مقدمه عامه فى زياره القبور

بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين سيدنا و مولانا محمد الفاتح لما اغلق و الخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق و الهادى الى صراطك المستقيم و على اله حق قدره و مقدراه العظيم أما بعد ......

فهذه مقدمه عامه لموضوع كثر فيه اللغط من قبل من يعرف و من لا يعرف و من قبل العالم و الجاهل و استغل هذا الموضوع اشخاص استحلوا تكفير المسلمين و استباحوا دمائهم و اعراضهم بزعم انهم كفروا بالله او خرجوا عن ملة الاسلام و العياذ بالله فقاموا بأصدار الفتاوى و عقد اللجان لاستصدار فتاوى بتكفير هؤلاء الذين يزورون القبور و الاضرحه و عقدوا كل هممهم لتكفير المسلمين و محاوله النيل من عقيدتهم و الاطاحه بكل قيمه عندهم و اعتبروا انفسهم هم الفرقه الوحيده الناجيه و اما باقى المسلمين فهم كافرون ولا يصح لهم ان يتعاملوا معهم كما سمعنا من بعضهم و هو رجل يشار اليه بالبنان و بالعلم و الحقيقه انه رجل مفتون فى دينه ولا أقل أن يقال عنه انه رجل أضله الله على علم يقول ان المشركين فى العهد الاول أكثر توحيدا من مسلمى هذا العصر و أستدل هذا المخبول بظاهر قوله تعالى (و لئن سألتهم من خلق السماوات و الارض ليقولن الله) و أعتقد هذا المأفون انهم هكذا أصبحوا موحدين و مؤمنين بالله أكثر من المسلمين فى هذا العصر الذين يزورون القبور و الاضرحه للأولياء و غيرهم و يجيزون التوسل بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم و هكذا رأينا فتاوى التكفير و التبديع و التضليل منتشره فى العالم الاسلامى من كل مفتون فى دينه ولا علم له حتى بكيفيه الاستنجاء من بوله حفظنا الله و اياكم من هذا الخبل.

فأذا علمت ما قلته فأقول و بالله التوفيق كان العرب في الجاهلية يتبارون في إلقاء الخطب والقصائد. والمبالغة في المدح وذكر المفاخر على قبور الموتى، مغالين في ذكر مناقبهم ومحاسنهم. وتعديد صفاتهم وأعمالهم وكثيرا ما كان المادحون يخرجون في مدائحهم عن حد الوصف البشري، وأحيانا كانوا في مرثاتهم يبكون ويتباكون على موتاهم في جزع يخرجهم عن حد الوعي. ويزيحهم عن حد الصواب في التفاخر بالقبائل والعشائر فأنزل الله في كتابه العزيز قوله عز وجل:


ولما كان هذا حالهم. وكان الإسلام مازال حديثا. نهى النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين عن زيارة القبور لقرب عهدهم بالإسلام، وتأثرهم بما يحملونه من بقايا صفات جاهلية قد تبرز مرة أخرى بسبب الزيارة للقبور عند رؤيتهم لمن بقوا على كفرهم وضلالهم وهم يتفاخرون بالأحساب والأنساب ولربما يساق المسلمون إلى هذا الفعل الشنيع الذي معه يظهر الجزع من قضاء الله وقدره. ولذلك نهوا عن زيارتها، حتى قطعوا في الإسلام شوطا كبيرا، وساروا على طريقه مدى بعيدا في صدق وإخلاص مما طمأن النبي صلى الله عليه وسلم. على ثبات العقيدة في نفوسهم. وأنهم قد أصبحوا يميزون بين الطيب والخبيث وصاروا على بينة من أمر دينهم. فأذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم في زيارة القبور طلبا للعظة والعبرة وتذكر الآخرة والدعاء والاستغفار للأموات.

1. روي مسلم وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه. فبكى وأبكى من حوله. فقال: "استأذنت ربي في أن استغفر لها. فلم يأذن لي. واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي. فزورا القبور فإنها تذكر الموت"
2. وروى أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن فيها عبرة"
3. وروى ابن ماجة بإسناد صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروا القبور. فإنها تزهد في الدنيا وتذكر الآخرة"

4. وروى الترمذي عن ابن بريدة عن أبيه رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور فقد أذن لمحمد في زيارة قبر أمه. فزوروها فإنها تذكر الآخرة" (قال الترمذي: حديث حسن صحيح)

فمن هذه الأحاديث الشريفة أذن الشارع للمسلمين بزيارة القبور لتحقيق الهدف الذي دعت إليه وهو: الزهد في الدنيا والإقبال على الآخرة، وتذكر الموت والاستعداد له، والدعاء للموتى والاستغفار لهم. ثم هي ترقق القلب وتزيد من عزم الإنسان على طاعة ربه عز وجل.
فهذه مقدمه بسيطه و موجزه خشية الا طاله عليكم و نتبعها بسلسله طيبه ان شاء الله فيها حكم زياره القبور و الاضرحه و زياره الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم على حلقات تسهيلا للقارىء و نشرا للفائده و النفع ان شاء الله تعالى

الاخ الكريم / الفقير
جزاكم الله كل خير وبركة ونور على المجهود الرائع
زادك الله علما وفهما وادبا وحبا
وجمعنا الله واياكم على حوض الرسول الكريم
صلى الله عليه واله وسلم