السيدة رابعة العدوية رضي الله عنها
الصالحة بنت الصالحين
تعريف بها
من هي رابعه ؟
السيدة رابعة العدوية رضي الله عنها
الصالحة بنت الصالحين
عام 100 هجريا
وفى مدينة البصرة
وفى ساعة
متأخرة من الليل
وفى كوخ يقع بأخر المدينة الجديدة التي أقامها المسلمين لتكون
مركز إشعاع حضاري من دين الإسلام لعالم الفرس وما حوله.
انتهى صراخ ألام .
سيدة
كانت في حالة وضع لتعلن لزوجها الرجل الصالح إسماعيل القيس أن الله قد
رزقه بمولودة
أخرى تضاف إلى بناته الثلاث الأخريات فما كان منه إلا أن قال في حسرة تحرق قلبه بعد
افتقاد الأمل في الولد بان سماها رابعة
وفوق الآلام دارت أعين الزوجين يبحثان
عن اى شيء هن وهناك يصلح غطاء للطفلة الوافدة
ولم يجدا
شيئا
وفى حياء الاصلاء
قالت الوالدة لزوجها " اذهب إلى الجيران واطلب منهم قطرات من زيت لنضيء به المصباح
وشيء من دهن لندهن به الخلاص
وفى حرج قال لها الزوج الصالح ولكن " هل تذكرين
أنى قد عاهدت الله ألا اطلب من احد شيء " وما زالت الزوجة به حتى أقنعته بالعدول عن
راية
وذهب الأب وطرق باب الجيران ولم يفتح له احد. وعاد ليعلن أخفاقة
لزوجته.....
وليمسك نفسه من الألم والحزن وهو لا يجد في يده شيئا
ولا يملك لزوجته
ما يعينها على حالها
ويتمزق قلبة .
وإزاء هذا الألم الذي يعصر قلبه رفع عينيه
إلى السماء يطلب من الله أن يجعل له من ضيقة فرجاً .
وقام وصلى ركعتين لله
واستعان على ما هو فيه ببعض من آيات القران الكريم تلاها ودعا الحق تبارك
وتعالى بأدعية تعلمها فابتهل بها.
وفجأة- أخذته سنة من النوم .. فرأى سيدنا محمد
صلى الله عليه وسلم في المنام يقول له – كما تجمع كل الروايات : –
( لا عليك لان هذه البنت التي ولدت هي سيدة وان سبعين ألفا من امتى ليرجون شفا عتها )
وأمره عليه الصلاة والسلام أن
(
اذهب إلى عيسى زا زان أمير البصرة واكتب له
ورقة
وقل له انك تصلى
على مائة صلاة وفى ليلة الجمعة أربعمائة
–
ولكن في يوم الجمعة
الأخيرة نسيتني فادفع كفارة أربعمائة دينار حلال لهذا الشخص )
واستيقظ الوالد من
نومه القصير فرحا ... بهذه البشرة واتجه من فوره إلى بيت الأمير
..
وكتب الرسالة
وسلمها للحاجب
– رغم الوقت المبكر –
وطلب منه سرعة إبلاغها إلى الأمير في عاجلة
وهامة
وما كاد الأمير يقراها حتى هلل وكبر ..
وأصدر أوامره بتوزيع الصدقات على
الفقراء والمجتاحين ..
وان يدفع لصاحب الرسالة ما ذكره وطلب من الحاجب أن
يستدعيه ليراه ويسمع منه الرؤيا
وانصرف الحاجب .. ولكن لم يسر طويلا حتى لحق به
الأمير..
ليذهب بنفسه للقاء والد رابعة .لأنه ( رأى من الاوفق أن لا ياتى الشيخ
إليه ..
بل يذهب هو – الأمير – له
وذهب الأمير وطرق باب الكوخ الصغير
وقدم
للمولودة الصالحة كل ما تحتاجه هي وأمها من ملابس وغيره
وأعطاهم أموال لا عد لها
وكانت نقطة تحول في حياة هذه الأسرة وكفاهم الله مؤونة متاعب الحياة .. ببركة
المولودة الجديدة الصالحة التي بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ابوها .
قيل
للسيدة رابعة العدوية كيف رايتى المحبة
قالت ( ليس للمحب وحبيبه بين وانما
هونطق عن شوق ووصف عن ذوق فمن ذاق عرف ومن وصف فما اتصف
وكيف تصف شئ آنت في
حضرة غائب وبوجوده ذائب وبشهوده ذاهب وبصحوك منه سكران وبفراغك له
ملآن
وبسرورك
له ولهان فما ثم إلا دهشة دائمة وحيرة لازمة وقلوب هائمة
وأسرار كاتمة
وأجساد
من
السقم غير سالمة والمحبة بدولتها
الصارمة في القلوب حاكمة
وعند قيامها
الليل
كانت تقول لقد نامت العيون وغفل الغافلون وبقيت الخاطئة بين يديك فلعلك تنظر
اليها تمنعها بها من النوم عن خدمتك وعزتك وجلالك لا أنام عن خدمتك في ليل ولا نهار
الا غلبة حتى
القاك
رضى الله عن الصالحين فهم الذين سخروا أجسادهم وقلوبهم
وارواحهم وكل ما فيهم
لخدمة الدين الاسلامي
والطمع في نوال أعلى الدرجات في جنات
النعيم
.............................
أهميتها وتأثيراتها
- رابعة العدوية هي من الشخصيات التي تختلط بشأنها الحقيقة والأسطورة ، ولكن الكل يجمع علي كونها من المتصوفين العظام، وأثرت في الفكر الإسلامي الصوفي وهي مؤسسة أحد المذاهب الصوفية وهو: "العشق الإلهي".
- هي من أبرز من أسسوا فكرة الحب الإلهي الذي بنته علي الشوق والوجد والأنس في العلاقة بين الإنسان وربه.
- لذلك تعتبر مؤسسة ورائدة لمذهب من المذاهب الصوفية الإسلامية. وبرزت في التاريخ بحبها لله الذي كان (وللأسف مازال) من الصعب علي الكثيرين أن يستوعبوه.
- لشدة حبها لله نسجت حولها الكثير من القصص الوهمية ولكنها تصب جميعها حول فكرة العشق والهيام بين النفس الإنسانية وخالقها.
- نهج علي نهجها الكثيرون عبر التاريخ وإن كانت هي القائدة والمرشد لهم، فمثلاً:
ذو النون المصري (المتوفى عام 245هجرية) وهو أستاذ لكل من تحدث عن الحب والمعرفة في التصوف قيل عنه أنه "إنما كان يردد ما أدعته رابعة العدوية".
أيضاً أبن الفارص (المتوفى 632 هجرية) والملقب بشيخ المحبين في عالم الأشواق والمواجيد فقد قيل عنه أنه "لم يزد في الحب الإلهي عما قالته رابعة العدوية".
رابعة العدوية وشعرها عن العشق الإلهي
- أنعم الله علي رابعة بموهبة الشعر وتأججت تلك الموهبة بعاطفة قوية ملكت حياتها فخرجت الكلمات منسابة من شفتيها تعبر عن ما يختلج بها من وجد وعشق لله وتقدم ذلك الشعر كرسالة لمن حولها ليحبوا ذلك المحبوب العظيم. ومن أشعارها نقتبس ما يلي:
يا سروري ومنيتي وعمادي
وأنيسي وعدتي ومرادي
أنت روح الفؤاد أنت رجائي
أنت لي مؤنس وشوقك زادي
أنت لولاك يا حياتي وأنسي
ما تشتت في فسيح البلاد
كم بدت منةٌ، وكم لك عندي
من عطاء ونعمة وأيادي
حبك الآن بغيتي ونعيمي
وجلاء لعين قلبي الصادي
إن تكن راضياً عني فأنني
يا مني القلب قد بدا إسعادي