!¨°o:[[ منتديات القـصـــــــــــــواء]]: o°¨!
أول ما تبدء أي عمل قول بسم الله الرحمن الرحيم وتقول اللهم صل على سيدنا محمد واله وسلم ومرحبا بك في منتديات القصواء لو انت زائر شرفنا مروركم الكريم وتشرفنا بالتسجيل واذا كنت من الاعضاء نرجوا سرعة الدخول ومسموح بالنقل او الاقتباس من المنتدى
!¨°o:[[ منتديات القـصـــــــــــــواء]]: o°¨!
أول ما تبدء أي عمل قول بسم الله الرحمن الرحيم وتقول اللهم صل على سيدنا محمد واله وسلم ومرحبا بك في منتديات القصواء لو انت زائر شرفنا مروركم الكريم وتشرفنا بالتسجيل واذا كنت من الاعضاء نرجوا سرعة الدخول ومسموح بالنقل او الاقتباس من المنتدى
!¨°o:[[ منتديات القـصـــــــــــــواء]]: o°¨!
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


رَفَعَ اللَّهُ لِلْمُتَيَّمِ قَدْراً
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولالطريقة البرهانية الدسوقية الشاذليةموقع رايات العز اول جريدة اسلامية على النتالمجلة البرهانية لنشر فضائل خير البريةشاهد قناة القصواء عالنت قناة البرهانية على اليوتيوبحمل كتب التراث من موقع التراث

==== ========= عن سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الزموا مودتنا أهل البيت، فإنه من لقي الله عز وجل وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا، والذي نفسي بيده لا ينفع عبداً عمله إلا بمعرفة حقنا". رواه الطبراني في الأوسط ========= ==== ==== عن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي". رواه الطبراني ورجاله ثقات. ========= ==== عن سيدنا جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل جعل ذرية كل نبي في صلبه، وإن الله تعالى جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب رضي الله عنه". رواه الطبراني ========= ==== عن سيدنا جابر رضي الله عنه أنه سمع سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول للناس حين تزوج بنت سيدنا علي رضي الله عنه : ألا تهنئوني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ينقطع يوم القيامة كل سبب ونسب إلا سببي ونسبي". رواه الطبراني في الأوسط والكبير ========= ==== ==== عن سيددنا ابن عمر رضي الله عنهما عن سيدنا أبي بكر - هو الصديق - رضي الله عنه قال ارقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته. رواه البخارى ==== وفي الصحيح أن الصديق رضي الله عنه قال لعلي رضي الله عنه: والله لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي . ========= ==== عن سيدنا جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول "يا أيها الناس إني تركت فيكم ما إن اخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي " . رواه الترمذي ========= ==== عن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس عن أبيه عن جده عبدالله بن عباس رضي الله عنهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أحبوا الله تعالى لما يغذوكم من نعمه وأحبوني بحب الله وأحبوا أهل بيتي بحبي" . رواه الترمذي ========= ==== عن أبي إسحاق عن حنش قال سمعت أبا ذر رضي الله عنه وهو آخذ بحلقة الباب يقول: يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن أنكرني فأنا أبو ذر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح عليه الصلاة والسلام من دخلها نجا. ومن تخلف عنها هلك". رواه أبويعلى ==== عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنا وعلي وفاطمة وحسن وحسين مجتمعون ومن أحبنا يوم القيامة نأكل ونشرب حتى يفرق بين العباد". فبلغ ذلك رجلاً من الناس فسأل عنه فأخبره به فقال: كيف بالعرض والحساب؟ فقلت له: كيف لصاحب ياسين بذلك حين أدخل الجنة من ساعته. رواه الطبراني ========== ==== وعن سلمة بن الأكوىه,±رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"النجوم جعلت أماناً لأهل السماء وإن أهل بيتي أمان لأمتي". رواه الطبراني ======== وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهلي من بعدي". رواه أبو يعلى ورجاله ثقات. ========= ==== ==== الله الله الله الله ====
..
..
..

 

 المجلة عدد شهر اكتوبر 2012

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم جعفر
Admin
ابراهيم جعفر


عدد المساهمات : 439
تاريخ التسجيل : 01/01/2008

المجلة عدد شهر اكتوبر 2012 Empty
مُساهمةموضوع: المجلة عدد شهر اكتوبر 2012   المجلة عدد شهر اكتوبر 2012 Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 31, 2012 9:26 am

المجلة عدد شهر اكتوبر 2012 007

المجلة عدد شهر اكتوبر 2012 101
المجلة عدد شهر اكتوبر 2012 113

المجلة عدد شهر اكتوبر 2012
http://almagalla.info/2012/oct.htm
============

دين الصبابة

دِينُ الصَّبَابَةِ لِلْأَحِبَّةِ عُرْوَةٌ لَوْلَا الشَّهَادَةُ مَا اسْتَقَامَ الدِّينُ (67/1)

البيت الأول من القصيدة السابعة والستين من الدرر الفريدة لديوان شراب الوصل للإمام فخر الدين، ولتدارس هذا البيت نبدأ فنقول والله الموفق والمعين: الدين: ديْن نحن مدينين به، الصبابة: الشَّوْق وقيل: رقته وحرارته فالدين كله مراتب فى الحب لله تتفاوت درجاته بين الخلق، وفى ذلك المعنى يخبر السيد فخر الدين عن كتاب العارف بالله سيدى عبد الكريم الجيلى المتوفى سنة 805 هـ، وهو رضي الله عنه من أكابر العارفين وأئمة الصوفية، يقول: أن أول هذه المراتب فى الخلق الميل وهو انجذاب القلب إلى المطلوب فإذا زاد سمى رغبة، فإذا زاد سمى طلباً، فإذا زاد سمى ولهاً، فإذا اشتد ودام سمى صبابة، فإذا قوى واسترسل بالقلب فى المعنى المراد سمى هوى، فإذا استولى حكمه على الجسد بحيث أن يفنى المحب عن نفسه سمى شغفاً، فإذا نمى وظهرت علاماته، بحيث أن يفنى المحب عن نفسه وعن فنائه سمى غراماً، فاذا استحكم وطفح وظهر وتمكن تمكناً أفنى المحب عن نفسه وعن حبيبه أيضاً بحيث يبقى الأمر شيئاً واحداً، وهو الحب المطلق سمى عشقاً.

فنجد أن الصبابة هى المرتبة الخامسة فى مراتب الحب، وهى مرتبة ليست بالبسيطة فصاحبها قد قطع فى مراتب الحب قبلها أربع مراتب وهذه المرتبة متوسطة بين أربعة مراتب دونها وأربعة مراتب بعدها، وصاحبها يسمى صَبّ وهو يقول ما يشاهده فهو يحدث ويدعو إلى الله على بصيرة كما تخبرنا الآية الكريمة ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِى أَدْعُو إلى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِى وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ يوسف 108، فهؤلاء المشاهدون المحبون الذين يدعون إلى الله على بصيرة كلامهم ونصائحهم وإرشادهم فى الدين تكون لأحباب الله ورسوله عروة يستمسكون بها حتى لا تزل قدمهم ويخيب مسعاهم فى الدنيا فتخيب آخرتهم فإن كلام مثل أؤلئك هو سر الفوز والنجاة فى الآخرة.

وفى هذا المعنى من الآيات آيتين:

الأولى ﴿لَا إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَىِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ البقرة 256، الثانية ﴿وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إلى اللهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللهِ عَاقِبَةُ الْأُمُور﴾ لقمان 22.

أما عن الآية الأولى يقول الشيخ الماوردى ﴿لَا إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَىِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ قوله تعالى ﴿لَا إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ﴾ فيه ثلاثة أقاويل:

أحدها: أن ذلك فى أهل الكتاب، لا يُكْرَهُون على الدين إذا بذلوا الجزية، قاله قتادة.

والثانى: أنها نزلت فى الأنصار خاصة، كانت المرأة منهم تكون مِقْلاَةً لا يعيش لها ولد، فتجعل على نفسها، إن عاش لها ولد أن تهوّده، ترجو به طول العمر، وهذا قبل الإسلام، فلما أجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى النضير، كان فيهم من أبناء الأنصار، فقالت الأنصار: كيف نصنع بأبنائنا؟ فنزلت هذه الآية، قاله ابن عباس.

والثالث: أنها منسوخة بفرض القتال، قاله ابن زيد ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ﴾ فيه سبعة أقوال:

أحدها: أنه الشيطان وهو قول عمر بن الخطاب. والثانى: أنه الساحر، وهو قول أبى العالية. والثالث: الكاهن، وهو قول سعيد بن جبير. والرابع: الأصنام. والخامس: مَرَدَة الإنس والجن. والسادس: أنه كل ذى طغيان طغى على الله، فيعبد من دونه، إما بقهر منه لمن عبده، أو بطاعة له، سواء كان المعبود إنساناً أو صنماً، وهذا قول أبى جعفر الطبرى. والسابع: أنها النفس لطغيانها فيما تأمر به من السوء، كما قال تعالى ﴿إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ﴾ يوسف 53.

واختلفوا فى ﴿الطَّاغُوتِ﴾ على وجهين: أحدهما: أنه اسم أعجمى معرّب، يقع على الواحد والجماعة. والثانى: أنه اسم عربى مشتق من الطاغية، قاله ابن بحر.

﴿وَيُؤْمِن بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى﴾ فيها أربعة أوجه: أحدها: هى الإيمان الله، وهو قول مجاهد. والثانى: سنة الرسول. والثالث: التوفيق. والرابع: القرآن، قاله السدى.

﴿لاَ انفِصَامَ لَهَا﴾ فيه قولان: أحدهما: لا انقطاع لها، قاله السدى. والثانى: لا انكسار لها، وأصل الفصم: الصدع .أ. هـ.

فكأن السيد فخر الدين يقول اتباع الأحبة لدين هؤلاء: الصبابة عروة وثقى التى هى الإيمان بالله وسنة رسوله أو القرآن أو التوفيق إلى هذا كله، وذلك فى ضوء تفسير الشيخ الماوردى.

أما الآية الثانية ﴿وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إلى اللهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾ لقمان 22، فيقول الشيخ ابن عجيبة: يقول الحق جل جلاله ﴿ومن يُسْلِمْ وَجْهَه إلى الله﴾ أى: ينقاد إليه بكليته، وينقطع إليه بجميع شراشره، بأن فوض أمره إليه، وأقبل بكُلِّيَّتِهِ عليه، ﴿وَهُوَ مُحْسِنٌ﴾ فى أعماله قال القشيرى: من أَسْلَمَ نَفْسُه، وأخلص فى الله قَصْدَهُ، فقد استمسك بالعروة الوثقى. أ هـ. فالاستسلام قد يكون بغير إخلاص، فلذلك قال ﴿وَهُوَ مُحْسِنٌ﴾، قاله المحشى وقلت: وفيه نظر؛ فإن الحق تعالى إنما عبَّر بالإسلام لا بالاستسلام، وإنما المعنى: أسلم وجهه فى الباطن، وهو محسن بالعمل فى الظاهر، ﴿فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى﴾، أى: تعلق بأوثق ما يتعلق به؛ فالعروة: ما يستمسك به. والوثقى: تأنيث الأوثق. فمثّلَ حال المسلم المتوكل بحال من أراد أن يَتَدَلَّى من شاهق جبل، فاحتاط لنفسه، بأن استمسك بأوثق عروة من حبل متين، مأمونٍ انقطاعُهُ. قال الهروى: أى: تمسك بالعقد الوثيق، وقال الأزهرى: أصله: من عروة الكلأ، وهو: ماله أصل ثابت فى الأرض، من الشيح وغيره من الشجر المستأصل فى الأرض، ضُربَتْ مثلاً لكل ما يُعْتَصَمُ به ويُلْجأُ إليه. أ هـ.

أما التأويل فى الإشارة فيقول: ومن يَنْقَدْ بكليته إلى مولاه، وغاب عن كل ما سواه، وهو من أهل مقام الإحسان، بأن أشرقت عليه شمس العيان، فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها أبداً، ومن أمارات الانقياد: ترك التدبير والاختيار، والرضا والتسليم لكل ما يبرز من عنصر الاقتدار، وترك الشكوى بأحكام الواحد القهار، ﴿وَإِلَى اللهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾؛ فيوصل من يشاء برحمته، ويقطع من يشاء بعدله، ومن يجحد طريق الخصوص من أهل زمانه؛ فلا يحزنك، أيها العارف، فعله، إلينا إيابهم، وعلينا حسابهم، فَسَنُمَتَّعهُمْ بحظوظهم، والوقوف مع عوائدهم، زماناً قليلاً، ثم نضطرهم إلى غم الحجاب وسوء الحساب والعياذ بالله.

وفى ضوء الإشارة نفهم من كلام السيد فخر الدين: فكل واحد يأخذ من هذا العطاء على قدر ما شاء الله أن يعطيه فالعلم رزق لذلك قلت نفهم، فهذا فهمنا وليس مراد الشيخ كله ففهم الشيخ أعلى وأعمق ولكننا نقول ما فهمناه وهو أن دين الصبابة هو ما يدين به الصبابة تجاه ربهم فنحن فى زمان كثرت فيه الطوائف وكل طائفة لها تصور للدين فى ذهنها فهى تدعوا إليه لكن المحبين الصادقين يرشدوننا إلى الدين الحق الذى إن صدقنا به وعملنا به نكون قد استمسكنا بالعروة الوثقى التى لا انفصام لها ومثال هذا المعنى ما أورده ابن عجيبة فى إشارته وهو أن العبد يخلّص نفسه كله إلى الإحسان وهو مقام المشاهده وهو الذى قال عنه الحبيب صلى الله عليه وسلم أن تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن أى فنيت عن نفسك، فسوف تراه أى ترى تجليات اسم الله الجامع للأسماء كلها فإن الله قد حذرنا من ذاته وحدودنا الاسم الله وليس وراء الاسم الله مرمى لرامى كما قال الإمام الشافعى رضي الله عنه ، ولهذه المشاهد قال السيد فخر الدين فى الشطر الثانى: لَوْلَا الشَّهَادَةُ مَا اسْتَقَامَ الدِّينُ، وهذ منطق سليم فالذى يخبر عن شىء يراه أصدق ممن يخبر عن شىء علمه، فهم يخبرون عن حاله يعيشونها ويرونها، اللهم أنفعنا بهم وبأحوالهم وعلومهم فتكون لنا عروة وثقى نستمسك بها.

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.
محمد مقبول
=======
رابط الموضوع :- http://almagalla.info/2012/oct1.htm
=======

السيدة صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها
الصابرة المحتسبة

اسمها ونسبها رضي الله عنها
هى صفية بنت عبد المطلب بن هاشم القرشية الهاشمية، عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووالدة الزُّبير بن العوام، أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهى شقيقة سيدنا حمزة، أمُّها هالة بنت وهب خالةُ رسولِ اللهِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان أول مَن تزوَّجها الحارثُ بن حَرْب بن أُمية ثم هلكَ، فخلف عليها العوَّام بن خُويلد بن أسد بن عبد العُزَّى، فولدت له الزُّبيرَ والسَّائبَ.

اسلامها رضي الله عنها :
أسلمت السيدة صفية مع ولدها الزبير وأخيها حمزة، وبايعت النبى وهاجرت إلى المدينة، وكانت من أوائل المهاجرات، وما يذكر فى ذلك، أنه لم يختلف فى إسلامها أحد وإن كانت جميع عمات الرسول صلى الله عليه وسلم قد ثبت إسلامهن بأحد الطرق، وكانت رضي الله عنها مقاتلة شجاعة. ويذكر التاريخ لستنا صفية أنها نالت شرف الصحبة، روت عن النبى بعض الأحاديث وروى عنها.

بعض فضائلها رضي الله عنها:
ولقد كانت السيدة صفية رضي الله عنها من اللواتى قد شاركن المجاهدين وشهدت واقعة يوم أحد، وكانت فى طليعة النساء اللواتى خرجن لخدمة المجاهدين وتحميسهن للجهاد ومداواة الجرحى، ولما انهزم المسلمون بعد أن خالف الرماة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالثبات سواء كان النصر أم كانت الهزيمة وانفض اكثر الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يبق حوله سوى القلائل من أصحابه قامت السيدة صفية وبيدها رمح تضربه فى وجوه الناس الفارين المنهزمين والأعداء والمشركين، وتقول لهم "انهزمتم عن رسول الله"؟ فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم أشفق عليها وقال لابنها الزبير بن العوام (الحقها فأرجعها لا ترى ما بشقيقها حمزة بن عبدالمطلب) فلقيها الزبير فقال: يا أماه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن ترجعى. فقالت السيدة صفية رضي الله عنها: ولم؟ فقد بلغنى انه مُثل بأخى وذلك فى الله عز وجل قليل فما أرضانا بما كان من ذلك ولأحتسبن ولأصبرن إن شاء الله تعالى.

وعاد الزبير رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخبره بذلك فقال صلى الله عليه وسلم (خل سبيلها) فأتت السيدة صفية إلى سيدنا حمزة فنظرت إليه وصلت عليه واسترجعت واستغفرت. ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم به فدفن.

موقفها رضي الله عنه يوم الخندق:
لقد كان من عادة الرسول صلى الله عليه وسلم إذا عزم على غزوة من الغزوات أن يضع النساء والذرارى فى الحصون خشية أن يغدر بالمدينة غادر فى غيبة حُماتها .

فلما كان يوم الخندق جعل نساءه وعمته وطائفة من نساء المسلمين فى حصنٍ لحسان بن ثابت ورثة عن آبائه, وكان من أمنع حصون المدينة مناعةً وأبعدها منالاً وقد كانت يوم الخندق فى حصنِ حسَّان بن ثابت، قالت: وكان حسانُ معنا فى الذرية, فمرَّ بالحصن يهودى فجعل يطيف بالحصن والمسلمون فى نحورِ عدوِّهم، ثم ساقتِ الحديث، وأنها نزلتْ وقتلتِ اليهودى بعمودٍ. فروى هشام عن أبيه عنها قالتْ: أنا أولُ امرأةٍ قتلتْ رَجُلاً ؛كان حسَّانُ معنا، فمرَّ بنا يهودىٌّ، فجعل يطيف بالحصن، فقلتُ لحسَّان: إنَّ هذا لا آمنه أنْ يدلَّ على عورتنا، فقُم فاقتله، قال: يغفرُ الله لك، لقد عرفت ما أنا بصاحبِ هذا، فاحتجزتُ وأخذتُ عموداً، ونزلتُ فضربتُهُ، حتى قتلته. وعن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالتْ: لمَّا نزلتْ ﴿وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾ الشعراء 214. قام النبى صلى الله عليه وسلم فقالَ (يا فاطمةُ بنتُ محمد، يا صفيةُ بنتُ عبد المطلب، يا بنى عبد المطلب، لا أملكُ لكم مِن اللهِ شيئاً، سلُونى من مالى ما شئتُم). وهى القائلةُ تندبُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

عين جودى بدمعــة وسهــــود واندبى خير هالـك مفقـود
واندبى المصطفى بحزن شديد خالط القلب فهو كالمعمود
كدت أقضـى الحياة لمـــا أتــاه قدر خط فى كتاب مجيــد
فلقــد كــــان بالعبـــاد رؤوفـــا ولهم رحمة وخير رشيـــد
رضى الله عنـه حيـــاً وميتـــاً وجزاه الجنان يوم الخلود

وعن جعفر بن محمد عن أبيه قال: لما قُبض النبى خرجت صفيةُ تلمع بردائها، وهى تقول:

قد كان بعدك أنباء وهنبثة لو كنت شاهدها لم يكثر الخطب

وفاتها رضي الله عنها :
توفيت رضي الله عنها فى خلافة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة عشرين هجرية وقد بلغت من العمر ثلاث وسبعين سنة وصلى عليها سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ودفنت فى البقيع، كانت أول امرأةٍ قتلت مشركاً فى الإسلام.

كانت رضي الله عنها صابرة محتسبة، راضية بقضاء الله، ترى كل المصائب هينة مهما عظمت ما دامتْ فى سبيل الله، فهى قدوة، فى وجدها إنسانة وفى صبرها مؤمنة، فرضى الله عن السيدة صفية بنت عبد المطلب.

راوية رمضان
=======

الرميساء

قد يعجبك اسم رميساء ولكن من هى الرميساء؟ وماذا تعرف عنها؟ وماذا قدمت للاسلام؟

الرميساء:
هى أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب الانصارية وهى أم أنس بن مالك خادم الرسول صلى الله عليه وسلم ، واشتهرت بكنيتها واختلف فى اسمها فقيل سهلة وقيل رميلة وقيل رميصة وقيل مليكة وقيل الغميصاء أو الرميصاء.

البداية:
كانت أم سليم من أول المسارعات الى الاسلام فلامس الايمان قلبها وأحبته حبا شديدا ملأ عليها قلبها وجوارحها وكان زوجها "مالك بن النضر" أبو أنس غائبا فلما جاء وعلم بإسلامها غضب غضبا شديدا وطلب منها أن تترك دينها وتتمسك بدين الاجداد فأبت بكل شدة.

ونعم التربية:
بدأت تلقن أنس ابنها قل: لا إله إلا الله قل :أشهد أن محمدا رسول الله ففعل فيقول لها أبوه: لا تفسدى على ابنى، فتقول: لا أفسده. ولما سمع مالك زوجته تردد بعزيمة أقوى من الصخر: شهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، خرج من البيت غاضبا فلقيه عدوا له فقتله ولما علمت أم سليم احتسبت وقالت: لا جرم لا أفطم أنسا حتى يدع الثدى ولا أتزوج حتى يأمرنى أنس هكذا خرج أنس من بيت يشع منه عطر التوحيد والايمان.

ها قد تحقق الامل:
كانت أم سليم تلقن أنس الشهادتين وتعلمه بل وتغرس فيه محبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم قبل أن يراه وتمنت ان لو كان كبيرا لسافر إلى النبى صلى الله عليه وسلم ليراه ويلازمه وما هى إلا فترة يسيرة واذن للنبى بالهجرة إلى المدينة وما أن علم أنس وكل من فى أهل يثرب-المدينة-بذلك حتى امتلات قلوبهم فرحا وسعادة وسرورا بقدوم الحبيب فكانوا يخرجون كل يوم لاستقباله فاذا حان وقت الغروب كانوا يعودون والحزن يملأ قلوبهم وفى اليوم الموعود وصل الى مسامعهم أن النبى صلى الله عليه وسلم على مشارف المدينة فامتلات شوارع المدينة كلها بالرجال والنساء والاطفال... الكل يريد أن يرى خير مخلوق عرفته البشرية كلها.

ونالوا الشرف:
وما ان استقر النبى صلى الله عليه وسلم فى المدينة حتى جاءته أم سليم رضى الله عنها ومعها سيدنا أنس بن مالك فقالت له:يا رسول الله هذا أنيس ابنى اتيتك به يخدمك فادع الله له. فقال (اللهم أكثر ماله وولده).
قال أنس فوالله ان مالى لكثير وان ولدى وولد ولدى يتعادون على نحو مائة وياله من فخر أن يكون الانسان خادما للحبيب ليكون ملازما له يتعلم من اخلاقه وهديه وشمائله المباركة فهذا والله هو فخر الدنيا وشرف الآخرة. ولقد رأى أنس من اخلاق الرسول العذبة الكثير والكثير.

منزلتها ومكانتها رضي الله عنها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كان لأم سليم منزله عالية فكان يزورها كثيرا ويدعو لها ولإبنها أنس رضي الله عنهم ، عن أنس قال :كان الرسول صلى الله عليه وسلم اذا مر بجنبات أم سليم دخل فسلم عليها، وعن أنس قال: كان النبى صلى الله عليه وسلم يدخل عليها فقيل له فى ذلك فقال (انى ارحمها قتل اخوها معى( ومن الجدير بالذكر ان اخاها الذى عناه الرسول هو حرام بن ملحان شهيد بدر وقتل شهيدا يوم معونة سنة اربعة من الهجرة وهو قائل العبارة الشهيرة "فزت ورب الكعبة" وذلك لما طعن من ورائه فطلعت الحربة من صدره رضي الله عنه وارضاه.

كان مهرها رضي الله عنها الاسلام:
ومضى الناس يتكلمون عن انس بن مالك وأمه باعجاب وتقدير ويسمع ابو طلحة بالخبر فيهفو قلبه بالحب والاعجاب فتقدم للزواج منها وعرض عليها مهرا غاليا الا ان المفاجاة اذهلته وعقلت لسانه عندما رفضت أم سليم بكل عزة وكبرياء وهى تقول "انه لا ينبغى ان اتزوج مشركا أما تعلم يا أبا طلحة أن آلهتك ينحتها عبد آل فلان وانكم لو اشعلتم فيها نارا لاحترقت" فاحس ابو طلحة بالضيق الشديد ومضى ولم يصدق ما سمع ولكن حبه الصادق جعله يعود فى اليوم التالى يمنيها بمهر اكبر عساها تلين وتقبل، ولكن أم سليم الداعية الذكية التى ترى الدنيا تتراقص أمام أعينها حيث المال والجاه والشباب تشعر بأن قلعة الاسلام فى قلبها أقوى من كل شىء فقالت بأدب جم "ما مثلك يرد يا أبا طلحة ولكنك امرؤ كافر وأنا امرأة مسلمة لا يصلح لها أن تتزوجك" فقال: ماذاك دهرك. قالت: وما دهرى؟ قال: الصفراء والبيضاء -أى الذهب والفضة- قالت: انى لا أريد صفراء ولا بيضاء أريد منك الاسلام، قال: فمن لى بذلك قالت: رسول الله صلى الله عليه وسلم. فانطلق يريد النبى صلى الله عليه وسلم وهو جالس بين اصحابه فلما رآه قال (جاءكم أبو طلحة غرة الاسلام فى عينيه) فجاء فاخبر النبى صلى الله عليه وسلم بما قالته أم سليم فتزوجها على ذلك، فالتفتت أم سليم الى ابنها انس وهى تقول بسعادة بالغة أن هدى الله على يديها أبا طلحة: قم يا انس فزوج أبا طلحة فزوجها وكان صداقها الاسلام.
وكانت أم سليم مثال للزوجة الصالحة.

صبر واحتساب:
رزق أبى طلحة وأم سليم بطفل أحبه أبو طلحه كثيرا وكنوه (أبو عمير) مرض الغلام والح عليه المرض وحزن عليه أبوه وكان يغدو ويروح عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى إحدى روحاته إلى النبى مات الغلام فما فعلت الرميساء؟

هيأت أمر الصبى فغسلته وكفنته وحنطته وسجت عليه ثوبا وأرسلت أحدا إلى أبو طلحه وقالت له ألا يخبره شيئا وعندما أتى سألها عن حال الغلام فقالت "قد هدأت نفسه أرجو أن يكون استراح" فظن انه عوفى فلم أصبح أراد أن يخرج قالت "يا أبا طلحه أرأيت لو أن قوما أعاروا أهل بيت عارية فطلبوا عاريتهم ألهم أن يمنعوها"؟ قال "ليس لهم ذلك إن العارية مؤداه إلى أهلها" فلما سمعت منه هذا الكلام قالت "إن الله أعارنا ابننا فلانا فأخذه فاحتسبه عند الله". فقال "إنا لله وانا إليه راجعون".

رضى الله عنها تلك التى سطرت على جبين التاريخ سطور من نور بسيرتها العطرة التى ملات ارجاء الكون فسلام على الرميساء التى ستظل قصتها نورا على الدرب تضىء لكل أمرأة طريقها الى الله.

المحبة فى الله
=======
رابط الموضوع :- http://almagalla.info/2012/oct2.htm
=======


الإمام سفيان الثورى رضي الله عنه

سفيان بن سعيد بن مَسرْوق بن حبيب بن رافع بن عبد الله بن موهبة بن أبى بن عبد الله بن منقذ بن نصر بن الحارث بن ثعلبة بن ملكان بن ثور بن عبد مناة بن أُدّ بن طابخة بن إلياس بن مُضر بن نزار، شيخ الإسلام أبو عبد الله الثورى الفقيه الكوفى، سيّد أهل زمانه علماً وعملاً، وهو من ثور مُضَر وَلَيْسَ هو من ثور همدان عَلَى الصحيح؛ كذا نسبه ابن سعد والهيثم بن عدّى وغيرهما.

مولده سنة 97هـ، ووفاته سنة 161هـ، وَكَانَ أبوه سعيد من ثقات المحدّثين، وطلب سفيان العلم وكان يتوقّد ذكاءً، وصار إماماً أثيراً منظوراً إليه وهو شابّ، سمع من عمرو بن مرّة وسلمة بن كهيل وحبيب بن أبى ثابت وعمر بن دينار وابن إسحق ومنصور وحصين وأبيه سعيد بن مسروق والأسود بن قيس وجبلة بن سحيم وزبيد بن الحارث وزياد بن علاقة وسعد بن إبراهيم وأيّوب وصالح مولى التوأمة وخلق لا يحصون، يقال: إنّه أخذ عن ستمائة شيخ وعرض القرآن أربع مرّات عَلَى حمزة بن الزيات، وروى عنه ابن عجلان وأبو حنيفة وابن جريج وابن إسحاق ومسعر وهم من شيوخه وشعبة والحمادان ومالك وابن المبارك ويحيى وعبد الرحمن وابن وهب وأمم لا يحصون، قال الشيخ شمس الدين: بل روى عنه نحو من ألف نفس، قالت لَهُ والدته: يابنى أطلب العلم وأنا أعولك بمغزلى! قال ابن عُيينة: كَانَ العلم ممثَّلاً بَيْنَ يدى سفيان، وقال شعبة وابن معين وجماعة: سفيان أمير المؤمنين فِى الحديث، وقال ابن المبارك: لا أعلمُ عَلَى وجه الأرض أعلمَ منه، وكان سعيد بن مسروق الثورى الكوفى، والد الإمام سفيان، أدرك زمن الصحابة، وثّقه أبو حاتم، توفى سنة ستّ وعشرين، وقيل سنة ثمان وعشرين ومائة، وهو والد مبارك وعمر أيضاً، روى عن عمرو بن مرة وسماك بن حرب، وخلق كثير، قال ابن المبارك: كتبت عن ألف ومئة، ما فيهم أفضل من سفيان الثورى، وقال أحمد بن حنبل: لا يتقدم سفيان فى قلبى أحد.

وقال سفيان: خلاف مَا بيننا وبين المرجئة ثلاث؛ يقولون: الإيمان قول بلا عمل، ويقولون الإيمان لا يزيد ولا ينقص، ويقولون: لا نِفاق، وقال: من كره أن يقول أنا مؤمن إن شاء الله تعالى فهو عندنا مرجئ! وقال: إذا كنت فى الشام فاذكر مناقب على وإذا كنت بالكوفة فاذكر مناقب أبى بكر وعمر، وقال: الجهميّة كفّار! وقال: لا تنتفع بما كتبت حتّى يكون إخفاء بسم الله الرحمن الرحيم فِى الصلاة أفضل عندك من الجهر! وقال: الملائكة حُرّاس السماء وأصحاب الحديث حُرّاس الأرض. وقال أحمد بن حنبل: كَانَ سفيان إذا قيل لَهُ: أنّه رُئى فِى المنام، قال: أنا أعْرَفُ بنفسى من أصحاب المنامات. وآخر ثقة روى عنه على بن الجعد، وروى لَهُ الجماعة، وذكر المسعودى فِى مروج الذهب، قال القعقاع ابن حكيم: كنت عند المهدى وأُتى بسفيان الثورى، فلمّا دخل سلّم تسليم العامّة وَلَمْ يسلّم بالخلافة، والربيع قائم عَلَى رأسه متّكئاً عَلَى سيفه يرقب أمره، فأقبل عَلَيْهِ المهدى بوجه طلق وقال لَهُ: يَاسفيان تفرّ منّا هاهنا وهاهنا وتظنّ لو أردناك بسوء لَمْ نقدر عليك؟ فقد قدرنا عَلَيْكَ الآن أفما تخشى أن نحكم فيك بهوانا؟ فقال سفيان: إن تحكم فىّ يحكم فيك ملك قادر يفرق بَيْنَ الحقّ والباطل! فقال الربيع: يا أمير المؤمنين! ألهذا الجاهل أن يستقبلك بمثل هذا؟ إيذن لى أن أضرب عنقهُ! فقال لَهُ المهدى: اسكت ويلك! وهل يريد هَذَا وأمثالهُ أن نقتلهم فنشقى بسعادتهم؟ اكتبوا عهده عَلَى قضاء الكوفة عَلَى أن لا يُعترض عَلَيْهِ! فكتب عهده ودفع إليه فأخذه وخرج فرمى بِهِ فِى دجلة وهرب فطُلب فِى كلّ بلد فلم يوجد، ولمّا امتنع من قضاء الكوفة وتولاّه شريك النخعى قال الشاعر من الطويل:

تَحَرَّزَ سُفْيانٌ وَفَرَّ بِدِينِهِ وَأَمْسَى شريكٌ مُرصِداً للدَّراهِمِ

قال محمد بن أبى بشر: كنت فى مجلس ابن حنبل فطعن قوم على مالك وآخرون على الثورى فانصرفت وفى قلبى من الغم ما لا أصفه، فقمت فرأيت رجلاً من أحسن من رأيت وأطيبه رائحة وأنقاه ثوباً عن يمينه رجل وعن يساره آخر وكلاهما فى هيئة جميلة غير أنه أعلاهم حالاً، فقال (هل تعرفنى)؟ فقلت: لم أرك من قبل فأعرفك، لا أخالك إلا مشهوراً لما أرى من هيئتك وحسن وجهك، فقال (أنا نبيك محمد). فقلت: صلى الله عليك بأبى أنت وأمى، فمن هذا؟ فقال (إمام دارى، مالك بن أنس)، وأشار عن الذى عن يمينه، (وهذا إمام أهل العراق، سفيان الثورى)، وأشار عن الذى عن يساره، (فاشهد بالصدق لهما وأحببهما فإنى أحبهما والله ما تكلما برأى إلا أصابا فيه سنتى، ونصحا فيما اجتهدا فيه أنفسهما بجميع أمتى، وإنهما تأخرا عن القرن الأول لغير مختلفين عن منازلهما بلزوم السنة، وضبط الأثر أقد حفظت)؟ فقلت: نعم، فغدوت على ابن حنبل فأخبرته، فقال: وددت أنى رأيت ما رأيت، وليس لى قوت يومى، هذا والله رأيى فيهما، اقتداء السلف وأهل العصر من العلماء.

فتعالى معى أيها القارئ الكريم وانظر ما لهذه الرؤيا من أثر فى النفس، ومعنى يدق على الأفهام وعيه، وهو كيف كان يتعامل الخلف الصالح مع السلف الصالح فى خير القرون، وما نحن فيه الآن من نكران السلف وهم سلف خير القرون، وإن رأيت أحداً يلتزم بسلف أو يقتضى به رأيته ينكر على سلف آخر ويقول مالى إلا هذا وفقط، وهم فى زمانهم كانوا رحماء فيما بينهم ولا يحقرون بعضهم، بل كانوا يجلون بعضهم بجميل الذكر والعاقبة الحميدة، فمالنا فى هذا العصر تشددنا فى القول، وأقللنا من الفعل، وكثر الخلاف فيما بيننا، مع أن هؤلاء القوم أسدوا لنا خالص النصيحة، ولم يتركونا فى مثل هذه المحن بلا نص نركن إليه لينجينا من فتن كقطع الليل المظلم، فنراهم تركوا لنا فى أمهات الكتب تراثاً يُذكر فيه من أقوالهم وأفعالهم ما ينير لنا الطريق من ظلمات الجهل ويحلنا من التعصب والتذمت الذى باتت الأمة وأصبحت فيه، ولئن قلت لأحد منهم ما هذا التذمت أو التشدد لا ينسبه لنفسه وإنما يرمى به إلى أحد من السلف، فيقول لك: ابن حبل هو الذى قال هذا والإمام أحمد ابن حنبل رضي الله عنه منه براء، وإنما لقلة العلم واتباع الهوى أثر أى أثر فى هذا التعصب البغيض.

وقال سعيد بن منصور رأيت مالكاً يطوف وخلفه سفيان الثورى، كلما فعل مالك شيئاً فعله يقتدى به. قال ابن أبى أويس كان الناس كلهم يصدون عن رأى مالك، وكان للأمير عنه رجال يسأله، وكذلك القاضى والمحتسب، وسأل رجل ابن عيينة عن الضحية بالليل، فقال له: سفيان لا بأس بذلك، فقال له ابن وهب: فإن مالكاً قال: لا يضحى بالليل، فقرأ فى أيام معلومات، فنادى سفيان بالرجل وقال: أن هذا أخبرنى عن مالك أنه لا يضحى بليل، وقال حميد: أهل المدينة بعد زيد بن ثابت تقلدوا قول مالك، وقال عتيق بن يعقوب: ما اجتمع أحد بالمدينة إلا أجمع عليه، كان سفيان الثورى إذا سُئل عن شاذ الحديث، قال دعوه، فإن الحجازى نهانى عنه، يعنى مالكاً، سمعت الثورى يقول: إذا كمل صدق الصادق لم يملك ما فى يديه. وسمع من سفيان الثورى ومالك بن أنس وروى عنه مالك، حكاية عن سفيان الثورى أن الطلح المنضود هو الموز، فعن أحمد عن عبد الرزاق قال: قدم علينا سفيان الثورى صنعاء وطبخت له قدر سكباج فأكل ثم أتيته بزبيب الطائف فأكل، ثم قال: يا عبد الرزاق اعلف الحمار وكده ثم قام يصلى حتى الصباح، وحدثنا سفيان الثورى عن أبى سنان عن سعيد بن جبير فى قوله تعالى ﴿وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ﴾ القلم 43، قال: الصلاة فى الجماعة، قال: وسُئل الدارقطنى عنه فقال: ثقة، قال سفيان الثورى: بت عند الحجاج بن فرافضة ثلاث عشرة ليلة فلم أره أكل ولا شرب ولا نام.

قال سفيان الثورى: كان أويس يقول: اللهم إنى أعتذر إليك من كل كبدٍ جائعةٍ وجسدٍ عارٍ وليس لى إلا ما على ظهرى وفى بطنى.

عاد حماد بن سلمة سفيان الثَّورى فقال: يا أبا سلمة، أترى الله يغفر لمثلى، فقال حماد: والله لو خيِّرت بين محاسبة الله ومحاسبة أبوى لاخترت محاسبة الله تعالى، لأنه أرحم لى من أبوىّ، سمعت سفيان الثورى يقول: مذاكرة الحديث من طيبات الرزق.

روى سفيان الثورى عن الأشعت بن أبى الشعثاء عن الأسود بن هلال عن ثعلبة بن زهدم الحنظلى أنه قال: قدمنا على النبى صلى الله عليه وسلم فى نفر من بنى تميم، فانتهينا إليه وهو يقول (يد المعطى العليا، ابدأ بمن تعول: أمك وأباك وأختك وأخاك، ثم أدناك أدناك).

وأخبرنا سفيان الثورى عن سعد بن طريف عن عمير بن مأمون، قال: سمعت الحسن بن على يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (من صلى صلاة الغداة فجلس فى مصلاه حتى تطلع الشمس كان له حجاب من النار) أو قال (ستر من النار).

حدثنا سفيان الثورى، عن الكلبى، عن أبى صالح، عن ابن عباس فى هذه الآية ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ﴾ الأعراف 43، قال: نزلت فى عشرة: أبى بكر، وعمر، وعثمان، وعلى، وطلحة، والزبير، وسعد، وعبد الرحمن بن عوف، وسعيد بن زيد، وعبد الله بن مسعود.

روى سفيان الثورى، عن عاصم بن كليب، عن أبيه: أنه خرج مع جنازة شهدها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وأنا غلام أفهم وأعقل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب من العامل إذا عمل شيئاً أن يحسن).

عن سفيان الثورى عن سليمان الأحول، عن طاوس قال: قال محمد بن مسلمة: أعطانى رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفاً، وقال (قاتل به المشركين، فإذا اختلف المسلمون بينهم فاكسره على صخرة، ثم كن حلساً من أحلاس بيتك).

وروى سفيان الثورى عن أبى بكر عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من جمع الله له أربع خصال جمع الله له خير الدنيا والآخرة) قيل: ما هى يا رسول الله؟ قال (قلباً شاكراً ولساناً ذاكراً وداراً قصداً وزوجة صالحة) عن سفيان الثورى، عن عمرو بن قيس الملائى، عن عطية العوفى، عن أبى سعيد الخدرى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إحذروا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله، وتلى ﴿إِنَّ فِيى ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ﴾ الحجر 75).

وعن سفيان الثورى عن أبى إسحاق عن الحارث عن على رضي الله عنه أنه كان إذا نظر إلى الهلال قال: اللهم إنى أسألك خير هذا الشهر وفتحه ونصره وبركته ورزقه ونوره وظهوره وهداه، وأعوذ بك من شره وشر ما فيه وشر ما بعده، وعن عطاء بن مسلم عن سفيان الثورى عن أبى إسحاق عن أبى مريم، قال: رأيت على علىّ بن أبى طالب برداً خلقاً، فقلت: يا أمير المؤمنين، إن لى إليك حاجة، قال: وما هى؟ قلت: تطرح هذا البرد وتلبس غيره، فقعد وطرح البرد على وجهه، وجعل يبكى، فقلت: لو علمت أن قولى يبلغ هذا منك ما قلته، فقال: إن هذا البرد كسانيه خليلى، قلت: ومن خليلك؟ قال: عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، إن عمر ناصَحَ الله تعالى فنصحه.

وعن الحافظ أبا موسى بن الحافظ قال: كنت عند والدى، وهو يذكر فضائل سفيان الثورى، فقلت فى نفسى: إن والدى مثله، فالتفت إلىّ وقال:أين نحن من أولئك؟ وقال سفيان الثورى: خذوا التفسير عن أربعة: عن سعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة والضحاك.

أبيات سفيان الثورى التى أنشدها فى المنام:

نظرت إلى ربى كفـــــاحاً فقال لى هنيئاً رضائى عنك ياابن سعيد
فقد كنت قواماً إذا أقبل الدجى بعبرة مشتاق وقلب عمــــــــيد
فدونك فاختر أى قصـــر أردته وزرنى فإنى منك غير بعـــــيد

قال ابن مهدى: أئمة الناس فى زمانهم أربعة: سفيان الثورى بالكوفة ومالك بالحجاز والأوزاعى بالشام وحماد بن زيد بالبصرة، وقال أيضاً: ما رأيت أعلم من حماد بن زيد ولا من سفيان ولا من مالك.

وقال سفيان الثورى: كان من عادة ابن عمر أنه إذا أعجبه شىء من ماله تصدق به، وكأن رقيقه عرفوا ذلك فربما شمر أحدهم ولزم المسجد والإقبال على الطاعة فإذا رآه ابن عمر على تلك الحالة أعتقه، فقيل له: إنهم يخدعونك، فقال: من خدعنا بالله انخدعنا له.

وكتب إبراهيمُ بنُ أدهم إلى سُفيان الثَّورى: مَنْ عَرَف ما يطلبُ، هان عليه ما يَبْذُل، ومن أَطْلق بَصرَه طال أسفه، ومن أطلق أمَلَه ساء عَمَلُه، ومن أطلق لسانَه قتل نَفْسَه. وروى الحاكم بسنده عنه، إلى جعفر بن محمد الصادق، أن سفيان الثورى، سأله دعاء يدعو به عند البيت الحرام، قال جعفر: إذا بلغت البيت الحرام، فضع يدك على الحائط، ثم قل: ياسابق الغوث، وياسامع الصوت، وياكاسى العظام لحماً بعد الموت، ثم ادعُ بما شئت، قال له سفيان: فعلمنى ما لم أفقه، فقال له: يا أبا عبد الله، إذا جاءك ما تحب فأكثر من الحمد، وإذا جاءك ما تكره فأكثر من: لاحول ولا قوة إلا بالله، وإذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار. وقال سفيان الثورى: أعقل الناس رجل أذنب ذنباً فنصب ذلك الذنب بين عينيه وبكى عليه حتى أورده الجنة، وأحمق الناس رجل أعجب بعمله فنصبه بين عينيه حتى أورده النار، وعن سفيان الثورى عن مجالد عن الشعبى عن الأسود عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (من انتقل ليتعلم علماً غفر له قبل أن يخطو).

قدم إبراهيم بن أدهم الكوفة فقال لعبد الله ابن بكر: ادخل الكوفة وادخل إلى سفيان الثورى وقل له: إن أخاك إبراهيم يُقرئك السلام ويقول: تعالى إلى فحدثنى بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: فمضيت إلى سفيان فقلت له: إن أخاك إبراهيم يُقرئك السلام ويقول لك: حدثنى بحديث عن رسول الله فقال لى: حباً وكرامة، فاستدعى بطيلسان مرقع وخفين مرقق وجاء إليه وسلم عليه وجلس فحدثه بحديث عن ابن عيينة عن الزهرى عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا كان يوم القيامة وجمع الله الأولين والآخرين فى صعيد واحد فيقول للعلماء: أنتم بغيتى من خلقى، ما أودعتكم علمى إلا لخير أردته بكم انطلقوا إلى الجنة) قال: ثم إن سفيان ابتدأ يحدث حديثاً آخر فقال له إبراهيم: حسب ما أظن أن إبراهيم عمل بهذا الحديث حتى مات، فقال سفيان: إن الملوك طلبوا الراحة إلا هم فى تعب سقطوا، وما راحة إلا ما نحن فيه. قال: اجتمع سفيان الثورى وشريك والحسن بن صالح وابن أبى ليلى فبعثوا إلى أبى حنيفة فأتاهم فقالوا له: ما تقول فى رجل قتل أباه ونكح أمه وشرب الخمر فى رأس أبيه؟ قال: مؤمن. فقال له ابن أبى ليلى: لا قبلت لك شهادة أبداً. وقال له سفيان: لا كلمتك أبداً. وقال له شريك: لو كان لى من الأمر شئ لضربت عنقك. قال له الحسن بن صالح: وجهى من وجهك حرام أن أنظر إليه أبداً. فأبصر إلى هذا الراوى إنه لا يفرق بين رجل وبين مؤمن، فأما رجل فإنه نكرة من الرجال فلو كانت كافراً وعبد الله مائة سنة لم يكن مؤمناً، وأما المؤمن لو فعل هذا لم تذهب معرفته، قال سفيان الثورى: صنفان إذا صلحا صلحت الأمة وإذا فسدا فسدت الأمة، الملوك والعلماء، والملك العادل هو الذى يقضى بكتاب الله عز وجل، ويشفق على الرعية شفقة الرجل على أهله.

روى ابن يسار عن أبيه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (أيما وال ولى من أمر أمتى شيئاً فلم ينصح لهم ويجتهد كنصيحته وجهده لنفسه كبه الله على وجهه يوم القيامة فى النار).

وقال ابن المبارك: كتبت عن ألف شيخ ومائة شيخ هو أفضلهم. وقال أيوب: ما رأيت كوفياً أفضله عليه، وقال يونس بن عبيد: ما رأيت أفضل منه. وقال عبد الله: ما رأيت أفقه من الثورى. وقال شعبة: ساد الناس بالورع والعلم، وقال: أصحاب المذاهب ثلاثة: ابن عباس فى زمانه والشعبى فى زمانه، والثورى فى زمانه. وقال الإمام أحمد: لا يتقدمه فى قلبى أحد، ثم قال: تدرى من الإمام؟ الإمام سفيان الثورى. وقال عبد الرزاق: سمعت الثورى يقول: ما استودعت قلبى شيئاً قط فخاننى حتى إنى لأمر بالحائك يتغنى فأسد أذنى مخافة أن أحفظ ما يقول، وقال: لأن أترك عشرة الآف دينار يحاسبنى الله عليها أحل إلىّ من أن أحتاج إلى الناس.

وفاته:
وفى شعبان توفى الإمام العالم أبو عبد الله سفيان بن سعيد الثورى الكوفى الفقيه، سيد أهل زمانه علماً وعملاً، وله أربعاً وستون سنة، قال محمد بن سعد: أجمعوا أنه توفى بالبصرة سنة إحدى وستين ومائة، وكان عمره يوم مات أربعاً وستين سنة.

ورُئى سفيان الثورى رحمه الله عليه بعد موته فى المنام فقيل له: ما فعل الله بك، قال: رحمنى، فقيل: ما حال عبد الله بن المبارك، قال: هو ممن يدخل على ربه كل يوم مرتين.

عن أبى عبد الله محمد بن خزيمة الاسكندرانى قال: لما مات أحمد بن حنبل اغتممت غماً شديداً فرأيته فى المنام وهو يتبختر فى مشيته، فقلت له: ياأبا عبد الله أى مشية هذه؟ فقال: مشية الخدام فى دار السلام، فقلت: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لى وتوجنى وألبسنى نعلين من ذهب، وقال لى: ياأحمد هذا بقولك القرآن كلامى، ثم قال لى: يا أحمد أدعنى بتلك الدعوات التى بلغتك عن سفيان الثورى وكنت تدعو بهن فى دار الدنيا، فقلت: يارب كل شئ، بقدرتك على كل شئ أغفر لى كل شئ حتى لا تسألنى عن شئ، فقال لى: ياأحمد هذه الجنة قم فادخلها، فدخلت فإذا أنا بسفيان الثورى وله جناحان أخضران يطير بهما من نخلة إلى نخلة، ومن شجرة إلى شجرة، وهو يقول ﴿الْحَمْدُ للهِ الَّذِى صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾ الزمر 74.

هو أمير المؤمنين فى الحديث، فالحمد لله الذى صدق وعده أنه لايخلف الميعاد اللهم بجاه حبيبك النبى وآله وساداتنا ومشياخنا الكرام أختم لنا أجمعين بختم السعادة وأحشرنا معهم أجمعين.
سمير جمال

=======
رابط الموضوع :- http://almagalla.info/2012/oct4.htm
رابط موقع التراث لتحميل الكتب :- http://burhaniya.org/books.htm
=======

كان .. ما .. كان
سيدنا موسى عليه السلام - 7

نستكمل قصة هامان:
﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِى صَرْحًا لَعَلِّى أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ • أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّى لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِى تَبَابٍ﴾ سورة غافر-36.

كذب فرعون فى دعواه أن الله أرسله، وزعم فرعون لقومه ما كذبه وافتراه فى قوله ﴿مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِى فَأَوْقِدْ لِى يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِى صَرْحًا لَعَلِّى أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّى لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾ سورة القصص-38.

وقال هاهنا ﴿لَعَلِّى أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ • أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ﴾ أى طرقها ومسالكها ﴿فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّى لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا﴾ ويحتمل هذا معنيين: أحدهما وإنى لاظنه كاذبا فى قوله إن للعالم ربا غيرى، والثانى فى دعواه أن الله أرسله.

والاول أشبه بظاهر حال فرعون، فإنه كان ينكر ظاهرا إثبات الصانع والثانى أقرب إلى اللفظ حيث قال ﴿فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى﴾ أى فأسأله هل أرسله أم لا؟ ﴿وَإِنِّى لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا﴾ أى فى دعواه ذلك.

وإنما كان مقصود فرعون أن يصد الناس عن تصديق موسى عليه السلام، وأن يحثهم على تكذيبه.

قال الله تعالى ﴿وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ﴾ وقرئ ﴿وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِى تَبَابٍ﴾. قال ابن عباس ومجاهد: يقول: إلا فى خسار، أى باطل، لا يحصل له شئ من مقصوده الذى رامه، فإنه لا سبيل للبشر أن يتوصلوا بقواهم إلى نيل السماء أبدا - أعنى السماء الدنيا - فكيف بما بعدها من السموات العلى؟

وما فوق ذلك من الارتفاع الذى لا يعلمه إلا الله عزوجل؟ وذكر غير واحد من المفسرين أن هذا الصرح، وهو القصر الذى بناه وزيره هامان له لم يُر بناء أعلى منه، وأنه كان مبنيا من الآجر المشوى بالنار ولهذا قال ﴿فَأَوْقِدْ لِى يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِى صَرْحًا﴾.

وعند أهل الكتاب: أن بنى إسرائيل كانوا يسخرون فى ضرب اللبن، وكان مما حملوا من التكاليف الفرعونية أنهم لا يساعدون على شئ مما يحتاجون إليه فيه، بل كانوا هم الذين يجمعون ترابه وتبنه وماءه، ويطلب منهم كل يوم قسط معين، إن لم يفعلوه ضربوا وأهينوا غاية الاهانة وأوذوا غاية الاذية.

ولهذا قالوا لموسى ﴿أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِى الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾ سورة الأعراف-129.

فوعدهم بأن العاقبة لهم على القبط، وكذلك وقع، وهذا من دلائل النبوة.

وذكر هلاك فرعون وجنوده لما تمادى قبط مصر على كفرهم وعتوهم وعنادهم، متابعة لملكهم فرعون، ومخالفة لنبى الله ورسوله وكليمه موسى بن عمران عليه السلام أقام الله على أهل مصر الحجج العظيمة القاهرة، وأراهم من خوارق العادات ما بهر الابصار وحير العقول، وهم مع ذلك لا يرعوون ولا ينتهون، ولا ينزعون ولا يرجعون.

ولم يؤمن منهم إلا القليل. قيل ثلاثة: وهم امرأة فرعون، ولا علم لأهل الكتاب بخبرها، ومؤمن آل فرعون الذى تقدمت حكاية موعظته ومشورته وحجته عليهم، والرجل الناصح الذى جاء يسعى من أقصى المدينة، فقال ﴿يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّى لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ﴾ سورة القصص-20.

قاله ابن عباس فيما رواه ابن أبى حاتم عنه: ومراده غير السحرة، فإنهم كانوا من القبط. وقيل بل آمن به طائفة من القبط من قوم فرعون، والسحرة كلهم وجميع شعب بنى إسرائيل. ويدل على هذا قوله تعالى ﴿فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِى الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ﴾ سورة يونس-83. فالضمير فى قوله ﴿إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ﴾ عائد على فرعون لان السياق يدل عليه، وقيل على موسى لقربه، والاول أظهر. وإيمانهم كان خفية لمخافتهم من فرعون وسطوته، وجبروته وسلطته، ومن ملئهم أن ينموا عليهم إليه فيفتنهم عن دينهم.

قال الله تعالى مخبرا عن فرعون وكفى بالله شهيدا ﴿وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِى الْأَرْضِ﴾ أى جبار عنيد مشتغل بغير الحق ﴿وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ﴾ أى فى جميع أموره وشئونه وأحواله. ولكنه جرثومة قد حان انجعافها وثمرة خبيثة قد آن قطافها، ومهجة ملعونة قد حتم إتلافها.

وعند ذلك قال موسى ﴿يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ • فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ • وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ سورة يونس-84:86. فأمرهم بالتوكل على الله، والاستعانة به، والالتجاء إليه، فأتمروا بذلك فجعل الله لهم مما كانوا فيه فرجا ومخرجا.

﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِين﴾ سورة يونس-87.

أوحى الله تعالى إلى موسى وأخيه هارون عليهم السلام أن يتخذا لقومهما بيوتا متميزة فيما بينهم عن بيوت القبط، ليكونوا على أهبة الرحيل إذا أمروا به، ليعرف بعضهم بيوت بعض. وقوله ﴿وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً﴾ قيل مساجد، وقيل معناه كثرة الصلاة فيها.

ومعناه على هذا: الاستعانة على ما هم فيه من الضر والشدة والضيق بكثرة الصلاة، كما قال تعالى ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ﴾ سورة البقرة-45. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى.

وقيل معناه: أنهم لم يكونوا حينئذ يقدرون على إظهار عبادتهم فى مجتمعاتهم ومعابدهم، فأمروا أن يصلوا فى بيوتهم، عوضا عما فاتهم من إظهار شعائر الدين الحق فى ذلك الزمان، الذى اقتضى حالهم إخفاءه خوفا من فرعون وملئه والمعنى الاول أقوى لقوله ﴿وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِين﴾ وإن كان لا ينافى الثانى أيضا.

﴿ وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ* قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ سورة يونس-88 ، 89.

هذه دعوة عظيمة دعا بها كليم الله موسى عليه السلام على عدو الله فرعون، غضبا لله عليه لتكبره عن اتباع الحق، وصده عن سبيل الله ومعاندته وعتوه وتمرده، واستمراره على الباطل، ومكابرته الحق الواضح الجلى الحسى والمعنوى، والبرهان القطعى، فقال ﴿رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ﴾ يعنى قومه من القبط، ومن كان على ملته ودان بدينه ﴿زِينَةً وَأَمْوَالًا فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ﴾ أى وهذا يغتر به من يعظم أمر الدنيا، فيحسب الجاهل أنهم على شئ، لكن هذه الاموال وهذه الزينة،


عدل سابقا من قبل ابراهيم جعفر في الأربعاء أكتوبر 31, 2012 9:36 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alkaswaa.ahlamontada.com
ابراهيم جعفر
Admin
ابراهيم جعفر


عدد المساهمات : 439
تاريخ التسجيل : 01/01/2008

المجلة عدد شهر اكتوبر 2012 Empty
مُساهمةموضوع: المجلة عدد شهر اكتوبر 2012   المجلة عدد شهر اكتوبر 2012 Icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 31, 2012 9:28 am

المجلة عدد شهر اكتوبر 2012 460
الصحابى الجليل:
معاذ بن جبل رضي الله عنه

نسبه وكنيته:
معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدى بن كعب بن عمرو بن أُدى بن سعد بن على بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج الأنصارى الخزرجى، ثم الجشمى وأُدى الذى ينسب إليه هو: أخو سلمة بن سعد، القبيلة التى ينسب إليها من الأنصار.

والصحابى الجليل معاذ بن جبل هو المحكم للعمل التارك للجدل مقدام العلماء وإمام الحكماء ومطعام الكرماء القارئ القانت المحب الثابت السهل السرى السمح السخى المولى المأمون والوفى المصون مؤتمن على العباد والأموال ومصون من الموانع والأحوال.

من مناقبه:
عن معاذ بن جبل قال: لما بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قال لى (بم تقضى إن عرض قضاء)؟ قال: قلت: أقضى بما فى كتاب الله؛ قال (فإن لم يكن فى كتاب الله)؟ قال: قلت: أقضى بما قضى به الرسول؛ قال (فإن لم يكن فيما قضى به الرسول)؟ قال: قلت: أجتهد رأيى ولا آلو! قال: فضرب صدرى وقال (الحمد لله الذى وفق رسول رسول الله لما يرضى رسول الله)!

وكان عمر بن الخطاب يقول حين خرج معاذ بن جبل إلى الشام: لقد أخل خروجه بالمدينة وأهلها فى الفقه وما كان يفتيهم به، ولقد كنت كلمت أبا بكر رحمه الله؛ أن يحبسه لحاجة الناس إليه فأبى على وقال: رجل أراد وجهاً يريد الشهادة فلا أحبسه! فقلت: والله إن الرجل ليرزق الشهادة وهو على فراشه وفى بيته عظيم الغنى عن مصره! قال كعب بن مالك: وكان معاذ بن جبل يفتى بالمدينة فى حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر.

وقال جابر بن عبد الله: كان معاذ بن جبل من أحسن الناس وجهاً، وأحسنه خلقاً، وأسمحه كفاً، فأدان ديناً كثيراً، فلزمه غرماؤه حتى تغيب عنهم أياماً فى بيته، فطلب غرماؤه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحضره، فأرسل إليه، فحضر ومعه غرماؤه، فقالوا: يارسول الله، خذلنا حقنا! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (رحم الله من تصدق عليه). فتصدق عليه ناس، وأبى آخرون، فخلعه رسول الله من ماله، فاقتسموه بينهم، فأصابهم خمسة أسباع حقوقهم. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليس لكم إلا ذلك). فأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، وقال (لعل الله يجبرك، ويؤدى عنك دينك). فلم يزل باليمن حتى توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال اين المبارك: وكان أول من حجز عليه فى هذا المال معاذ فقدم على أبى بكر من اليمن وقد توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وغرماء معاذ كانوا يهودا فلهذا لم يضعوا عنه شيئاً.
وقيل: كان معاذ ممن يكسر أصنام بنى سلمة.

وعن عبد الله بن سلمة قال: جاء رجل إلى معاذ رضي الله عنه فجعل يبكى فقال: مايبكيك فقال والله ماأبكى لقرابة بينى وبينك ولا لدنيا كنت أصيبها منك ولكن كنت أصيب منك علما فأخاف أن يكون قد انقطع قال فلا تبك فإنه من يرد العلم والإيمان يؤته الله تعالى كما آتى إبراهيم عليه السلام ولم يكن يومئذ علم ولا إيمان.

وعن يحيى بن سعيد أن معاذ بن جبل رضي الله عنه كانت له امرأتان فإذا كان يوم إحداهما لم يتوضأ أو يشرب الماء من بيت الأخرى ثم توفيتا فى السقم الذى أصابهما بالشام والناس فى شغل فدفنتا فى حفرة فأسهم بينهما أيتهما تقدم فى القبر.

عن الأسود بن هلال قال: كنا نمشى مع معاذ فقال لنا: اجلسوا بنا نؤمن ساعة. وقال معاذ رضي الله عنه : إنك تجالس قوماً لا محالة يخوضون فى الحديث فإذا رأيتهم غفلوا فارغب إلى ربك عز وجل عند ذلك رغبات قال الوليد: فذكر لعبد الرحمن بن يزيد بن جابر فقال: نعم حدثنى أبو طلحة حكيم بن دينار أنهم كانوا يقولون آية الدعاء المستجاب إذا رأيت الناس غفلوا فارغب إلى ربك تعالى عند ذلك رغبات.

وعن ليث عن طاوس قال: قدم معاذ بن جبل رضي الله عنه أرضنا فقال له أشياخ لنا: لو أمرت ننقل لك من هذه الحجارة والخشب فنبنى لك مسجداً فقال إنى أخاف أن أكلف حمله يوم القيامة على ظهرى. وعن عمرو بن ميمون الأودى قال: قام فينا معاذ بن جبل رضي الله عنه فقال: يابنى أود أنى رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تعلمن أن المعاد إلى الله تعالى ثم إلى الجنة أو إلى النار، إقامة لا ظعن وخلود فى أجساد لا تموت. وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال (تعلموا ماشئتم إن شئتم أن تعلموا فلن ينفعكم الله بالعلم حتى تعملوا).

أهم ملامح شخصيته:
عن محمد بن كعب القرظى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يأتى معاذ بن جبل يوم القيامة أمام العلماء برتوة). والرَّتْوة هى الخَطْوة أو الدَرَجَة وقيل مسافة ميلٍ وقيل: مَدى البَصَر. وعن أنس بن مالك عن النبى صلى الله عليه وسلم ، قال (أعلم أمتى بالحلال والحرام معاذ بن جبل). وعن خالد بن معدان قال: كان عبد الله بن عمرو يقول حدثونا عن العاقلين، فيقال: من العاقلان؟ فيقول: معاذ وأبو الدرداء. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : لو استخلفت معاذ بن جبل رضي الله عنه فسألنى عنه ربى عز وجل ماحملك على ذلك لقلت سمعت نبيك صلى الله عليه وسلم يقول (إن العلماء إذا حضروا ربهم عز وجل كان معاذ بين أيديهم رتوة بحجر). وعن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (خذوا القرآن من أربعة من ابن أم عبد -فبدأ به- ومعاذ بن جبل وأبى بن كعب وسالم مولى أبى حذيفة) . وعن قتادة عن أنس بن مالك رضى الله تعالى عنه قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار أبى بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد قلت لأنس من أبو زيد قال أحد عمومتى.

وعن عائذ لله بن عبد الله أنه دخل المسجد يوما مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحضر من كانوا أول إمرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال فجلست مجلساً فيه بضع وثلاثون كلهم يذكرون حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى الحلقة فتى شاب شديد الأدمة حلو المنطق وضيئ وهو أشب القوم سناً فإذا اشتبه عليهم من أحاديث القوم شىء ردوه إليه فحدثهم ولا يحدثهم شيئاً إلا أن يسألوه، قلت: من أنت ياعبد الله قال: أنا معاذ بن جبل. وعن أبى بحرية قال: دخلت مسجد حمص فإذا أنا بفتى حوله الناس جعد قطط فإذا تكلم كأنما يخرج من فيه نور ولؤلؤ فقلت: من هذا قالوا: معاذ بن جبل صلى الله عليه وسلم. وعن شهر بن حوشب قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تحدثوا وفيهم معاذ بن جبل نظروا إليه هيبة له.

عن أبى وائل قال: لما قبض النبى صلى الله عليه وسلم واستخلفوا أبا بكر وكان رسول الله قد بعث معاذاً إلى اليمن فاستعمل أبو بكر عمر على الموسم فلقى معاذاً بمكة ومعه رقيق فقال: هؤلاء أُهدوا لى وهؤلاء لأبى بكر فقال عمر: إنى أرى لك أن تأتى أبا بكر. قال: فلقيه من الغد فقال: يا ابن الخطاب لقد رأيتنى البارحة وأنا أنزو إلى النار، وأنت آخذ بحجزتى وما أرانى إلا مطيعك. قال: فأتى بهم أبا بكر فقال: هؤلاء أُهدوا لى وهؤلاء لك. قال: فإنا قد سلمنا لك هديتك فخرج معاذ رضي الله عنه إلى الصلاة فإذا هم يصلون خلفه فقال لمن تصلون هذه الصلاة قالوا لله عز وجل قال: فأنتم لله فأعتقهم.

أثر الرسول صلى الله عليه وسلم فى تربيته:
عن مجاهد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، خلف معاذ بن جبل بمكة حين وجه إلى حنين يفقه أهل مكة ويقرئهم القرآن. وخطب عمر بن الخطاب بالجابية فقال: من كان يريد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذ بن جبل. وقال بن مسعود: إن معاذ بن جبل كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يك من المشركين! فقلت: غلط أبو عبد الرحمن، إنما قال الله ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا للهِ حَنِيفًا﴾ النحل 120، وما كان من المشركين، فأعادها على فقال: إن معاذ بن جبل كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يك من المشركين، فعرفت أنه تعمد الأمر تعمداً فسكت. فقال: أتدرى ما الأمة وما القانت؟ فقلت: الله أعلم! فقال: الأمة الذى يعلم الناس الخير، والقانت المطيع لله ولرسوله، وكذلك كان معاذ، كان يعلم الناس الخير، وكان مطيعاً لله ولرسوله.

عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يامعاذ انطلق فأرسل راحلتك ثم إيتنى أبعثك إلى اليمن)، فانطلقت فرحلت راحلتى ثم جئت فوقفت بباب المسجد حتى أذن لى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيدى ثم مضى معى فقال (يا معاذ إنى أوصيك بتقوى الله وصدق الحديث ووفاء بالعهد وأداء الامانة وترك الخيانة ورحمة اليتيم وحفظ الجار وكظم الغيظ وخفض الجناح وبذل السلام ولين الكلام ولزوم الإيمان والتفقه فى القرآن وحب الآخرة والجزع من الحساب وقصر الأمل وحسن العمل، وأنهاك أن تشتم مسلماً أو تكذب صادقاً أو تصدق كاذباً أو تعصى إماماً عادلاً، يامعاذ اذكر الله عند كل حجر وشجر وأحدث مع كل ذنب توبة السر بالسر، والعلانية بالعلانية). وعن نافع عن عمر قال: لما أراد النبى صلى الله عليه وسلم أن يبعث معاذ بن جبل إلى اليمن ركب معاذ بن جبل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشى إلى جانبه يوصيه فقال (يا معاذ أوصيك وصية الأخ الشفيق، أوصيك بتقوى الله) فذكر نحوه وزاد (وعد المريض وأسرع فى حوائج الأرامل والضعفاء وجالس الفقراء والمساكين وأنصف الناس من نفسك وقل الحق ولا تأخذك فى الله لومة لائم).

وعن أنس بن مالك أن معاذ بن جبل رضي الله عنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (كيف أصبحت يامعاذ) قال: أصبحت مؤمناً بالله تعالى قال (إن لكل قول مصداقاً ولكل حق حقيقة فما مصداق ماتقول) قال: يانبى الله ما أصبحت صباحاً قط إلا ظننت أنى لا أمسى وما أمسيت مساء قط إلا ظننت أنى لا أصبح ولا خطوت خطوة إلا ظننت أنى لا أتبعها أخرى وكأنى أنظر إلى كل أمة جاثية تدعى إلى كتابها معها نبيها وأوثانها التى كانت تعبد من دون الله وكأنى أنظر إلى عقوبة أهل النار وثواب أهل الجنة. قال (عرفت فالزم).

عن معاذ بن جبل قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً بيدى ثم قال (يا معاذ والله إنى لأحبك) فقال له معاذ: بأبى وأمى يا رسول الله وأنا والله أحبك. فقال (أوصيك يامعاذ لا تدعن فى دبر كل صلاة أن تقول اللهم أعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك). وقد بعثه عاملاً على اليمن فلمَّا قَدِمَ قال (كيف تركتَ الناسَ بعدك)؟ قال: لا همَّ لهم إلاّ همَّ البهائم. قال (فكيف أنتَ إذا بقيتَ فى قومٍ عَلِمُوا ماجَهِلَ هؤلاء، وهمُّهم مثل همِّ هؤلاء). وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: تصديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يطوف فقلت: يارسول الله صلى الله عليه وسلم أرنا شر الناس فقال (سلوا عن الخير ولا تسألوا عن الشر شرار الناس شرار العلماء فى الناس). وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين بعثه إلى اليمن (اخلص دينك يكفك القليل من العمل).

بعض مواقفه مع الصحابة:
عن أنس بن مالك قال: أتانى معاذ بن جبل من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال: من شهد أن لا إله إلا الله مخلصاً بها قلبه، دخل الجنة. فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، حدثنى معاذ أنك قلت: من شهد أن لا إله إلا الله، مخلصاً بها قلبه، دخل الجنة. قال: صدق معاذ. صدق معاذ. صدق معاذ.

وكان معاذ يكنى أبا عبد الرحمن، وهو أحد السبعين الذين شهدوا العقبة من الأنصار، وشهد بدراً وأُحداً والمشاهد كلها مع رسول الله ، وآخى رسول الله بينه وبين عبد الله بن مسعود. وكان عمره لما أسلم ثمانى عشرة سنة. وعن سهل بن أبى حثمة، عن أبيه قال: كان الذين يفتون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين: عمر، وعثمان، وعلى. وثلاثة من الأنصار: أُبى بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت.

وروى عنه من الصحابة عمر، وابنه عبد الله، وأبو قتادة، وعبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، وأبو أُمامة الباهلى، وأبو ليلة الأنصارى، وغيرهم. ومن التابعين: جنادة بن أبى أمية، وعبد الرحمن بن غنم، وأبو إدريس الخولانى وأبو مسلم الخولانى، وجبير بن نفير، ومالك بن يخامر، وغيرهم.

أخذ عمر بن الخطاب رضي الله عنه أربعمائة دينار فجعلها فى صرة فقال للغلام: اذهب بها إلى معاذ وتله فى البيت ساعة حتى تنظر مايصنع. فذهب بها إليه فقال: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل هذه فى بعض حاجتك. فقال: رحمه الله ووصله، تعالى يا جارية اذهبى إلى بيت فلان بكذا اذهبى إلى بيت فلان بكذا؛ فاطلعت امرأة معاذ فقالت: ونحن والله مساكين فأعطنا ولم يبق فى الخرقة إلا ديناران فدحا بهما إليها ورجع الغلام إلى عمر فأخبره فسر بذلك.

وكتب أبى عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتابا ينصحانه فيه ويحذرانه من الله ومن آخر الزمان وأنه سيكون إخوان العلانية أعداء السريرة، فكتب إليهما عمر بن الخطاب رضي الله عنه يرد على ما فى كتابهما وأنه لا حول ولا قوة له عند ذلك إلا بالله عز وجل وأنهما ليسا بأخوان العلانية أعداء السريرة وليس هذا بزمان ذاك وأنهما كتبا يخلصان له النصيحة وقد صدقا وختم بأن قال لهما: فلا تدعا الكتاب إلى فإنه لا غنى بى عنكما والسلام عليكما.

ومن كلامه:
قال معاذ: خذ العلم أنى أتاك. وكان معاذ إذا تهجد من الليل قال: اللهم، نامت العيون، وغارت النجوم، وأنت حى قيوم. اللهم، طلبى الجنة بطىء، وهربى من النار ضعيف. اللهم، اجعل لى عندك هدىً ترده إلى يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد. وقال: ثلاثٌ من فَعلهنَّ فقد تعرَّض للمَقْتِ: الضَّحك من غير عجب، والنَّوم من غير سَهَر، والأكل من غير جوع. وعن عبد الله بن سلمة قال: قال رجل لمعاذ بن جبل: علمنى قال: وهل أنت مطيعى قال: إنى على طاعتك لحريص قال: صم وافطر وصل ونم واكتسب ولا تأثم ولا تموتن إلا وأنت مسلم وإياك ودعوة المظلوم. وعن بن عميرة وكان من أصحاب معاذ قال: وكان لا يجلس مجلساً للذكر إلا قال حين يجلس: الله حكم قسط تبارك اسمه هلك المرتابون. وعن معاوية بن قرة قال: قال معاذ بن جبل لابنه: يا بنى إذا صليت صلاة فصل صلاة مودع لا تظن أنك تعود إليها أبداً واعلم يابنى أن المؤمن يموت بين حسنتين حسنة قدمها وحسنة أخرها.

عن محمد بن سيرين قال: أتى رجل معاذ بن جبل ومعه أصحابه يسلمون عليه ويودعونه فقال: إنى موصيك بأمرين إن حفظتهما حُفظت أنه لا غنى بك عن نصيبك من الدنيا وأنت إلى نصيبك من الآخرة أفقر فآثر نصيبك من الآخرة على نصيبك من الدنيا حتى تنتظمه لك انتظاماً فتزول به معك أينما زلت.

عن أبى الزبير قال: أخبرنى من سمع معاذ بن جبل وهو يقول: مامن شىء أنجى لابن آدم من عذاب الله من ذكر الله عز وجل قالوا ولا السيف فى سبيل الله عز وجل ثلاث مرات قال: لا إلا أن يضرب بسيفه فى سبيل الله عز وجل حتى ينقطع. وعن أبى بحرية عن معاذ رضى الله تعالى عنه قال: ماعمل آدمى عملاً أنجى له من عذاب الله من ذكر الله قالوا يا أبا عبد الرحمن ولا الجهاد فى سبيل الله قال: ولا إلا أن يضرب بسيفه حتى ينقطع لأن الله تعالى يقول فى كتابه ﴿وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ﴾ العنكبوت 45. وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: ابتليتم بفتنة الضراء فصبرتم وستبتلون بفتنة السراء وأخوف ما أخاف عليكم فتنة النساء إذا تسورن الذهب والفضة ولبسن رياط الشام وعصب اليمن فأتعبن الغنى وكلفن الفقير مالا يجد.

وفاته:
ولما وقع الطاعون بالشام قال معاذ: اللهم، أدخل على آل معاذ نصيبهم من هذا. فطعنت له امرأتان، فماتتا، ثم طعن ابنه عبد الرحمن فمات. ثم طعن معاذ بن جبل، فجعل يغشى عليه، فإذا أفاق قال: اللهم، غمنى غمك، فوعزتك إنك لتعلم أنى أُحبك. ثم يغشى عليه. فإذا أفاق قال مثل ذلك.

وقال عمرو بن قيس: إن معاذ بن جبل لما حضره الموت قال: انظروا، أصبحنا؟ فقيل: لم نصبح. حتى أُتى فقيل: أصبحنا. فقال: أعوذ بالله من ليلة صباحها إلى النار! مرحباً بالموت، مرحباً زائر حبيب جاء على فاقة! اللهم، تعلم أنى كنت أخافك، وأنا اليوم أرجوك، إنى لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لكرى الأنهار، ولا لغرس الأشجار، ولكن لظمئ الهواجر، ومكابدة الساعات، ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر.

وقال الحسن: لما حضر معاذاً الموت جعل يبكى، فقيل له: أتبكى وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنت، وأنت؟ فقال: ما أبكى جزعاً من الموت، إن حل بى، ولا دنيا تركتها بعدى، ولكن إنما هى القبضتان، فلا أدرى من أى القبضتين أنا.

وقال الكلبى: ولم يبق من بنى أُدى أحد، وعدادهم فى بن سلمة، وآخر من بقى منهم عبد الرحمن بن معاذ، مات فى طاعون عمواس بالشام. وقيل: إنه مات قبل أبيه معاذ، فعلى هذا يكون معاذ آخرهم، وهو الصحيح. وتوفى فى طاعون عمواس سنة ثمانى عشرة، وكان عمره ثمانياً وثلاثين سنة فى أقرب الأقوال.

وعن الحارث بن عميرة قال: طعن معاذ وأبو عبيدة وشرحبيل بن حسنة وأبو مالك الأشعرى فى يوم واحد فقال معاذ: إنه رحمة ربكم عز وجل ودعوة نبيكم صلى الله عليه وسلم وقبض الصالحين قبلكم، اللهم آت آل معاذ النصيب الأوفر من هذه الرحمة فما أمسى حتى طُعن ابنه عبد الرحمن، بكره الذى كان يكنى به، وأحب الخلق إليه فرجع من المسجد فوجده مكروباً فقال ياعبد الرحمن كيف أنت فاستجاب له فقال: يا أبت ﴿الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ﴾ آل عمران 60، فقال معاذ: وأنا إن شاء الله ستجدنى من الصابرين، فأمسكه ليلة ثم دفنه من الغد فُطعن معاذ فقال حين اشتد به النزع: نزع الموت. فنزع نزعاً لم ينزعه أحد وكان كلما أفاق من غمرة فتح طرفه ثم قال: رب اخنقنى خنقتك فوعزتك إنك لتعلم أن قلبى يحبك.

مدحت عمر
=======
رابط الموضوع :- http://almagalla.info/2012/oct7.htm
=======

أبشروا يا أمه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

هل تعلم ان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دعا لنا ليس أنا وأنت فقط ولكن دعا لأمته كلها، لقد دعا لنا لعلمه بحالنا وضعفنا وقلة صبرنا على الطاعةة، وقلة صبرنا عن المعصية، دعا لنا لعلمه بكثره الفتن وقسوة القلوبة، فبماذا دعا لنا؟

أخرج البيهقى عن العباس بن مرادس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة والرحمة فأكثر الدعاء، فأوحى الله إليه أنى قد فعلت إلا ظلم بعضهم بعضاً، وأما ذنوبهم فيما بينى وبينهم فقد غفرتها، فقال (يارب، أنك قادر على أن تثيب هذا المظلوم خيراً من مظلمته وتغفر لهذا الظالم)، فلم يجبه تلك العشية، فلما كان غداة المزدلفة أعاد الدعاء فأجابه الله تعالى {إنى قد غفرت لهم} فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له بعض أصحابه: يارسول الله تبسمت فى ساعة لم تكن تتبسم فيها، قال (تبسمت من عدوا الله إبليس، إنه لما علم أن الله قد استجاب لى فى أمتى أهوى -أسرع- يدعو بالويل والثبور، ويحثو التراب على رأسه).

اللهم أجعلنا من أمه سيدنا محمد اللهم ارزقنا قلوب تحب سيدنا محمد وآله محبه صادقة لأنه بنا رؤف رحيم

وقد دعا لأمته فى موطن أخر، أخرج ابن وهب عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا قول إبراهيم ﴿رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ﴾ إبراهيم 36، وقول عيسى ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ﴾ المائدة 118، ثم رفع يديه ثم قال (اللهم أمتى، اللهم أمتى) وبكى، فقال الله: اذهب ياجبريل إلى محمد –وربك أعلم– وسله ما يبكيك؟ فأتاه جبريل فسأله فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال، فقال الله: اذهب إلى محمد فقل له: إنا سنرضيك فى أمتك ولا نسوؤك كذا فى الثفاسير لابن كثير ودعا لنا مره أخر.

أخرج الطبرانى عن أنس رضي الله عنه قال: قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته فقال (اللهم أقبل بقلوبهم على طاعتك، وحط من ورائهم برحمتك)، بل أنه يدعوا للأمته فى كل صلاة.

أخرج البزار عن السيده عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضها قالت: رأيت من النبى صلى الله عليه وسلم طيب النفس قلت: يارسول الله، ادع لى، قال (اللهم اغفر لعائشة ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وما أسرت وما أعلنت) فضحكت عائشة حتى سقط رأسها فى حجرها من الضحك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أيسرك دعائى؟)، فقالت: وما لى لا يسرنى دعاؤك؟ فقال (والله إنها لدعوتى لأمتى قى كل صلاة).

اخوتى فى الله كيف نوفى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حقه بعد ما سمعنا كم كان يدعوا لنا وما ذكرناه هو أقل القليل فيما لم نذكره ولنتذكروا قول الله ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِى الْقُرْبَى﴾ الشورى 23، فقد دعا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لآل بيته ودعا لمن أحبهم من أمته.

أخرج البزار عن زيد بن بثيع وسعيد بن وهب وعمرو بن ذى مر قالوا: سمعنا علياً رضي الله عنه يقول: نشدت الله رجلاً سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم -موضع بين مكة والمدينة- لما قام، فقام ثلاثة عشر رجلاً فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟) قالوا: بلى يارسول الله، قال: فأخذ بيد على فقال (من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من يبغضه، وأنصر من نصره، وأخذل من خذله) وفى هامش المجمع: أخرج له البخارى أيضاً وعند الطبرانى عن ابن عباس بلفظ (اللهم أعنه وأعن به، وأرحمه وأرحم به، وأنصره وأنصر به، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه) -يعنى علياً – كذا فى المنتخب وعند الحاكم عن على مرفوعاً (اللهم ثبت لسانه واهد قلبه) وعن بن عباس بلفظ (اللهم اهده للقضاء) كما فى المنتخب.

هذا ما قاله سيدنا على ودعا له ودعا لمن والاه وأحبه ونصره ودعا على من عاداه ومن يبغضه وخذله.

اللهم أجعلنا من الذين يوالون سيدنا على رضي الله عنه ويحبونه وينصرونه وذريته إلى يوم الدين اللهم آمين.

أخرج البزار عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال للحسن والحسين رضي الله عنهما (اللهم إنى أحبهما فأحبهما، ومن أحبهما فقد أحبنى، فى هذا الحديث معناً عالى جداً فى قوله (ومن أحبها فقد أحبنى)، فحب المؤمن لسيدنا الحسن وسيدنا الحسين رضي الله عنهما يدل على صدق محبته لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وعنه أيضاً عن أبى هريره رضي الله عنه بلفظ (اللهم إنى أحبهما فأحبهما)، وهكذا أخرجه النسائى وابن حبان عن أسامة رضي الله عنه وزاد فى أخره (وأحب من يحبهما)، وفى أوله (هذان ابناى وابنا ابنتى)، كما فى المنخب، وأخرجه ابن أبى شيبه والطيالسى عن أبى هريرة رضي الله عنه مثل حديثه الأول وزادا (وأبغض من أبغضهما)، كما فى المنخب، أى أنه صلى الله عليه وسلم قد نسب سيدنا الحسن وسيدنا الحسين إليه بقوله (هذان ابناى وابنا ابنتى)، ودعا لهما بقوله (اللهم إنى أحبهما فأحبهما)، وأشار إلى المؤمنين من أمته بقوله (وأحب من يحبهما)، وأشار إلى المنافقين بقوله (وأبغض من أبغضهما).

اللهم أرزقنا حب الحسنين وأختهما السيدة زينب وأمهم وأبيهم وجدهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وارزقنا صحبتهم فى الأخره وارزقنا النظر لوجهك الكريم اللهم آمين.

التلميذ
======
الكرامات وخوارق العادات ( 1 )
كرامات أولياء الأمم السابقة

الحمد لله الذى خص أوليائه بخصال المصطفى العدنان وأسبغ عليهم النعم فى ظواهرهم وبواطنهم وأتم عليهم فضله وزادهم قربا ومنحهم الرضا والرضوان وفتح لهم أبواب الانابة والايابة وخصهم بالهداية والارشاد وأجرى على أيديهم الكرامات وجعلهم نجوما يهتدى بها من ضل فى الوديان فمنهم من سبق فى الزمان ومنهم من يختم به الامر الذى بدء ومنهم الذين اصطفاهم الله ومنهم الذين اجتباهم ومنهم السابقون فى الاسلام ومنهم المقربون الى حضرة صاحب المقام المحمود والحوض المورود واللواء المعقود سيد ولد عدنان صلى الله عليه وسلم فهولاء وأمثالهم وأضرابهم قال الله فيهم ﴿أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده﴾ فمنهم أهل البيت ومنهم الصحب الكرام ومنهم الأقطاب والنجباء والبدلاء والعلماء والأوتاد والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا اللهم أرزقنا رفقتهم وصحبتهم ومعيتهم فى الدارين.

والكرامة هى أمر خارق للعادة يظهره الله تبارك وتعالى على يد عبد صالح ظاهر الصلاح طهر باطنه وأصلح ظاهره متمسكا بشريعة نبى او رسول مقتفى أثره يملاء قلبه المحبة والمودة للمؤمنين الصالحين مشفقا رحيما على الخلائق أجمعين.

ذكرت كرامات الصالحين فى القران الكريم فى عدة مواطن وفى عدة أزمنة مختلفة نسرد منها اليسير على سبيل الحجة والدليل والبرهان.

من كرامات الصالحين فى القران الكريم قصة سيدنا موسى عليه السلام مع العبد الصالح سيدنا الخضر وقد ورد ذكرها مطولا فى تفسير سورة الكهف وكيف أجرى الله تبارك وتعالى الكرامة وخوارق العادة على يد الولى الصالح سيدنا الخضر من خرقه للسفينة ومعرفته بالملك الظالم الذى يأخذ كل سفينة عنوة وغصبا، وكيف انه قتل الغلام الصغير الذى لم يبلغ الحلم بعد وأخبر سيدنا الخضر ان الله تبارك وتعالى سوف يعوض والديه المؤمنين بولد خير منه يكون صالحا، وأخبر سيدنا الخضر بالكنز المدفون تحت الجدار وأخباره بأصحاب الكنز ومعرفته حالهم من اليتم وأخبر أيضا عن الجد السابع لهولاء اليتيمين أنه كان رجلا صالحا وكان أبوهما صالحا فكل هذه الخوارق هى من الكرامات التى أجراها الله تبارك وتعالى على يد سيدنا الخضر فى حضور نبى ورسول ومن أولى العزم من الرسل هو سيدنا موسى عليه السلام .

ومن كرامات الصالحين ايضا التى ورد ذكرها فى القران الكريم قصة الصالحة الطائعة التقية السيدة مريم بنت عمران رضوان الله تعالى عليها والمعروف والمشهور انه لا توجد سيدة من الرسل أو الانبياء، وإنما جاء ذكر السيدة مريم فى القران بأنها صديقة والصديقية من درجات الاولياء، كانت السيدة مريم تقيم فى محرابها للتعبد فى بيت سيدنا زكريا بعد أن كفلها، فكلما دخل عليها سيدنا زكريا المحراب وجد عندها فاكهة الشتاء فى وقت الصيف ووجد عندها فاكهة الصيف فى وقت الشتاء وهى من كراماتها التى جرت على يديها، كما انه ورد فى القران الكريم كلام الملائكة للسيدة مريم وهى فى محرابها ﴿وإذ قالت الملائكة يا مريمُ إن الله اصطفاك وطهَّرك واصطفاك﴾. الاية وهذه كرامات أجراها الله تبارك وتعالى على يد الصالحة السيدة مريم بنت عمران عليها من الله الرضوان .

ومن كرامات الصالحين التى ورد ذكرها فى القران الكريم قصة أهل الكهف كانوا قوما صالحين مدحهم الله فى كتابه العزيز بأنهم فتية آمنوا بربهم وزادهم الله هدى ورشاد وكانوا بعد زمن سيدنا عيسى عليه السلام خافوا على إيمانهم ففروا بدينهم من ملك ظالم فدخلوا كهفا فلبثوا فيه بلا طعام ولا شراب فناموا ثلاثمائة سنين وتسعا ومع هذه المدة الكبيرة من النوم كانوا يتقلبون على جنوبهم ولم تستطع الارض ان تأكل اجسادهم أو تبليهم او تصبهم بالعاهات او العلل والامراض طيلة هذا الفترة وهم نيام وهى كرامه لهم مع الكرامة الاخرى النوم هذه الفترة الزمنية الطويلة بلا طعام ولا شراب والتى تعدت ثلاث مائة عام فهذه كرامة من الله أجراها على ايدى اوليائه الصالحين من امة سيدنا عيسى عليه السلام.

ومن كرامات الصالحين ايضا التى ورد ذكرها فى القران الكريم قصة الرجل الصالح سيدنا آصف بن برخيا كاتب سيدنا سليمان عليه السلام ووزيره فمن كرامات سيدنا آصف بن برخيا أنه لما أرادت السيدة بلقيس ملكة سبأ باليمن ان تأتى الى سيدنا سليمان عليه السلام الى بيت المقدس مسلمة له مؤمنة برسالته بعد قصة الهدهد والهدايا التى ارسلتها الى سيدنا سليمان أراد سيدنا سليمان عليه السلام أن يأتى بعرش ملكة سبأ من اليمن الى بيت المقدس قبل أن تصل الملكة اليهم فقال لجنوده أيكم يأتنى بعرشها قبل ان يأتونى مسلمين فقام أحد العفاريت وكان رئيسا انا آتيك به قبل ان تقوم من مقامك – فاراد سيدنا سليمان عليه السلام ان تكون المدة الزمنية لمجىء عرش الملكة بلقيس اليه اسرع من ذلك فقام الولى والعبد الصالح آصف بن برخيا فقال انا آتيك به قبل ان يرتد إليك طرفك، فقال آصف بن برخيا مخاطبا سيدنا سليمان عليه السلام : انظر إلى السماء، فنظر إليها، فدعا آصف بالاسم الأعظم أن يأتى الله بعرش بلقيس ملكة سبأ من أرض اليمن إلى بيت المقدس فأتى به، فرد سليمان طرفه فوجده بين يديه فهى كرامة من الله تبارك وتعالى أجراها على يد وليا من أوليائه الصالحين وهو آصف بن برخيا وصفه الله فى كتابه العزيز بأن عنده علما من الكتاب والمقصود انه لديه بعضا من علم الكتاب وليس كله.

ويكفى أمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فخرا ان الله تبارك وتعالى فضلها على سائر الامم السابقة كرامة وفضلا للرسول المعظم الخلق صلى الله عليه وسلم فقال الله تعالى فى فضلها ﴿كنتم خير أمة أخرجت للناس﴾ آل عمران: 110.

وان شاء الله بالود نتلقى فى عدد قادم مع كرامات الصحابة .
إبراهيم جعفر
=========
من شُعب الإيمان
الحيـاء

من الأخلاق الرفيعة التى أمر بها الإسلام وأقرها ورغب فيها الحياء، والحياء صفة من صفات الله عز وجل ففى الحديث الصحيح (إن الله عز وجل حيى ستير يحب الحياء والستر) رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائى.

والحياء صفة من صفات الأنبياء فقد وصف النبى صلى الله عليه وسلم سيدنا موسى (إن موسى كان رجلاً حيياً ستيراً، لا يرى من جلده شئ استحياء منه)، وكان القدوة والمثل الأعلى فى الحياء عن أبى سعيد الخدرى قال: كان النبى صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء فى خدرها فإذا رأى شيئاً يكرهه عرفناه فى وجهه.

وقد كانت العذارى مضرب المثل فى الحياء ففى قصة سيدنا موسى عليه السلام حين ورد ماء مدين فقال تعالى ﴿فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِى عَلَى اسْتِحْيَاءٍ﴾ القصص 25، ﴿قَالَتْ إِنَّ أَبِى يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ﴾ القصص 25، لَنَا قال ابن كثير: وهذا تأدب فى العبارة، لم تطلبه طلباً مطلقاً لئلا يوهم ريبة، أى: ليثيبك ويكافئك على سقيك لغنمنا، فكان جزاء الحياء أن أختارها الله زوجة لسيدنا موسى.

أما عن حياء الصحابة فقد كان سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه قال يوماً وهو يخطب: أيها الناس استحيوا من الله، فوالله ما خرجت لحاجة منذ بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد الغائط إلا وأنا مقنع رأسى حياء من الله.

وها هو سيدنا عثمان رضي الله عنه الذى قال فيه صلى الله عليه وسلم (ألا استحى من رجل تستحى منه الملائكة) رواه مسلم.

هذا ياأختاه إن خُلق الحياء إذا اكتمل اكتملت باقى شعب الإيمان، فقد قال صلى الله عليه وسلم (الحياء والإيمان قُرِناً جميعاً، فإذا رُفع أحدهما رُفعَ الآخر) رواه الحاكم.

والسر فى كون الحياء من الإيمان: أن كلاً منهما دافع إلى الخير صارف عن الشر مبعدٌ عنه؛ فالإيمان يبعث المؤمن على فعل الطاعات وترك المعاصى والمنكرات، والحياء يمنع صاحبه من التفريط فى حق الرب والتقصير فى شكره، ويمنع صاحبه كذلك من فعل القبيح أو قوله اتقاء الذم والملامة.

وفى الصحيحين: أن النبى صلى الله عليه وسلم مر على رجل يعظ أخاه فى الحياء أى يعاتبه؛ لأنه أضر به فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم (دعه فإن الحياء من الإيمان)، فقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك الرجل أن يترك أخاه ويبقيه على حيائه ولو منع صاحبه من استيفاء حقوقه؛ إذ ضياع حقوق المرء خير له من أن يفقد حياءه الذى هو من إيمانه وميزة إنسانيته وخيريته.

فالحياء من الله يكون باتباع الأوامر واجتناب النواهى، وفى الحديث الذى رواه الصحابى الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (استحيوا من الله حق الحياء)، قال: قلنا يارسول الله، إنا نستحى والحمد لله، قال (ليس ذلك، ولكن من استحى من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى، وليحفظ البطن وما حوى، وليذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء).

إن الحياء من الله يكون باتباع أوامر الله واجتناب نواهيه ومراقبة الله فى السر والعلن، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (استحى من الله تعالى كما تستحى من الرجل الصالح من قومك)، عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (اللهم لا تدركنى أو لا أدرك زمان قوم لا يتبعون العليم ولا يسحيون من الحليم قوم قلوبهم الأعاجم وألسنتهم ألسنة العرب) أخرجه البخارى ومسلم والترمذى.

ومن حكايات التابعين: يحكى أن الجنيد كان جالساً مع رويم والجريرى وابن عطاء فقال الجنيد: ما نجا من نجا إلا بصدق الملجأ قال الله عز وجل ﴿وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ﴾ التوبة 118، وقال رويم: ما نجا من نجا إلا بصدق التقى قال الله تعالى ﴿وَيُنَجِّى اللهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ﴾ الزمر 61، قال الجريرى: ما نجا من نجا إلا بمراعاة حق الوفاء قال الله عز وجل ﴿الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ﴾ الرعد 20،

وقال ابن عطاء: ما نجا من نجا إلا بتحقيق الحياء قال الله عز وجل ﴿أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى﴾ العلق 14، سُئل الجنيد عن الحياء فقال: رؤية الآلاء ورؤية التقصير فيتولد من إن كنت حراً كريماً عبداً شكوراً فكيف وقد حذرك.

نسأل الله العزيز القدير ذا العرش المجيد أن يعصمنا من قبائحنا، وأن يستر عوراتنا ويغفر زلاتنا ويقينا شرور أنفسنا وشر الشيطان وشركه؛ اللهم إنا نعوذ بك من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن؛ سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

المحبة فى الله
المصدر: شعب الإيمان للبيهقى، تفسير ابن كثير
=======
رابط الموضوع :- http://almagalla.info/2012/oct10.htm

رابط صفحة الصوفية :- http://burhaniya.org/sofism.htm
=======


رحمتك ... يارب

اتصل بى واحد من حبايبنا، وقال إنه عامل قعدة كده بتلم الحبايب والأصدقاء بتوع زمان، ومن المعزومين صديقى، فذهبت إلى مكان الدعوة مبكراً لعلى أجد صديقى فأستفسر منه عن اللى أشار إليه فى المرات السابقة عن الخبير، وأن لكل واحد مرشد، وغير ذلك من الأسئلة، ولكنى فوجئت بعدم وجوده، وعلمت من صاحب العزومة أن صديقى سوف يتأخر قليلاً قلت فى نفسى مش مشكلة مادام جاى، وسلمت على الموجودين من أصحاب زمان وكأنى لأول مرة أعرفهم فقد اختلفوا تماماً شكلاً وموضوعاً، المهم جه الشاى وكم طبق جاتوه، فأكلنا وشربنا، واحنا بنفكر بعض بأيام زمان واللى كان بيحصل فيها ... الكلام خدنا من موضوع لموضوع حتى وصلنا بالكلام فى رمضان وما حدث ويحدث كل عام من الناس من مخالفات، فقلت لهم: يااخوانا ربنا رب قلوب، ومالناش حق نحكم على الناس بالفساد بدون دليل واضح و... فقاطعنى واحد منهم قائلاً: يعنى نبقى ماشيين فى الشارع فى عز الظهر فى رمضان ونلاقى واحد ماسك سيجارة وبياكل أو بيشرب عينى عينك كده، وتقولى مافيش دليل ... ياأخى دا الحديث بيقول (من رأى منكم منكراً فليغيره ...) فقلت: ده مش دليل يخلينى أضربه أو أشتمه و... فقاطعونى قائلين: إزاى مش دليل؟ ده بيقول لك: بياكل علناً ... فقلت: مش ممكن يكون الشخص ده على غير دين الإسلام؟ مش ممكن يكون مريض بمرض لا يقدر معه على الصوم؟ بلاش كده حا افترض معاكم إنه بصحة جيدة ومسلم موحد بالله، لكنه مش قادر يصوم ... يبقى نكلمه الأول بالحسنة علشان نعرف الأسباب، وكل داء وله علاج، مش كده؟ فهزوا رؤسهم بالموافقة إلا صاحبنا، ولقد لاحظت وكأننى قد قتلت عزيز، وانتقلنا من موضوع إلى أخر، حتى وصل بنا الأمر إلى موضوع الصوفية وما يفعلون، فالتفت إلىَّ صاحبنا إياه قائلاً: إيه رأيك ياصاحب الدليل والبرهان؟ فقلت: رأيى فى إيه؟ فقال: فى البدع والشرك اللى بيعملوه عند مقامتهم اللى بيزوروها، وفهمت إنه عاوز يدخلنى فى حتة يهاجمنى منها، فقلت فى استعباط: هم بيعملوا إيه بالضبط؟ فرد قائلاً: ياراجل بقى انت مش عارف إنهم بيروحوا يبوسوا حديد المقام وعتب الباب هناك قال إيه بيتباركوا ... مش كده وبس ... دول بيطلبوا من صاحب المقام يافلان اشفينى ... ياسيدى فلان نجح ابنى ... ياسيدى فلان اعمل وسوى ... كل ده بدعة وشرك فقاطعته قائلاً: هو البوس بدعة وشرك؟ فرد قائلاً: لأ ... أنا اقصد بوس حديد المقصورة بتاعت المقام، فقلت: يعنى بوس أى حديد تانى غير حديد المقام مش بدعة ولا شرك؟ وأحس بالفخ الذى نصبته له، فلم يرد، وَسَكت فترة لكى يرد فلم يفعل، فانطلقت أكمل كلامى فى سخرية قائلاً: يعنى ياأخى لما تبوس الحديد يبقى بدعة وشرك، ولما تبوس مراتك تبقى عبادة؟ شوف من كلامك ده مش شايف عندك اعتراض إلا على البوس والطلب من صاحب المقام، فرد قائلاً: وهو ده شوية؟ فأسرعت قائلاً: طيب لو خلّينا الناس تبطل تبوس الحديد، وتبطل تطلب من صاحب المقام ... سيادتك حاتزور مثلاً سيدنا الحسين؟ وكأنى ضربته على دماغه ضربه لم يستطع منها الرد، فكررت السؤال حاتزور؟ ونظر الموجودون إليه فى انتظار أن يجيب السؤال، وأحس بالحرج، وحاول الرد، ولكنه تلجلج فى كلامه، ثم قال: لأ، فقلت له: ليه؟ فسكت قليلاً، ولم يجد عنده إلا هذا الجواب: لإن الصلاة فى المساجد اللى فيها مقامات حرام ...، وانتظر الموجودين أن يكمل، ولكنه سكت، فالتفتوا إلىّ ليسمعوا ردى فقلت: أنا سألتك حاتزور؟ مش سألتك حتصلى؟ خلاص بلاش السؤال ده أنا عاوز منك تفهّمنى حاجة ... اتعدل فى جلسته، ورد الدم فى وجهه، وقال: خير ... إسأل، فقلت: يعنى إيه كلمة بدعة؟ معلش عاوزك توضحها لنا كده ... فرد قائلاً: البدعة ببساطة شئ مستحدث على أمر ثابت، أحاول أوضح أكثر بالأمثلة، مثلاً الإحتفال بالمولد النبوى، لم يحتفل به فى عصر الرسول ولا عصر الخلفاء و... فقاطعته قائلاً: كويس أوى ... يعنى البدعة زى ما بتقول شئ مستحدث على أمر ثابت، يبقى لما ناخد الكلام ده سند ودليل يبقى بوس الحديد والعتب بدعة، فأشار برأسه موافقاً، فقلت: يبقى الأمر الثابت هو الزيارة ... يبقى ليه محرم الزيارة للمقامات؟ وكررت السؤال بصوت أعلى، فلم يستطع الرد ... ورد أحد المؤمنين بأفكاره قائلاً: ونزور ليه؟ ونظرت إليه، وفوجئت بأن صديقى جالس بجانبه، وأردت أن يقوم هو بالإجابة، فرد قائلاً: هم بيسألوك انت ... جاوب، وقلت فى نفسى: بقى أنا باستنجد بيك ... تقوم تحطنى فى وش المدفع، والتفت إلىّ من سألنى، وقلت: انت قلت إيه؟ فضحك وقال: انت نسيت، أو مش عارف تجاوب، ودعوت ربنا فى داخلى وطلبت أن يهدينى للجواب الصح، وكأن طاقة من نور انفتحت فى دماغى، ودار فيها ما قاله صديقى عن محبة أهل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلم، فقلت: ربنا سبحانه وتعالى ذكر أهل البيت فى القرآن بيبين قدرهم، فرد: ربنا قال إيه عنهم؟ فقلت ﴿رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ...﴾ هود 73، فرد قائلاً: الآية دى كانت لأهل بيت الخليل عليه السلام لما الملائكة جاءت وبشرت سارة بإسحاق ويعقوب، وبعدين جاءت الآية اللى انت بتستند إليها فى الرد ... فقلت: ما تمشى معايا خطوة خطوة ... أولاً: الملائكة هم اللى قالوا ﴿رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾ يعنى الإخبار جه على لسان الملائكة بأن ربنا سبحانه وتعالى جعل رحمته وبركاته على أهل البيت ... مظبوط؟ فنظر إلىَّ يستكشف إن كان فى كلامى فخ أو لأ، ثم قال: مظبوط ...، فقلت: فى الكلام ده أدلة واضحة للأعمى إن الكلام ده بيخص سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فرد وهو يضحك: هه ... هه ... قول لنا ياسيدى إيه هى الأدلة دى؟ فقلت: الدليل الأول ... هو سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم مش من نسل سيدنا إبراهيم الخليل؟ فقال: أيوه، فقلت: يبقى من أهل بيت سيدنا إبراهيم وتنطبق عليه الآية هو وأهل بيته، فرد الموجودون: والدليل التانى؟ فقلت: ربنا سبحانه وتعالى بيقول لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ الأنبياء 107، يعنى هو كله رحمة مش كده؟ طيب قبل ما أكمل كلامى، عاوز أسأل سؤال وتجاوبوا عليه، السؤال هو كل واحد فينا له أخ او اتنين أو أكتر، المهم كل واحد فيهم واخد من أبوه حاجة من الشكل أو الطبع ... مظبوط؟ فردوا: مظبوط، يبقى البشر العادى بياخد من طبع وشكل وخصال أبوه ... فما بالك بأبناء سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حياخدوا أو لأ؟ طبعاً حياخدوا، بس خصال إيه؟ وطبع إيه؟ وشكل إيه؟ وجمال إيه؟ مش كده وبس حياخدوا رحمة يعنى ببساطة كده عندهم الخصال الحميدة، الدليل التالت، فردوا: هو فيه كمان دليل؟ فقلت: أيوه ... أنتم كل يوم بتصلوا خمس فروض ... ده غير السنة السنن والنوافل، كل جلسة تشهد أو فى جلسة التشهد فى الركعة الأخيرة، ده حسب كل مذهب ... بنعمل إيه؟ بنقول نصاً "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْت عَلَى إبْرَاهِيمَ وَآلِ إبْرَاهِيمَ"، يعنى رضينا أو لم نرضى الرحمة والبركة على أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، مش كده وبس دا احنا فى الصلاة بندعوا إن البركة ده يكون للآل فيها نصيب، والآل غير الأهل، وسكت فترة فى انتظار أى حد يرد، وكملت كلامى قائلاً: نرجع لسؤالك الأول بنزور ليه؟ انت لما تحب تصلح عربيتك، إذا كان العطل فى الموتور ... بتروح لمين؟ فرد: للميكانيكى، ولما تحتاج تصلح كهرباء فى البيت بتروح لنفس الميكانيكى؟ فرد: لأ ... أروح للكهربائى، فقلت: يعنى كل واحد له اختصاصه، إذا احتجته فى تخصصه رحت له، مش كده؟ فرد: أيوه، فقلت: عال ... أهل البيت من خصائصهم إعطاء الرحمة والبركة، يبقى إن زرتهم حينوبك من الحب جانب، يعنى لازم تاخد من الرحمة والبركة، عاوز ... زور ... مش عاوز، نزور احنا وربنا ينفعنا بزيارتهم وناخد الرحمة والبركة اللى الناس بتدور عليها ومش لاقيها، ونظرت إلى صديقى فوجدته وهو يحاول أن يكتم ضحكه ... وحاول شخص آخر أن يسألنى، ولكنى قاطعته قائلاً: أخونا فلان موجود، وهو أدرى منى وأعلم ... اللى عاوز حاجة يسأل فيها يسأله، وأشرت إلى صديقى، وتحولت ضحكته إليهم ... ولكننى ضحكت لأننى استطعت الهرب.

أحمد نور الدين عباس
=======
رابط الموضوع :- http://almagalla.info/2012/oct9.htm
=======

إلا تنصروه

فى حالة لم نسمع عنها غير أيام الجاهلية ألا وهى مهاجمة الرسل .. نجد اليوم من يتطاول على رسول الله صلوات ربى وسلامه عليه ولم يفعل تلك الفعلة غير أهل الجاهلية وبعد أن استتب الأمر واكتمل الدين وعرف الناس فضل الأنبياء لزم كل إنسان حده.

ونتعرض للقطة قرآنية تتحدث عن نصرة الحبيب، فيحدثنا الحق سبحانه وتعالى بقوله:

﴿إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ الله﴾

أى إن تركتم نصره فالله متكفل بنصره حتى فى مواطن القلة، وسنظهر رسولنا على عدوه بالنصر، حتى وإن كان لم يكن معه إلا رجل واحد، وقد حدث فعلا فى رحلة الهجرة، فلم يكن معه فى الهجرة النبوية الشريفة سوى سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وفى المقابل 40 شابا من أقوى فتيان قريش يحملون أسلحتهم، وفى تحدٍ غير مسبوق يقول سبحانه وتعالى ﴿ثَانِىَ اثنين﴾ وهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه الصديق رضي الله عنه ونستكمل الآية سويا لنعرف أن المتكفل بنصره الحق سبحانه وليس غيره فيقول ﴿إِذْ هُمَا فِى الغَار﴾ فنجد الحبيب يقطع مسافة من بيته...

وقبل أن نسترسل فى هذا الحديث يجب التنويه على أن الحبيب صلوات ربى وسلامه عليه لم يخرج هربا وفرارا بل خرج من بين أقوى فتيان قريش ولم يكتف بذلك ولكنه وضع التراب فوق روؤسهم جميعا، ثم يبدأ الرحلة الميمونة التى أمره الله سبحانه وتعالى بها فدل لنا من تلك العملية على أن الخروج لم يكون هربا من شئ وإنما كان لأمر إلهى وهو الهجرة.

نعود لقصتنا .. فما لبث صلوات ربى وسلامه عليه غير ساعة حتى وصل وصاحبه إلى غار فى جبل ثور، وبعد فترة يصل أهل الشرك إليه، وهنا يقول الصديق رضي الله عنه كنت مع النبى صلى الله عليه وسلم فى الغار فرأيت آثار المشركين فقلت: يا رسول الله لو أن أحدهم رفع قدمه لأبصرنا تحت قدمه، وهنا يقول الواثق من نصرة ربه (يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما) لأنه لو حدث عكس ذلك فعلا تكون النهاية لا محالة، ولكن ليس مع النبى صلى الله عليه وسلم وصاحبه الصديق رضي الله عنه ويرد الله أهل الشرك بخيبة أمل.

والعجيب الغريب أن الذى يحول بينهم وبين المشركين خيط عنكبوت وحمامتين، فيروى لنا أهل السيرة أنه لما دخلا الغار أمر الله تعالى العنكبوت فنسجت على فم الغار وبعث سبحانه حمامتين وحشيتين فباضتا فيه، فلما أقبل فتيان قريش يحملون سيوفهم، تعجل بعضهم فنظر فى الغار ليرى أحداً فرأى حمامتين فرجع إلى أصحابه وقال لهم: ليس فى الغار أحد ولو كان قد دخله أحد ما بقيت هاتان الحمامتان وإن عليه لعنكبوتاً قبل ميلاد محمد.

لماذا لم ير هذا الفتى أحدا؟ لأن الحبيب المحبوب صلوات رب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alkaswaa.ahlamontada.com
 
المجلة عدد شهر اكتوبر 2012
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المجلة عدد شهر يونيه 2012
» المجلة عدد شهر يوليو 2012
» المجلة عدد شهر اغسطس 2012
» المجلة عدد شهر سبتمبر 2012
» المجلة عدد يناير 2012

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
!¨°o:[[ منتديات القـصـــــــــــــواء]]: o°¨! :: ! الدين الاسلامي القويم ! :: المجلة الاعداد الشهرية - almagalla issue-
انتقل الى: