز وجل، وقد رددت عليه جواره. ثم انصرف عثمان بن مظعون، ولبيد بن ربيعة بن جعفر بن كلاب القيسى فى مجلس قريش، فجلس معهم عثمان، فقال لبيد وهو ينشدهم: الطويل، ألا كل شىء ما خلا الله باطل، فقال عثمان: صدقت. قال لبيد: الطويل، وكل نعيم لا محالة زائل، فقال عثمان: كذبت نعيم أهل الجنة لا يزول قال لبيد بن ربيعة: يامعشر قريش والله ما كان يؤذى جليسكم فمتى حدث فيكم هذا فقال رجل من القوم إن هذا سفيه فى سفهاء معه قد فارقوا ديننا فلا تجدن فى نفسك من قوله، فرد عليه عثمان حتى عظم أمرهما فقام إليه ذلك الرجل فلطم عينه فخضرها والوليد بن المغيرة قريب يرى ما بلغ من عثمان فقال: أما والله يا ابن أخى إن كانت عينك عما أصابها لغنية فقد كنت فى ذمة منيعة فقال عثمان: بلى والله إن عينى الصحيحة لفقيرة إلى ما أصاب أختها فى الله وإنى لفى جوار من هو أعز منك وأقدر ياأبا عبد شمس. فقال عثمان بن مظعون فيما أصيب من عينه:
فإن تك عينى فى رضا الرب نالها يدا ملحد فى الدين ليس بمهتد
فقد عوض الرحمن منها ثوابه ومن يرضه الرحمن ياقوم يسعد
فإنى وإن قلتم غوى مضلل سفيه على دين الرسول محمد
أريد بذاك الله والحق ديننا على رغم من يبغى علينا ويعتدى
أثر الرسول فى تربيته رضي الله عنه :
وكان عابداً مجتهداً من فضلاء الصحابة وقد كان هو وعلى بن أبى طالب وأبو ذر رضي الله عنهم هموا أن يختصوا ويتبتلوا فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلكِ، ونزلت فيهم ﴿لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا﴾ المائدة 96. وقال سعيد بن المسيب: سمعت سعداً يقول: رد رسول الله صلى الله عليه وسلم على عثمان ابن مظعون التبتل، ولو أذن له لاختصينا. وعن أبى قلابة أن عثمان بن مظعون أتخذ بيتاً فقعد يتعبد فيه فبلغ ذلك النبى صلى الله عليه وسلم ، فأتاه فأخذ بعضادتى باب البيت الذى هو فيه فقال (ياعثمان إن الله لم يبعثنى بالرهبانية- مرتين أو ثلاثاً- وإن خير الدين عند الله الحنيفية السمحة).
عن أبى بردة: دخلت امرأة عثمان بن مظعون على نساء النبى صلى الله عليه وسلم، فرأينها سيئة الهيئة فقلن لها: ما لك؟ فما فى قريش أغنى من بعلك، قالت: ما لنا منه شىء، أما ليله فقائم وأما نهاره فصائم، فدخل النبى صلى الله عليه وسلم، فذكرن ذلك له، فلقيه فقال (ياعثمان بن مظعون أما لك بى أسوة؟)، فقال: بأبى وأمى، وما ذاك؟ قال (تصوم النهار وتقوم الليل)، قال: إنى لأفعل، قال (لا تفعل، إن لعينيك عليك حقاً، وإن لجسدك حقاً، وإن لأهلك حقاً، فصلى ونم وصم وأفطر)، قال فأتتهن بعد ذلك عطرة كأنها عروس فقلن لها: مه؟ قالت: أصابنا ما أصاب الناس.
عن ابن شهاب أن عثمان بن مظعون دخل يوماً المسجد وعليه نمرة قد تخللت فرقعها بقطعة من فروة فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورق أصحابه لرقته فقال (كيف أنتم يوم يغدو أحدكم فى حلة ويروح فى أخرى وتوضع بين يديه قصعة وترفع أخرى وسترتم البيوت كما تستر الكعبة)، قالوا: وددنا أن ذلك قد كان يارسول الله فأصبنا الرخاء والعيش، قال (فإن ذلك لكائن وأنتم اليوم خير من أولئك).
من كلامه رضي الله عنه:
عن عبد الرحمن بن سابط قال: زعموا أن عثمان بن مظعون حرم الخمر فى الجاهلية، وقال فى الجاهلية: إنى لا أشرب شيئاً يذهب عقلى، ويُضحك بى من هو أدنى منى، ويحملنى على أن أنكح كريمتى من لا أريد، فلما نزلت هذه الآية فى سورة المائدة فى الخمر، مر عليه رجل فقال: حرمت الخمر، وتلا عليه الآية فقال: تباً لها قد كان بصرى فيها ثاقباً. وقال أبو عمر فى هذا نظر لأن تحريم الخمر عند أكثرهم بعد أحد.
وفاته رضي الله عنه:
ومات فى شعبان على رأس ثلاثين شهراً من الهجرة –سنة ثلاث من الهجرة.
وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَبّل عثمان بن مظعون وهو ميت، قالت: فرأيت دموع النبى صلى الله عليه وسلم تسيل على خد عثمان بن مظعون. وروى ابن عباس أن النبى صلى الله عليه وسلم دخل على عثمان بن مظعون حين مات، فانكب عليه ورفع رأسه، ثم حنى الثانية، ثم حنى الثالثة، ثم رفع رأسه وله شهيق فعرفوا أنه يبكى فبكى القوم فقال (أستغفر الله أستغفر الله اذهب عنها أبا السائب، خرجت منها ولم تلبس منها بشىء). وفى رواية (رحمك الله يا عثمان ما أصبت من الدنيا ولا أصابت منك).
وعن عبد الله بن الحكم أن عثمان بن مظعون مات فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكبر عليه أربع تكبيرات. وأخبرنا مالك بن أنس عن أبى النضر قال: لما مر بجنازة عثمان بن مظعون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ذهبت ولم تلبس منها بشىء)، يعنى الدنيا.
وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبحث لأصحابه عن مقبرة يدفَنون فيها فكان قد جاء نواحى المدينة وأطرافها، ثم قال (أُمرت بهذا الوضع)، يعنى البقيع، وكان يقال له بقيع الحبخبة، وكان أكثر نباته الغرقد وبه نجال كثيرة وأثل وطرفاء، وبه بعوض كالدخان إذا أمسوا، فكان أول من قُبر هناك عثمان بن مظعون، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجراً عند رأسه وقال (هذا فرطنا)، فكان إذا مات الميت بعده قيل: يارسول الله أين تدفنه؟ فيقول رسول الله (عند فرطنا عثمان بن مظعون).
وعن المطلب بن عبد الله قال: لما دفن النبى صلى الله عليه وسلم عثمان بن مظعون، قال لرجل (هلم تلك الصخرة، فاجعلها عند قبر أخى، أعرفه بها، أدفن إليه من دفنت من أهلى)، فقام الرجل فلم يطقها، فقال-المحدث: فلكأنى أنظر إلى بياض ساعدى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين احتملها، حتى وضعها عند قبره.
وعن عائشة بنت سعد قالت: نزل فى قبر عثمان بن مظعون -والنبى صلى الله عليه وسلم قائم على شفير القبر- عبد الله بن مظعون وقدامة بن مظعون والسائب بن عثمان بن مظعون ومعمر بن الحارث.
وعن أم العلاء الأنصارية، وكانت ممن بايعن النبى صلى الله عليه وسلم، وكان عثمان بن مظعون قد نزل عليها من الهجرة، وذكرت أن عثمان بن مظعون اشتكى عندهم: فمرضناه حتى إذا توفى جعلنا فى أثوابه فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: أذهب عنك أبا السائب شهادتى عليك لقد أكرمك الله. قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وما يدريك أن الله أكرمه؟) فقلت: له لا أدرى بأبى أنت وأمى يارسول الله فمن؟ قال (أما هو فقد جاءه اليقين، والله إنى لأرجو له الخير وإنى لرسول الله وما أدرى ما يفعل بى)، قالت: فمن بأبى وأمى؟ فوالله لا أزكى بعده أحداً أبداً. قالت: فأحزننى ذلك فنمت فرأيت لعثمان عيناً تجرى، قالت: فأتيت النبى صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال (ذلك عمله).
عن بن عباس قال: لما مات عثمان بن مظعون قالت امرأته؛ أم السائب: هنيئاً لك الجنة عثمان بن مظعون! فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر غضبان فقال لها (وما يدريك؟) فقالت: يارسول الله فارسك وصاحبك، فقال (والله إنى لرسول الله فما أدرى ما يفعل بى ولا به)، فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يقول ذلك لمثل عثمان بن مظعون وهو من أفضلهم، فلما ماتت زينب رضي الله عنها بنت الرسول صلى الله عليه وسلم قال رسول الله (الحقى بسلفنا الخير عثمان بن مظعون)، فبكت النساء فجعل عمر بن الخطاب يضربهن بسوطه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وقال (مهلاً ياعمر)، ثم قال (ابكين وإياكن ونعيق الشيطان)، ثم قال (إنه مهما كان من العين والقلب فمن الله ومن الرحمة وما كان من اليد واللسان فمن الشيطان). ولما توفى إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ألحق بالسلف الصالح عثمان بن مظعون).
وفى رواية أخرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع عجوزاً تقول وراء جنازته: هنيئاً لك أبا السائب الجنة، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم (وما يدريك؟)، فقالت: يارسول الله أبو السائب، قال (والله ما نعلم إلا خيراً)، ثم قال (بحسبك أن تقولى كان يحب الله ورسوله).
واختلف الناس فى المرأة التى قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا، فقيل: كانت أم السائب زوجته، وقيل: أم العلاء الأنصارية، وقيل: كانت أم خارجة بن زيد، وقالت امرأته ترثية:
ياعين جودى بدمع غير ممنون على رزية عثمان بن مظعون
على امرئ بات فى رضوان خالقه طوبى له من فقيد الشخص مدفون
طاب البقيع له سكنى وغرقده وأشرقت أرضه من بعد تعيين
وأورث القلب حزناً لا انقطاع له حتى الممات، فما ترقى له شونى
وعن عبيد الله بن عتبة أنه بلغه أن عمر بن الخطاب قال: لما توفى عثمان بن مظعون وفاة لم يقتل: هبط من نفسى هبطة ضخمة فقلت: انظروا إلى هذا الذى كان أشدنا تخلياً من الدنيا ثم مات ولم يقتل فلم يزل عثمان بتلك المنزلة من نفسى حتى توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت ويك إن خيارنا يموتون، ثم توفى أبو بكر فقلت ويك إن خيارنا يموتون، فرجع عثمان فى نفسى إلى المنزلة التى كان بها قبل ذلك.
مدحت عمر


المصدر
http://newdesign.almagalla.info/NewsInfo.aspx?id=730
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خادمة الحبيب المصطفى




عدد المساهمات : 937
تاريخ التسجيل : 22/10/2012

المجلة عدد يونيو 2013 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلة عدد يونيو 2013   المجلة عدد يونيو 2013 Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 03, 2013 4:39 pm

أهل الله

الرضا

تكلم الناس فى الرضا؛ فكل عبر عن حاله وشربه، فهُم فى العبارة، عنه مختلفون، كما أنهم فى الشرب والنصيب من ذلك متفاوتون، وليس الرضا أن لا تحس بالبلاء، إنما الرضا: أن لا تعترض على الحكم والقضاء، يقولون: والراضى بالله تعالى هو: الذى لا يعترض على تقديره، والرِّضا باب الله الأعظم، فمن أُكرم بالرضا فقد لقى بالترحيب الأوفى، وأكرم بالتقريب الأعلى فقد قال عبد الواحد بن زيد: الرضا بابُ الله الأعظم، وجنة الدنيا.
واعلم أن العبد لا يكاد يرضى عن الحق. سبحانه، إلا بعد أن رضى عنه الحق سبحانه؛ لأن الله عز وجل قال ﴿رَضِىَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾ المائدة 119، ويقولون: قال تلميذ لأستاذه: هل يعرف العبد أن الله تعالى راضٍ عنه؟ فقال: لا، كيف يعلم ذلك ورضاه غيب؟ فقال التلميذ: بل يعلم ذلك، فقال: كيف؟! فقال: إذا وجدْتُ قلبى راضياً عن الله تعالى علمتُ أنه راضٍ عنى، فقال الأستاذ: أحسنت يا غلام.
وقيل: قال موسى عليه السلام : إلهى، دلنى على عمل إذا عملتهُ رضيت به عنى، فأوحى الله تعالى إليه: يا ابن عمران، إن رضاى فى رضاك بقضائى.
وقال أبو سليمان الدارانى: إذا سلا العبد عن الشهوات فهو راضٍ.
ويقول النصراباذى: مَن أراد أن يبلغ محل الرضا فليلزم ماجعل الله رضاه فيه.
وقال محمد بن خفيف: الرضا على قسمين: رضا به، ورضا عنه؛ فالرضا به أن يرضاه مدبِّراً، والرضا عنه فيما يقضى.
ويقولون: طريق السالكين أطول، وهو طريق الرياضة، وطريق الخواص أقرب، لكنه أشقُّ، وهو أن يكون عملك بالرضا، ورضاك بالقضا.
وقال رويم: الرضا: أن لو جعل الله جهنم على يمينه ماسأل أن يحولها إلى يساره.
وقال أبو بكر بن طاهر: الرضا: إخراج الرهبة من القلب، حتى لا يكون فيه إلا فرح وسرور.
وقال الواسطى: استعمل الرضا جهدك، ولا تدع الرضا يستعملك؛ فتكون محجوباً بلذته ورؤيته عن حقيقة ما تطالع.
واعلم أن هذا الكلام الذى قاله الواسطى شيئ عظيم، وفيه تنبيه على مَقْطعة للقوم خَفِيّة، فإن السكون عندهم إلى الأحوال، حجاب عن محول الأحوال، فإذا استلذ رضاه ووجد بقلبه راحة الرضا حجب بحاله عن شهود حقه، ولقد قال الواسطى أيضاً: إياكم واستحلاء الطاعات، فإنها سموم قاتلة.
وقال ابن خفيف: الرضا: سكون القلب إلى أحكامه، وموافقة القلب بما رضى الله به واختاره له.
وسُئلت رابعة العدوية: متى يكون العبد راضياً؟ فقالت: إذا سرته المصيبة كما سرَّته النعمة.
وقال الشبلى بين يدى الجنيد: لا حول ولا قوة إلا بالله، فقال له الجنيد: قولك ذا ضِيقُ صدر، وضِيقُ الصدر لترك الرضا بالقضاء، فسكت الشبلى.
ويقول ذو النون المصرى، رحمه الله: ثلاثة من أعلام الرضا: ترك الاختيار قبل القضاء، وفقدان المرارة بعد القضاء، وهيجان الحب فى حشو البلاء.
ويقول بن يزيد المبرد: قيل للحسين بن على بن أبى طالب رضي الله عنهما: إنَّ أبا ذرٍّ يقول: الفقر أحب إلى من الغنى، والسقم أحب إلى من الصحة، فقال: رحم الله أبا ذر، أما أنا فأقول: من اتكل على حسن اختيار الله تعالى له لم يتمنَّ غيرَ ما اختاره الله عز وجل له.
وقال الفضيل بن عياض لبشر الحافىِّ: الرضا أفضل من الزهد فى الدنيا؛ لأن الراضى لا يتمنى فوق منزلته.
وسئل أبو عثمان عن قول النبى صلى الله عليه وسلم (أسألك الرضا بعد القضاء) فقال: لأن الرضا قبل القضاء عزم على الرضا، والرضا بعد القضاء هو الرضا.
ويقول الفُضَيل: أصلُ الزهد الرضا عن الله تعالى، ويقول: إنى لا أَعْتَقِد إِخاءَ الرجل فى الرِّضا، ولكنّى أعتقد إِخاءَه فى الغضب، إذا أغضبتُه.
وعن إبرهيمُ بن أَدْهم، عن رجل من أهل اسكَنْدَرية، يقال له أسلمُ بنُ يزيد الجهنى أنه قال: إن الزاهدين فى الدنيا، قد اتخذوا الرضا عن الله لِباساً، وحُبَّه دِثاراً، والأَثَرَةَ له شِعاراً، فتفضُّلُ اللهِ تعالى عليهم، ليس كتَفَضُّلهِ على غيرهم، وقال أيضا: لا تطمع فى الرّضا و القناعة، مع قلة الورع.
وعن عباس بن دِهْقان، يقول: كنتُ عند بِشْر الحافى، وهو يتكلمُ فى الرِّضَا والتَّسْلِيم، فإذا هو برجلٍ من المتصوفة؛ فقال لهُ: يا أبا نصر! انْقبَضْتَ عن أخذ البِرِّ من يَد الخَلْق، لإقامَةِ الجاه، فإن كنتَ متحقِّقاً بالزُّهد، منْصَرِفاً عن الدنيا؛ فخذ من أيديهم ليَمْتَحِى جاهُك عندهم؛ وأَخرجْ مايُعطونَك إلى الفُقَراء؛ وكن بِعَقْد التَوَكُّل، تأخذُ قوتَكَ من الغَيْب، فاشتَدَّ ذلك على أصحاب بِشْرٍ، فقال بِشْرٌ: اسمَعْ أيُّها الرجُل الجوابَ: الفُقَراءُ ثَلاثَة: فقيرٌ لا يسأل، وإن أُعطِى لا يَأخُذ؛ فذاك من الرُّوحَانِّيين، إذا سألَ اللهَ أعطاهُ، وإن أَقْسَم على اللهِ أَبَرَّ قَسَمَه، وفقيرٌ لا يسألُ، وإن أُعْطِى قَبِل؛ فذاك من أَوْسَطِ القَوْم، عَقْدُه التَّوَكُّلُ والسكُون إلى الله تعالى؛ وهو ممن تُوضَعُ له الموائدُ فى حَظيرَةِ القُدْس، وفقيرٌ اعتَقَد الصَّبْرَ، ومُدافَعَةَ الوَقْتِ، فإذا طَرَقَتْهُ الحاجَةُ، خرج إلى عَبِيدِ الله، قلبُهُ إلى اللهِ بالسُّؤال فكفارةُ مَسألتِه صِدْقُهُ فى السؤال، فقال الرَّجُلُ: رَضِيتُ رَضِى اللهُ عنك!
قال أبو سليمانَ: من كانَ الصِّدقُ وسيلتَه، كان الرِّضا من اللهِ جائِزَتَه.
قال أحمدُ بنُ خَضْرَوَيْه: الصبرُ زادُ المضطرين، والرضا دَرَجَةُ العارفين.
وقال يحيى: عند نُزول البلاءِ، تظهرِ حقائقُ الصَّبرْ؛ وعند مُكاشَفَة المَقْدُور، تظهرُ حقائقُ الرّضا.
وقالَ منصور: سبحانَ من جعلَ العارفين أَوْعِيةَ الذِّكْر، وقلُوبَ أهل الدُّنيا أَوْعِيةَ الطّمَع، وقلوبَ الزَّاهدين أَوْعِيَةَ التّوكل، وقلوبَ الفُقَراء أوعية القناعَةِ، وَ قلوبَ المتوكِّلين أوعية الرِّضا.
وقالَ أبو تُرابٍ: من اسْتَفْتَح أبوابَ المعاشِ بغير مفاتيح الأَقْدار وُكِل إلى حَوْله وقُوَّته، فسُئِل: مامفاتيحُ الأقدارِ؟ فقال: الرِّضا بما يَرِدُ عليه فى كل وَقْتٍ من أسباب الغَيْب.
وقال الجُنَيْد: الرضا ثانى درجات المعرفة؛ فمن رَضِى صحت معرفتُه بالله، بدوام رضاه عنه.
ويقول أبا الحُسين النُّورِىَّ: أهل الدِّيانة موقوفون، وأهلُ التوحيد يسيرون، وأهلُ الرضا يَسْتَرْوِحون، وأهل الانقطاع يَتَحَيَّرون، ثم قال: إن الحقَّ إذا ظهر، تلاشى كلُّ ماحجب وستر.
وقال أبو عثمان: التفْويضُ رَدُّ ماجهِلْت علمَه إلى عالمِه؛ والتفويضُ مُقدِّمةُ الرضا؛ والرضا بابُ الله الأعظمُ.
وقالَ رُوَيْم: الرِّضا استلذاذُ البلوى.
قال عَمْرو: اعلم أن المحبَّة داخلة فى الرِّضا، ولا محبة إلا بالرضا ولا رِضاً إلا بمحبة؛ لأنك لا تحب إلا ما رَضِيتَ وارتَضَيْتَ، ولا ترضى إلا ما أحببتَ، وبهذا الإسناد، قال عَمْرو: الرجاءُ داخل فى تحقيق الرضا.
وقال أبو الحسين: أصل الفتوة خمس خصال: أولها: الحفاظ، والثانى: الوفاء، والثالث: الشكر، والرابع: الصبر، والخامس: الرضا.
وقال ابرهيم القصار: الراضى لا يسأل، وليس من شرط الرضا المبالغة فى الدعاء.
قال صلى الله عليه وسلم (إن من التواضع لله الرضا بالدون من المجلس) أخرجه الخرائطى وأبو نعيم من حديث طلحة بن عبيد بسند جيد.
قال أبو سليمان الدارانى: أكل الطيبات يورث الرضا عن الله.
وقال ذو النون: لا خير فى صحبة من لا يحب أن يراك إلا معصوماً، ومن أفشى السر عند الغضب فهو اللئيم لأن إخفاءه عند الرضا تقتضيه الطباع السليمة كلها.
ومن كلام بعض الحكماء عن الرضا: إن أردت حُسن العشرة فالق صديقك وعدوك بوجه الرضا من غير ذلة لهم ولا هيبة منهم، وتوقير من غير كِبر، وتواضع من غير مذلة.
ونختم بدعاء سيد الخلق عليه الصلاة والسلام (اللهم إنى أسألك الرضا بعد القضاء، وبرد العيش بعد الموت، ولذة النظر إلى وجهك الكريم، وشوقاً إلى لقائك من غير ضراء مُضِرّة ولا فتنة مُضِلّة، وأعوذ بك أن أَظلِم أو أُظلَم، أو أَعتدى أو يُعتدى على، أو أكسب خطيئة أو ذنباً لا تغفره) حديث صحيح أخرجه أحمد.
عبد الستار الفقي


المصدر
http://newdesign.almagalla.info/NewsInfo.aspx?id=731
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خادمة الحبيب المصطفى




عدد المساهمات : 937
تاريخ التسجيل : 22/10/2012

المجلة عدد يونيو 2013 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلة عدد يونيو 2013   المجلة عدد يونيو 2013 Icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 04, 2013 1:51 pm

القواطع

خطوة على الصراط

ممكن أطلب منك طلب قبل ما نبتدى الكلام ... هكذا بدأت حديثى معه، فهز رأسه بالموافقة، فأسرعت قائلاً: ممكن نرجع للحديث اللى أنت قلته قبل الكلام عن الصراط ... هه؟ فقال: ماشى ياعم نرحع للحديث ... عاوز نتكلم فى إيه؟ قلت: عاوز أفهم واحدة ... واحدة، قال: الناس هلكى إلا العالمون و ... قاطعته: واحدة ... واحدة ... وضح الجمله دى، قال: الناس ... عموم الناس ... ده فى البداية، وسكت فترة،ثم قال: شوف ياسيدى الكلام اللى حا أقوله دلوقتى دا مفهومى بعد مناقشات، وتدارس فى كتب اللغة، وكتب الصالحين، وكتب التفاسير، تكون عندى المفهوم ده، ومش معناه إن مافيش مفهوم غيره ... لأ حتلاقى مفاهيم كتير أحسن منه بكتير، ونصيحة منى زى ماسمعت لى أسمع لغيرى، وبعدين طابق الكلام كله بالكتاب والسنة وكلام الصالحين، والكلام اللى يتماشى معاهم خد بيه، قلت: بتقول الكلام ده ليه؟ قال: علشان أخلص رقبتى، قلت: كل واحد متعلق من عرقوبه، كمل بقى ... طيب ... حاضر ... الكلام هنا عن عموم الناس اللى ربنا سبحانه وتعالى قال فيهم ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ الناس 1، إلى أخر السورة، ربنا سبحانه وتعالى يوم الحساب يجمع الناس ويمتحنهم، ينجح منهم العالمون و ... قاطعته قائلاً: ياجمال النبى، عليه الصلاة والسلام، يعنى بعد ده كله صلاة وصوم وخوف ورعب من ربنا تيجى تقول لى: إن العلماء بس اللى حاينجوا؟ طيب والجهلة اللى زى حالاتى حيعملوا إيه؟ ... هيه ... قول، رد قائلاً: مين اللى قال إن العلماء بس الناجين؟ قلت بصوت عالى: أنت لسه دلوقتى قايل الكلام ده ... قلت العالمون، والعالمون دول مش هم العلماء؟ قال: إسمع ربنا سبحانه وتعالى قال فى القرآن الكريم ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ﴾ الذاريات 56، ... ماشى ... حنعبد حد ما نعرفه؟ مش ممكن، لازم يكون عندنا معرفه به، علشان كده أرسل الرسل على مر الآزمنة علشان يقولوا للناس إن الله هوالمعبود بحق، وهو الخالق والرازق وهو صاحب كل النعم اللى إحنا غرقانين فيها، فعلم كل من آمن أن الله وحده لاشريك له، يبقى العالمون كل من آمن بالله وكتبه ورسله، إنت مش مؤمن بده؟ قلت: طبعاً فرد قائلاً: يبقى هناك فرق بين العالمون والعلماء، فكل العلماء عالمون، وليس كل العالمون علماء، فقلت: طيب والعالمون هلكى؟ قال: كده دخلنا فى الدرجات، هل صوابعك زى بعضها؟ قلت: لأ، قال: إحنا كده إختلفت درجاتنا فى الإيمان، فأشرت إليه أن يكمل بس بوضوح أكتر، فرد: نقول مثل يوضح أكتر، وزارة التربية والتعليم بتشرف على مراحل تعليمية مختلفة ... إبتدائى وإعدادى وثانوى والجامعات، اللى خلص أولى إبتدائى زى اللى خلص جامعة؟ قلت: آه قصدك ... قاطعنى قائلاً: كل ما تنجح فى إمتحان تنتقل للسنة اللى بعدها، قلت: جميل ... نرجع للكلام عن الصراط، وعلى فكرة الآية اللى قلتها المرة اللى فاتت فى سورة النساء مش فى سورة الأنعام، فابتسم وقال: ياعم الغلط مردود، وده دليل قاطع على الكلام اللى قلته لك فى الأول، فى الأيات اللى قبل الأية دى، بتتكلم على فرض الطاعه للرسل ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ﴾ النساء 64، من التفاسير ما أرسلنا من رسول من أيام سيدنا آدم إلى زمن سيدنا محمد صلى الله عليهم أجمعين إلا أمر المولى تبارك وتعالى بطاعة رسوله، ومن لم يطعه ولم يرضى بأحكامة فهو كافرا به ... إنت فاكر كلام مولانا الشيخ رضي الله عنه: قَوَامُ طَرِيقَ الْقَوْمِ حبُ ... و... إيه؟ قلت: طاعة، قال: الله يفتح عليك ...حبُ وَطَاعَةٌ ... بص معايا اللى جاى بعد كده ﴿وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا﴾ النساء 66، ... سيدنا أبو بكر رضي الله عنه لما سمع الآية قال: لو كتب ذلك علينا أنا أول خارج. وكذلك قال جمع من صحابة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، الكلام ده كله ليه؟ علشان اللى جاى ده، سيدنا رسول الله صل، لما سمع اللى قالوه قال (إن من أمتى رجالاً الإيمان فى قلوبهم أثبت من الرواسى)، وآخر الآيه ﴿لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا﴾ ربنا سبحانه وتعالى يجازيهم فيقول إيه؟ ... ﴿وَإِذًا لآَتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا﴾ النساء 67، مش كده وبس ... فى الآية اللى بعدها ﴿وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا﴾ النساء 68، فى الآية اللى بعد كده، بيكلمنا إحنا ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾ النساء 69، سيدى إبن عجيبه فى تفسيره بيقول ... كما أمر الله بطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم فى حياته، أمر بطاعة ورثته بعد مماته ... عرفت دلوقتى الصراط بتاع مين؟ قلت: بتاع ربنا، فأبتسم وقال: أيوه صراط ربنا، وربنا ما يبعدنا عنه ... حسيت فى كلامه حاجه مش مفهومه ... قلت لنفسى: المره اللى جايه أسأله.
أحمد نور الدين عباس


المصدر
http://newdesign.almagalla.info/NewsInfo.aspx?id=732
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خادمة الحبيب المصطفى




عدد المساهمات : 937
تاريخ التسجيل : 22/10/2012

المجلة عدد يونيو 2013 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلة عدد يونيو 2013   المجلة عدد يونيو 2013 Icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 04, 2013 2:12 pm

النبي

لولاك لولاك يا حبيب الله

خلق الله تعالى الخلق وأمرهم بطاعته وعبادته وكان الباب الأول للعبادة الإقرار له بالتوحيد فسطر لهم كلمة التوحيد لا اله الا الله محمد رسول الله ولقنهم أياها وأخذ عليهم الميثاق أزلا فى عالم الارواح فأقرت الارواح له بالتوحيد فأرسل اليهم الانبياء والمرسلين فى أزمنتهم وامكنتهم وهم الذين اخذ الله عليهم العهد ايضا ازلا بالايمان والنصرة والاتباع والانقياد لكلمة التوحيد والتى شطرها محمد رسول الله.
وعن اسبقية خلق الحبيب المصطفى والنبى المجتبى والرسول المكرم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إمتلأت كتب السنة المطهرة ورواها الاعلام من السادة الكرام العلماء والاولياء وقد سطر الله فى القرآن منشورا فى معناه مضمونا بكلمة التوحيد لا اله الا الله محمد رسول الله كتبها الله على عرشه قبل خلق السموات والارضين والملك والملكوت فقال الله تعالى ﴿قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ﴾ الزخرف 81.
فالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أول من عبد الله أزلا فى عالم الارواح قبل ان يخلق الله تبارك وتعالى عالم الاشباح.
فقد ورد فى تفسير الطبرى عن مجاهد رحمه الله فى قوله ﴿فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ﴾ قال: قل إن كان لله ولد فى قولكم، فأنا أول من عبد الله ووحده.
وفى تفسير الطبرى ايضا عن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما، فى قوله قُلْ ﴿قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ﴾ يقول: لم يكن للرحمن ولد فأنا أول الشاهدين.
وفى تفسير القرطبى قال مجاهد رحمه الله: المعنى إن كان للرحمن ولد فأنا أول من عبده وحده، على أنه لا ولد له.
وفى تفسير الخازن عن قوله عز وجل ﴿قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ﴾ معناه إن كان للرحمن ولد فى قولكم وعلى زعمكم فأنا أول من عبد الرحمن فإنه لا شريك له ولا ولد له.
وروى الديلمى فى مسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (أتانى جبريل فقال: يا محمد إن الله يقول لولاك ما خلقت الجنة، ولولاك ما خلقت النار).
وفى كتاب سبيل الهدى والرشاد - ويروى عن سيدنا سلمان الفارسى رضي الله عنه قال: هبط جبريل على النبى صلى الله عليه وسلم فقال: إن ربك يقول لك "إن كنت اتخذت إبراهيم خليلا فقد اتخذتك حبيبا، وما خلقت خلقا أكرم على منك، ولقد خلقت الدنيا وأهلها لأعرفهم كرامتك ومنزلتك، ولولاك ما خلقت الدنيا". رواه ابن عساكر.
وفى فتاوى البلقينى وشفاء الصدور لابن سبع، عن سيدنا على رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل أنه قال: [يا محمد وعزتى وجلالى لولاك ما خلقت أرضى ولا سمائى ولا رفعت هذه الخضراء، ولا بسطت هذه الغبراء].
وفى رواية أخرى، عن على رضي الله عنه أن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم [من أجلك أبطح البطحاء وأموج الماء وأرفع السماء وأجعل الثواب والعقاب والجنة والنار].
وروى ابن الجوزى بسند جيد لا بأس به، عن ميسرة رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، متى كنت نبيا؟ قال (لما خلق الله الأرض واستوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وخلق العرش كتب على ساق العرش: محمد رسول الله خاتم الأنبياء. وخلق الله تعالى الجنة التى أسكنها آدم وحواء، فكتب اسمى على الأوراق والأبواب والقباب والخيام، وآدم بين الروح والجسد، فلما أحياه الله تعالى نظر إلى العرش فرأى اسمى، فأخبره الله تعالى أنه سيد ولدك. فلما غرهما الشيطان تابا واستشفعا باسمى إليه).
وروى الحاكم والطبرانى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لى. قال وكيف عرفت محمدا؟ قال: لأنك لما خلقتنى بيدك ونفخت فى من روحك رفعت رأسى فرأيت على قوائم العرش مكتوبا: لا إله إلا الله محمد رسول الله. فقلت: إنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك. قال: صدقت يا آدم ولولا محمد ما خلقتك).
وروى ابن عساكر عن كعب الأحبار قال: إن الله أنزل على آدم عصيا بعدد الأنبياء والرسل، ثم أقبل على ابنه شيث فقال: يا بنى أنت خليفتى من بعدى، فخذها بعمارة التقوى والعروة الوثقى، وكلما ذكرت الله فاذكر إلى جنبه اسم محمد صلى الله عليه وسلم، فإنى رأيت اسمه مكتوبا على ساق العرش وأنا بين الروح والطين، ثم طفت فى السماوات فلم أر فى السماوات موضعا إلا رأيت اسم محمد مكتوبا عليه، وإن ربى أسكننى الجنة فلم أر فى الجنة قصرا ولا غرفة إلا واسم محمد مكتوب عليه، ولقد رأيت اسم محمد على نحور الحور العين وعلى ورق قصب آجام الجنة، وعلى ورق شجرة طوبى وعلى ورق سدرة المنتهى، وعلى أطراف الحجب وبين أعين الملائكة، فأكثر ذكره فإن الملائكة تذكره فى كل ساعاتها.
وفى منتخب النفائس عن سيدنا على ابن ابى طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنه قلت: يا رسول الله مم خلقت. قال (لما أوحى إلى ربى ما أوحى قلت: يا رب خلقتنى. قال: وعزتى وجلالى لولاك ما خلقت أرضا ولا سماء. قلت: يا رب مم خلقتنى؟ قال: يا محمد نظرت إلى صفاء بياض نورى الذى خلقته بقدرتى وأبدعته بحكمتى أضفته تشريفا إلى عظمتى فاستخرجت منه جزءا فقسمته ثلاثة أقسام فخلقتك وأهل بيتك من القسم الأول وخلقت أزواجك وأصحابك من القسم الثانى وخلقت من أحبك من القسم الثالث فإذا كان يوم القيامة رددت النور إلى نورى وأدخلتك وأهل بيتك وأزواجك وأصحابك ومن أحبك جنتى برحمتى فأخبرهم بذلك عنى).
وعن المعنى يقول الامام فخرالدين محمد عثمان عبده البرهانى فى تظمه الفريد:
يَا أَوَّلَ الْخَلْقِ فِى إِطْلاَقِهِ أَلِفاً بِهِ التَّآلُفُ يَا قَابَ الْهِدَايَاتِ
لإِنَّكَ الرَّمْزُ وَالإِعْجَازُ أَجْمَعُهُ لِمَنْ تَوَهَّمَ فِى أَوْصَافِ أَنْعَاتِ
وَيَا مُرَادَ رِجَالٍ طَابَ ذِكْرُهُمُ أُولِى الْعِنَايَةِ مِنْ أَهْلِ الْمَقَامَاتِ
وَيَا مَنِ اللَّهُ بِالْقُرْآنِ آثَرَهُ أَدِمْ وِصَالَكَ ذَا عَيْنَ الْعِنَايَاتِ
ابراهيم جعفر


المصدر
http://newdesign.almagalla.info/NewsInfo.aspx?id=733
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خادمة الحبيب المصطفى




عدد المساهمات : 937
تاريخ التسجيل : 22/10/2012

المجلة عدد يونيو 2013 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلة عدد يونيو 2013   المجلة عدد يونيو 2013 Icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 04, 2013 2:38 pm

خُدعوا

يحاول بعض الناس إما عمدا أو جهلا أن يخدعوا أنظار المسلمين عما كان عليه السلف الصالح ويدعون معرفتهم ويتسببون فى حيرة الناس حتى أنهم ليتسائلون:

أليست جماعة كذا أو كذا هم أهل السنة والجماعة؟

وبالتالى فإن من هم غيرهم أو ليس على مذهبهم ليسوا من أهل السنة والجماعة! وهذا الكلام عار تماما من الصحة ...وإن كان كذلك فلابد لنا أن نعرف من هم أهل السنة والجماعة؟
أهل السنة والجماعة مصطلح ظهر للدلالة على من كان على منهج السلف الصالح من التمسك بالقرآن والسنن والآثار المروية عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه رضي الله عنهم، ليتميز عن مذاهب المبتدعة وأهل الأهواء، وإذا أطلق هذا المصطلح فى كتب العلماء فالمقصود به هم الأشاعرة والماتريدية، لأنّهم هم الذين على ما كان عليه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبدّلوا ولم يغيروا كما فعل غيرهم من أهل الزيغ والابتداع، ولقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم الفرقة النـاجية بأنهم السواد الأعظم من الأمة، وهذا الوصف منطبق على الأشاعرة والماتريدية، إذ هم غالب أمة الإسلام، والمنفى عنهم الاجتماع على الضلالة بنص الحديث المشهور (لا تجتمع أمتى على الضلالة) - قال الإمام الجلال الدوانى رحمه الله تعالى شرح العقائد العضدية: الفرقة الناجية، وهم الأشاعرة أى التابعون فى الأصول للشيخ أبى الحسن الأشعرى... فإن قلت: كيف حكم بأن الفرقة الناجية هم الأشاعرة؟ وكل فرقة تزعم أنها ناجية؟ قلت سياق الحديث مشعر بأنهم ـ يعنى الفرقة الناجية ـ المعتقدون بما روى عن النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، وذلك إنما ينطبق على الأشاعرة، فإنهم متمسكون فى عقائدهم بالأحاديث الصحيحة المنقولة عنه صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه، ولا يتجاوزون عن ظواهرها إلا لضرورة، ولا يسترسلون مع عقولهم كالمعتزلة، وقال الإمام عبد القاهر البغدادى رحمه الله فى الفرق بين الفرق: وقال أيضاً فى أصول الدين: بعد أن عدَّدَ أئمة أهل السنة والجماعة فى علم الكلام من الصحابة والتابعين وتابعيهم إلى أن قال: ثم بعدهم شيخ النظر وإمام الآفاق فى الجدل والتحقيق أبو الحسن على بن إسماعيل الأشعرى الذى صار شجاً فى حلوق القدرية.. وقد ملأت الدنيا كتبه، وما رزق أحد من المتكلمين من التبع ما قد رزق، لأن جميع أهل الحديث وكل من لم يتمعزل من أهل الرأى على مذهبه اهـ. وقال الإمام أبو إسحاق الشيرازى رحمه الله تعالى فى طبقات الشافعية: وأبو الحسن الأشعرى إمام أهل السنة، وعامة أصحاب الشافعى على مذهبه، ومذهبه مذهب أهل الحق، وسئل الإمام ابن حجر الهيتمى رحمه الله تعالى عن الإمام أبى الحسن الأشعرى والباقلانى وابن فورك وإمام الحرمين والباجى وغيرهم ممن أخذ بمذهب الأشعرى، فأجاب: هم أئمة الدين وفحول علماء المسلمين، فيجب الاقتداء بهم لقيامهم بنصرة الشريعة وإيضاح المشكلات وردّ شبه أهل الزيغ وبيان ما يجب من الاعتقادات والديانات، لعلمهم بالله وما يجب له وما يستحيل عليه وما يجوز فى حقه... والواجب الاعتراف بفضل أولئك الأئمة المذكورين فى السؤال وسابقتهم وأنهم من جملة المرادين بقوله: يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين فلا يعتقد ضلالتهم إلا أحمق جاهل أو مبتدع زائغ عن الحق، ولا يسبهم إلا فاسق فينبغى تبصير الجاهل وتأديب الفاسق واستتابة المبتدع اهـ- الفتاوى الحديثية، وقال الإمام ابن حجر الهيتمى رحمه الله تعالى فى الزواجر عن اقتراف الكبائر: المراد بالسنة ما عليه إماما أهل السنة والجماعة الشيخ أبو الحسن الأشعرى وأبو منصور الماتريدى. اهـ، وقال العلامة السفارينى الحنبلى رحمه الله تعالى لوامع الأنوار البهية: أهل السنة والجماعة ثلاث فرق: الأثرية: وإمامهم أحمد بن حنبل رضي الله عنه، والأشعرية: وإمامهم أبو الحسن الأشعرى رحمه الله، والماتريدية: وإمامهم أبو منصور الماتريدى رحمه الله تعالى، وقال الإمام المرتضى الزبيدى رحمه الله تعالى فى إتحاف السادة المتقين: إذا أطلق أهل السنة والجماعة فالمراد بهم الأشاعرة والماتريدية اهـ، وقال الإمام العلامة أحمد الدردير رحمه الله تعالى فى شرحه على منظومته فى العقائد المسماة بـخريدة التوحيد: أئمة الأمة الذين يجب اتباعهم على ثلاث فرق، فرقة نصبت نفسها لبيان الأحكام الشرعية العملية وهم الأئمة الأربعة وغيرهم من المجتهدين ولكن لم يستقر من المذاهب المرضية سوى مذاهب الأئمة الأربعة، وفرقة نصبت نفسها للاشتغال ببيان العقائد التى كان عليها السلف وهم الأشعرى والماتريدى ومن تبعهما، وفرقة نصبت نفسها للاشتغال بالعمل والمجـاهدات على طبق ما ذهب إليه الفرقتان المتقدمتان وهم الإمام أبو القاسم الجنيد ومن تبعه، فهؤلاء الفرق الثلاثة هم خواص الأمة المحمدية ومن عداهم من جميع الفرق على ضلال وإن كان البعض منهم يحكم له بالإسلام فالناجى من كان فى عقيدته على طبق ما بينه أهل السنة، قال الشيخ الداعية حسن أيوب حفظه الله تعالى فى كتابه: تبسيط العقائد الإسلامية: أهل السنة هم أبو الحسن الأشعرى وأبو منصور الماتريدى ومن سلك طريقهما، وكانوا يسيرون على طريق السلف الصالح رضي الله عنهم أجمعين.
فاللهم الحقنا مع أهل الله من السلف الصالح وأسلكنا فى دربهم المستنير وأهدنا بهديهم على الطريق والصراط المستقيم وانعم علينا بالصالحين الطيبين أمين يادايم أمين.
سمير جمال


المصدر
http://newdesign.almagalla.info/NewsInfo.aspx?id=734
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خادمة الحبيب المصطفى




عدد المساهمات : 937
تاريخ التسجيل : 22/10/2012

المجلة عدد يونيو 2013 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلة عدد يونيو 2013   المجلة عدد يونيو 2013 Icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 04, 2013 3:29 pm

الشريعة

مذهب الإمام مالك
كتاب الصلاة
كِتَابُ الصَّلاةِ الأَوَّلُ (ملخص من المدونة)
(كتاب المدونة يعتبر شرح مفصل للمذهب المالكى)


10- مَا جَاءَ فِى جُلُوسِ الصَّلاة:

111- قَالَ مَالِكٌ: الْجُلُوسُ فِيمَا بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ مِثْلُ الْجُلُوسِ فِى التَّشَهُّدِ يُفْضِى بِأَلْيَتَيْهِ إلَى الأَرْضِ وَيَنْصِبُ رِجْلَهُ الْيَمِينَ وَيَثْنِى رِجْلَهُ الْيُسْرَى، وَإِذَا نَصَبَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى جَعَلَ بَاطِنَ الإِبْهَامِ عَلَى الأَرْضِ لا ظَاهِرَ الإِبْهَامِ.
112- وقَالَ مَالِكٌ: وَإِذَا نَهَضَ مِنْ بَعْدِ السَّجْدَتَيْنِ مِنْ الرَّكْعَةِ الأُولَى فَلا يَرْجِعُ جَالِساً وَلَكِنْ يَنْهَضُ كَمَا هُوَ الْقِيَامُ.
113- وَقَالَ مَالِكٌ: مَا أَدْرَكْتُ أَحَداً مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ إلا وَهُوَ يُنْهِى عَنْ الإِقْعَاءِ وَيَكْرَهَهُ. ونقول: أن الفقهاء ورجال الحديث جعلوا للإقعاء هيئتين، هيئة منهياً عنها فى الصلاة، وهى التى ذكرها اللغويون بأن يلصق الرجل أليتيه بالأرض وينصب ساقيه، وهيئة جائزة، وهى أن يجعل الرجل أليتيه على عقبيه.
114- وَقَالَ مَالِكٌ: فِى سُجُودِ النِّسَاءِ فِى الصَّلاةِ وَجُلُوسُهُنَّ وَتَشْهَدْهُنَّ كَسُجُودِ الرِّجَالِ وَجُلُوسِهِمْ وَتَشَهُّدِهِمْ يَنْصِبْنَ الْيُمْنَى وَيَثْنِينَ الْيُسْرَى وَيَقْعُدْنَ عَلَى أَوْرَاكِهِنَّ كَمَا تَقْعُدُ الرِّجَالُ فِى ذَلِكَ كُلِّهِ.
115- قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُ بِذَلِكَ، وَقَالَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِى حَبِيبٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَلْحَلَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ عَنْ أَبِى حُمَيْدٍ السَّاعِدِى قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُفْضِى بِوَرِكِهِ الْيُسْرَى إلَى الأَرْضِ فِى جُلُوسِهِ الأَخِيرِ فِى الصَّلاةِ وَيُخْرِجُ قَدَمَيْهِ مِنْ نَاحِيَةٍ وَاحِدَةٍ.
116- قَالَ مَالِكٌ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِى مَرْيَمَ عَنْ عَلِى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَعَافِرِى أَنَّهُ قَالَ: رَآنِى عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ وَأَنَا أَعْبَثُ بِالْحَصْبَاءِ فِى الصَّلاةِ فَلَمَّا انْصَرَفْتُ نَهَانِى وَقَالَ: اصْنَعْ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ، قُلْتُ: وَكَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ؟ قَالَ: كَانَ إذَا جَلَسَ فِى الصَّلاةِ وَضَعَ كَفِّهِ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى وَقَبَضَ أَصَابِعَهُ كُلَّهَا وَأَشَارَ بِأُصْبُعِهِ الَّتِى تَلِى الإِبْهَامَ وَيَضَعُ كَفَّهُ الْيُسْرَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى، وَقَالَ: هَكَذَا كَانَ يَفْعَلُ صلى الله عليه وسلم.

11- مَا جَاءَ فِى هَيْئَةِ السُّجُودِ:

117- قُلْتُ لابْنِ الْقَاسِمِ: فَمَا قَوْلُ مَالِكٍ فِى سُجُودِ الرَّجُلِ فِى صَلاتِهِ هَلْ يَرْفَعُ بَطْنَهُ عَنْ فَخِذَيْهِ وَيُجَافِى بِضَبْعَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ وَلا يُفَرِّجُ ذَلِكَ التَّفْرِيجَ وَلَكِنْ تَفْرِيجاً مُتَقَارِباً. والضبعين هما العضدين ويجافى بضبعيه أى: يبعدهما عن جسمه.
118- قُلْتُ: أَيَجُوزُ فِى الْمَكْتُوبَةِ أَنْ يَضَعَ ذِرَاعَيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ؟ قَالَ مَالِكٌ: لا إنَّمَا ذَلِكَ فِى النَّوَافِلِ لِطُولِ السُّجُودِ فَأَمَّا فِى الْمَكْتُوبَةِ وَمَا خَفَّ مِنْ النَّوَافِلِ فَلا.
119- وَقَالَ مَالِكٌ: كَرِهَ أَنْ يَفْتَرِشَ الرَّجُلُ ذِرَاعَيْهِ فِى السُّجُودِ.
120- وَقَالَ مَالِكٌ: يُوَجِّهُ بِيَدَيْهِ إلَى الْقِبْلَةِ، قَالَ: وَلَمْ يَحُدَّ لَنَا أَيْنَ يَضَعَهُمَا.
121- قَالَ سَحْنُونٌ قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِى عَبْدُ اللهِ بْنُ لَهِيعَةَ أَنَّ أَبَا الزُّبَيْرِ الْمَكِّى حَدَّثَهُ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُ أَنْ يَعْتَدِلَ الرَّجُلُ فِى السُّجُودِ وَلا يَسْجُدُ الرَّجُلُ بَاسِطاً ذِرَاعَيْهِ كَالْكَلْبِ.
122- قَالَ سَحْنُونٌ وَذَكَرَ ابْنُ وَهْبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلاً يَسْجُدُ إلَى جَنْبِهِ وَقَدْ اعْتَمَّ عَلَى جَبْهَتِهِ، فَحَسَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ جَبْهَتِهِ، مِنْ حَدِيثِ ابْنِ لَهِيعَةَ وَعَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ سَوَادَةَ عَنْ صَالِحِ بْنِ خَيْوَانَ الشَّيْبَانِى.
123- قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: وَذَكَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذَا سَجَدَ يُرَى بَيَاضُ إبْطَيْهِ، مِنْ حَدِيثِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ ابْنِ أَبِى ذِئْبٍ عَنْ شُعْبَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ.

12- الاعْتِمَادُ فِى الصَّلاةِ وَالاتِّكَاءُ وَوَضْعُ الْيَدِ عَلَى الْيَدِ:

124- قَالَ: وَسَأَلْتُ مَالِكاً عَنْ الرَّجُلِ يُصَلِّى إلَى جَنْبِ حَائِطٍ فَيَتَّكِئُ عَلَى الْحَائِطِ؟ فَقَالَ: أَمَّا فِى الْمَكْتُوبَةِ فَلا يُعْجِبُنِى وَأَمَّا فِى النَّافِلَةِ فَلا أَرَى بِهِ بَأْساً.
125- وقَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ: وَالْعَصَا تَكُونُ فِى يَدِهِ عِنْدِى بِمَنْزِلَةِ الْحَائِطِ، قَالَ: وَقَالَ مَالِكٌ: إنْ شَاءَ اعْتَمَدَ وَإِنْ شَاءَ لَمْ يَعْتَمِدْ وَكَانَ لا يَكْرَهُ الاعْتِمَادَ، قَالَ: وَذَلِكَ عَلَى قَدْرِ مَا يَرْتَفِقُ بِهِ فَلْيَنْظُرْ أَرْفَقَ ذَلِكَ بِهِ فَيَصْنَعُهُ.
126- وَقَالَ مَالِكٌ: فِى وَضْعِ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى فِى الصَّلاةِ؟ قَالَ: لا أَعْرِفُ ذَلِكَ فِى الْفَرِيضَةِ وَكَانَ يَكْرَهُهُ وَلَكِنْ فِى النَّوَافِلِ إذَا طَالَ الْقِيَامُ فَلا بَأْسَ بِذَلِكَ يُعِينُ بِهِ نَفْسَهُ.
127- قَالَ سَحْنُونٌ عَنْ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِى عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُمْ رَأَوْا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاضِعاً يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى فِى الصَّلاةِ.

13- فِى السُّجُودِ عَلَى الثِّيَابِ وَالْبُسُطِ وَالْمُصَلَّيَاتِ وَالْخُمْرَةِ وَالثَّوْبِ تَكُونُ فِيهِ النَّجَاسَةُ:

128- قَالَ مَالِكٌ: أَرَى أَنْ لا يَضَعَ الرَّجُلُ كَفَّيْهِ إلا عَلَى الَّذِى يَضَعُ عَلَيْهِ جَبْهَتَهُ، قَالَ: وَإِنْ كَانَ حَرٌّ أَوْ بَرْدٌ فَلا بَأْسَ بِأَنْ يَبْسُطَ ثَوْباً يَسْجُدُ عَلَيْهِ وَيَجْعَلَ كَفَّيْهِ عَلَيْهِ.
129- وَقَالَ مَالِكٌ: بَلَغَنِى أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ كَانَا يَفْعَلانِ ذَلِكَ.
130- وَقَالَ مَالِكٌ: تُبْدِى الْمَرْأَةُ كَفَّيْهَا فِى السُّجُودِ حَتَّى تَضَعَهُمَا عَلَى مَا تَضَعُ عَلَيْهِ جَبْهَتَهَا.
131- وَقَالَ مَالِكٌ: فِيمَنْ سَجَدَ عَلَى كَوْرِ الْعِمَامَةِ قَالَ: أَحَبُّ إلَى أَنْ يَرْفَعَ عَنْ بَعْضِ جَبْهَتِهِ حَتَّى يَمَسَّ بَعْضُ جَبْهَتِهِ الأَرْضَ.
132- قُلْتُ لَهُ: فَإِنْ سَجَدَ عَلَى كَوْرِ الْعِمَامَةِ؟ قَالَ: أَكْرَهَهُ فَإِنْ فَعَلَ فَلا إعَادَةَ عَلَيْهِ.
133- وَقَالَ مَالِكٌ: وَلا يُعْجِبُنِى أَنْ يَحْمِلَ الرَّجُلُ الْحَصْبَاءَ أَوْ التُّرَابَ مِنْ مَوْضِعِ الظِّلِّ إلَى مَوْضِعِ الشَّمْسِ يَسْجُدُ عَلَيْهِ.
134- قَالَ: وَكَانَ مَالِكٌ يَكْرَهُ أَنْ يَسْجُدَ الرَّجُلُ عَلَى الطَّنَافِسِ وَبُسُطِ الشَّعْرِ وَالثِّيَابِ وَالأدَم -الجلد- وَكَانَ يَقُولُ: لا بَأْسَ أَنْ يَقُومَ عَلَيْهَا وَيَرْكَعَ عَلَيْهَا وَيَقْعُدَ عَلَيْهَا وَلا يَسْجُدَ عَلَيْهَا وَلا يَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَيْهَا، وَكَانَ لا يَرَى بَأْساً بِالْحُصْرِ وَمَا أَشْبَهَهَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ أَنْ يَسْجُدَ عَلَيْهَا وَأَنْ يَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَيْهَا.
135- قَالَ: وَقَالَ مَالِكٌ: لا يَسْجُدُ عَلَى الثَّوْبِ إلا مِنْ حَرٍّ أَوْ بَرْدٍ كَتَّاناً كَانَ أَوْ قُطْناً.
136- قَالَ مَالِكٌ: وَبَلَغَنِى أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ كَانَا يَسْجُدَانِ عَلَى الثَّوْبِ مِنْ الْحَرِّ وَالْبَرْدِ وَيَضَعَانِ أَيْدِيَهُمَا عَلَيْهِ.
137- قُلْتُ لابْنِ الْقَاسِمِ: فَهَلْ يَسْجُدُ عَلَى اللَّبَدِ وَالْبُسُطِ مِنْ الْحَرِّ وَالْبَرْدِ؟ قَالَ: مَا سَأَلْنَا مَالِكاً عَنْ هَذَا، وَلَكِنَّ مَالِكاً كَرِهَ الثِّيَابَ فَإِنْ كَانَتْ مِنْ قُطْنٍ أَوْ كَتَّانٍ فَهِى عِنْدِى بِمَنْزِلَةِ الْبُسُطِ وَاللُّبُودِ فَقَدْ وَسِعَ مَالِكٌ أَنْ يَسْجُدَ عَلَى الثَّوْبِ مِنْ حَرٍّ أَوْ بَرْدٍ.
138- قُلْتُ: أَفَتَرَى أَنْ يَكُونَ اللَّبَدُ بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ.
139- وَقَالَ مَالِكٌ فِى الْحَصِيرَةِ يَكُونُ فِى نَاحِيَةٍ مِنْهَا قَذَرٌ وَيُصَلِّى الرَّجُلُ عَلَى النَّاحِيَةِ الأُخْرَى لا بَأْسَ بِذَلِكَ.
140- وَقَالَ مَالِكٌ: لا بَأْسَ بِالرَّجُلِ يَقُومُ فِى الصَّلاةِ عَلَى أَحْلاسِالدَّوَابِّ الَّتِى قَدْ حَلِسَتْ بِهَا -والأحلاس جمع حلس وهو كساء رقيق يكون تحت البرذعة- مِثْلُ اللُّبُودُ الَّتِى فِى السُّرُوجِ وَيَرْكَعُ عَلَيْهَا وَيَسْجُدُ عَلَى الأَرْضِ، وَيَقُومُ عَلَى الثِّيَابِ وَالْبُسُطِ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ مِنْ الْمُصَلَّيَاتِ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَيَسْجُدُ عَلَى الْخُمْرَةِ وَالْحَصِيرَةِ وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ وَيَضَعُ يَدَيْهِ عَلَى الَّذِى يَضَعُ عَلَيْهِ جَبْهَتَهُ.
141- قَالَ: وَسَأَلْنَا مَالِكاً عَنْ الْفِرَاشِ يَكُونُ فِيهِ النَّجَسُ هَلْ يُصَلِّى عَلَيْهِ الْمَرِيضُ؟ قَالَ: إذَا جَعَلَ فَوْقَهُ ثَوْباً طَاهِراً فَلا بَأْسَ بِالصَّلاةِ عَلَيْهِ إذَا بَسَطَ عَلَيْهِ ثَوْباً طَاهِراً كَثِيفاً سَحْنُونٌ قَالَ: قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: أَخْبَرَنِى رَجُلٌ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِى صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَّقِى بِفُضُولِ ثِيَابِهِ بَرْدَ الأَرْضِ وَحَرَّهَا، وَذَكَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلاً يَسْجُدُ إلَى جَنْبِهِ وَقَدْ اعْتَمَّ عَلَى جَبْهَتِهِ فَحَسَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ جَبْهَتِهِ، مِنْ حَدِيثِ ابْنِ وَهْبٍ عَنْ ابْنِ لَهِيعَةَ وَعَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ سَوَادَةَ عَنْ صَالِحِ بْنِ خَيْوَانَ الشَّيْبَانِى.
عبدالستار الفقي


المصدر
http://newdesign.almagalla.info/NewsInfo.aspx?id=735
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المجلة عدد يونيو 2013
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المجلة عدد يونيو 2014
» المجلة عدد يوليو 2013
» المجلة عدد أغسطس 2013
» المجلة عدد سبتمبر 2013
» المجلة عدد أكتوبر 2013

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
!¨°o:[[ منتديات القـصـــــــــــــواء]]: o°¨! :: ! الدين الاسلامي القويم ! :: المجلة الاعداد الشهرية - almagalla issue-
انتقل الى: