!¨°o:[[ منتديات القـصـــــــــــــواء]]: o°¨!
أول ما تبدء أي عمل قول بسم الله الرحمن الرحيم وتقول اللهم صل على سيدنا محمد واله وسلم ومرحبا بك في منتديات القصواء لو انت زائر شرفنا مروركم الكريم وتشرفنا بالتسجيل واذا كنت من الاعضاء نرجوا سرعة الدخول ومسموح بالنقل او الاقتباس من المنتدى
!¨°o:[[ منتديات القـصـــــــــــــواء]]: o°¨!
أول ما تبدء أي عمل قول بسم الله الرحمن الرحيم وتقول اللهم صل على سيدنا محمد واله وسلم ومرحبا بك في منتديات القصواء لو انت زائر شرفنا مروركم الكريم وتشرفنا بالتسجيل واذا كنت من الاعضاء نرجوا سرعة الدخول ومسموح بالنقل او الاقتباس من المنتدى
!¨°o:[[ منتديات القـصـــــــــــــواء]]: o°¨!
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


رَفَعَ اللَّهُ لِلْمُتَيَّمِ قَدْراً
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولالطريقة البرهانية الدسوقية الشاذليةموقع رايات العز اول جريدة اسلامية على النتالمجلة البرهانية لنشر فضائل خير البريةشاهد قناة القصواء عالنت قناة البرهانية على اليوتيوبحمل كتب التراث من موقع التراث

==== ========= عن سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الزموا مودتنا أهل البيت، فإنه من لقي الله عز وجل وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا، والذي نفسي بيده لا ينفع عبداً عمله إلا بمعرفة حقنا". رواه الطبراني في الأوسط ========= ==== ==== عن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي". رواه الطبراني ورجاله ثقات. ========= ==== عن سيدنا جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل جعل ذرية كل نبي في صلبه، وإن الله تعالى جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب رضي الله عنه". رواه الطبراني ========= ==== عن سيدنا جابر رضي الله عنه أنه سمع سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول للناس حين تزوج بنت سيدنا علي رضي الله عنه : ألا تهنئوني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ينقطع يوم القيامة كل سبب ونسب إلا سببي ونسبي". رواه الطبراني في الأوسط والكبير ========= ==== ==== عن سيددنا ابن عمر رضي الله عنهما عن سيدنا أبي بكر - هو الصديق - رضي الله عنه قال ارقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته. رواه البخارى ==== وفي الصحيح أن الصديق رضي الله عنه قال لعلي رضي الله عنه: والله لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي . ========= ==== عن سيدنا جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول "يا أيها الناس إني تركت فيكم ما إن اخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي " . رواه الترمذي ========= ==== عن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس عن أبيه عن جده عبدالله بن عباس رضي الله عنهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أحبوا الله تعالى لما يغذوكم من نعمه وأحبوني بحب الله وأحبوا أهل بيتي بحبي" . رواه الترمذي ========= ==== عن أبي إسحاق عن حنش قال سمعت أبا ذر رضي الله عنه وهو آخذ بحلقة الباب يقول: يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن أنكرني فأنا أبو ذر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح عليه الصلاة والسلام من دخلها نجا. ومن تخلف عنها هلك". رواه أبويعلى ==== عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنا وعلي وفاطمة وحسن وحسين مجتمعون ومن أحبنا يوم القيامة نأكل ونشرب حتى يفرق بين العباد". فبلغ ذلك رجلاً من الناس فسأل عنه فأخبره به فقال: كيف بالعرض والحساب؟ فقلت له: كيف لصاحب ياسين بذلك حين أدخل الجنة من ساعته. رواه الطبراني ========== ==== وعن سلمة بن الأكوىه,±رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"النجوم جعلت أماناً لأهل السماء وإن أهل بيتي أمان لأمتي". رواه الطبراني ======== وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهلي من بعدي". رواه أبو يعلى ورجاله ثقات. ========= ==== ==== الله الله الله الله ====
..
..
..

 

 بركته أينما حل أو رحل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم جعفر
Admin
ابراهيم جعفر


عدد المساهمات : 439
تاريخ التسجيل : 01/01/2008

بركته أينما حل أو رحل Empty
مُساهمةموضوع: بركته أينما حل أو رحل   بركته أينما حل أو رحل Icon_minitimeالإثنين يناير 16, 2012 8:24 am


بركته أينما حل أو رحل

لا تزال أصداءُ الهجرة تتردَّد بين جنَبَاتِ أهل الدين توقظُ فيهم كلَّ معنى، بل كلَّ مبنى، حتى يظلَّ حديثُ الهجرة أبدَ الدَّهر جنةً يفوح منها عبْقُ أريج الرَّاحِ الأذْفَرْ، يتنزلُ من السماءِ ماءً مباركاً، فتسِيلُ أوديةُ قلوبِ المؤمنين بقدَرِها كلٌّ على قدْر ما نال من فيْض مولانا تعالت قدرتُه، وجلَّتْ حكمتُه فيؤتيها من يشاءُ، ومن يؤتَ الحكمةَ فقد أوتى خيراً كثيرا، ولقد عوَّدنا النبى الكريم فى كل منسك من مناسك الدين، وإن شئت فقل فى كل شعيرة من شعائره أن تبقى عطاءاتُها منهلاً عذباً يستقى منه الواردون، ومعيناً لا ينضبُ أبدَ الآبدين، فإذا أردت أن تستقصيه أو تستوفيـَه عجزتَ عن درك هذا فيرجع طرفُك إليك بخبر الصديق والرفيق فى الغار معلناً (العجز عن درك الإدراك إدراك) ... ومن مشاهد الهجرة مشهدٌ أهمله الكثيرون على ما فيه من خير كثير وكلأ وفير وغيث هطال غزير، ألا وهو خبُر تلك المرأة السخيَّة العجوزة العفيـَّة السنية الرضية؛ أم معبد الخزاعيَّة ... تلكم المرأة التى جعلت العنصر النسائى فى رحلة الهجرة المباركة على رأس من حملوا راية الإسلام، فَلَهُنَّ على كل مسلم فضلٌ لا يُنسى ودينٌ لا يُقضى، وما أجمل قول القائل وكأنه لسان حال النبى المصطفى صلى الله عليه وسلم:
لَوْلاَ رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ تَوَسَّلُوا وَكَذَا النِّسَاءُ الْمُؤْمِنَاتُ اللاَّئِى
أَضْحَى الرِّجَالُ بِعَزْمِهِنَّ كَسَاقَةٍ وَبِبَعْضِ أَيْدِيهِنَّ كَانَ لِوَائِى
فِيهِنَّ مِنْ سِرِّى وَمِنْ عَزْمِى كَذَا مِنْ هِمَّتِى وَحَبَوْتُهُنَّ ثَنَائِى
وسنمضى بتوفيق الله وبعونه - كما عودنا ربنا سبحانه - فى قراءة حديث أم معبد قراءة متأنية، نستنبط منه العلم والهدى ومكارم الأخلاق، من قوله وفعله وحاله وإشاراته صلى الله عليه وسلم فى هذه الرواية التى أتحفنا بها الإمام الطبرانى فى المعجم الكبير والحاكم فى المستدرك وغيرهم كثير، وسأبيِّن معانى المفردات كلما وجدت سبيلا إلى ذلك، لأن من أهمل فى سَوْق الحديث ما اضطر إلى ذلك إلا لأجل المشقة فى سرد المعانى، ثم أعلِّق كلما عنَّت فائدةٌ أو لطيفةٌ أو ملمحٌ سائلاً المولى التوفيق والهدى والقبول.
"عَنْ حِزَامِ بن هِشَامِ بن خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ هِشَامِ بن حُبَيْشٍ، عَنْ أَبِيهِ حُبَيْش بن خَالِدٍ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم - هو أخو أم معبد واسمها عاتكة بنت خالد - أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ، وَخَرَجَ مِنْهَا مُهَاجِرًا إِلَى الْمَدِينَةِ وَهُوَ وَأَبُو بَكْرٍ رضى الله عنه، وَمَوْلَى أَبِى بَكْرٍ عَامِرُ بن فُهَيْرَةَ رضى الله عنه، ودَلِيلُهُمَا اللَّيْثِىُّ عَبْدُ اللهِ بن الأُرَيْقِطِ ..."
تعليق: المعاصرة والمواطنة فى كلام النبى المصطفى صلى الله عليه وسلم: انظر إلى أسبقيته صلى الله عليه وسلم فى إرساء أول معالم مصطلحات المواطنة والاختيار على أساس الكفاءة والصفات الإنسانية الفاضلة مجردةً عن التعصب المذهبى الأعمى الذى نراه فى الظرف الراهن، وكأنه يوجه النصيحة من منبره الآن لأمته فى الوقت المناسب تماما، فاختار رجلا مشركا إلا أن فيه مروءة عربية وأمانة وكفاءة وتخصصا ليكون دليل الرحلة المباركة التى انبنى عليها بعد ذلك قوام الدين كله إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها!
"... مَرُّوا عَلَى خَيْمَتَىْ أُمِّ مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيَّةِ، وَكَانَتْ بَرْزَةً - امرأة برزة إذا كانت كهلة لا تحتجب احتجاب الشواب وهى مع ذلك عفيقة عاقلة تجلس للناس وتحدثهم من البروز وهو الظهور والخروج - جَلْدَةَ تَحْتَبِى بِفِنَاءِ الْقُبَّةِ، ثُمَّ تَسْقِى وَتُطْعِمُ، فَسَأَلُوهَا لَحْمًا وَتَمْرًا لِيَشْتَرُوهُ مِنْهَا، فَلَمْ يُصِيبُوا عِنْدَهَا شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، وَكَانَ الْقَوْمُ مُرْمِلِينَ - أى نفذ زادهم - مُسْنِتِينَ - أى مجدبين، أصابتهم السّنة وهى القحط والجدب - ..."
تعليق: القدر يسوق إلى الكريمة من هو أكرم وأجود من الريح المرسلة: امرأةٌ شأنها الكرم والقِرى والإرفاد؛ إلا أن الدهرَ قُلَّبُ لا أمانَ له، فيسوق الله لهذه الكريمة الجوادة المعطاءة لكل من يمر بخيمتيها رجلا لم تكن لتحلم أن تراه أو تعرفه، ولم تكن لتعلم أنه لا يجوز لأمثالها أن يتكرم على مثله صلى الله عليه وسلم ، فهو الذى ولد يتيما لكى يكون نداءه دائما لمولاه (يارب أمتى) فتأتى حكمة من يقدِّرُ الأقدار أن يتزامن وقت جدبها وقحطها مع مروره بخيمتها فتنقلب الأعيان لأجله صلى الله عليه وسلم ويقضى الله أمرا كان مفعولا..
" ... فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى شَاةٍ فِى كِسْرِ الْخَيْمَةِ - أى جانبها وتفتح الكاف وتكسر - فَقَالَ (مَا هَذِهِ الشَّاةُ يَا أُمَّ مَعْبَدٍ ؟) قَالَتْ: خَلَّفَهَا الْجَهْدُ عَنِ الْغَنَمِ. قَالَ (فَهَلْ بِهَا مِنْ لَبَنٍ؟) قَالَتْ: هِى أَجْهَدُ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ (أَتَأْذَنِينَ أَنْ أَحْلُبَهَا؟) قَالَتْ: بَلَى بِأَبِى أَنْتَ وَأُمِّى، نَعَمْ إِنْ رَأَيْتَ بِهَا حَلْبًا فَاحْلُبْهَا ..."
تعليق: حسن الخطاب من ثمرات الفراسة والأدب: والمعصوم ينظر حوله وهو الذى أدَّبه ربُّه فأحسن تأديبه، لأن له نظرةٌ هى "نظرة الراعى" وهو والله خيرُ الرُّعاة، فينظر صلى الله عليه وسلم ليجدَ شيئاً يُجْرِى الله فيه على يديه تصاريفَ الجود والكرم والسخاء، ليكرم به أصحاب الخيمة كما احبوا أن يكرموه وعجزوا، فيرى الشاةَ وكأنهما على موعد ... ثم يتنزل من علياء النبوة إلى آفاق الخلق الرفيع على أرض الجمال ليستأذن أن يحلب الشاة ... وهنا يأتى دور فراسة أم معبد، ولم لا وقد رأت من بعض نوره ومضة، واستشعرت من عذب الحديث قصة، واغتسل القلب يقظانا بعد طول غفلة، فأرسل إلى الترجمان بيانا أنْ تأدبْ أيُّها اللسان فربما كان محدِّثُك هو النبىُّ العدنان، فانطلق مرتديا للأحرف إزاراً وللكلمات رداءاً، فقال - أى لسانها: بَلَى بِأَبِى أَنْتَ وَأُمِّى، نَعَمْ إِنْ رَأَيْتَ بِهَا حَلْبًا فَاحْلُبْهَا ... وهل لغيره يحلو مثل هذا الخطاب؟! وهل لغيره يكون مثل هذا التحبب والأدب ؟! فأثمر نبتها بعد أن رضى الحبيب وربُّ الحبيب.
"... فَدَعَا بِهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَسَحَ بِيَدِهِ ضَرْعَهَا وَسَمَّى اللهَ عز وجل وَدَعَا لَهَا فِى شَاتِها، فَتَفَاجَّتْ - أى فتحت ما بين رجليها للحلب، والتفاج المبالغة فى تفريج ما بين الرجلين - عَلَيْهِ وَدَرَّتْ واجْتَرَّتْ، وَدَعَا بِإِنَاءٍ يُرْبِضُ الرَّهْطَ - أى يرويهم، يثقلهم حتى يناموا ويمتدوا على الأرض. والرهط: ما بين الثلاثة إلى العشرة - فَحَلَبَ فِيهَا ثَجًّا - أى لبنا سائلا كثيرا - حَتَّى عَلاهُ الْبَهَاءُ - يريد علا الإناء بهاء اللبن وهو وبيص رغوته يريد أنه ملأها - ثُمَّ سَقَاهَا حَتَّى رُوِيَتْ، وَسَقَى أَصْحَابَهُ حَتَّى رَوَوْا، وَشَرِبَ آخِرَهُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ أَرَاضُوا - يريد أنهم شربوا حتى رووا فنقعوا بالرى - ثُمَّ حَلَبَ فِيهَا ثَانِيًا بَعْدَ بَدْءٍ حَتَّى مَلأَ الإِنَاءَ، ثُمَّ غَادَرَهُ عِنْدَهَا ثُمَّ بَايَعَهَا وارْتَحَلُوا عَنْهَا ..."
تعليق: المسح باليد والتسمية ثم الدعاء: انظر إلى هذا الترتيب الغريب العجيب، فهديُه صلى الله عليه وسلم لنا أن نسمى الله أولا فندعو ثم نمسح، أما هو صلى الله عليه وسلم فبركته مجعولة فى ذاته بجعل مولاه لا بجعل غيره، حتى أن مجرد نظره لصحابته الكرام كان تربية وترقية لهم ففى الأثر عن عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الَّذِى دَخَلَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، أَضَاءَ مِنْهَا كُلَّ شَيْءٍ وَمَا نَفَضْنَا أَيْدِيَنَا عَنِ التُّرَابِ، وَإِنَّا لَفِى دَفْنِهِ حَتَّى أَنْكَرْنَا قُلُوبَنَا ... فبمسح يده حصل الشفاء، وبالتسمية انتفى النقص واكتمل العطاء، وبالدعاء تعدى النفع إلى كل من شرب من هذه الشاة ونسلها من الشاء، أما صاحبة الشاة فحسبها أن بايعها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يرحل عنها، فتكتَّمَت أمرَه صلى الله عليه وسلم حتى على زوجها لما رجع ..
"... فَقَلَّمَا لَبِثَتْ حَتَّى جَاءَ زَوْجُهَا أَبُو مَعْبَدٍ يَسُوقُ أَعْنُزًا عِجَافًا يَتَسَاوَكْنَ هُزْلا - يقال تساوكت الإبل إذا اضطربت أعناقها من الهزال. أراد أنها تتمايل من ضعفها - ضُحًى، مُخُّهُنَّ قَلِيلٌ، فَلَمَّا رَأَى أَبُو مَعْبَدٍ اللَّبَنَ عَجِبَ، وَقَالَ: مِنْ أَيْنَ لَكَ هَذَا اللَّبَنُ يَا أُمَّ مَعْبَدٍ؟ وَالشَّاةُ عَازِبٌ حِيَالٌ - أى بعيدة المرعى لا تأوى إلى المنزل فى الليل. و"الحيال": جمع حائل وهى التى لم تحمل - وَلا حَلُوبةَ فِى الْبَيْتِ؟ قَالَتْ: لا وَاللهِ إِلا أَنَّهُ مَرَّ بنا رَجُلٌ مُبَارَكٌ مِنْ حَالِهِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: صِفِيهِ لِى يَا أُمَّ مَعْبَدٍ ...)
تعليق: وصف النبى صلى الله عليه وسلم باب أهمله الكثير: وهو من أوجب الواجبات فى الدين، وذلك لأنه يُثمر دوام التعلق بالنبى صلى الله عليه وسلم ، وهو بدوره يؤدى إلى كمال اتباعه صلى الله عليه وسلم ، حتى أنه ورد عن مولانا الإمام الحسن ومولانا الإمام الحسين فى روايتين للحديث أنهما طلبا من خالهما سيدنا هند بن أبى هالة رضى الله عنه أن يصف لهما رسول الله ليتعلقا بذلك. ففى شعب الإيمان للبيهقى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِىٍّ، قَالَ: سَأَلْتُ خَالِى هِنْدَ بْنَ أَبِى هَالَةَ وَكَانَ وَصَّافًا عَنْ حِلْيَةِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم - وحِلْيةُ الرجل صفته - وَأَنَا أَشْتَهِى أَنْ يَصِفَ لِى شَيْئًا مِنْهَا أَتَعَلَّقُ بِهِ، - وفى رواية: الكامل لابن عدى عن أبى الحسن على بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب حدثنى مغيث مولى جعفر بن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه انه قال: قال الحسين بن على سألت خالى هند بن أبى هالة عن حلية رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان وصافا وانا ارجوا ان يصف لى منه شيئا اتعلق به فقال ..." وهما من ورَّثَهُمَا النبى صلى الله عليه وسلم خصالَه الشريفة كما هو وارد فى صحيح السنة.
"... قَالَتْ: رَأَيْتُ رَجُلا ظَاهَرَ الْوَضَاءَةِ - ظاهر الحسن والجمال والنظافة - أَبْلَجَ الْوَجْهِ - الأبلج: الأبيض الحسن الواسع الوجه. والمعنى: مشرق الوجه مضيئه - حَسَنَ الْخَلْقِ لَمْ تَعِبْهُ ثُحْلَةٌ - أى دقة وهزال - وَلَمْ تُزْرِ بِهِ صَعْلَةٌ - هى صغر الرأس، وهى أيضا الدقة والنحول فى البدن - وَسِيمٌ - الثابت الحسن - فِى عَيْنَيْهِ دَعَجٌ - شدة سواد العين فى شدة بياضها - وَفِى أَشْفَارِهِ غَطَفٌ - الأشفار جمع شفر بالضم، وقد يفتح وهو العين الذى ينبت عليه الشعر. والغطف: هو أن يطول شعر الأجفان ثم ينعطف - وَفِى صَوْتِهِ صَهَلٌ - حدة الصوت مع بَحَحٍ. ويروى صحل وهو صوت فيه بحة وغلظ - وَفِى عُنُقِهِ سَطَعٌ - أى ارتفاع وطول - وَفِى لِحْيَتِهِ كَثَاثَةٌ - أراد كثرة أصولها وشعرها، وأنها ليست بدقيقة، ولا طويلة - أَزَجُّ - الزجج: تقوس فى الحاجب مع طول فى طرفه وامتداد - أَقْرَنُ - القرن: بالتحريك: اقتران الحاجبين بحيث يلتقى طرفاهما - إِنْ صَمَتَ فَعَلَيْهِ الْوَقَارُ، وَإِنْ تَكَلَّمَ سَمَاهُ وَعَلاهُ الْبَهَاءُ، أَجْمَلُ النَّاسِ وَأَبَهَاهُ مِنْ بَعِيدٍ، وأَحْلاهُ وَأَحْسَنُهُ مِنْ قَرِيبٍ، حُلْوُ الْمِنْطَقِ، فَصْلٌ لا هَذِرٌ وَلا تَزِرٌ - النزر: القليل. أى ليس بقليل فيدل على عى، ولا كثير فاسد - كَأَنَّ مَنْطِقَهُ خَرَزَاتٌ نَظْمٌ يَتَحَدَّرْنَ، رَبْعٌ لا يَأْسَ مِنْ طُولٍ - أى ليس بالطويل الذى يؤيس مباريه عن مطاولته - وَلا تَقْتَحِمُهُ عَيْنٌ مِنْ قِصَرٍ - أى لا تتجاوزه إلى غيره احتقارا له. وكل شيء ازدريته فقد اقتحمته - غُصْنٌ بَيْنَ غُصْنَيْنِ فَهُوَ أَنْضَرُ الثَّلاثَةِ مَنْظَرًا، وَأَحْسَنُهُمْ قَدْرًا، لَهُ رُفَقَاءُ يَحُفُّونَ بِهِ، إِنْ قَالَ أَنْصَتُوا لِقَوْلِهِ، وَإِنْ أَمَرَ تَبَادَرُوا إِلَى أَمْرِهِ، مَحْفُودٌ - الذى يخدمه أصحابه ويعظمونه ويسرعون فى طاعته - مَحْشُودٌ - مطاع - لا عَابِسٌ - الكَرِيهُ المَلْقَى الجَهْمُ المُحَيَّا - وَلا مُفَنَّدٌ - هو الذى لا فائدةَ فى كلامه لِكَبِرٍ أصابه - قَالَ أَبُو مَعْبَدٍ: هُوَ وَاللهِ صَاحِبُ قُرَيْشٍ الَّذِى ذُكِرَ لَنَا أَمْرُهُ مَا ذُكِرُ بِمَكَّةَ، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَصْحَبَهُ وَلأَفْعَلَنَّ إِنْ وَجَدْتُ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلا.
تعليق: إسلام أبى معبد: ونسوق هنا سؤالا لمن أطلق الحكم بتكفير أبى طالب عم النبى المصطفى صلى الله عليه وسلم بل وأبوى المصطفى صلى الله عليه وسلم فنقول: ما رأيكم فى من يطلق الحكم بإسلام أبى معبد بعد هذه الكلمات الطيبات التى بثَّها بعد أن سمع أوصافه صلى الله عليه وسلم من زوجته أم معبد رضى الله عنها؟ أظنه والله لا يكون إلا مسلما حسن إسلامه ورب الكعبة ، بل وأجد مستندا فى غاية القوة لهذا فى قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى) والحمد لله أن وردت الأخبار بإسلامهما عند أهل علم الرجال، فما بالك بمن نافح عنه أمام الدنيا كلها حتى عبر صلى الله عليه وسلم بدعوته إلى شاطئ الأمان، فلله درك يا أم معبد، ولله درك يا أبا معبد من مثل يحتذى على مر السنين ...
د. إبراهيم الدسوقى
-----------
رابط الموضوع:
http://www.almagalla.info/2012/jan12.htm
========
ارشيف الموضوعات السابقة:
http://www.almagalla.info/archives_ar/group_study.htm
========
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alkaswaa.ahlamontada.com
 
بركته أينما حل أو رحل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
!¨°o:[[ منتديات القـصـــــــــــــواء]]: o°¨! :: ! الدين الاسلامي القويم ! :: !¨°o:[[ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ]]: o°¨!-
انتقل الى: