!¨°o:[[ منتديات القـصـــــــــــــواء]]: o°¨!
أول ما تبدء أي عمل قول بسم الله الرحمن الرحيم وتقول اللهم صل على سيدنا محمد واله وسلم ومرحبا بك في منتديات القصواء لو انت زائر شرفنا مروركم الكريم وتشرفنا بالتسجيل واذا كنت من الاعضاء نرجوا سرعة الدخول ومسموح بالنقل او الاقتباس من المنتدى
!¨°o:[[ منتديات القـصـــــــــــــواء]]: o°¨!
أول ما تبدء أي عمل قول بسم الله الرحمن الرحيم وتقول اللهم صل على سيدنا محمد واله وسلم ومرحبا بك في منتديات القصواء لو انت زائر شرفنا مروركم الكريم وتشرفنا بالتسجيل واذا كنت من الاعضاء نرجوا سرعة الدخول ومسموح بالنقل او الاقتباس من المنتدى
!¨°o:[[ منتديات القـصـــــــــــــواء]]: o°¨!
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


رَفَعَ اللَّهُ لِلْمُتَيَّمِ قَدْراً
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولالطريقة البرهانية الدسوقية الشاذليةموقع رايات العز اول جريدة اسلامية على النتالمجلة البرهانية لنشر فضائل خير البريةشاهد قناة القصواء عالنت قناة البرهانية على اليوتيوبحمل كتب التراث من موقع التراث

==== ========= عن سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الزموا مودتنا أهل البيت، فإنه من لقي الله عز وجل وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا، والذي نفسي بيده لا ينفع عبداً عمله إلا بمعرفة حقنا". رواه الطبراني في الأوسط ========= ==== ==== عن سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي". رواه الطبراني ورجاله ثقات. ========= ==== عن سيدنا جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل جعل ذرية كل نبي في صلبه، وإن الله تعالى جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب رضي الله عنه". رواه الطبراني ========= ==== عن سيدنا جابر رضي الله عنه أنه سمع سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول للناس حين تزوج بنت سيدنا علي رضي الله عنه : ألا تهنئوني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ينقطع يوم القيامة كل سبب ونسب إلا سببي ونسبي". رواه الطبراني في الأوسط والكبير ========= ==== ==== عن سيددنا ابن عمر رضي الله عنهما عن سيدنا أبي بكر - هو الصديق - رضي الله عنه قال ارقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته. رواه البخارى ==== وفي الصحيح أن الصديق رضي الله عنه قال لعلي رضي الله عنه: والله لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي . ========= ==== عن سيدنا جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول "يا أيها الناس إني تركت فيكم ما إن اخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي " . رواه الترمذي ========= ==== عن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس عن أبيه عن جده عبدالله بن عباس رضي الله عنهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أحبوا الله تعالى لما يغذوكم من نعمه وأحبوني بحب الله وأحبوا أهل بيتي بحبي" . رواه الترمذي ========= ==== عن أبي إسحاق عن حنش قال سمعت أبا ذر رضي الله عنه وهو آخذ بحلقة الباب يقول: يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن أنكرني فأنا أبو ذر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح عليه الصلاة والسلام من دخلها نجا. ومن تخلف عنها هلك". رواه أبويعلى ==== عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنا وعلي وفاطمة وحسن وحسين مجتمعون ومن أحبنا يوم القيامة نأكل ونشرب حتى يفرق بين العباد". فبلغ ذلك رجلاً من الناس فسأل عنه فأخبره به فقال: كيف بالعرض والحساب؟ فقلت له: كيف لصاحب ياسين بذلك حين أدخل الجنة من ساعته. رواه الطبراني ========== ==== وعن سلمة بن الأكوىه,±رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"النجوم جعلت أماناً لأهل السماء وإن أهل بيتي أمان لأمتي". رواه الطبراني ======== وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهلي من بعدي". رواه أبو يعلى ورجاله ثقات. ========= ==== ==== الله الله الله الله ====
..
..
..

 

 المجلة عدد يناير 2013

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
خادمة الحبيب المصطفى




عدد المساهمات : 937
تاريخ التسجيل : 22/10/2012

المجلة عدد يناير 2013 Empty
مُساهمةموضوع: المجلة عدد يناير 2013   المجلة عدد يناير 2013 Icon_minitimeالأحد أغسطس 25, 2013 3:54 pm


تدارس

الرحيق المختوم بالمسك


الْمِسْكُ مَخْتُومُ وَحَقَّ خِتَامُهُ      إِنْ تَسْأَلِ (الْمُطَفِّفِينَ) تُوَافَى 61/1
من النظم الفريد للسيد الإمام فخر الدين رضي الله عنه نتناول درة بالتحليل والدراسة حتى نستنير بهديه الشريف الذى أوصانا به الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه فى كل وقت وحين فقال (أوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدٌ حَبَشِىٌّ فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلاَلَةٌ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِى وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ) قَالَ أَبُو عِيسَى الترمذى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
هذا الحديث مروى بروايات عديدة من طرق متعددة قد تزيد عن نيف وستون رواية، وقد ورد فى المستدرك على الصحيحين للإمام الحاكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن الله يبعث إلى هذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها) وأورده أبو داود والطبرانى والسيوطى بروايات متعددة.
وعملاً بوصيته صلى الله عليه وآله وسلم ندقق ونتدارس ونبحث فى كلام هؤلاء العظماء ونعض على سنتهم بالنواجذ حتى يلهمنا الله تعالى الصواب فى ديننا ودنيانا.
هذ البيت الذى نحن بصدده هو الأول من القصيدة الحادية والستون ويشير إلى الشطر الثانى من البيت الأول بالقصيدة التائية "الأولى" والذى يقول {رَحِيقِىَ مَخْتُومٌ بِمِسْكِ الْحَقِيقَةِ} فهو رضي الله عنه فى البيت رقم 1 بالقصيد رقم 61 يرشدنا إلى المعنى بأنه موجود بسورة المطففين وامتثالاً لإرشاداته نذهب إلى السورة فنجد الآية رقم 25 تقول ?يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ • خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِى ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ? المطففين 25-26، فالنبدأ بتتبع الآيات، قبل ذلك لنتدبر الأمر.
الآيات ?كَلا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِى سِجِّينٍ • وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ • كِتَابٌ مَرْقُومٌ • وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ • الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ • وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ • إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ • كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ • كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ • ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ • ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِى كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ? المطففين 7-17، فمن الآية 7 حتى الآية 17 يعرض لنا المولى تبارك وتعالى فى كتابه قصة المحجوبون عن ربهم بأن لهم كتاب يسمى (كتاب الفجار) وأن لهم واد فى جهنم يسمى (الويل) وأنهم يكذبون بيوم الدين، وأنهم معتدين آثمين مكثرين لارتكاب الذنوب، وكلما سمعوا الوعظ والتذكير من الدالين على الله قالوا خرافات الأولين، وذلك بسسب (الران) الذى نسج على قلوبهم، لَمَّا رانت قلوبهم فى الدنيا حُجبوا عن الرؤية فى الآخرة.
بخلاف المؤمنين لَمّا صفت مرآة قلوبهم حتى عرفوا الحق كشف لهم يوم القيامة عن وجهه الكريم، ويقول الإمام مالك رضي الله عنه : لَمّا حجب الله أعداءه فلم يروه تجلّى لأوليائه حتى رأوه، ويقول الإمام الشافعى رضي الله عنه : فى هذه الآية دلالة على أنَّ أولياء الله يرونه، وقال الإمام الزجاج رضي الله عنه : فى هذه الآية دليل أن الله يُرى يوم القيامة، ولولا ذلك ما كان فى هذه الآية فائدة، ولمَا خصّصت منزلة الكفار بأنهم محجوبون عن الله ?ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ? أى: داخلو النار، و(ثم) هنا لتراخى الرتبة، فإنّ صَلى الجحيم أشد من الإهانة والحرمان من الرؤية والكرامة ?ثُمَّ يُقَالُ? لهم ?هَذَا الَّذِى كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ? فى الدنيا فذُوقوا وباله.
بعد هذا المشهد القرآنى يعرض لنا المولى تبارك وتعالى المشهد المقابل ليحثنا على تجنب هذه الأهوال ويشوقنا لرؤية وجهه الكريم فيقول ?كَلا إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِى عِلِّيِّينَ • وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ • كِتَابٌ مَرْقُومٌ • يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ • إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِى نَعِيمٍ • عَلَى الأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ • تَعْرِفُ فِى وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ • يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ • خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِى ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ • وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ • عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ? المطففين 18-28، ?كَلا? ردع للمكذبين، ثم بيّن حال الأبرار، فقال ?إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ? أى: ما كتب من أعمالهم، والأبرار: المؤمنون المطيعون ?لَفِى عِلِّيِّينَ? هو موضع فى أعلى الجنة، يسكنه المقربون، قال سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنه : إنّ أهل عليين لينظرون إلى أهل الجنة من كوى، فإذا أشرف رجل أشرقت له الجنة، وقالوا: قد اطلع علينا رجل من أهل عليين، وقال فى البدور: إنَّ الرجل من أهل عليين ليخرج فيسير فى ملكه، فلا تبقى خيمة من خيام الجنة إلا ويدخلها ضوء من وجهه، حتى إنهم يستنشقون ريحه ويقولون: واهاً لهذه الريح الطيبة .. وعنه  صلى الله عليه وسلم قال (أكثر أهل الجنة البُله، وعليون لذوى الألباب) وعنه صلى الله عليه وسلم قال (عليون فى السماء السابعة تحت العرش) وفيه ديوان أعمال السعداء، فإذا عمل العبدُ عملاً صالحاً عرج به وأثبت فى ذلك الديوان، وقد رُوى فى الأثر: أن الملائكة تصعد بصحيفةٍ فيها عمل العبد، فإن رضيه الله قال: اجعلوه فى عليين وإن لم يرضه قال: اجعلوه فى سجين.
?وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ • كِتَابٌ مَرْقُومٌ? أى: موضع كتاب، أو فيه كتاب مرقوم ?يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ? أى: الملائكة المقربون، أو أرواح المقربين؛ لأنَّ عليين محل الكروبيين وأرواح المقربين ?إِنَّ الأَبْرَارَ? من أهل اليمين ?لَفِى نَعِيمٍ? عظيم ?عَلَى الأَرَائِكِ? على الأسرّة فى الحِجال ?يَنْظُرُونَ? إلى كرامة الله ونِعمه التى أولاهم، أو: إلى أعدائهم يعذّبون فى النار، وما تحجب الحجال أبصارهم عن الإدْراك ? تَعْرِفُ فِى وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ? أى: بهجة التنعُّم وطراوته ورونقه .. والخطاب لكل أحد مما له حظ من الخطاب للإيذان بأنَّ حالهم من أثر النعمة وأحكام البهجة، بحيث لا يختص برؤيته راءٍ دون راءٍ.
?يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ? شراب خالص لا شوب فيه، وقيل: هو الخمر الصافية و?مَخْتُومٍ? أى مغلق عليه ?خِتَامُهُ مِسْكٌ? أى: مختوم أوانيه وأكوابه بالمسك مكان الطين، كما يفعل أهل الدنيا بأوانيهم إذا أرادوا حِفظها وصيانتها، ولعله تمثيل لكمال نفاسته، أو: أخره وتمامُه مسك أى: يجد الشارب عند آخر شربه رائحة المسك، وقُرىء «خاتِمَه» بكسر التاء وفتحها ?وَفِى ذَلِكَ? الرحيق أو ما تقدّم من نعيم الجنان ?فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ? فليرغب الراغبون، وليجتهد المجتهدون، أو فليسبق المستبقون، وذلك بالمبادرة إلى الخيرات، والكفّ عن السيئات.
وأصل التنافس: التغالب فى الشىء النفيس، وهو من النفس لعزتها، وقال الإمام البغوى رضي الله عنه : وأصله: من الشىء النفيس الذى تحرص عليه النفوس، ويريده كل أحد منهم لنفسه، وينفَسُ به على غيره، أى: يضِنُّ به.
?ومِزَاجُه من تسنيمٍ?: عطف على خِتامه صفة أخرى للرحيق، وما بينهما اعتراض مقرر لنفاسته، أى: ما يمزَج به ذلك الرحيق هو من ماء التسنيم، والتسنيم اسم لعين بعينها فى الفردوس الأعلى، سُميت بالتسنيم الذى هو مصدر من «سنّمه» إذا رفعه، لأنها أرفع شراب فى الجنة.
نكتفى بهذا القدر من التفسير الشرعى لنعرض بعضاً من الإشارة والتأويل وعلوم الحقيقة، فالإمام فخر الدين رضي الله عنه قد ركز لنا فى البيت على المسك المختوم الذى يُختم به الرحيق.
يقول الإمام ابن عجيبة رضي الله عنه : ?يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ? خمرة المحبة الأزلية، الصافية من كدر الهوى، مختوم عليه فى قلوب العارفين.
وقال الإمام القشيرى رضي الله عنه : أوانى ذلك الشراب هى قلوب الأصفياء والأولياء، خِتامه مسك، وهو محبة الحق، لا يشرب من تلك الأوانى المختومة إلاَّ الطالبون الصادقون فى طريق السلوك إلى الله ?وَفِى ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ? فمَن فاته حظه من هذه الخمرة فهو محروم، كما قال ابن الفارض:
علَى نَفْسِه فَلْيبْك مَن ضاعَ عُمْرُه وليس لَهُ مِنْها نَصيبٌ ولا سَهْمٌ
ويقول أيضا الإمام القشيرى رضي الله عنه : وتنافسهم فيه بالمبادرة إلى الأعمال الصالحة، وتعليق القلب بالله، والانسلاخ من الأخلاق الدنية، وجولان الهمم فى الملكوت، واستدامة المناجاة ?ومِزَاجُه من تسنيمٍ? وهو عين بحر الوحدة الصافية، التى قال فيها القطب ابن مشيش رضي الله عنه : وأغرقنى فى بحر الوحدة ... الخ.
ويقول السيد محيى الدين ابن العربى رضي الله عنه : ?يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ? خمر صرف من المحبة الروحانية الغير الممزوجة بحب النفس للجواهر الجسمانية ?مَخْتُومٍ?، بختم الشرع لئلا تمتزج به النجاسات الشيطانية من المحبات الوهمية المحرمة والشهوات النفسانية المهيئة ?خِتَامُهُ مِسْكٌ? هو حكم الشرع بالمباحات المطيبة للنفوس المقوية للقلوب.أ.هـ
فتنافس أيها الطالب لهذا الرحيق المختوم بالمسك والذى نسبه الشيخ رضي الله عنه إليه فقال: رحيقى لأنه واحد من المقربيين وتمسك بالشريعة الى جانب الحقيقة لتنال تلك الدرجات العالية .. وفقنا الله جميعاً لما يحب ويرضى.
محمد مقبول

المصدر
http://newdesign.almagalla.info/NewsInfo.aspx?id=49#
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خادمة الحبيب المصطفى




عدد المساهمات : 937
تاريخ التسجيل : 22/10/2012

المجلة عدد يناير 2013 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلة عدد يناير 2013   المجلة عدد يناير 2013 Icon_minitimeالأحد أغسطس 25, 2013 5:28 pm

المرأة
راكبة البحر
السيدة أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ

نسبها:
أم حرام بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدى بن النجار، وهى أخت أم سليم وخالة أنس بن مالك.
أمها:
مليكة بنت مالك بن عدى بن زيد مناة بن عدى بن عمرو بن مالك بن النجار.
أخيها:
حرام بن ملحان، الشهيد الذى قال يوم بئر معونة (فزت ورب الكعبة) وذلك حين طعنه المشركون من ظهره غدرا بحربة خرجت من صدره رضى الله تبارك وتعالى عنه.
زواجها:
شبت أم حرام فى ظل جو كريم، نجيبة الأصول، ولقيت منذ حداثتها عناية ورعاية قد عُرف بهما بنو النجار .. ولما بلغت أشدها ونضجت تقدم لخطبتها سيدنا (عبادة بن الصامت) فتى (عمرو بن عوف) وهو من الخزرج، فزوجها أبوها منه، فكان نعم القرين، وكان سيدنا عبادة بن الصامت من المبايعين الذين تجاوز عددهم السبعين من الرجال والنساء، فبايع رضي الله عنه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بيعة العقبة الثانية، كما كان واحدا من النقباء الذين اختارهم الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
عاد سيدنا عبادة إلى المدينة محدثا زوجه من فيض ما تلقاه من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وحدثها بما شاهد ورأى وسمع فتشوقت للقاء النبى صلى الله عليه وسلم.
منزلتها عند النبى صلى الله عليه وسلم :
كانت أم حرام رضي الله عنها من علية النساء، أسلمت وبايعت النبى صلى الله عليه وسلم وهاجرت وروت الأحاديث، وحدث عنها أنس بن مالك وغيره .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرمها ويزورها فى بيتها، فهى وأختها أم سليم خالتين لرسول الله صلى الله عليه وسلم إما من الرضاع وإما من النسب.
يحدثنا التاريخ أن قباء، كان لها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم محبة ومقام كريم، فقد كان أول مكان ينزل فيه صلى الله عليه وسلم أثناء هجرته من مكة للمدينة حيث تم بناء أول مسجد (مسجد قباء) الذى وصفه الله تعالى بأنه أسس على التقوى من أول يوم، فقد كان صلى الله عليه وسلم يأتى قباء فى أيام معينة بعد العصر متوضأ، ثم يصلى فيها المغرب، وكان كثيرا ما ينزل فى بيوت أصحابه وإخوانه، وكان بيت أم حرام رضي الله عنها من أكثر البيوت فى قباء حظوة بالرسول الأمين صلوات الله وسلامه عليه يأتيها فى بيتها، فيطعم عنده ويقيل ثم يقوم إلى شأنه وحاجته فى الصلاة واللقاء بالأصحاب.
وذكر النسائى والبيهقى فى السنن عن أنس قال: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما هو إلا أنا وأمى وخالتى أم حرام، فقال (قوموا فلأصل بكم) فصلى بنا فى غير وقت صلاة.
مواقفها:
من بدر إلى أحد والخندق وإلى الفتح مرورا بالحديبية وحنين والطائف فى كل من هذه الغزوات كان لـعبادة بن الصامت وزوجته أم حرام مواقف ومشاهد وبطولات وذكريات حتى لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى، وتولى الصديق رضي الله عنه الخلافة من بعده فأدت أم حرام واجبها نحو الله ورسوله والمؤمنين، فحفظت عهد النبى صلى الله عليه وسلم فى كتابه وسنته، وساهمت مع زوجها رضي الله عنه .
ركوب البحر:
فى زمن الخليفة سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه كان عبادة وأم حرام قد اتخذا من دمشق مقاما ومستقرا، فلما طلب معاوية بن أبى سفيان والى دمشق من الخليفة ذى النورين سيدنا عثمان بن عفان أن يأذن له وللمسلمين فى ركوب البحر وغزو جزيرة قبرص، ثم أذن له الخليفة، داعيا إياه فى كتابه الحرص على المسلمين، وكانت أم حرام وزوجها ممن ركبوا البحر، فتحققت بذلك نبوءة الصادق الأمين فكانت أم حرام من الأولين الذين يركبون البحر كالملوك على الأسرة.
كما أخرج الإمام أحمد فى مسنده والنسائى فى السنن عن سيدنا أنس بن مالك عن السيدة أم حرام أنها قالت:
أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ عِنْدَنَا فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ بِأَبِى وَأُمِّى مَا أَضْحَكَكَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ قَوْمًا مِنْ أُمَّتِى يَرْكَبُونَ هَذَا الْبَحْرَ كَالْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ، قُلْتُ: ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِى مِنْهُمْ، قَالَ: فَإِنَّكِ مِنْهُمْ، ثُمَّ نَامَ ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ: يَعْنِى مِثْلَ مَقَالَتِهِ، قُلْتُ: ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِى مِنْهُمْ، قَالَ: أَنْتِ مِنْ الْأَوَّلِينَ.
فَتَزَوَّجَهَا عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ فَرَكِبَ الْبَحْرَ وَرَكِبَتْ مَعَهُ فَلَمَّا خَرَجَتْ قُدِّمَتْ لَهَا بَغْلَةٌ فَرَكِبَتْهَا فَصَرَعَتْهَا فَانْدَقَّتْ عُنُقُهَا.
روايتها الحديث:
روت عن النبى صلى الله عليه وسلم خمسة أحاديث وروى عنها أجلاء الصحابة والتابعين، منهم زوجها عبادة بن الصامت، وعمير بن الأسود، وعطاء بن يسار، ويعلى بن شداد بن أوس.
استشهادها:
وهناك فى عرض البحر حطت أم حرام رحالها إلى الأبد، بعد أن خط الشيب شعرها، وجفت عروق الحياة فى بدنها، وتقوس ظهرها .. نزلت عن ظهر السفينة مع النازلين، مستفتحة باسم الله متوكلة على الله، لا تدرى من أمر الغيب شيئا ﴿وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَىِّ أَرْضٍ تَمُوتُ﴾ 34 لقمان ثم اصطف الجنود وتهيأوا للجهاد، بعد أن رسمت خطة الغزو، وجئ لأم حرام بركوبها كى تمتطيه، فلما حاولت الصعود على ظهر الدابة زلت قدمها، إذ لم يقو جسمها على الارتقاء، فسقطت أرضا فأسرع إليها عبادة وغيره من كبار الصحابة يسعفونها، ولكنها لفظت أنفاسها، وقضت نحبها، باسمة الثغر، ضاحكة السن وضاءة الوجه، فاسترجع الجميع، وقام بعض النسوة بغسلها وتكفينها وتطييبها ودفنها، وكان ذلك فى العام السابع والعشرين من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم - ذكره ابن عبد البر فى (الاستيعاب) وابن حجر فى (الاصابة) وابن الأثير فى (أسد الغابة).
وقبر أم حرام فى قبرص هو لواء يسترشد به السائرون ومنارة تنير سبيل السالكين وقدوة لكل من يريد الجهاد فى سبيل الله، وأهل قبرص المسلمون منهم وغير المسلمين حين يمرون بقبرها يقولون: هذا قبر المرأة الصالحة.
هكذا عشنا مع السيرة العطرة لـ حميدة البر وشهيدة البحر التواقة إلى مشاهدة الجنان (أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ) رضي الله عنها وعن أمهات المؤمنين والصحبيات أجمعين.
راوية رمضان



المصدر
http://newdesign.almagalla.info/NewsInfo.aspx?id=50#
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خادمة الحبيب المصطفى




عدد المساهمات : 937
تاريخ التسجيل : 22/10/2012

المجلة عدد يناير 2013 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلة عدد يناير 2013   المجلة عدد يناير 2013 Icon_minitimeالأحد أغسطس 25, 2013 6:15 pm


التراث

أماجد العلماء

الحمد لله الذى اختص العلماء بوراثه الانبياء والتخلق باخلاقهم وجعلهم القدوة للكافة، فقد ضل كثير من الناس وابتعدوا عن هدى الحبيب صلى الله عليه وسلم عندما تركوا الاخذ عن اكابر علماء هذه الامة وادمنوا الاخذ من الأصاغر ففارقوا ما كان عليه سلفهم الصالح وما استقرت عليه أمة المسلمين عقودا وقرونا.
قال صلى الله عليه وسلم (لازال الناس بخير ما اخذوا العلم عن أكابرهم، فاذا اخذوا العلم عن أصاغرهم هلكوا)، وقال صلى الله عليه وسلم (إن هذا الدين علم، فانظروا عمن تاخذون)، وقال صلى الله عليه وسلم (إذا قبض العلماء اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسُئلوا فافتوا بغير علم فضلوا واضلوا، ولا حول ولا قوه الا بالله).
ويقول الإمام فخر الدين محمد عثمان عبده البرهانى رضي الله عنه :
ولإن سُئلتم ما الكتاب فانه مما رواه أماجد الأعلام
والمجمع عليه عند السادة العلماء ان الواحد منهم لا ينتقص كلام سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يحكم بوضعه ولا يضعفه ولايقدح فيه الا اذا كان فى يده سند من آيات كتاب الله او سنة نبيه عليه افضل الصلاة وأزكى السلام, ومنذ بداية القرن الأول الهجرى والثانى والثالث والرابع وحتى يومنا هذا تولى ساداتنا من اماجد العلماء رضوان الله عليهم الحفاظ على تراث ديننا الحنيف كما احب واراد صلى الله عليه وسلم فكانت الاحاديث الصحيحة والتفاسير الصادقة واحداث التاريخ من بداية الرسالة المحمدية مع تسلسلها التاريخى إلى يومنا هذا محفوظة ومسندة بكل أمانة وصدق، ومن هؤلاء السادة العلماء الأجلاء ومع سيرته الطيبة كان

الإمام المحاسبى رضي الله عنه

شخصية المحاسبى:
هو أبو عبد الله الحارث بن أسد المحاسبى البصرى الأصل، الزاهد المشهور؛ وكان أكثر أهل زمانه ورعا، وهو أحد رجال الحقيقة وله كتب فى الزهد والأصول، وهو من علماء مشايخ القوم، كذا لعلوم الظاهر وعلوم المعاملات أستاذ أهل زمانه، تصانيفه مدونة مسطورة وأقواله مبوبة مشهورة، وكان فى علم الأصول راسخاً وراجحاً، وعن الخوض فى الفضول جافياً وجانحاً، وللمخالفين الزائغين قامعاً، وللمريدين والمنيبين قابلاً وناصحاً.
وعن سبب تسميته بالمحاسبى يقول الإمام السمعانى .. عُرف بهذه النسبة لأنه كان يحاسب نفسه.
قيل للإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه : إن الحارث المحاسبى يتكلم فى علوم الصوفية ويحتج لها بالآى والحديث فهل لك أن تسمع كلامه من حيث لا يشعر؟ فقال: نعم .. فحضر معه ليلة إلى الصباح ولم ينكر من أحواله ولا من أحوال أصحابه شيئاً، قال: لأنى رأيتهم لما أذن بالمغرب تقدم فصلى ثم حضر الطعام فجعل يحدث أصحابه وهو يأكل وهذا من السنة، فلما فرغوا من الطعام وغسلوا أيديهم جلس وجلس أصحابه بين يديه وقال: من أراد منكم أن يسأل عن شىء فليسأل، فسألوه عن الرياء والإخلاص وعن مسائل كثيرة فأجاب عنها، واستشهد عليه بالآى والحديث، فلما مر جانب من الليل أمر الحارث قارئاً يقرأ فقرأ فبكوا وصاحوا وانتحبوا، ثم سكت القارئ فدعا الحارث بدعوات خفاف ثم قام إلى الصلاة فلما أصبحوا اعترف أحمد رضي الله عنه بفضله وقال: كنت أسمع من الصوفية خلاف هذا .. أستغفر الله العظيم.
فسبحان الله هذا رأى أحد أئمة الشريعة فى أهل التصوف فحقاً من ذاق عرف دائماً.
بلاغة رأيه فى المراقبة:
سُئل عن المراقبة لله، وعن المراقب لربه، فقال: إن المراقبة تكون على ثلاث خلال، وعلى قدر عقل العاقلين ومعرفتهم بربهم يفترقون فى ذلك، فإحدى الثلاث الخوف من الله، والخلة الثانية الحياء من الله، والخلة الثالثة الحب لله.
ومن أقواله: سبع خلال يكمل لها عمل المريد وحكمته:
حضور العقل، ونفاد الفطنة، وسعة العمل بغير غلط، وقهر العقل للهوى، وعِظم الهم كيف يرضى الرب تعالى، والتثبت قبل القول والعمل، وشدة الحذر للآفات التى تشوب الطاعات.
وأقل المريدين غفلة أدومهم مراقبة مع تعظيم الرقيب، والدليل على صدق المراقبة بإجلال الرقيب شدة العناية بالفطنة.
تعريف الحب عند المحاسبى:
إن أول المحبة الطاعة وهى منتزعة من حب السيد عز وجل إذ كان هو المبتدئ بها وذلك أنه عرفهم نفسه ودلهم على طاعته وتحبب إليهم على غناه عنهم، فجعل المحبة له ودائع فى قلوب محبيه ثم ألبسهم النور الساطع فى ألفاظهم من شدة نور محبته فى قلوبهم، فلما فعل ذلك بهم عرضهم سروراً بهم على ملائكته حتى أحبهم الذين ارتضاهم لسكنى أطباق سمواته نشر لهم الذكر الرفيع عن خليقته، قبل أن يخلقهم مدحهم، وقبل أن يحمدوه شكرهم، لعلمه السابق فيهم أنه يبلغهم ما كتب لهم وأخبر به عنهم ثم أخرجهم إلى خليقته وقد استأثر بقلوبهم عليهم، ثم رد أبدان العلماء إلى الخليقة وقد أودع قلوبهم خزائن الغيوب فهى معلقة بمواصلة المحبوب، فلما أراد أن يحييهم ويحيى الخليقة بهم أسلم لهم هممهم ثم أجلسهم على كرسى أهل المعرفة، فاستخرجوا من المعرفة .. المعرفة بالأدواء ونظروا بنور معرفته إلى منابت الدواء، ثم عرفهم من أين يهيج الداء وبما تستعينون على علاج قلوبهم، ثم أمرهم بإصلاح الأوجاع وأوعز إليهم فى الرفق عند المطالبات، وضمن لهم إجابة دعائهم عند طلب الحاجات، نادى بخطرات التلبية من عقولهم فى أسماع قلوبهم إنه تبارك وتعالى يقول [يا معشر الأدلاء من أتاكم عليلاً من فقدى فداووه، وفاراً من خدمتى فردوه، وناسياً لأيادى ونعمائى فذكروه، لكم خاطبت لأنى حليم، والحليم لا يستخدم إلا الحلماء...]
فالحب لله فى نفسه استنارة القلب بالفرح لقربه من حبيبه، فإذا استنار القلب بالفرح استلذ الخلوة بذكر حبيبه، ولقد قيل: أوحى الله تعالى إلى سيدنا داود عليه السلام :
[يا داود إن محبتى فى خلقى أن يكونوا روحانيين وللروحانية علم؛ هو أن لا يغتموا وأنا مصباح قلوبهم. يا داود لا تمزج الغم قلبك فينقص ميراث حلاوة الروحانيين. يا داود أقر لى بالعبودية أبحك ثواب العبودية وهو محبتى. يا داود تواضع لمن تعلمه ولا تطاول على المريدين فلو يعلم أهل محبتى ما قدر المريدين عندى لكانوا للمريدين أرضاً يمشون عليها وللحسوا أقدامهم. يا داود إذا رأيت لى طالباً فكن لى خادماً واصبر على المؤونة تأتك المعونة. يا داود لأن يخرج على يديك عبد ممن أسكره حب الدنيا حتى تستنقذه من سكرة ما هو فيه سميتك عندى جهبذاً ومن كان جهبذاً لم تكن به فاقة ولا وحشة إلى أحد من خلقى].
وقيل لقد أوحى الله تعالى إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام فقال:
[يا إبراهيم إنك خليلى فانظر لا أطلع عليك فأجدك شغلت قلبك بغيرى فإنى إنما أختار لخلتى من لو ألقى فى النار وهو فى ذكرى لم يجد لمس النار ألماً .. ومن إذا تراءت له الجنة وقد زخرفت وزينت بحورها وما فيها من النعيم لم يرها بعينه ولا شغل بها عن ذكرى .. فإذا كان كذلك تواترت عليه ألطافى وقربته منى ووهبت له محبتى .. ومن وهبت له محبتى فقد استمسك بحبلى .. فأى نعمة تعدل ذلك وأى شرف أشرف منه .. فوعزتى لأرينه وجهى ولأشفين صدره من النظر إلى.
وقال سيدنا إبراهيم بن أدهم رضي الله عنه : لو علم الناس لذة حب الله لقلت مطاعمهم ومشاربهم وحرصهم وذلك أن الملائكة أحبوا الله فاستغنوا بذكره عن غيره.
وقيل: من عرف الله أحبه، ومن أحب الله أطاعه، ومن أطاع الله أكرمه، ومن أكرمه أسكنه فى جواره، ومن أسكنه فى جواره فطوبى له، والمحب الصادق إذا استنار قلبه بنور حب الوداد نحل جسمه، لأن قليل المحبة يظهر على صاحبه النحول.
من كلامه رضي الله عنه :
• من صحح باطنه بالمراقبة والإخلاص زين الله تعالى ظاهره بالمجاهدة واتباع السنة.
• خيار هذه الأمة هم الذين لا تشغلهم آخرتهم عن دنياهم ولا دنياهم عن آخرتهم.
• الظالم نادم وإن مدحه الناس، والمظلوم سالم وإن ذمه الناس، والقانع غنى وإن جاع، والحريص فقير وإن ملك.
• أصل الطاعة الورع، وأصل الورع التقوى، وأصل التقوى محاسبة النفس، وأصل محاسبة النفس الخوف والرجاء، وأصل الخوف والرجاء معرفة الوعد والوعيد، ومعرفة الوعد والوعيد عظيم الجزاء، وأصل ذلك الفكرة والعبرة، وأصدق بيت قالته العرب قول حسان بن ثابت حيث يقول:
ما حملت من ناقة فوق رحلها أعف وأوفى ذمة من محمد
وقال رضي الله عنه : عملت كتاباً فى المعرفة وأعجبت به، فبينما أنا ذات يوم أنظر فيه مستحسناً له إذ دخل على شاب عليه ثياب رثة فسلم على وقال: يا أبا عبد الله المعرفة حق للحق على الخلق؟ أو حق للخلق على الحق؟
فقلت له: حق للحق على الخلق. فقال: هو أولى أن يكشفها لمستحقها.
فقلت: بل حق للخلق على الحق؟ فقال: هو أعدل من أن يظلمهم.
ثم سلم على وخرج، فأخذت الكتاب وحرقته وقلت: لا عدت أن أتكلم فى المعرفة بعد ذلك.
وسُئل ما تفسير خير الرزق ما يكفى؟ فقال: هو قوت يوم بيوم ولا تهتم لرزق غد.
وسُئل رضي الله عنه عن المتوكل هل يلحقه طمع من طريق الطباع؟ فقال: خطرات لا تضره شيئاً.
وسُئل عن العقل ما هو؟ فقال: نور الغريزة مع التجارب، يزيد ويقوى بالعلم والحلم.
وسُئل بم تحاسب النفس؟ قال: بقيام العقل على حراسة جناية النفس فيتفقد زيادتها من نقصانها فقيل له: ومم تتولد المحاسبة؟ قال: من مخاوف النقص، وشين البخس، والرغبة فى زيادة الأرباح، والمحاسبة تورث الزيادة فى البصيرة، والكيس فى الفطنة، والسرعة إلى إثبات الحجة، واتساع المعرفة، وكل ذلك على قدر لزوم القلب للتفتيش.
وسُئل: من أين تخلف العقول والقلوب عن محاسبة النفوس؟ قال: من طريق غلبة الهوى والشهوة لأن الهوى والشهوة يغلبان العقل والعلم والبيان.
وسُئل ما علامة محبة الله للعبد فقال للسائل: ما الذى كشف لك عن طلب علم هذا؟ فقال: قوله تعالى ﴿إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللهُ﴾ آل عمران 31، فعلمت أن علامة محبة العبد لله اتباع رسوله ثم قال ﴿يُحْبِبْكُمُ اللهُ﴾ فما علامة محبة الله للعبد فقال: لقد سألت عن شىء غاب عن أكثر القلوب إن علامة محبة الله للعبد أن يتولى الله سياسة همومه فيكون فى جميع أموره هو المختار لها، ففى الهموم التى لا تعترض عليها حوادث القواطع ولا تشير إلى التوقف لأن الله هو المتولى لها فأخلاقه على السماحة وجوارحه على الموافقة يصرخ به ويحثه بالتهدد والزجر. فقال السائل: وما الدليل على ذلك؟ فقال: خبر النبى صلى الله عليه وسلم (إذا أحب الله عبداً جعل له واعظاً من نفسه وزاجراً من قلبه يأمره وينهاه).
فقال السائل: زدنى من علامة محبة الله للعبد؟ فقال: ليس شىء أحب إلى الله من أداء الفرائض بمسارعة من القلب والجوارح والمحافظة عليها، ثم بعد ذلك كثرة النوافل، كما قال النبى صلى الله عليه وسلم : (يقول الله تعالى: ما تقرب إلى عبدى بشىء أحب إلى من أداء ما افترضت عليه ولا يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذى يسمع به وبصره الذى يبصر به إن دعانى أجبته وإن سألنى أعطيته).
وكان رضي الله عنه يقول: أول بَلّية العبد تعطل القلب من ذكر الآخرة وحينئذ تحدث الغفلة فى القلب.
ويحكى عنه أنه كان إذا مد يده إلى طعام فيه شبهة تحرك على إصبعه عرق، فكان يمتنع من هذا الطعام.
وكان يقول: فقدنا ثلاثة أشياء: حسن الوجه مع الصيانة، وحسن القول مع الأمانة، وحسن الإخاء مع الوفاء.
وفاته:
توفى رضي الله عنه ببغداد فى سنة ثلاث وأربعين ومائتين رحمه الله تعالى.
سمير جمال


المصدر
http://newdesign.almagalla.info/NewsInfo.aspx?id=51
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خادمة الحبيب المصطفى




عدد المساهمات : 937
تاريخ التسجيل : 22/10/2012

المجلة عدد يناير 2013 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلة عدد يناير 2013   المجلة عدد يناير 2013 Icon_minitimeالأحد أغسطس 25, 2013 6:53 pm

هل تعلم

كان ....... ما ......... كان


سيدنا اليسع عليه السلام
لما انقطع سيدنا إلياس عليه السلام عن بنى إسرائيل، بعث الله سيدنا اليسع عليه السلام نبياً لهم وقيل إنه ابن عم سيدنا إلياس عليه السلام ، واستمر يقضى بين الناس بالحق حتى توفاه الله ودفن بفلسطين، وبعد وفاته عظمت الأحداث فى بنى إسرائيل، وكان عندهم ‘تابوت السكينة’ يتوارثونه، وقيل أن طوله ثلاثة أذرع فى عرض ذراعين، وفيه نعلى سيدنا موسى عليه السلام وقطعة من عصاه، وعمامة سيدنا هارون عليه السلام ، وقطعة من المن الذى كان ينزل على بنى إسرائيل وهم فى التيه، وكان من عظمة وبركة هذا التابوت أنهم إذا قدموه أمامهم وقت الحرب ينتصرون على عدوهم.
وفى فترة من الزمان تولى عليهم ملك يقال له ‘إيلاف’ وكان الله يمنعهم ويحميهم ببركة هذا التابوت، فلما عظمت أحداثهم نزل بهم عدو، فخرجوا إليه وأخرجوا التابوت، فغلبهم عدوهم وأخذوا التابوت، فلما علم ملكهم أن التابوت أُخذ منهم مات كمداً، ودخل العدو أراضيهم ينهب ويسبى، فمكثوا على اضطراب من أمرهم واختلاف، ثم تمادوا فى غيهم فسلط الله عليهم من ينتقم منهم، ثم يرجعوا بالتوبة، فيكف الله عنهم شر عدوهم، وظل هذا حالهم إلى أن بعث الله فيهم ..
سيدنا شمعون ‘اشمويل’ عليه السلام
قالوا أن الفترة الزمنية ما بين وفاة سيدنا يوشع عليه السلام ومبعث سيدنا شمعون عليه السلام ما يقرب من أربعمائة وستون سنة.
فكان أول من سُلط عليهم رجل من نسل سيدنا لوط عليه السلام يقال له ‘كوشان’ فقهرهم وأذلهم ما يقرب من ثمانى سنين، ثم أنقذهم من يده الأخ الأصغر لكالب يقال له ‘عنتيل’ فقام بأمرهم أربعين سنة.
ثم سُلط عليهم ملك يقال له ‘عجلون’ فملكهم حوالى ثمانى عشرة سنة، ثم أنقذهم منه رجل من سبط بنيامين يقال له ‘أهوذ’ وقام بأمرهم ثمانين سنة.
ثم سُلط عليهم ملك من الكنعانيين يقال له ‘يابين’ فملكهم ثمانى وعشرين سنة، ثم استُنقذوا ودبر الأمر فيهم رجل يقال له ‘باراق’ أربعين سنة.
ثم سُلط عليهم قوم من نسل سيدنا لوط عليه السلام فملكوهم سبع سنين، وأنقذهم رجل يقال له ‘جدعون بن يواش’ من ولد ‘نفتالى بن يعقوب’ فدبر أمرهم أربعين سنة وتوفى.
ودبر أمرهم بعده ابنه ‘ابيمالخ’ ثلاث سنين، ثم دبرهم بعده ‘فولع بن فوّا’ ابن خال وقيل ابن عم ‘ابيمالخ’ حوالى ثلاثاً وعشرين سنة.
ثم دبر أمرهم بعده رجل يقال له ‘يائير’ اثنتين وعشرين سنة، ثم ملكهم قوم من أهل فلسطين يقال لهم ‘بنى عمون’ ثمانى عشرة سنة.
ثم قام بأمرهم رجل منهم يقال له ‘يفتح’ ست سنوات. ثم بعده ‘يبحسون’ سبع سنوات. ثم بعده ‘آلون’ عشر سنين. ثم بعده ‘لترون’ أو ‘عكرون’ ثمانى سنين. ثم قهرهم أهل فلسطين وملكوهم أربعين سنة. ثم وليهم ‘شمشون’ أو ‘شمسون’ عشرين سنة. ثم بقوا بعده عشر سنين بغير مُدبر ولا رئيس، ثم قام بأمرهم كاهن يقال له ‘عالى بن أسباط بن هارون’ وكان رجلاً صالحاً فدبر أمور بنى إسرائيل بأحسن ما يكون واستمر على ذلك نحو أربعين سنة، وفى أيامه ولد سيدنا شمعون عليه السلام وولد أيضاً سيدنا داود عليه السلام .
أما عن سيدنا شمعون عليه السلام فقد كان من ذرية سيدنا هارون عليه السلام وكان أنبياء بنى إسرائيل بمنزلة القضاة يحكمون بين الناس بالحق، فلما مات الأسباط لم يبق منهم سوى أم سيدنا شمعون عليه السلام ، وكان بنو إسرائيل يدعون الله تعالى أن يبعث فيهم نبياً من الأسباط، فلما حملت أم سيدنا شمعون عليه السلام به وكانت عجوزاً عقيماً، تعجب بنو إسرائيل من شأنها وقالوا: لم تحمل هذه العجوز إلا بنبى من نسل الأسباط، فحبسوها فى بيت حتى تضع ما فى بطنها، وكانت تدعو الله أن يكون ذكراً، فولدت سيدنا شمعون عليه السلام وكان يعرف أيضا باسم ‘شمويل’.
فلما كبر تعلم التوراة فكفله فى الصغر الكاهن ‘عالى’ فلما بلغ أشده وجاوز أربعين سنة آتاه سيدنا جبريل عليه السلام وهو يصلى، فناداه بصوت يشبه صوت الكاهن ‘عالى’ فذهب إلى الكاهن فقال: ما تريد؟ فكره الكاهن أن يقول: لم أدعك فيفزع، فقال: ارجع فنم، فرجع. فعاد سيدنا جبريل عليه السلام لمثلها، فجاء إلى ‘عالى’ مرة أخرى، فقال له: يا بنى عد فإذا دعوتك مرة أخرى فلا تجبنى. فلما كانت الثالثة ظهر له سيدنا جبريل عليه السلام وأمره بإنذار قومه وأعلمه أن الله بعثه رسولاً، فدعاهم فكذبوه فى البداية ثم أطاعوه، وكان يُعرف بابن العجوز.
وكان العمالقة مع ملكهم ‘جالوت’ قد عظمت نكايتهم فى بنى إسرائيل حتى كادوا يهلكونهم، فقال بنو إسرائيل: يا شمعون ادع الله أن يقيم علينا ملكاً حتى يكون لنا قوة ويستخلص لنا تابوت السكينة من أيدى العمالقة، قال تعالى ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِنْ بَنِى إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِىٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِى سَبِيلِ اللهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلا نُقَاتِلَ فِى سَبِيلِ اللهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلا قَلِيلا مِنْهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ﴾ البقرة 246، فدعا الله فأرسل إليه عصا وقرناً فيه دهن، وقيل له: إن صاحبكم طوله طول هذه العصا، وإذا دخل عليك فادهن رأسه بالدهن، وملكه عليهم، وتزاحم بنو إسرائيل إلى العصا كل يقيس نفسه فكانوا أقصر منها، وكان طالوت ‘سقاء’ يسقى الماء ويبيعه على ظهر حماره، فضل حماره فانطلق يبحث عنه، فلما وصل إلى المكان الموجود به سيدنا ‘شمويل’ عليه السلام دخل يسأله أن يدعو له ليرد الله حماره، وكان سيدنا شمويل عليه السلام يعلق القرن الموجود به الدهن بارتفاع العصا، فلما دخل طالوت خبطت رأسه القرن، فقاسوه بالعصا فكان مثلها، فقال للملأ من بنى إسرائيل: إن الله قد أعطاكم ما سألتم وبعث لكم طالوت ملكاً، قال تعالى ﴿وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِى الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللهُ يُؤْتِى مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ البقرة 247، وطالوت هو بالسريانية ‘شاول’ ابن قيس بن أنمار بن ضرار بن يحرف بن يفتح بن إيش بن بنيامين بن يعقوب بن إسحاق، قال بنو إسرائيل لسيدنا شمويل عليه السلام: إن كنت صادقاً فأت بآية، فقال ﴿إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آَلُ مُوسَى وَآَلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ﴾ البقرة 248، قيل: لما سلب العمالقة التابوت، أقام عندهم نحو عشرين سنة، وكان كل من دنا منه يحترق، فقال لهم رجل صالح: مادام عندكم التابوت لن تفلحوا أبداً فأخرجوه من بينكم، فقالوا له: كيف العمل فى إخراجه وكل من دنا منه يحترق، فعمدوا إلى عجلة وضعوا عليها التابوت وربطوها بثورين وساقوهما من غير أن يكون معهما أحد حتى أخرجوهما من أرضهم، فجاءت الملائكة وأخذت التابوت على العجلة ورفعوه بين السماء والأرض، والناس ينظرون إليه حتى وضعوه فى دار طالوت، فلما عاين بنو إسرائيل ذلك علموا أن الله تعالى قد اختار طالوت ملكاً عليهم، وأوحى الله إلى النبى شمعون عليه السلام بأن يأمر بالمسير إلى قتال جالوت ملك العمالقة، فجمع طالوت الجنود من بنى إسرائيل وكان عدتهم حوالى ثمانين ألف مقاتل، فخرج بهم حتى قارب النهر، وكان الوقت يقترب من الظهيرة وكانت الحرارة شديدة، فشكوا من الحر وقلة الماء معهم ﴿فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّى وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّى إِلا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ﴾ البقرة 249، وقيل ﴿فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلا قَلِيلًا﴾ وهم أربعة آلاف، فلما جاوزوا النهر ورأوا جالوت وجنوده رجع أكثرهم وقالوا ﴿لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ﴾ ولم يبق معه غير ثلاثمائة وبضعة عشر، وهو نفس عدد أهل بدر ﴿قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ البقرة 249.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه يوم وقعة بدر (أنتم على عدد أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر) وكان مع طالوت رجل يقال له ‘إيشا’ وهو أبو سيدنا داود عليه السلام وكان لـ‘إيشا, ثلاثة عشر ولداً وكان سيدنا داود عليه السلام أصغرهم.
فماذا كان من أمر طالوت وجالوت؟ وماذا قال سيدنا داود عليه السلام لأبيه عن رؤياه؟ هذا ما سنعرفه العدد القادم إن شاء الله.
أحمد نور الدين عباس


المصدر
http://newdesign.almagalla.info/NewsInfo.aspx?id=52
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خادمة الحبيب المصطفى




عدد المساهمات : 937
تاريخ التسجيل : 22/10/2012

المجلة عدد يناير 2013 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلة عدد يناير 2013   المجلة عدد يناير 2013 Icon_minitimeالأحد أغسطس 25, 2013 7:25 pm

صحابة

الصحابى الجليل: أُبىُّ بنُ كعب رضي الله عنه

نسبه وكنيته رضي الله عنه :
هو رضي الله عنه أبى بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار .. وله كنيتان: أبو المنذر؛ كناه بها النبى صلى الله عليه وسلم ، وأبو الطفيل؛ كناه بها سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بابنه الطفيل.. وأمه صهيلة بنت الأسود بن حرام بن عمرو من بنى مالك بن النجار.
أولاده:
وكان لأُبى بن كعب من الولد الطفيل ومحمد وأمهما أم الطفيل بنت الطفيل بن عمرو بن المنذر بن سبيع بن عبد نهم من دوس، وأم عمرو بنت أُبى.
من مناقبه رضي الله عنه :
وكان أُبى يكتب فى الجاهلية قبل الإسلام وكانت الكتابة فى العرب قليلة، وكان يكتب فى الإسلام الوحى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأمر الله تبارك وتعالى رسوله أن يقرأ على أُبى القرآن، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أقرأ أمتى أُبى)، وفى رواية عن سيدنا أنس بن مالك عن النبى صلى الله عليه وسلم ، قال (أقرأ أمتى أُبى بن كعب).
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، دعا أُبى بن كعب فقال (إن الله تبارك وتعالى أمرنى أن أقرأ عليك)، قال: الله سمانى لك؟ قال (الله سماك لى)، قال: فجعل أُبى يبكى، قال قتادة: نبئت أنه قرأ عليه ﴿لَمْ يَكُنِ﴾ البينة 1.
وفى رواية أخر عن معاذ بن محمد بن معاذ بن أبى بن كعب عن أبيه عن جده عن أُبى بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنى أمرت أن أعرض عليك القرآن) فقال: بالله آمنت، وعلى يدك أسلمت، ومنك تعلمت، قال: فرد النبى صلى الله عليه وسلم القول، فقال: يا رسول الله وذكرت هناك، قال (نعم باسمك ونسبك فى الملأ الأعلى)، قالوا: فاقرأ إذاً يا رسول الله. فبكى أُبى فلا أدرى أشوق أم خوف.
المشاهد:
شهد العقبة الثانية، وبدراً وما بعدها من المشاهد، وكان كاتب الوحى، وأحد الستة الذين حفظوا القرآن على عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وأحد الفقهاء الذين كانوا يُفتون على عهد النبى صلى الله عليه وسلم ، وأقرأ الصحابة لكتاب الله.
وذكر صاحب الطبقات الكبرى أن أُبى بن كعب قد شهد العقبة مع السبعين من الأنصار فى روايتهم جميعاً.
أهم ملامح شخصيته رضي الله عنه :
عن عيسى بن طلحة قال: كان أُبى رجلاً دحداحاً ليس بالقصير ولا بالطويل، وعن أبى بن عباس بن سهل بن سعد الساعدى عن أبيه قال: كان أُبى بن كعب أبيض الرأس واللحية لا يغير شيبه. وكذلك أخبر روح بن عبادة.
وعن أبى نضرة قال: قال رجل منا يقال له جابر أو جويبر: طلبت حاجة إلى عمر فى خلافته، وإلى جنبه رجل أبيض الشعر أبيض الثياب فقال: إن الدنيا فيها بلاغنا وزادنا إلى الآخرة وفيها أعمالنا التى نجازى بها فى الآخرة، قلت: من هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: هذا سيد المسلمين أُبى بن كعب.
أثر الرسول صلى الله عليه وسلم فى تربيته:
عن سعد بن إبراهيم قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أُبى بن كعب وطلحة بن عبيد الله، قال: وأما محمد بن إسحاق فيروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين أُبى بن كعب وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل.
وعن عيسى بن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن أبيه قال: قال أُبى بن كعب: انطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب بيده صدرى ثم قال (أُعيذك بالله من الشك والتكذيب).
فائدة فى مسئلة جمع القرآن الكريم:
أكثر العلماء على أن سيدنا عثمان لما كتب المصاحف جعله على أربع نسخ وبعث إلى كل ناحية واحداً، الكوفة والبصرة والشام وترك واحداً عنده، وقد قيل: إنه جعلها سبع نسخ وزاد إلى مكة وإلى اليمن وإلى البحرين.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتى عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد فكان إذا نزل عليه الشئ دعا بعض من كان يكتب فيقول (ضعوا هذه الآيات فى السورة التى يذكر فيها كذا وكذا) وفى البخارى عن قتاده قال: سألت أنس بن مالك من جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أربعة كلهم من الأنصار .. أُبى بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد.
وعن ابن سيرين قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة لا يختلف فيهم معاذ بن جبل وأُبى بن كعب وزيد وأبو زيد واختلفوا فى رجلين من ثلاثة أبو الدرداء وعثمان وقيل: عثمان وتميم الدارى.
وعن الشعبى: جمعه ستة أُبى وزيد ومعاذ وأبو الدرداء وسعد بن عبيد وأبو زيد ومجمع بن جارية قد أخذه إلا سورتين أو ثلاثة، ولم يجمعه أحد من الخلفاء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال الشيخ شهاب الدين أبو شامة: وقد أشبع القاضى أبو بكر محمد بن الطيب فى كتاب الانتصار الكلام فى حملة القرآن فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم وأقام الأدلة على أنهم كانوا أضعاف هذه العدة المذكورة وأن العادة تحيل خلاف ذلك ويشهد لصحة ذلك كثرة القراء المقتولين يوم مسيلمة باليمامة وذلك فى أول خلافة سيدنا أبى بكر رضي الله عنه وفى الصحيحين قتل سبعون من الأنصار يوم بئر معونة كانوا يسمون القراء.
أحاديث رواها رضي الله عنه :
وعن معاذ بن محمد بن معاذ بن أُبى بن كعب عن أبيه عن جده عن أُبى بن كعب رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله ما جزاء الحمى، قال (تجزى الحسنات على صاحبها ما اختلج عليه قدم أو ضرب عليه عرق) فقال أُبى بن كعب: اللهم إنى أسألك حمى لا تمنعنى خروجاً فى سبيلك، ولا خروجاً إلى بيتك، ولا مسجد نبيك، قال: فلم يمس أُبى قط إلا وبه حمى.
وعن أبى العالية عن أُبى بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بشر هذه الأمة بالسناء والنصر والتمكين ومن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا فلم يكن له فى الآخرة من نصيب).
عن الطفيل بن أُبى بن كعب عن أبيه رضى الله تعالى عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ربع الليل قال (يا أيها الناس اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه) يقولها ثلاثاً.
عن عصمة أبو حكيمة عن أُبى بن كعب قال: قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم (ألا أعلمك كلمات مما علمنى جبريل عليه السلام )، قال: قلت: نعم يا رسول الله، قال (قل اللهم اغفر لى خطاياى، وعمدى وهزلى وجدى، ولا تحرمنى بركة ما أعطيتنى، ولا تفتنى فيما حرمتنى).
من كلامه رضي الله عنه :
عن الطفيل، عن أبيه - يعنى أُبى بن كعب - قال: سمع النبى صلى الله عليه وسلم يقرأ ﴿وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى﴾ الفتح 26، قال: شهادة، أن لا إله إلا الله.
عن أبى مجلزا عن قيس بن عباد قال: بينما أنا أصلى فى مسجد المدينة فى الصف المقدم إذ جاء رجل من خلفى فجذبنى جذبة فنحانى وقام مقامى، فلما سلم التفت إلىّ فإذا هو أُبى بن كعب فقال: يا فتى لا يسؤك الله، إن هذا عهد من النبى صلى الله عليه وسلم إلينا، ثم استقبل القبلة فقال: هلك أهل العقدة ورب الكعبة لا آسى عليهم - ثلاث مرات - أما والله ما عليهم آسى ولكن آسى على من أضلوا.
عن الربيع بن أنس عن أبى العالية عن أُبى بن كعب رضي الله عنه قال: عليكم بالسبيل والسنة فإنه ليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن عز وجل ؛ ففاضت عيناه من خشية الله عز وجل فتمسه النار، وليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن، فاقشعر جلده من مخافة الله عز وجل إلا كان مثله كمثل شجرة يبس ورقها فبينا هى كذلك إذ أصابتها الريح فتحاتت عنها ورقها؛ إلا تحاتت عنه ذنوبه كما تحات عن هذه الشجرة ورقها، وإن اقتصادا فى سبيل وسنة خير من اجتهاد فى خلاف سبيل الله وسنته، فانظروا أعمالكم فإن كانت اجتهاداً أو اقتصاداً أن تكون على منهاج الأنبياء وسنتهم.
عن الربيع بن أنس عن أبى العالية قال: قال رجل لأُبى بن كعب: أوصنى، قال: اتخذ كتاب الله إماماً، وارض به قاضياً وحكماً، فإنه الذى استخلف فيكم رسولكم شفيع مطاع، وشاهد لا يتهم فيه ذكركم وذكر من قبلكم، وحكم ما بينكم، وخبركم وخبر ما بعدكم.
عن الربيع عن أبى العالية عن أُبى بن كعب رضي الله عنه فى قوله عز وجل ﴿قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ﴾ الأنعام 65، الآية قال: هن أربع وكلهن عذاب، وكلهن واقع لا محالة، فمضت اثنتان بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس وعشرين سنةً، فألبسوا شيعاً، وذاق بعضهم بأس بعض، وبقى ثنتان واقعتان لا محالة الخسف والرجم رواه الثورى عن الربيع نحوه.
عن عبيد بن عمير عن أُبى بن كعب قال: ما من عبد ترك شيئاً لله عز وجل إلا أبدله الله به ما هو خير منه من حيث لا يحتسب، وما تهاون به عبد فأخذه من حيث لا يصلح إلا أتاه الله ما هو أشد عليه منه من حيث لا يحتسب.
عن إبراهيم بن مرة قال جاء رجل إلى أُبى فقال: يا أبا المنذر آية فى كتاب الله قد غمتنى، قال: أى آية؟ قال ﴿مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ﴾ النساء 123، قال ذاك العبد المؤمن ما أصابته من نكبة مصيبة فيصبر فيلقى الله تعالى فلا ذنب له.
وقالرضي الله عنه : كان آدمعليه السلام رجلاً طويلاً كثير شعر الصدر كأنه نخلة جوفاء، فلما أصاب الخطيئة سقط عنه رياشه، فذهب هارباً فى الجنة فتعلقت شجرة برأسه، فقال: هل أنت مخليتى، فقالت: ما أنا بمخليتك، فناداه ربه (يا آدم أتفر منى) قال: يارب استحيتك.
عن أبى العالية عن أُبى بن كعب رضي الله عنه قال: المؤمن بين أربع إن ابتلى صبر، وإن أعطى شكر، وإن قال صدق، وإن حكم عدل، فهو يتقلب فى خمسة من النور وهو الذى يقول: الله نور على نور، كلامه نور، وعلمه نور، ومدخله فى نور، ومخرجه من نور، ومصيره إلى النور يوم القيامة، والكافر يتقلب فى خمسة من الظُلم، فكلامه ظلمة، وعمله ظلمة، ومدخله ظلمة، ومخرجه فى ظلمة، ومصيره إلى الظلمات يوم القيامة.
وفاته رضي الله عنه :
عن جندب بن عبد الله البجلى قال: أتيت المدينة ابتغاء العلم فدخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا الناس فيه حلق يتحدثون، فجعلت أمضى الحلق حتى أتيت حلقة فيها رجل شاحب عليه ثوبان كأنما قدم من سفر، قال فسمعته يقول: هلك أصحاب العقدة ورب الكعبة ولا آسى عليهم، أحسبه قال مراراً، قال: فجلست إليه فتحدث بما قضى له، ثم قام، قال: فسألت عنه بعدما قام، قلت: من هذا؟ قالوا: هذا سيد المسلمين أُبى بن كعب. قال فتبعته حتى أتى منزله فإذا هو رث المنزل رث الهيئة، فإذا رجل زاهد منقطع يشبه أمره بعضه بعضاً، فسلمت عليه فرد علىّ السلام ثم سألنى: ممن أنت؟ قلت: من أهل العراق، قال: أكثر منى سؤالاً، قال: لما قال ذلك غضبت، قال: فجثوت على ركبتى ورفعت يدى، هكذا وصف، حيال وجهه فاستقبلت القبلة، قال: قلت: اللهم نشكوهم إليك إنا ننفق نفقاتنا وننصب أبداننا ونرحل مطايانا إبتغاء العلم فإذا لقيناهم تجهموا لنا، وقالوا لنا، قال: فبكى أُبى وجعل يترضانى ويقول: ويحك لم أذهب هناك، لم أذهب هناك، قال: ثم قال: اللهم إنى أعاهدك لئن أبقيتنى إلى يوم الجمعة لأتكلمن بما سمعت من رسول الله لا أخاف فيه لومة لائم، قال لما قال ذلك إنصرفت عنه، وجعلت أنتظر الجمعة، فلما كان يوم الخميس خرجت لبعض حاجتى فإذا السكك عاصة من الناس لا أجد سكة إلا يلقانى فيها الناس، قال: قلت: ما شأن الناس؟ قالوا: إنا نحسبك غريباً، قال: قلت: أجل، قالوا: مات سيد المسلمين أُبى بن كعب، قال جندب: فلقيت أبا موسى بالعراق فحدثته حديث أُبى، قال: والهفاه! لو بقى حتى تبلغنا مقالته. وقال عتى بن ضمرة عن هذا الحدث: والله إن رأيت كاليوم فى الستر أشد مما ستر هذا الرجل.
قال محمد بن عمر: الأحاديث فى موت أُبى، على أنه مات فى خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فيما رأيت أهله وغير واحد من أصحابنا يقولون سنة ثنتين وعشرين بالمدينة، وقد سمعت من يقول مات فى خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه ، سنة ثلاثين، وهو أثبت هذه الأقاويل عندنا، وذلك أن عثمان بن عفان أمره أن يجمع القرآن، فعن محمد بن سيرين أن عثمان بن عفان جمع اثنى عشر رجلاً من قريش والأنصار فيهم أُبى بن كعب وزيد بن ثابت فى جمع القرآن كما تقدم. وقد دفن بالمدينة. وقد أكد هذا القول أبو نعيم حيث قال: اختلف فى وقت وفاة أُبى، فقيل: توفى سنة اثنتين وعشرين فى خلافة عمر، وقيل: سنة ثلاثين فى خلافة عثمان، قال: وهو الصحيح، لأن زر بن حبيش لقيه فى خلافة عثمان.
مدحت عمر


المصدر
http://newdesign.almagalla.info/NewsInfo.aspx?id=73
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خادمة الحبيب المصطفى




عدد المساهمات : 937
تاريخ التسجيل : 22/10/2012

المجلة عدد يناير 2013 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلة عدد يناير 2013   المجلة عدد يناير 2013 Icon_minitimeالأحد أغسطس 25, 2013 9:33 pm

أهل الله

سيدى أويس القرنى رضي الله عنه

هو رضي الله عنه سيدنا أويس بن عامر القرنى، سيد العباد وعلم الأصفياء من الزهاد، وقد بشر النبى صلى الله عليه وسلم به وأوصى به أصحابه، ويروى لنا أسير بن جابر قصة سيدنا أويس فيقول:
كان محدث بالكوفة يحدثنا فإذا فرغ من حديثه يقول: تفرقوا، ويبقى رهط فيهم رجل يتكلم بكلام لا أسمع أحداً يتكلم بكلامه، فأحببته، ففقدته، فقلت لأصحابى: هل تعرفون رجلاً كان مجالسنا كذا وكذا؟ فقال رجل من القوم: نعم أنا أعرفه، ذاك أويس القرنى. قلت: أتعرف منزله؟ قال: نعم، فانطلقت معه حتى جئت حجرته، فخرج إلى. فقلت: يا أخى ما حبسك عنا؟ قال: العرى، وكان أصحابه يسخرون به ويؤذونه. قلت: خذ هذا البُرد فالبسه، قال: لا تفعل فإنهم إذاً يؤذوننى إذا رأوه على، فلم أزل به حتى لبسه فخرج عليهم. فقالوا: من ترون خدع عن برده هذا، فجاء فوضعه وقال: أترى! فأتيت المجلس فقلت: ما تريدون من هذا الرجل قد آذيتم الرجل، الرجل يعرى مرة ويكتسى مرة، فأخذتهم بلسانى أخذاً شديداً.
ثم أن أهل الكوفة وفدوا إلى أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وكان بينهم رجل يسخر من سيدنا أويس، فقال سيدنا عمر: هل ههنا أحد من القرنيين؟ فجاء ذاك الرجل.
فقال سيدنا عمر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال: إن رجلاً يأتيكم من اليمن يقال له أويس، لا يدع باليمن غير أم له، وقد كان به بياض فدعا الله تعالى فأذهبه عنه إلا مثل موضع الدينار أو الدرهم، فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر لكم، فقدم علينا فسألته من أين؟ قال من اليمن، قلت: ما اسمك؟ قال: أويس، قلت: فمن تركت باليمن؟ قال: أما لى، قلت: أكان بك بياض فدعوت الله فأذهب عنك؟ قال: نعم، قلت: فاستغفر لى، قال: أو يستغفر مثلى لمثلك يا أمير المؤمنين، فاستغفر له، قال: أنت أخى لا تفارقنى، فانملس منى وأنبئت أنه قدم عليكم الكوفة.
قال: فجعل ذلك الرجل الذى كان يسخر منه يقول: هذا فينا ولا نعرفه، قال عمر: بلى إنه رجل كذا، كأنه يضع شأنه، قال: فينا رجل يا أمير المؤمنين يقال له: أويس قال: أدركه ولا أراك تدركه، فأقبل ذلك الرجل حتى دخل عليه قبل أن يأتى أهله، فقال له أويس: ما هذه بعادتك فما بدا لك؟
قال: سمعت أمير المؤمنين عمر يقول كذا وكذا فاستغفر لى أويس. قال: لا أفعل حتى تجعل لى عليك أن لا تسخر بى فيما بعد وأن لا تذكر الذى سمعته من عمر إلى أحد فاستغفر له.
قال أسير: فما لبثنا أن فشا أمره بالكوفة، قال: فدخلت عليه فقلت: يا أخى ألا أراك العجب ونحن لا نشعر فقال: ما كان فى هذا ما أتبلغ به فى الناس وما يجزى كل عبد إلا بعمله قال: ثم انملس منهم فذهب. رواه حماد بن سلمة عن الجريرى نحوه ورواه زرارة بن أوفى عن أسير بن جابر وهذا حديث صحيح أخرجه مسلم فى صحيحه عن أبى خيثمة عن أبى النضر مختصرا وعن اسحاق بن ابراهيم عن معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة عن زرارة عن أسير مطولا.
وعن أبى هريرة قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حلقة من أصحابه إذ قال (ليصلين معكم غداً رجل من أهل الجنة) قال أبو هريرة: فطمعت أن أكون أنا ذلك الرجل فغدوت فصليت خلف النبى صلى الله عليه وسلم فأقمت فى المسجد حتى انصرف الناس وبقيت أنا وهو فبينما نحن عنده إذ أقبل رجل أسود متزر بخرقة مرتد برقعة فجاء حتى وضع يده فى يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: يا نبى الله ادع الله لى فدعا النبى صلى الله عليه وسلم له بالشهادة وإنا لنجد منه ريح المسك الأذفر، فقلت: يا رسول الله أهو هو؟ قال (نعم إنه لمملوك لبنى فلان) قلت: أفلا تشتريه فتعتقه يا نبى الله؟ قال (وأنى لى ذلك، إن كان الله تعالى يريد أن يجعله من ملوك الجنة، يا أبا هريرة إن لأهل الجنة ملوكاً وسادة وإن هذا الأسود أصبح من ملوك الجنة وسادتهم يا أبا هريرة، إن الله تعالى يحب من خلقه الأصفياء الأخفياء الأبرياء، الشعثة رؤوسهم، المغبرة وجوههم، الخمصة بطونهم إلا من كسب الحلال، الذين إذا استأذنوا على الأمراء لم يؤذن لهم، وإن خطبوا المتنعمات لم ينكحوا، وإن غابوا لم يفتقدوا وإن حضروا لم يدعوا، وإن طلعوا لم يفرح بطلعتهم، وإن مرضوا لم يعادوا وإن ماتوا لم يشهدوا).
قالوا: يا رسول الله كيف لنا برجل منهم؟ قال (ذاك أويس القرنى) قالوا: وما أويس القرنى؟ قال (أشهل ذا صهوبة، بعيد ما بين المنكبين معتدل القامة، آدم شديد الأدمة، ضارب بذقنه إلى صدره، رام بذقنه إلى موضع سجوده، واضع يمينه على شماله، يتلو القرآن، يبكى على نفسه، ذو طمرين، لا يؤبه له، متزر بإزار صوف ورداء صوف، مجهول فى أهل الأرض، معروف فى أهل السماء، لو أقسم على الله لأبر قسمه، ألا وإن تحت منكبه الأيسر لمعة بيضاء، ألا وإنه إذا كان يوم القيامة قيل للعباد: ادخلوا الجنة ويقال لأويس قف فاشفع فيشفع الله عز وجل فى مثل عدد ربيعة ومضر، يا عمر ويا على إذا أنتما لقيتماه فاطلبا إليه أن يستغفر لكما، يغفر الله تعالى لكما).
قال: فمكثا يطلبانه عشر سنين لا يقدران عليه، فلما كان فى آخر السنة التى توفى فيها عمر فى ذلك العام، قام على أبى قبيس فنادى بأعلى صوته يا أهل الحجيج من أهل اليمن أفيكم أويس من مراد؟ فقام شيخ كبير طويل اللحية فقال: إنا لا ندرى ما أويس، ولكن ابن أخ لى يقال له: أويس وهو أخمل ذكراً وأقل مالاً وأهون أمراً من أن نرفعه إليك، وإنه ليرعى إبلنا حقير بين أظهرنا، فعمى عليه عمر كأنه لا يريده، قال: أين ابن أخيك هذا؟ أبحرمنا هو؟ قال: نعم، قال: وأين يصاب؟ قال: بأراك عرفات، قال: فركب عمر وعلى سراعاً إلى عرفات فإذا هو قائم يصلى إلى شجرة والإبل حوله ترعى، فشدا حماريهما ثم أقبلا إليه فقالا: السلام عليك ورحمة الله فخفف أويس الصلاة ثم قال: السلام عليكما ورحمة الله وبركاته، قالا: من الرجل؟ قال: راعى إبل وأجير قوم، قالا: لسنا نسألك عن الرعاية ولا الإجارة ما اسمك قال: عبد الله، قالا: قد علمنا أن أهل السموات والأرض كلهم عبيد الله، فما اسمك الذى سمتك أمك؟ قال: يا هذان ما تريدان إلى؟ قالا: وصف لنا محمد صلى الله عليه وسلم أويساً القرنى فقد عرفنا الصهوبة والشهولة، وأخبرنا أن تحت منكبك الأيسر لمعة بيضاء فأوضحها لنا، فإن كان بك فأنت هو، فأوضح منكبه فإذا اللمعة، فابتدراه يقبلانه وقالا: نشهد أنك أويس القرنى فاستغفر لنا يغفر الله لك، قال: ما أخص باستغفارى نفسى ولا أحداً من ولد آدم ولكنه فى البر والبحر فى المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، يا هذان قد أشهر الله لكما حالى وعرفكما أمرى فمن أنتما؟ قال: على رضي الله عنه أما هذا فعمر أمير المؤمنين وأما أنا فعلى بن أبى طالب، فاستوى أويس قائماً وقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته وأنت يا ابن أبى طالب، فجزاكما الله عن هذه الأمة خيرا، قالا: وأنت جزاك الله عن نفسك خيراً، فقال له عمر: مكانك يرحمك الله حتى أدخل مكة فآتيك بنفقة من عطائى وفضل كسوة من ثيابى هذا المكان ميعاد بينى وبينك، قال: يا أمير المؤمنين لا ميعاد بينى وبينك، لا أراك بعد اليوم تعرفنى، ما أصنع بالنفقة ما أصنع بالكسوة؟ أما ترى على إزاراً من صوف ورداء من صوف، متى ترانى أخرقهما؟ أما ترى أن نعلى مخصوفتان، متى ترانى أبليهما؟ أما ترانى أنى قد أخذت من رعايتى أربعة دراهم، متى ترانى آكلها؟ يا أمير المؤمنين إن بين يدى ويديك عقبة كؤودا لا يجاوزها إلا ضامر مخف مهزول، فاخف يرحمك الله.
فلما سمع عمر ذلك من كلامه ضرب بدرته الأرض ثم نادى بأعلى صوته: ألا ليت أم عمر لم تلده، يا ليتها كانت عاقراً لم تعالج حملها، ألا من يأخذها بما فيها ولها. ثم قال: يا أمير المؤمنين خذ أنت ههنا حتى آخذ أنا ههنا فولى عمر ناحية مكة وساق أويس إبله فوافى القوم إبلهم وخلى عن الرعاية وأقبل على العبادة حتى لحق بالله عز وجل.
عن الشعبى قال: مر رجل من مراد على أويس القرنى فقال: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت أحمد الله قال: كيف الزمان عليك؟ قال: كيف الزمان على رجل إن أصبح ظن أن لا يمسى وإن أمسى ظن أن لا يصبح، فمبشر بالجنة أو مبشر بالنار، يا أخا مراد إن الموت وذكره لم يدع لمؤمن فرحاً، وإن علمه بحقوق الله لم يترك له فى ماله فضة ولا ذهباً، وإن قيامه بالحق لم يترك له صديقاً.
وعن عبد الله بن سلمة قال:
غزونا أذربيجان زمن عمر بن الخطاب ومعنا أويس القرنى فلما رجعنا مرض علينا يعنى أويس، فحملناه فلم يستمسك فمات، فنزلنا فإذا قبر محفور وماء مسكوب وكفن وحنوط، فغسلناه وكفناه وصلينا عليه ودفناه، فقال بعضنا لبعض لو رجعنا فعلمنا قبره، فرجعنا فإذا لا قبور ولا أثر.
عن محارب بن دثار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن من أمتى من لا يستطيع أن يأتى مسجده أو مصلاه من العرى يحجزه إيمانه أن يسأل الناس منهم أويس القرنى وفرات بن حيان).
وعن مغيرة قال: وكان أويس القرنى ليتصدق بثيابه حتى يجلس عرياناً لا يجد ما يروح فيه إلى الجمعة. وعن قيس بن بشير بن عمرو عن أبيه قال: كسوت أويساً القرنى ثوبين من العرى.
وعن هرم بن حيان العبدى قال: قدمت الكوفة فلم يكن لى هم إلا أويس أسأل عنه، فدفعت إليه بشاطىء الفرات يتوضأ ويغسل ثوبه، فعرفته بالنعت، فإذا رجل آدم محلوق الرأس كث اللحية مهيب المنظر فسلمت عليه ومددت إليه يدى لأصافحه فأبى أن يصافحنى، فخنقتنى العبرة لما رأيت من حاله، فقلت: السلام عليك يا أويس كيف أنت يا أخى؟ قال: وأنت فحياك الله يا هرم بن حيان من دلك علىّ؟ قلت: الله عز وجل. قال ﴿سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولا﴾ الإسراء 85، قلت: يرحمك الله من أين عرفت اسمى واسم أبى؟ فوالله ما رأيتك قط ولا رأيتنى، قال عرفت روحى روحك حيث كلمت نفسى لأن الأرواح لها أنفس كأنفس الأجساد وإن المؤمنين يتعارفون بروح الله عز وجل وإن ناءت بهم الدار وتفرقت بهم المنازل، قلت: حدثنى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً لأحفظه عنك، قال: إنى لم أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن لى معه صحبة، وقد رأيت رجالاً رأوه، وقد بلغنى عن حديثه كبعض ما يبلغكم، ولست أحب أن أفتح هذا الباب على نفسى، لا أحب أن أكون قاضياً أو مفتياً فى نفسى شغل، قلت: فاتل آيات من كتاب الله عز وجل أسمعهن منك فادع الله لى بدعوات وأوصنى بوصية، قال: فأخذ بيدى وجعل يمشى على شاطىء الفرات ثم قال: ربى وأحق القول قول ربى عز وجل وأصدق الحديث حديث ربى عز وجل وأحسن الكلام كلام ربى أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ﴿إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ﴾ الدخان 40، قال ثم شهق شهقة فأنا أحسبه قد غشى عليه ثم قرأ ﴿يَوْمَ لا يُغْنِى مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ • إِلا مَنْ رَحِمَ اللهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ الدخان 41-42، ثم نظر إلىّ فقال: يا هرم بن حيان مات أبوك ويوشك أن تموت، ومات أبو حيان وإما إلى الجنة وإما إلى النار، ومات آدم وماتت حواء، يا ابن حيان ومات ابراهيم خليل الرحمن، يا ابن حيان ومات موسى نجى الرحمن، يا ابن حيان ومات محمد رسول الله صلى الله عليه وعليهم أجمعين، يا ابن حيان ومات أبو بكر خليفة المسلمين ومات أخى وصديقى وصفيى عمر، واعمراه واعمراه، قال: وذلك فى آخر خلافة عمر، قلت: يرحمك الله إن عمر لم يمت، قال بلى، إن ربى عز وجل قد نعاه لى، وقد علمت ما قلت وأنا وأنت غداً فى الموتى، ثم دعا بدعوات خفاف ثم قال: هذه وصيتى لك يا ابن حيان كتاب الله عز وجل، ونعى الصالحين من المؤمنين والصالحين من المسلمين، ونعيت لك نفسى فعليك بذكر الموت فإن استطعت أن لا يفارق قلبك طرفة عين فافعل، وأنذر قومك إذا رجعت إليهم، واكدح لنفسك وإياك أن تفارق الجماعة فتفارق دينك وأنت لا تشعر، فتموت فتدخل النار يوم القيامة، ثم قال: اللهم إن هذا يزعم أنه يحبنى فيك وزارنى من أجلك فأدخله على زائراً فى الجنة دار السلام، وأرضه من الدنيا باليسير وما أعطيته من شىء فى الدنيا فى يسير وعافية، واجعله لما تعطيه من العمل من الشاكرين، أستودعك الله يا هرم بن حيان والسلام عليك لا أراك بعد اليوم تطلبنى ولا تسأل عنى، أذكرك وأدعو لك إن شاء الله انطلق ههنا حتى انطلق ههنا، فطلبت أن أمشى معه ساعة فأبى علىّ وفارقنى يبكى وأبكى ثم دخل فى بعض السكك فكم طلبته بعد ذلك وسألت عنه فما وجدت أحداً يخبرنى عنه بشىء. رواه يوسف بن عطية الصفار وعن سليمان التيمى مثله.
وعن عبد الرحمن بن أبى ليلى قال: نادى رجل من أهل الشام يوم صفين أفيكم أويس القرنى؟ قلنا: نعم، وما تريد منه؟ قال: إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (أويس القرنى خير التابعين بإحسان) وعطف دابته فدخل مع أصحاب على رضى الله تعالى عنهم.
وعن أبى سنان قال: سمعت حميد بن صالح يقول: سمعت أويس القرنى يقول: قال النبى صلى الله عليه وسلم (احفظونى فى أصحابى فإن من أشراط الساعة أن يلعن آخر هذه الأمة أولها وعند ذلك يقع المقت على الأرض وأهلها فمن أدرك ذلك فليضع سيفه على عاتقه ثم ليلق ربه تعالى شهيداً فإن لم يفعل فلا يلومن إلا نفسه).
وعن أصبغ بن زيد قال: إنما منع أويساً أن يقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بره بأمه. وعن أصبغ بن زيد قال: كان أويس القرنى إذا أمسى يقول: هذه ليلة الركوع فيركع حتى يصبح وكان يقول إذا أمسى هذه ليلة السجود فيسجد حتى يصبح وكان إذا أمسى تصدق بما فى بيته من الفضل من الطعام والثياب ثم يقول: اللهم من مات جوعاً فلا تؤاخذنى به ومن مات عرياناً فلا تؤاخذنى به.
المحبة فى الله


المصدر
http://newdesign.almagalla.info/NewsInfo.aspx?id=54
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خادمة الحبيب المصطفى




عدد المساهمات : 937
تاريخ التسجيل : 22/10/2012

المجلة عدد يناير 2013 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلة عدد يناير 2013   المجلة عدد يناير 2013 Icon_minitimeالإثنين أغسطس 26, 2013 12:13 am

القواطع

بصلة المحب ... مش خروف

سمعت صوت ابنتى وهى بتقول: اتفضل .. اتفضل ياعمى بابا جوه، ونظرت إلى باب الحجرة لأعرف من هو عمها هذا، أو من هو أخى هذا الذى جاءنى على الكبر، ودخل صديقى، فلما رآنى انزعج من منظرى وسكت فترة، ثم قال: إيه؟ مالك؟ عامل فى نفسك كده ليه؟ لا حالق دقنك، ومنظرك لا يسر عدو ولا حبيب، دا كويس إن بنتك كلمتنى فى التليفون عشان آجى أشوفك .. إيه؟ فيه إيه؟ شكلك عامل زى ...
فقاطعته قائلاً: زى المجانين، قولها ماتخافش، أنا بقيت مش طايق حد، أو بمعنى أصح مش طايق نفسى. فرد قائلاً: وليه ده كله؟
فقلت بصوت عال: انت ناوى تجننى أكتر من اللى أنا فيه؟ مش انت قلت لى: أول ما نفسك تيجى تكلمك طنشها؟ فهز رأسه بالموافقة.
فقلت: من ساعتها بادور على حتة فى البيت فى الشارع، صاحى، نايم أعرف أطنشها فيها مش لاقى .. هأ هأ هأ قال وكمان عاوزنى أحاربها .. يا سلام، طيب ازاى؟
فضحك كثيراً ثم قال: يا خبر .. تعمل فيك كل ده؟ بس بينى وبينك أنا مبسوط جداً من اللى حاصل معاك، ده بيدل على انك مش عاوز تستسلم ليها، وده بداية خير.
فاعتدلت فى جلستى وقلت: بس إيه؟ فقال: انت لم تستسلم لها، ولكنك لم تقاوم.
فقلت: واحدة .. واحدة فهمنى .. مش عدم الاستسلام ده فى حد ذاته مقاومة؟
فقال: لأ .. مثال لكده إيه؟ واحد طلب من واحد تانى حاجة يعملها فرفض .. ماشى؟ فقلت: ماشى. فقال: الراجل الأولانى مسك الراجل التانى ونزل فيه ضرب عشان ينفذ اللى طلبه منه، الراجل التانى قاعد ينضرب ولم يرفع ايده أو حتى يتفادى الضرب ليحمى نفسه، يعنى قاعد ساكت خالص .. وتقول إنه قاوم، فهمت؟
فقلت: ماشى يا عم أنا أخدت على ... لما اتهريت، خلينا فى المهم ... إيه هى حكاية الأنفس دى؟ وازاى أحاربها؟
فرد قائلاً: مش المرة اللى فاتت كلمتك عن الأنفس وقلت لك الآيات القرآنية اللى بتتكلم عنها؟
فقلت: أيوه يا سيدى .. بس سيادتك اتكلمت عن سبعة أنفس، وبعدين قلت: حارب نفسك، طيب أحارب أى نفس فى السبعة؟ وبعدين أحارب إزاى من غير تدريب أو سلاح؟ وبعدين ابتدى بمين فيهم؟
فرد قائلاً: مافيش حاجة تخلينا نختار بينهم، هم كده على بعض حاجة واحدة، وسكت فترة ثم قال: اسمع .. فى واحد حبيبى قوى شَبّه الأنفس دى بالبصلة، فقال إيه؟ قال: إن النفس زى البصلة كل ما تشيل طبقة تلاقى طبقة تانية، كذلك الأنفس طبقة فوق طبقة فوق طبقة، ورغم إنها طبقات بتقول دى بصلة .. ودى نفس، وجه الشبه التانى بين الاتنين، إن البصلة ريحتها تبقى فيها لأخر طبقة فيها، والنفس تأثيرها يظل لأخر نفس .. اللى عاوز أقوله لك إن مافى نفس تستاهل إن الواحد يحافظ عليها .. ماشى؟ فاهم؟
فقلت: كلام جميل .. بس .. بلاش بس، يمكن اللى جاى يفهمنى، كمل.
فقال: أول نفس تقابل البنى آدم منا هى الأمارة:
أَمَّارَةٌ بٍالسُّوءِ بِئْسَ شَرَابُهَا فَهْوَ الزُّعَافُ وَقِمَّةُ الْبَلْوَاءِ 6/ 11
تخيل معى لما يكون شرابها اللى بتسقيه للناس سم زعاف، النتيجة حتبقى إيه؟ عشان كده قالوا:
فِى قَتْلِهَا نِعْمَ الثَّوَابُ لِقَاتِلٍ عَنْكُمْ أَمَاطَ مَصَادِرَ الإِيذَاءِ 6/ 12
حتقول لى حا أقتلها إزاى؟ أكدب عليك لو قلت إن البنى آدم منا يقدر بنفسه يقتلها ..
طيب إيه الحل؟
الحل محتاج لخبير يساعدك على مقاومتها ويخلصك منها.
أما النفس التانية وهى اللوامة:
مِنْ بَعْدِهَا لَوَّامَةٌ بِدَهَائِهَا لِلنَّاسِ بَيْنَ تَقَارُبٍ وَتَنَائِى 6/ 13
فِى خَيْرِهَا شَرُُّ وَشَرُُّ ضُرُّهَا لَيْتَ الْمُحِبُّ يَفُوزُ بِالإِصْغَاءِ 6/ 14
حط تحت كلمة المحب مليون خط، وبعدين نتكلم، فأشرت بيدى فى الهواء كالمجنون أعمل خطوط، وقلت: أدى مليون وخمسمائة خط .. وبعدين، فابتسم ثم كمل .. بعد اللوامة تلاقى الملهمة:
مِنْ بَعْدِهَا نَجْدُ الْفُجُورِ لِمُبْعَدٍ نَجْدُ التُّقَى بِمَلائِكِ الأَسْمَاءِ 6/ 15
قَدْ أَفْلَحَ السَّارِى إِلَى نَجْدِ التُّقَى خَابَ الَّذِى مَا فَازَ بِالإِسْرَاءِ 6/ 16
وبعدها ... فقاطعته قائلاً: هو انت شرحت اللى قبل كده عشان تقول اللى بعدها، فرد قائلاً: احنا مش مجال تعليم للأنفس عشان نقف قدام المعطيات والأدلة والبراهين، انت بتاخد فكرة عن شكلها ومدى قوتها عشان تقدر تقف قدامها. فقلت: ماشى.
فقال: اللى بعدها المطمئنة:
وَالْمُطْمَئِنَّةُ فِى عَظِيمِ فُضُولِهَا هِىَ فِتْنَةٌ تَمْشِى عَلَى اسْتِحْيَاءِ 6/ 17
وَالرَّاضِيَاتُ إِذَا الْعَزَائِمُ ثُبِّطَتْ رَضِيَتْ بِسَيْرٍ ثُمَّ بِاسْتِبْقَاءِ 6/ 18
بعدين تفضل واحدة .. وهى الكاملة، ولكن يجب التخلص منها:
ثُمَّ الَّتِى قُبِلَتْ عَلَى عِلاتِهَا فِى نَحْرِهَا يَبْدُو أَجَلُّ فِدَاءِ 6/ 19
ونظر إلى ثم قال: إيه رأيك بقى فى الكلام ده؟
فتلفت حولى ثم قلت: انت بتكلمنى أنا؟ فهز رأسه بالموافقة، فقلت: انت بتاخد رأيى فى كلام مش فاهمه؟! هو أنا حكيم روحانى حضرتك .. يا عم أنا عاوز أعرف حاجة واحدة .. إيه هى الأسلحة اللى ها استخدمها ضد البصلة .. أقصد النفس؟
فرد قائلاً: انت فاكر لما قلت لك: حط مليون خط تحت كلمة المحب. قلت: أيوه.
قال: أهو ده السلاح. فقلت: المحب هو السلاح؟
فقال بتنهيده: لأ .. الحب هو السلاح، يعنى لازم الأول تحب علـ ...
فقاطعته: حب إيه اللى انت جاى تقول عليه ‘الله يرحمك يا ست’ أحب إيه؟ وطى صوتك مراتى وبنتى يسمعوا تبقى مصيبة .. قال حب قال .. دا الواحد عايش بشوية اسطوانات حب كل مرة بيقولها لمراته، تقوم انت ...
فقاطعنى: أنا مش بتكلم عن الحب من النوع ده، أنا بتكلم عن الحب لله وللرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، النبى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال (أفضل الأعمال الحب فى الله والبغض فى الله) وعنه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال تانى (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين) .. ونظر إلى ساعته ثم قال: الوقت اتأخر وأنا ...
فقاطعته قائلاً: اتأخر إيه؟ هو انت لما تيجى تتكلم فى الكلام الحلو ده عاوز تمشى .. لأ، كمل كلامك وبعدين امشى.
فتبسم وقال: المحبة تكون مباحة بمحبة عامة الناس، وتكون مكروهة بمحبة الدنيا، وتكون نافلة بمحبة الأهل والولد، وتكون فرضاً بمحبة ربنا والنبى، وليه محبة رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم مستلزمة لمحبة الله، عشان ربنا قال ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِى يُحْبِبْكُمُ اللهُ﴾ آل عمران 31، وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (من أحب أزواجى وأصحابى وأهل بيتى، ولم يطعن فى أحد منهم، وخرج من الدنيا على محبتهم كان معى فى درجتى يوم القيامة) وقال أحد الصالحين: سميت محبة لأنها تمحو عن القلب ما سوى المحبوب، وقال أخر: المحبة كالحبة إذا وقعت على أرض طيبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة .. واختنق صوته بالبكاء وأخذ يردد:
طلب الحبيب من الحبيب رضاه ومن إلى الحبيب لقاه
أبداً يلاحظه بأعين قلبه والقلب يعرف ربه ويراه
يرضى الحبيب من الحبيب بقربه دون العناد فما يريد سواه
وانطلق خارجاً والدموع فى عينيه وهو يردد: فما يريد سواه .. فما يريد سواه .. فما يريد سواه.
أحمد نور الدين عباس


المصدر
http://newdesign.almagalla.info/NewsInfo.aspx?id=55
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خادمة الحبيب المصطفى




عدد المساهمات : 937
تاريخ التسجيل : 22/10/2012

المجلة عدد يناير 2013 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلة عدد يناير 2013   المجلة عدد يناير 2013 Icon_minitimeالإثنين أغسطس 26, 2013 5:14 pm

النبي

كريم المولدين

تعودنا سويا أن يجمعنا الحديث عن الذات النبوية الشريفة ولكن فى هذا الشهر العظيم برزت ذاته المنيفة للوجود، بعد أن برز مولد نوره فى أول الوجود وأشار إليه الرب الرحيم بالاسم الكريم {أحمد} الحامدين فى كتب الأولين والآخرين .. كما أجمع علماء الدين على الاحتفال بمولده العظيم غير أن واحدا من الجاهلين ثنى عطفه وأعرض عن السبيل واتبعته عقول عقيمة جاهلة وصدق من قال {إن الجهل موت} فوجب علينا الحديث عما نقله الصالحين فى مولده الكريم ..
والحديث يكون نقلا عما سبقنا لأننا نجهل الحديث عنه وفى ذلك يرشدنا الإمام فخر الدين بقوله:
الثَّنَا يَرْهَبُ الثَّنَاءَ عَلَيْكُمْ
ومرة أخرى يقول:
وَكَرِيمًا وَرَحْـمَةً وَإِمَامًا وَعَظِيمًا وَلَيْسَ فِيكَ يُقَالُ
لقد كان المولد النبوى الشريف إطلالة للرحمة الإلهية، وعبر القرآن الكريم عن وجوده صلى الله عليه وسلم بأنه رحمة بقوله سبحانه ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾الأنبياء 107، وهذه الرحمة لم تكن للمسلمين بل تشمل العالمين، ولم تقتصر على أهل ذلك الزمان، بل تمتد على امتداد أزمنة التاريخ كما قال تعالى ﴿وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ﴾ الجمعة 3، والاحتفال بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم من أفضل الأعمال وأعظم القربات، لأنه تعبير عن حبه لأن محبته صلى الله عليه وسلم أصل من أصول الإيمان لما أخرجه البخارى ومسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال (والذى نفسى بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده) وفى رواية (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين).
وقال ابن رجب: محبة النبى صلى الله عليه وسلم من أصول الإيمان وهى مقارنة لمحبة الله عز وجل، وقد قرنها الله به وتوعد من قدم عليهما محبة شئ من الأمور المحببة من الأقارب والأموال والأوطان وغير ذلك، فقال ﴿قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِى سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِىَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لاَ يَهْدِى الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ التوبة 24.
وأخرج البخارى فى صحيحه عن أبو عقيل زهرة بن معبد أنه سمع جده عبد الله بن هشام يقول كُنَّا مَعَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَىّ مِنْ كُلِّ شَئٍْ إِلا مِنْ نَفْسِى فَقَالَ النَّبِى صلى الله عليه وسلم (لا وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ)، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ فَإِنَّهُ الآنَ وَاللهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَى مِنْ نَفْسِى، فَقَالَ النَّبِى صلى الله عليه وسلم (الآنَ يَا عُمَرُ).
والاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم أمر مقطوع بمشروعيته، لأنه أصل الأصول ودعامتها الأولى، فقد علم سبحانه قدر نبيه، فعرف الوجود بأسره باسمه وبمبعثه وبمقامه وبمكانته، فالكون كله فى سرور دائم وفرح مطلق بنور الله ونعمته وحجته على العالمين، وقد درج سلفنا الصالح منذ القرن الثالث الهجرى وهو من خير القرون على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد القصائد والمدائح، كما نص على ذلك جمع من المؤرخين مثل الحافظ ابن الجوزى والحافظ ابن كثير، والحافظ ابن دحية الأندلسى والحافظ ابن حجر، وخاتمة الحفاظ الإمام جلال الدين السيوطى، كما ألف فى استحباب الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف جماعة من العلماء والفقهاء بينوا بالأدلة الصحيحة استحباب هذا العمل، بحيث لا يبقى لمن له عقل وفهم وفكر سليم إنكار ما سلكه سلفنا الصالح من الاحتفال بذكرى مولده الشريف، وقد أطال ابن الحاج فى {المدخل} فى ذكر المزايا المتعلقة بهذا الاحتفال، وذكر فى ذلك كلاما مفيدا يشرح صدور المؤمنين، مع العلم أن ابن الحاج وضع كتابه {المدخل} فى ذم البدع المحدثة التى لا يتناولها دليل شرعى.
كما أورد خاتمة الحفاظ الإمام جلال الدين السيوطى فى كتابه {حسن المقصد فى عمل المولد} سؤال رفع إليه عن عمل المولد النبوى فى شهر ربيع الأول: ما حكمه من حيث الشرع؟ وهل هو محمود أو مذموم؟ وهل يثاب فاعله؟
قال: أصل عمل المولد الذى هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسر من القرآن ورواية الأخبار الواردة فى مبدأ أمر النبى صلى الله عليه وسلم وما وقع فى مولده من الآيات، ثم يمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التى يثاب عليها صاحبها، لما فيه من تعظيم قدر النبى صلى الله عليه وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف.
وقال أحد الجهلة: لا أعلم لهذا المولد أصلا فى كتاب ولا سنة. فرد عليه السيوطى بقوله {نفى العلم لا يلزم منه نفى الوجود} مبينا أن إمام الحفاظ أبا الفضل ابن حجر قد استخرج له أصلا من السنة، وقد استخرج السيوطى أصلا ثانيا موضحا أن البدعة المذمومة هى التى لا تدخل تحت دليل شرعى فى مدحها أما إذا تناولها دليل المدح فليست مذمومة.
وروى البيهقى عن الإمام الشافعى رضي الله عنه قال: المحدثات من الأمور ضربان:
أحدهما: أحدث مما يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو إجماعا فهذه البدعة الضلالة.
والثانى: ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد وهذه محدثة غير مذمومة، وقد قال الإمام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فى قيام شهر رمضان نعم البدعة هذه، يعنى أنها محدثة لم تكن، وإذا كانت فليس فيها رد لما مضى.
وقال الحافظ السيوطى: وعمل المولد ليس فيه مخالفة لكتاب ولا سنة ولا أثر ولا إجماع، فهى غير مذمومة كما فى عبارة الشافعى، وهو من الإحسان الذى لم يعهد فى العصر الأول، فإن إطعام الطعام من البدع المندوبة كما عبر عنه سلطان العلماء العز بن عبد السلام.
وأصل الاجتماع لإظهار شعار المولد مندوب وقربى، لأن ولادته أعظم النعم علينا والشريعة حثت على إظهار شكر النعم، وهذا ما رجحه ابن الحاج فى {المدخل} حيث قال: لأن فى هذا الشهر مَن الله تعالى علينا بسيد الأولين والآخرين، فكان يجب أن يزاد فيه من العبادات والخير وشكر المولى على ما أولانا به من النعم العظيمة.
ومن هذا الوجه يكون الإحتفال بأداء الركن الأول من الإسلام له الأولوية على الإحتفال بأداء أى ركن آخر وذلك لوجوب إجلاله وتعظيمه صلى الله عليه وسلم كما أمرنا سبحانه فى الآية الكريمة ﴿وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ﴾ الفتح 9.
وعن أصل الاحتفال بالمولد والذى خرج عليه الحافظ ابن حجر العسقلانى فى عمله هو ما ثبت فى الصحيحين وما أخرجه الشيخان من أن النبى صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسألهم فقالوا: هذا يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى فنحن نصومه شكرا لله تعالى، قال الحافظ: فيستفاد منه فعل شكر الله على ما مَن به فى يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة، ويعاد ذلك اليوم من كل سنة، والشكر يحصل بأنواع العبادات كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة، وأى نعمة أعظم من نعمة ولادة النبى صلى الله عليه وسلم نبى الرحمة فى ذلك اليوم؟
وأراد النبى صلى الله عليه وسلم للمسلمين يومين عيد مثلهما، فجعل الله عيد الفطر وعيد الأضحى فرح وبهجة على الصغير والكبير .. والقياس يعطى الأولوية فى الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم على الاحتفال بالعيدين وذلك لأن عيد رمضان سببه انقضاء صوم رمضان فيحتفل المسلمون بأول شوال نظرا لأنهم أدوا عبادة عظيمة وهى الصوم، والعيد الثانى صبيحة يوم عرفة لأن الحج عرفة فيكون اليوم الثانى لعرفة عيد وذلك لإتمام الفريضة.
وكل من رمضان وعرفة لم يخرجا عن كونهما ركنين أساسيين من أركان الإسلام، وهما فى الرتبة بلا شك دون الشهادتين كما هو مبين بالكتاب والسنة وعليه إجماع الأمة، ولم تكن احدى الفريضتين من أركان الإيمان مباشرة كالنبوة، ولم يعرف أحد فرضا أو سنة إلا بفضل الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم .. فكان الاحتفال بمولده أولى من الاحتفال بالعيدين.
ويؤكد الحافظ ابن حجر على مظاهر ذلك الاحتفال فيقول: فينبغى أن نقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم ذكره من التلاوة والإطعام وإنشاد شئ من المدائح النبوية والزهدية المحركة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخرة وما كان مباحا بحيث يقتضى السرور بذلك اليوم لا بأس بإلحاقه به.
وقد احتفل صلى الله عليه وسلم بمولده وأشار إليه، فقد أخرج الإمام مسلم عن أبى قتادة الأنصارى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل عن صوم يوم الاثنين فقال صلى الله عليه وسلم (ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ وَيَوْمٌ بُعِثْتُ أَوْ أُنْزِلَ عَلَىَّ فِيهِ).
بل جاء الخبر أن أبا لهب يخفف عنه العذاب كل يوم اثنين لأنه أعتق جاريته ثويبة حينما بشرته بولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعتقه لثويبة، فقد أخرج البخارى فى صحيحه عن عروة بن الزبير رضي الله عنه قال: ثُوَيْبَةُ مَوْلاةٌ لأَبِى لَهَبٍ كَانَ أَبُو لَهَبٍ أَعْتَقَهَا فَأَرْضَعَتْ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا مَاتَ أَبُو لَهَبٍ أُرِيَهُ بَعْضُ أَهْلِهِ بِشَرِّ حِيبَةٍ قَالَ لَهُ مَاذَا لَقِيتَ؟ قَالَ أَبُو لَهَبٍ لَمْ أَلْقَ بَعْدَكُمْ خَيْراً غَيْرَ أَنِّى سُقِيتُ فِى هَذِهِ بِعَتَاقَتِى ثُوَيْبَةَ. وشر حيبة أى: شر حالة.
وذكر الحافظ السيوطى عن إمام القراء الحافظ شمس الدين بن الجزرى من كتابه {عرف التعريف بالمولد الشريف} قوله: إنه صح أن أبا لهب يخفف عنه العذاب فى النار كل ليلة اثنين لإعتاقه ثويبة عندما بشرته بولادة النبى صلى الله عليه وسلم.
فإذا كان أبو لهب جوزى بفرحه ليلة مولده صلى الله عليه وسلم فما حال المسلم حين يحتفل بمولده ويبذل ما تصل إليه قدرته فى محبته؟ لعمرى كيف يفكرون.
وقد أنشد الحافظ شمس الدين الدمشقى فى كتابه {مورد الصادى فى مولد الهادى}:
إذا كان هذا كافرا جاء ذمه ......... وتبت يداه فى الجحيم مخلدا
أتى أنه فى يوم الاثنين دائما........ يخفف عنه للسرور بأحمدا
فما الظن بالعبد الذى كان عمره ...... بأحمد مسرورا ومات موحدا؟

ويستدل بقوله تعالى ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ الله﴾ِ إبراهيم 5، فلا شك أن مولد النبى صلى الله عليه وسلم من أيام الله فيكون الاحتفال به ما هو إلا تطبيقا لأمر الله، فهل تطبيق أمر الله بدعة أم فرض إلهى؟! وبنص القرآن حتى ولو لم يكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعن عدم احتفال الصحابة بالمولد النبوى الشريف يقول الدكتور عبد الحليم محمود:
ولا يعنى ترك السلف لهذا العمل الصالح مخالفته للشرع، لأن السلف الصالح كان عندهم من اليقظة الدينية وحب النبى الكريم ما يغنيهم عن التذكير بيوم مولده صلى الله عليه وسلم للاحتفال، وعلى هذا فالاحتفال بالمولد سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها وذلك لأن له أصولا ترشد إليه وأدلة صحيحة تسوق إليه، استنبط منها العلماء وجه مشروعيته.
ونحن نحتفل بمولده صلى الله عليه وسلم لأننا نحبه، ولم لا نحبه وقد أحبه كل الكائنات، فهذا الجذع وهو جماد أحب النبى صلى الله عليه وسلم وتعلق به واشتاق إلى قربه الشريف صلى الله عليه وسلم ، بل وبكى بكاءً شديدًا تشوقا للنبى صلى الله عليه وسلم ، وقد تواتر هذا الخبر وصار العلم به محتم .. فقد ذكر ابن خزيمة فى صحيحه والدارمى فى سننه والطحاوى فى مشكل الآثار عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه : أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَيُسْنِدُ ظَهْرَهُ إِلَى جِذْعٍ مَنْصُوبٍ فِى الْمَسْجِدِ فَيَخْطُبُ النَّاسَ فَجَاءَهُ رُومِىٌّ فَقَالَ أَلا أَصْنَعُ لَكَ شَيْئًا تَقْعُدُ عَلَيْهِ وَكَأَنَّكَ قَائِمٌ فَصَنَعَ لَهُ مِنْبَرًا لَهُ دَرَجَتَانِ وَيَقْعُدُ عَلَى الثَّالِثَةِ فَلَمَّا قَعَدَ نَبِىُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى ذَلِكَ الْمِنْبَرِ خَارَ الْجِذْعُ كَخُوَارِ الثَّوْرِ حَتَّى ارْتَجَّ الْمَسْجِدُ حُزْنًا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَنَزَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ الْمِنْبَرِ فَالْتَزَمَهُ وَهُوَ يَخُورُ فَلَمَّا الْتَزَمَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَكَنَ ثُمَّ قَالَ (أَمَا وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْ لَمْ أَلْتَزِمْهُ لَمَا زَالَ هَكَذَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) حُزْنًا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَدُفِنَ.
ومما سبق ذكره من أقوال الأئمة كابن حجر وابن الجوزى والسيوطى وغيرهم يتبين لنا حال الأمة من القرن الثالث الهجرى باستحباب الاحتفال بالمولد الشريف وأن يكون الاحتفال بما ذكر من تلاوة القرآن والذكر وإطعام الطعام والإنشاد، ولا عبرة بمن شذ عن هذا الإجماع العملى للأمة وأقوال هؤلاء الأئمة، وليس ذلك الاحتفال بكثير على النبى صلى الله عليه وسلم الرحمة المهداة حبيب رب العالمين، ولله در صاحب البردة حين قال:
فهو الذى تم معناه وصورته ........... ثم اصطفاه حبيبا بارئ النسم
منزه عن شريك فى محاسنه .......... فجوهر الحسن فيه غير منقسم
دع ما ادعته النصارى فى نبيهم ....... واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف.......وانسب إلى قدره ما شئت من عظم
فإن فضـل رسـول الله ليـس له ........ حـد فيعرب عنـه نـاطق بفـم

وما ورد فى كتب السيرة أن السيدة آمنة بنت وهب قالت:
لما مر بى من حمله ستة أشهر مات أبوه عبد الله وآتانى آت فى المنام فوكزنى وقال: يا آمنة أبشرى فقد حملت بخير العالمين طرا، فإذا ولدتيه فسميه محمدا واكتمى شأنك، فقالت رضي الله عنها : ما شكوت وجعا ولا ألما، ولقد حملت به تسعة أشهر، فلما حان وقت ولادتى أخذنى ما يأخذ النساء ولم يعلم بى أحد من قومى وكنت وحيدة فى الدار وعبد المطلب فى طوافه، فمددت كف السؤال إلى من لا تخفى عليه خافية، فإذا أنا بالأخت المواسية آسيا امرأة فرعون، ثم نظرت نورا أضاء منه المكان فإذا هى مريم ابنة عمران، ثم شاهدت وجوها كالبدور فإذا جماعة من الحور، فاشتد بى الطلق ثم أعاننى عالم الغيب والشهادة على تسهيل الولادة، فوضعت الحبيب معتمدا على يديه شاخصا إلى السماء بعينيه، فحنت آسيا عليه وبادرت مريم إليه وقبلت الحور يديه، ثم نزل إلى المنزل جبريل وحف به ميكائيل وإلى خدمته إسرافيل، أخفوه عن الأبصار وطافوا به جميع الأقطار، ثم أخذته آسيا لتكحله فوجدته مكحولا، وأرادت مريم قطع سرته فوجدته مقطوع السرة، وطيبته الملائكة، ثم قيل لأمه لا تدع أحد ينظر إليه حتى تنقضى زيارة الملائكة المقربين له.
وصدق من قال: اهتز العرش طربا وزها الكرسى عجبا ومُنعت الجن من السماء وضجت الملائكة بالتسبيح ونشرت الرياح وأبدت سحبا ونودى فى الكائنات من جميع الجهات {أهلا وسهلا ومرحبا}.
ومما ورد فى الأثر:
أنه لما أراد الله عز وجل خلق الموجودات وخفض الأرض ورفع السموات قبض قبضة من نوره وقال لها: كونى محمدا فصارت عمودا من نور وأشرق حتى انتهى إلى حجاب العظمة فسجد وقال الحمد لله، فقال الله تبارك وتعالى: لهذا خلقتك وسميتك محمدا، منك أبدأ الخلق وبك أختم الرسل، ثم خلق الله من ذلك النور اللوح والقلم ثم قال تعالى للقلم: اكتب، فارتعد القلم ألف سنة من الهيبة الإلهية ثم قال: يارب وما أكتب؟ قال: اكتب لا إله إلا الله محمد رسول الله، فلما كتب القلم ذلك اهتدى إلى علم الله تعالى فكتب عن كل أمة باسم نبيها ورسولها {من أطاع دخل الجنة ومن عصى دخل النار} فلما وصل القلم فى الكتابة عن أمة النبى محمد صلى الله عليه وسلم قال {من أطاع أدخله الله الجنة} وأراد أن يكتب {ومن عصى الله أدخله النار} وإذا بالنداء الإلهى للقلم تأدب، فانشق القلم، فقال الحق: اكتب {أمة مذنبة ورب غفور} ثم بعد ذلك خلق الله آدم من الأرض وركب فيه نور النبى صلى الله عليه وسلم ثم أمر الله سيدنا آدم أن تطهر وسبح وقدس واغش زوجتك على طهارة منك ومنها فإنى مخرج منكما نورى، ففعل آدم ما أمره به ربه، فنقل الله ذلك النور إلى حواء فكان يُرى فى جبهتها دارة كدارة الشمس، فلما وضعت شيثا عليه السلام انتقل النور إلى جبينه وأخذ ينتقل من طيب إلى طاهر حتى وصل إلى عبد الله والده صلى الله عليه وسلم ، فلما أراد الله إخراج تلك الوديعة من خزائن الأصلاب الرفيعة إلى كنز أحشاء السيدة آمنة نودى فى جميع الأرض والسموات يا عرش تبرقع بالوقار، يا كرسى تذرع بالفخار، يا سدرة المنتهى ابتهجى، يا جنان تزخرفى، يا حور من القصور اشرفى، يا ملائكة الله اصطفى وتمنطقى بالعرش، يا رضوان افتح أبواب الجنان وزين الحور والولدان وأطلق مجارى الطيب وعطر الأكوان، يا مالك أغلق أبواب النيران، فإن النور المكنون والسر المصون المخزون فى خزائن قدرتى فى هذه الليلة من عبد الله ينفصل وإلى آمنة يتصل وإلى أحشائها فى هذه الساعة ينتقل.
وكان ذلك عشية يوم الجمعة أول ليلة من رجب الفرد ولم يبق فى تلك الليلة دار ولا مكان إلا ودخله نور، ولا دابة إلا نطقت وقالت: حمل برسول الله صلى الله عليه وسلم ورب الكعبة وهو أمان الدنيا وسراج أهلها.
وإلى هنا نقف سويا ونكمل المسيرة فى الحديث القادم لأن الوقت داهمنا والراحة أخذت النفوس واشتاقت الأرواح إلى اللقا لأن القول فيهم راحة كما قال الإمام فخر الدين رضي الله عنه:
لا شَكَّ أَنَّ الْقَوْلَ فِيهِمْ رَاحَةٌ فَارْغَبْ إِلَيْهِمْ لا تَكُنْ كَاللاعِبِ
محمد المصرى

المصدر
http://newdesign.almagalla.info/NewsInfo.aspx?id=56
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خادمة الحبيب المصطفى




عدد المساهمات : 937
تاريخ التسجيل : 22/10/2012

المجلة عدد يناير 2013 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلة عدد يناير 2013   المجلة عدد يناير 2013 Icon_minitimeالإثنين أغسطس 26, 2013 6:07 pm

خُدعوا

هل نور النبى أول شىء خلقه الله؟
يحاول بعض الناس أما عمدا أو جهلا أن يخدعوا أنظار المسلمبن عما كان عليه السلف الصالح ويدعون معرفتهم ويتسببون فى حيرة الناس حتى أنهم ليتسائلون:
هل نور النبى صلى الله عليه وسلم أول شىء خلقه الله؟

نقول والله الموفق والمعين:
ينكر الجاهلون هذه الحقيقة مستدلين بالآيات الشريفة التى توصف بشريته صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وذلك لقصور فهمهم وسطحية فكرهم وعدم تعمقهم فى الدين وعدم تدبرهم لكلام الله عز وجل حيث القلوب مغلقة، وفى ذلك يقول المولى تبارك وتعالى ﴿أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ محمد 24، فالقرآن لا يُتدبر إلا بالقلب النظيف المفتوح والمستعد لقبول فيوضات الله تعالى من المعانى العالية الحقيقية التى يعيها أولى الألباب، الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم وذلك لأن هذه المعانى لا تتنزل إلا على أوعية نظيفة، هذه الأوعية هى القلوب العامرة بذكر الله تعالى التى تطهرت وانجلى عنها الصدأ بذكر الله واستغفاره، ونتسآل هل يستوى الحجر الجيرى مع الأحجار الكريمة؟
ألم يعلموا من القرآن والسنة النبوية الشريفة غير أنه صلوات ربى وسلامه عليه بشر؟ فعندما قال المولى تبارك وتعالى ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَىَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ الكهف 110.
فهل كل البشر يوحى إليهم؟ بالطبع لا، كذلك الأنبياء معصومون فهل كل البشر معصومون؟ طبعاً لا، نفهم من ذلك أن المثلية ليست مطلقة فى كل شىء وإنما مقيدة، بخلاف أنه صلى الله عليه وسلم يمتاز عنا بالمعجزات كالإسراء والمعراج، ونزول الوحى ومواصلة الصيام ... الخ وهكذا لا يكون لبشر قدم معه صلوات ربى وسلامه عليه، ومع ذلك فالأدلة على أسبقية نوره كثيرة نسوق منها:
﴿قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ﴾ الزخرف 81، فى هذه الآية يقول الإمام ابن عجيبة فى الإشارة:
قل يا محمد: إن كان للرحمن ولد، على زعمكم فى عيسى والملائكة، فأنا أولى بهذه النسبة على تقدير صحتها؛ لأنى أنا أول مَن عبد الله فى سابق الوجود؛ لأن أول ما ظهر نورى، فعَبَد اللهَ سنين متطاولة؛ ثم تفرّعت منه الكائنات، ومَن سبق إلى الطاعة كان أولى بالتقريب، فلِمَ خصصتم الملائكة وعيسى بهذه النسبة، وأنا قد سبقتهم فى العبادة، بل لا وجود لهم إلا من نورى، لكن لا ولد له، فأنا عبد الله ورسوله.
قال سيدى الإمام جعفر الصادق: أول ما خلق الله نور محمد صلى الله عليه وسلم قبل كل شى، وأول مَن وحّد الله عزّ وجل من خلقه، دُرة محمد صلى الله عليه وسلم ، وأول ما جرى به القلم {لا إله إلا الله محمد رسول الله} قاله الورتجبى: ففى الآية إشارة إلى أسبقيته صلى الله عليه وسلم ، وأنه أول تجلٍّ من تجليات الحق، فمِن نوره انشقت أسرار الذات، وانفلقت أنوار الصفات، وامتدت من نوره جميع الكائنات. أهـ
فهو صلوات ربى وسلامه عليه أول من عبد الله فيقول المولى تبارك وتعالى قل لهم يا حبيبى يا سيد الرسل أنا أول من عبد الله تعالى فلم أجد له ولد.
وعن أسبقية نوره صلى الله عليه وسلم أخرج عبد الرزاق فى مسنده فى كتابه {جنة الخلد} عن جابر بن عبد الله الأنصارى قال: قلت: يا رسول الله بأبى أنت وأمى أخبرنى عن أول شىء خلقه الله تعالى قبل الأشياء: قال (يا جابر إن الله تعالى خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره، فجعل ذلك النور يدور بالقدرة حيث شاء الله تعالى ولم يكن فى ذلك الوقت لوح ولا قلم ولا جنة ولا نار ولا ملك ولا سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر ولا جن ولا إنس، فلما أراد الله أن يخلق الخلق قسم ذلك النور أربعة أجزاء، فخلق من الجزء الأول القلم، ومن الجزء الثانى اللوح، ومن الثالث العرش، ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء فخلق من الجزء الأول حملة العرش، ومن الثانى الكرسى، ومن الثالث باقى الملائكة، ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء فخلق من الجزء الأول السماوات، ومن الجزء الثانى الأراضين، ومن الجزء الثالث الجنة والنار، ثم قسم الجزء الرابع أربعة أجزاء فخلق من الأول نور أبصار المؤمنين، ومن الثانى نور قلوبهم وهى المعرفة بالله، ومن الثالث نور أنسهم وهو التوحيد: لا إله إلا الله محمد رسول الله، ثم نظر إليه فترشح النور عرقاً فتقطرت منه مائة ألف قطرة وعشرين ألفاً وأربعة آلف قطرة، فخلق الله من كل قطرة روح نبى ورسول، ثم تنفست أرواح الأنبياء فخلق الله من أنفاسهم أرواح الأولياء السعداء والشهداء والمطيعين من المؤمنين إلى يوم القيامة، فالعرش والكرسى من نورى، والكروبيين من نورى، والروحانيين من نورى، والجنة وما فيها من النعيم من نورى، والشمس والكواكب من نورى، والعقل والعلم والتوفيق من نورى، وأرواح الأنبياء والرسل من نورى، والسعداء والصالحون من نتاج نورى، ثم خلق آدم من الأرض وركب فيه النور وهو الجزء الرابع، ثم انتقل منه إلى شيث، وكان ينتقل من طاهر إلى طيب إلى أن وصل صلب عبد المطلب ومنه إلى وجه أمى آمنة، ثم أخرجنى إلى الدنيا فجعلنى سيد المرسلين وخاتم النبيين وقائد الغر المحجلين، هكذا بدء خلق نبيك يا جابر).
وعلى هذا النسق فقد قال صلى الله عليه وسلم (أنا من نور الله والمؤمنون من رشحات نورى) ويدلل على ذلك قوله تبارك وتعالى ﴿قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ • يَهْدِى بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ المائدة 15-16، وفى ذلك يقول العلامة الألوسى فى تفسيره روح المعانى:
قد جاءكم من الله نور أبرزته العناية الإلهية من مكامن العماء وكتاب خطه قلم البارى فى صحائف الإمكان، جامعاً لكل كمال، وهما إشارة إلى النبى صلى الله عليه وسلم ولذلك وحد الضمير فى قوله سبحانه ﴿يَهْدِى بِهِ اللهُ﴾ أى بواسطته ﴿مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ﴾ أى من أراد ذلك سبل السلام وهى الطرق الموصلة إليه عز و جل. أهـ
ومن ذلك أيضاً أنه صلى الله عليه وآله وسلم عندما سًئل: متى نبئت يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم:
(كنت نبياً وآدم منجدل فى طينته) رواه أحمد فى مسنده، وأبو نعيم فى دلائل النبوة، وابن الجوزى، والترمذى فى صحيحه، وحسنه بلفظ (وآدم بين الروح والجسد) راجع فى هذا المعنى {سبل الهدى والرشاد} للصالحى تحقيق الدكتور مصطفى عبد الواحد طبعة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية لجنة إحياء التراث.
وفى حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم (كنت نبياً وآدم بين الماء والطين) ومرة ثالثة قال صلى الله عليه وسلم (كنت نبياً ولا ماء ولا طين) وفى ذلك يقول ابن الربيع الشيبانى وأما الذى ورد على الألسنة بلفظ (كنت نبياً وآدم بين الماء والطين) فقال شيخنا يعنى محمد بن عبد الرحمن السخاوى: لم أقف عليه بهذا اللفظ فضلاً عن زيادة (وكنت نبياً ولا آدم ولا ماء ولا طين). أهـ
راجع تمييز الطيب من الخبيث فيما يدور على ألسنة الناس من الحديث 153، قال العجلونى: لم يوجد بهذا اللفظ لكن قال العلقمى فى شرح الجامع الصغير للسيوطى: حديث صحيح ص 132من شرح الجامع الصغير، والدليل المصحفى من كتاب الله على أسبقية نوره صلى الله عليه وسلم ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا • إِنَّا خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ الإنسان 1-2، فقد قال بعض المفسرين: أن المقصود بالإنسان فى هذه السورة هو سيدنا آدم عليه السلام ولكن رؤساء السادة الصوفية رضوان الله تعالى عليهم قالوا: أن سيدنا آدم عليه السلام لم يكن مخلوقاً من نطفة أمشاج ولذلك فإن المقصود بالإنسان فى هذه السورة هو الإنسان الكامل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وذلك مما يوضح أسبقية نوره صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحابته أجمعين.
جعلنا الله تعالى ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.. آمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محمد مقبول


المصدر
http://newdesign.almagalla.info/NewsInfo.aspx?id=57
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خادمة الحبيب المصطفى




عدد المساهمات : 937
تاريخ التسجيل : 22/10/2012

المجلة عدد يناير 2013 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجلة عدد يناير 2013   المجلة عدد يناير 2013 Icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 27, 2013 10:45 am

شريعة

مذهب الإمام مالك
كتاب الطهارة
من الطهارة (ملخص من المدونة)
(كتاب المدونة يعتبر شرح مفصل للمذهب المالكى)


18- باب فِى النفساء:
124- قَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ: كَانَ مَالِكٌ يَقُولُ فِى النُّفَسَاءِ: أَقْصَى مَا يُمْسِكُهَا الدَّمُ سِتُّونَ يَوْمًا ثُمَّ رَجَعَ عَنْ ذَلِكَ آخِرَ مَا لَقِينَاهُ، فَقَالَ: أَرَى أَنْ يُسْأَلَ عَنْ ذَلِكَ النِّسَاءُ وَأَهْلُ الْمَعْرِفَةِ فَتَجْلِسُ بَعْدَ ذَلِكَ.
125- قَالَ ابْنُ نَافِعٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِى بَكْرِ بْنِ عُمَرَ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ النُّفَسَاءِ كَمْ أَكْثَرُ مَا تَتْرُكُ الصَّلاةَ إذَا لَمْ يَرْتَفِعْ عَنْهَا الدَّمُ؟ فَقَالَ: تَتْرُكُ الصَّلاةَ شَهْرَيْنِ فَذَلِكَ أَكْثَرُ مَا تَتْرُكُ الصَّلاةَ ثُمَّ تَغْتَسِلُ وَتُصَلِّى، قَالَ: وَقَالَ مَالِكٌ فِى النُّفَسَاءِ: مَتَى مَا رَأَتْ الطُّهْرَ بَعْدَ الْوِلادَةِ وَإِنْ قَرُبَ فَإِنَّهَا تَغْتَسِلُ وَتُصَلِّى فَإِنْ رَأَتْ بَعْدَ ذَلِكَ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ أَوْ ثَلاثَةٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ دَمًا مِمَّا هُوَ قَرِيبٌ مِنْ دَمِ النِّفَاسِ كَانَ مُضَافًا إلَى دَمِ النِّفَاسِ وَأَلْغَتْ مَا بَيْنَ ذَلِكَ مِنْ الأَيَّامِ الَّتِى لَمْ تَرَ فِيهَا دَمًا، فَإِنْ تَبَاعَدَ مَا بَيْنَ الدَّمَيْنِ كَانَ الدَّمُ الْمُسْتَقْبَلُ حَيْضًا وَإِنْ كَانَتْ رَأَتْ الدَّمَ قُرْبَ دَمِ النِّفَاسِ كَانَتْ نُفَسَاءَ، فَإِنْ تَمَادَى بِهَا الدَّمُ أَقْصَى مَا تَقُولُ النِّسَاءُ إنَّهُ دَمُ نِفَاسٍ وَأَهْلُ الْمَعْرِفَةِ بِذَلِكَ كَانَتْ إلَى ذَلِكَ نُفَسَاءَ وَإِنْ زَادَتْ عَلَى ذَلِكَ كَانَتْ مُسْتَحَاضَةً.
126- قَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ: وَقَدْ كَانَ حَدَّ لَنَا قَبْلَ الْيَوْمِ فِى النُّفَسَاءِ سِتِّينَ يَوْمًا ثُمَّ رَجَعَ عَنْ ذَلِكَ آخِرَ مَا لَقِينَاهُ فَقَالَ: أَكْرَهُ أَنْ أَحُدَّ فِيهِ حَدًّا وَلَكِنْ يُسْأَلُ عَنْ ذَلِكَ أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ فَتُحْمَلُ عَلَى ذَلِكَ.
127- قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: سَأَلْنَا مَالِكًا عَنْ النُّفَسَاءِ كَمْ تَمْكُثُ فِى نِفَاسِهَا إذَا طَالَ بِهَا الدَّمُ حَتَّى تَغْتَسِلَ وَتُصَلِّى؟ قَالَ: مَا أَحُدُّ فِى ذَلِكَ حَدًّا وَقَدْ كُنْتُ أَقُولُ فِى الْمُسْتَحَاضَةِ قَوْلا، وَقَدْ كَانَ يُقَالُ لِى: إنَّ الْمَرْأَةَ لا تُقِيمُ حَائِضًا أَكْثَرَ مِنْ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا ثُمَّ نَظَرْتُ فِى ذَلِكَ فَرَأَيْتُ أَنْ أَحْتَاطَ لَهَا فَتُصَلِّى، وَلَيْسَ ذَلِكَ عَلَيْهَا أَحَبَّ إلَى مِنْ أَنْ تَتْرُكَ الصَّلاةَ وَهِى عَلَيْهَا فَرَأَيْتُ أَنْ تَسْتَظْهِرَ بِثَلاثٍ فَهَذِهِ الْمُسْتَحَاضَةُ أَرَى اجْتِهَادَ الْعَالِمِ لَهَا فِى ذَلِكَ سَعَةً، وَيُسْأَلُ أَهْلُ الْمَعْرِفَةِ بِهَذَا فَيَحْمِلُهَا عَلَيْهِ لأَنَّ النِّسَاءَ لَيْسَ حَالُهُنَّ فِى ذَلِكَ حَالا وَاحِدًا، فَاجْتِهَادُ الْعَالِمِ فِى ذَلِكَ يَسَعُهَا.
128- قَالَ: وَقَالَ مَالِكٌ فِى النُّفَسَاءِ: تَرَى الدَّمَ يَوْمَيْنِ وَيَنْقَطِعُ عَنْهَا يَوْمَيْنِ حَتَّى يَكْثُرَ ذَلِكَ عَلَيْهَا؟ قَالَ: تَلْغِى الأَيَّامَ الَّتِى لَمْ تَرَ فِيهَا الدَّمَ وَتَحْسُبُ الأَيَّامَ الَّتِى رَأَتْ فِيهَا الدَّمَ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ أَقْصَى مَا تَجْلِسُ لَهُ النِّسَاءُ مِنْ غَيْرِ سَقَمٍ ثُمَّ هِى مُسْتَحَاضَةٌ بَعْدَ ذَلِكَ.
129- قَالَ: وَتَرَكَ قَوْلَهُ فِى النِّفَاسِ أَقْصَاهُ سِتُّونَ يَوْمًا وَقَالَ تُسْأَلُ النِّسَاءُ عَنْ ذَلِك، قَالَ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ يُقَالُ: أَيُّمَا امْرَأَةٍ كَانَتْ تُهْرَاقَ الدِّمَاءَ عِنْدَ النِّفَاسِ ثُمَّ رَأَتْ الطُّهْرَ فَلْتَطْهُرْ وَلْتُصَلِّ فَإِنْ رَأَتْ دَمًا بَعْدَ ذَلِكَ فَلا تُصَلِّى مَا رَأَتْ دَمًا فَإِنْ أَصْبَحَتْ يَوْمًا وَهِى تَرَى الدَّمَ فَلا تَصُمْ فَإِنْ انْقَطَعَ عَنْهَا الدَّمُ إلَى صَلاةِ الظُّهْرِ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ فَلْتَطْهُرْ.
19- باب فِى الْمَرْأَةِ الْحَامِلِ تَلِدُ وَلَدًا وَيَبْقَى فِى بَطْنِهَا آخَرُ:
130- قَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ فِى الْمَرْأَةِ الْحَامِلِ: تَلِدُ وَلَدًا وَيَبْقَى فِى بَطْنِهَا آخَرُ فَلا تَضَعُهُ إلا بَعْدَ شَهْرَيْنِ وَالدَّمُ يَتَمَادَى بِهَا فِيمَا بَيْنَ الْوَلَدَيْنِ؟ قَالَ: يُنْتَظَرُ أَقْصَى مَا يَكُونُ النِّفَاسُ بِالنُّفَسَاءِ وَلِزَوْجِهَا عَلَيْهَا الرَّجْعَةُ، وَقَدْ قِيلَ فِيهَا: إنَّ حَالَهَا حَالُ الْحَامِلِ حَتَّى تَضَعَ الْوَلَدَ الثَّانِى، قُلْتُ: وَهَلْ تَسْتَظْهِرُ الْحَامِلُ إذَا رَأَتْ الدَّمَ وَتَمَادَى بِهَا بِثَلاثٍ كَمْ تَسْتَظْهِرُ الْحَائِضُ؟ قَالَ: مَا عَلِمْتُ أَنَّ مَالِكًا قَالَ فِى الْحَامِلِ تَسْتَظْهِرُ بِثَلاثَةٍ لا قَدِيمًا وَلا حَدِيثًا.
131- قَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ: وَلَوْ كَانَتْ الْحَامِلُ تَسْتَظْهِرُ عِنْدَهُ بِثَلاثٍ لَقَالَ إذَا رَأَتْ الْحَامِلُ الدَّمَ وَتَمَادَى بِهَا جَلَسَتْ أَيَّامَ حَيْضَتِهَا ثُمَّ اسْتَظْهَرَتْ.
132- قَالَ أَشْهَبُ: إلا أَنْ تَكُونَ اسْتَرَابَتْ مِنْ حَيْضَتِهَا شَيْئًا مِنْ أَوَّلِ مَا حَمَلَتْ هِى عَلَى حَيْضَتِهَا فَإِنَّهَا تَسْتَظْهِرُ، وَقَالَ مَالِكٌ فِى النُّفَسَاءِ: تَرَى الدَّمَ يَوْمَيْنِ وَالطُّهْرَ يَوْمَيْنِ فَتَمَادَى بِهَا هَكَذَا أَيَّامًا، قَالَ مَالِكٌ: إذْ انْقَطَعَ الدَّمُ اغْتَسَلَتْ وَصَلَّتْ وَجَامَعَهَا زَوْجُهَا وَإِذَا رَأَتْ الدَّمَ أَمْسَكَتْ عَنْ الصَّلاةِ حَتَّى تَبْلُغَ أَقْصَى مَا تَجْلِسُ إلَيْهِ النِّسَاءُ، قَالَ لِى أَشْهَبُ: وَقَدْ سَأَلْنَا مَالِكًا عَنْ الْحَامِلِ تَرَى الدَّمَ؟ قَالَ: هِى مِثْلُ غَيْرِ الْحَامِلَ تُمْسِكُ أَيَّامَ حَيْضَتِهَا كَمَا تُمْسِكُ الَّتِى هِى غَيْرُ حَامِلٍ قَالَ: ثُمَّ سَمِعْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ يَقُولُ: لَيْسَ أَوَّلُ الْحَمْلِ كَآخِرِهِ مِثْلُ رِوَايَةِ ابْنِ الْقَاسِمِ، قَالَ لِى أَشْهَبُ: وَالرِّوَايَةُ الأُولَى أَحْسَنُ مَا حَبَسَ الْحَمْلُ مِنْ حَيْضَتِهَا مِثْلَ الَّذِى حَبَسَ الرَّضَاعُ وَالْمَرَضُ وَغَيْرُ ذَلِكَ ثُمَّ تَحِيضُ فَإِنَّهَا تَقْعُدُ حَيْضَةً وَاحِدَةً.
133- الحامل ترى الدم فى حملها: قُلْتُ: أَرَأَيْتَ الْحَامِلَ تَرَى الدَّمَ فِى حَمْلِهَا كَمْ تُمْسِكُ عَنْ الصَّلاةِ؟ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: لَيْسَ أَوَّلُ الْحَمْلِ كَآخِرِهِ إنْ رَأَتْ الدَّمَ فِى أَوَّلِ الْحَمْلِ أَمْسَكَتْ عَنْ الصَّلاةِ وَمَا يُجْتَهَدُ لَهَا فِيهِ وَلَيْسَ فِى ذَلِكَ حَدٌّ، وَقَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ: إنْ رَأَتْ ذَلِكَ فِى ثَلاثَةِ أَشْهُرٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ تَرَكَتْ الصَّلاةَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا وَنَحْوَ ذَلِكَ فَإِنْ جَاوَزَتْ السِّتَّةَ أَشْهُرٍ مِنْ حَمْلِهَا ثُمَّ رَأَتْهُ تَرَكَتْ الصَّلاةَ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْعِشْرِينَ يَوْمًا أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ.
134- قَالَ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ وَابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أُمِّ عَلْقَمَةَ مَوْلَاةِ عَائِشَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا سُئِلَتْ عَنْ الْحَامِلِ تَرَى الدَّمَ أَتُصَلِّى؟ قَالَتْ: لَا تُصَلِّى حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهَا الدَّمُ، قَالَ ابْنُ وَهْبٍ: وَأَخْبَرَنِى رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ وَرَبِيعَةَ بْنِ أَبِى عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَابْنِ أَبِى سَلَمَةَ مِثْلَهُ، وَقَالَهُ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، وَقَالَ مَالِكٌ: وَإِذَا طَالَ عَلَيْهَا الدَّمُ فَهِى بِمَنْزِلَةِ الْمُسْتَحَاضَةِ تُصَلِّى وَذَلِكَ أَحْسَنُ مَا سَمِعْتُ، قَالَ ابْنُ وَهْبٍ وَقَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ وَقَالَ رَبِيعَةُ بْنُ أَبِى عَبْدِ الرَّحْمَنِ: لَا تُصَلِّى بِدَمِ الْوَلَدِ لَا قَبْلُ وَلَا بَعْد، قَالَ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ مُضَرَ قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: إذَا رَأَتْ الْحَامِلُ الدَّمَ أَوْ الصُّفْرَةَ أَوْ الْكُدْرَةُ لَمْ تُصَلِّ حَتَّى يَنْقَطِعَ ذَلِكَ عَنْهَا، وَقَدْ بَلَغْنَا عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا كَانَتْ تُلَقِّنُ بِذَلِكَ النِّسَاءَ، وقَالَ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ قَالَ فِى الْمَرْأَةِ: تَرَى الصُّفْرَةَ أَوْ الْكُدْرَةَ أَوْ كَالْغُسَالَةِ؟ قَالَ: لَا أَرَى مَا دَامَتْ تَرَى مِنْ التَّرِيَّةِ شَيْئًا إنْ كَانَتْ التَّرِيَّةُ عِنْدَ الْحَيْضَةِ أَوْ الْحَمْلِ.



المصدر
http://newdesign.almagalla.info/NewsInfo.aspx?id=59
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المجلة عدد يناير 2013
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المجلة عدد يناير 2012
» المجلة عدد يناير 2014
» المجلة عدد يوليو 2013
» المجلة عدد أغسطس 2013
» المجلة عدد سبتمبر 2013

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
!¨°o:[[ منتديات القـصـــــــــــــواء]]: o°¨! :: ! الدين الاسلامي القويم ! :: المجلة الاعداد الشهرية - almagalla issue-
انتقل الى: