[[ حسن الظن بالله ]]

حسن الظن بالله
====
‏ ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏قال ‏ ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول الله سبحانه ‏ ‏أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم وإن اقترب إلي شبرا اقتربت إليه ذراعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ( رواه ابن ماجه )

‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏قال ‏ ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إن حسن الظن بالله من حسن عبادة الله ( رواه الترمذى )

‏عن ‏ ‏جابر ‏ ‏قال ‏ ‏سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏لا يموتن أحد منكم إلا وهو يحسن الظن بالله ( رواه ابن ماجه )

عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : حبس بختنصر دانيال عليه السلام في بئر خمسة أيام ومعه أسدان ثم كشف عنه فرآه سالماً فقال بم نجوت فقال قلت الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره الحمد لله الذي لا يخيب من دعاه الحمد لله الذي من توكل عليه كفاه الحمد لله الذي لا يكل من توكل عليه إلى غيره الحمد لله الذي يجزي بالإحسان إحساناً وبالسيئات كرماً وحلماً وغفراناً الحمد لله الذي هو رجاؤنا يوم سوقنا بأعمالنا الحمد لله الذي مجزي بالصبر نجاة


وقال ابن مسعود رضي الله عنه والله والله الذي لا إله إلا الله لا يحسن أحد الظن بالله إلا أعطاه ظنه حكاه القرطبي في التذكرة 0

ورأيت في شرح البخاري لابن أبي جمرة أن بعض الصالحين كان خطيبا فلما مات قيل له ما فعل بك الملكان في قبرك قال لما سألاني ارتج علي الجواب بساعة وإذا بشاب حسن الوجه قد دخل علي وعلمني الجواب فقلت له من أنت قال أنا عملك قلت ما أبطأك عني قال كنت تأخذ أجر الخطابة من السلطان فقلت ما أكلت منها شيئا بل كنت أفرقها فقال لو أكلتها ما جئتك 0

يقال كان في زمن موسى عليه السلام رجل لا يستقيم على توبة فأوحى الله إلى موسى قل له لا تفسد توبتك فإن رجعت إلى معصيتك عاقبتك ولا أقبل توبتك فبلغه الرسالة فصبر أياما ثم رجع إلى المعصية فأوحى الله إلى موسى قل له أني غضبت عليه فبلغه الرسالة فخرج إلى الصحراء. وقال يا إلهي ما هذه الرسالة التي أرسلتها إلي مع موسى أنفذت خزائن عفوك أم ضرتك معصيتي أو بخلت على عبادك وأي ذنب أعظم من عفوك حتى تقول لا أغفر لك فكيف لا تغفر لي والكرم من صفاتك فإذا أيست عبادك من رحمتك فمن يرجون وإن طردتهم فمن يقصمون اللهم إن كانت رحمتك نفدت ولابد من عذابي فاجعل علي ذنوب عبادك فإني فديتهم بنفسي فأوحى الله إلى موسى قل له لو كانت ذنوبك مطبقة بين السماء والأرض لغفرتها لك كما عرفتني بكمال العفو والرحمة 0

قيل ليحيى بن أكثم بالثاء المثلثة رضي الله عنه بعد موته ما فعل الله بك قال أوقفني الله بين يديه وقال يا شيخ السوء فعلت وفعلت قلت ما بهذا حدثت عنك حدثني معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة عن محمد صلى الله عليه وسلم عن جبريل عنك أنك قلت إني لأستحي أن أعذب شيبة شايب في الإسلام فقال الله تعالى صدق معمر الزهري وعروة وعائشة ومحمد وجبريل وصدقت أنا اذهب فقد غفرت لك 0

قال محمد النيسابوري رأيت بعضهم في المنام قلت له ما فعل الله بك قال أوقفي بين يديه وقال يا شيخ السوء كنت تحمل إلى السلاطين وتنال من دنياهم فقلت يا رب كانت الدنيا علي مكدرة وأنا صاحب عيال فأمر بي إلى النار قلت ما هكذا ظني بك فقال وما ظنك بي فقلت حدثني يحيى عن شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك عن محمد صلى الله عليه وسلم عن جبريل عنك أنك قلت أنا عند ظن عبدي فليظن بي ما شاء فقال صدق يحيى وصدق شعبة وصدق قتادة وصدق أنس وصدق محمد وصدق جبريل أنا قلت ذلك فطيبني وألبسني سبعين حلة وجعل على رأسي تاجا ومشى بين يدي الولدان المخلدون إلى الجنة 0

قال محمد بن العراقي كان في جفني قطعة لحم فقيل في بغداد رجل يهودي يقطعها فقلت لا أسلم نفسي له فرأيت في النوم قائلاً يقول اقرأ عليها فاتحة الكتاب عقب الوضوء ففعلت فبينما أنا أتوضأ ذات يوم إذا بها قد سقطت ببركة الفاتحة 0

وقيل إن سائلا سأل بجامع بغداد درهما فقال له رجل اقرأ فاتحة الكتاب وبعني ثوابها بجميع ما أملكه فقال أنا سائلك درهما من الافتقار لا أبيع كلام الجبار ثم خرج فوجد فارساً عليه ثياب خضر فأعطاه عشرة آلاف درهم قال من أنت قال يقينك 0

كان في الزمن الأول رجل يعبد الله فتعجب جبريل فاستأذن ربه في زيارته فأذن له بشرط أن ينظر في اللوح المحفوظ فنظر فيه فوجد اسمه مكتوبا شقيا فنزل إليه وأخبره بذلك فقال الرجل الحمد لله فظن جبريل أنه لم يسمع كلامه فأعاد عليه القول فقال الحمد لله لو لم أكن أهلاً لذلك ما فعل بي ربي فالحمد لله على الشدة والرخاء فتعجب جبريل منه فقال الله تعالى يا جبريل انظر في اللوح المحفوظ فنظر اسمه فوجده قد تحول من الأشقياء إلى السعداء 0

قال رجل لابن مسعود رضي الله عنه عملت ذنبا هل من توبة فأعرض عنه ثم التفت إليه فرأى عينيه تذرفان بالدموع فقال له إن للجنة ثمانية أبواب تفتح وتغلق إلا باب التوبة فإن عليه ملكا موكلا لا يغلقه إلى يوم القيامة فلا تيأس من رحمة الله وقيل إنما هلك إبليس لأنه لم يكن يعترف بخطيئته ولم ير وجوب التوبة فلم يتب وتكبر وقنط من رحمة الله وآدم سعد لأنه اعترف بذنبه ورأى أن التوبة واجبة فتاب عليه ربه وتواضع ولم ييأس من رحمة الله 0

عن عمر رضي الله عنه قال دخلت على مريض من الأنصار مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو في سكرات الموت فقال النبي صلى الله عليه وسلم تب فلم يقدر أن ينطق بلسانه فجال بطرفه نحو السماء فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم فسئل عن ذلك فقال لما لم يقدر أومأ بقلبه إلى السماء وندم وقال الله تعالى يا ملائكتي عبدي عجز عن التوبة بلسانه فندم بقلبه أشهدكم أني قد غفرت له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر 0


وصلى الله على مولانا سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
====

المصادر : صحيح الترمذي – سنن ابن ماجه – كتاب منتخب النفائس للصفوري الشافعي

========